4 جوانب لتوظيف نظم الذكاء الصناعي في قطاع الأعمال

استراتيجيات للتمتع بمزاياها

4 جوانب لتوظيف نظم الذكاء الصناعي  في قطاع الأعمال
TT
20

4 جوانب لتوظيف نظم الذكاء الصناعي في قطاع الأعمال

4 جوانب لتوظيف نظم الذكاء الصناعي  في قطاع الأعمال

قبل الغوص في كيفية تطبيق «الذكاء الصناعي» في قطاع الأعمال، يجب بداية أن نفهم مصطلح «الذكاء الصناعي» جيداً؛ إذ ينطوي المصطلح نفسه على تطبيق واسع للمعنى، ولكنه يعود في الأساس إلى برامج الكومبيوتر التي تنخرط في النشاطات البشرية الأساسية، كالتخطيط والتعلم وحتى حل المسائل.

أنواع الذكاء الصناعي
نتفاعل كثيراً في حياتنا اليومية مع نظم «الذكاء الصناعي» التي تتعدد استعمالاتها في الأعمال، وقد شهد استخدامها في السنوات الأخيرة تحليقاً صاروخياً حتى بات يدخل في كل صناعة مهمة.
تجدون اليوم الذكاء الصناعي في الأعمال والمشاريع على اختلاف أحجامها وأنواعها ومجالاتها التي تتنوّع بين مجالات العناية الصحية، والقطاع المالي، وصناعة المركبات. ويعدّ النجاح الذي حقّقته السيّارات الآلية مثالاً رائعاً على تحسّن الذكاء الصناعي مع الوقت.
ولتحديد نوع الذكاء الصناعي الذي يناسب أعمالكم، عليكم أن تفهموا المصطلحات التّالية:
> «التعلم الآلي (Machine Learning)»: هو النّوع الأكثر استخداماً من الذكاء الصناعي في الأعمال. تتمثّل الوظيفة التقنية للتعلّم الآلي في معالجة كمٍّ هائل من البيانات بسرعة قياسية. وتتمتّع الخوارزميات المستخدمة في هذا المجال بمزايا فريدة.
> «التعلم العميق (Deep Learning)»: يتمتع هذا النوع من الذكاء الصناعي بنوعٍ من الخصوصية. ولكن الفارق الأبرز هنا هو أن التعلّم العميق يُستخدم أكثر في التفكير غير الخطّي من خلال الاعتماد على شبكات عصبية لمعالجة التعلّم الآلي.
الآن وقد أصبحتم تعرفون أكثر أنواع الذكاء الصناعي استخداماً في الأعمال، فلنتحدّث عن سبب اعتبار الذكاء الصناعي استراتيجية فاعلة في هذا المجال.

الذكاء الصناعي والأعمال
1- لماذا يجب أن تستخدموا الذكاء الصناعي في عملكم؟ لا تعدّ الأحاديث والتنبؤات حول سيطرة الذكاء الصناعي على الأعمال أمراً جديداً؛ ففي عام 2018 أظهر استطلاع أجرته شركة «غارتنر سي آي أو» أن 4 في المائة فقط من مجمل الشركات المستطلعة استثمرت وطبقت حلول الذكاء الصناعي في عملياتها.
صحيح أن سنوات قليلة فقط مرّت على هذا الاستطلاع، ولكن هذا الرقم اختلف كثيراً اليوم بشكل مفاجئ، أو ربّما غير مفاجئ، فقد أشار تقرير لشركة «بي دبليو سي» إلى أن مساهمة الذكاء الصناعي في الاقتصاد العالمي قد تنمو إلى نحو 16 تريليون دولار بحلول عام 2030.
إذا كنتم لا تملكون حلولاً تستخدم الذكاء الصناعي بعد، فلا داعي للهلع. ولكن سيكون من الجيد أن تبدأوا التخطيط لاستعمال الذكاء الصناعي في عملياتكم التجارية أو الصناعية.

استراتيجيات التطبيق
ستتعرفون فيما يلي إلى أفضل الممارسات والاستراتيجيات لتطبيقها:
2- فهم احتياجات العمل: قبل المبادرة إلى تنفيذ أي عملية تعتمد على الذكاء الصناعي في عملكم، فأنتم بحاجة لامتلاك فهم منطقي للمجالات التي تحتاجون فيها إلى هذه التقنية. يساعدكم هذا الفهم على استخدام التقنية الصحيحة والنجاح أخيراً في أتمتة وتسهيل العملية بشكل فعّال.

إن أفضل ما يمكن أن تفعلوه في هذه الحالة هو تقليل الضرر من خلال الانطلاق بخطوات صغيرة. علاوة على ذلك، عند مواجهة هذه المخاطر، يمكنكم أن تضعوا سجلاً بالبيانات السلبية ليساعدكم في تفادي تكرار الأخطاء في المستقبل.
4- البحث عن خدمات ذكاء صناعي غير باهظة الثمن: لنكن واقعيين! يعدّ الذكاء الصناعي سوقاً سريعة التقدّم وتقنية سريعة النموّ. ولكنّ العثور على مطوّري الذكاء الصناعي ليس سهلاً؛ لأنّهم قليلون، وحتى لو استطعتم الحصول على أحدهم، فسيكلفكم الكثير.
وهذا ليس كل شيء! لتدريب التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الصناعي واستخدامها، يحتاج هؤلاء المطورون إلى بنية تحتية كومبيوترية قوية مكلفة جداً.
قد لا يشكّل هذا الأمر مشكلة بالنسبة للشركات الكبرى والمهيّأة، ولكنه سيسبب متاعب كثيرة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. إذن، ما حل هذه المشكلة؟
يوجد كثير من خدمات الذكاء الصناعي القادرة على التعامل مع جميع الأعمال دون الحاجة إلى توظيف مطورين مختصين بالذكاء الصناعي، أو بناء بنية تحتية من الصفر. ننصحكم بالعثور على أحدها واستخدامها لتسريع عملية إدخال الذكاء الصناعي في عملكم.
عندما تعيش إحدى الشركات تغييراً كبيراً، يلعب الأشخاص الصحيحون والثقافة الصحيحة دوراً مهماً في إتمام عملها بفاعلية. الأمر نفسه يحصل عندما توظفون بنية تحتية للذكاء الصناعي في عمليات الأعمال.
يدرك الجميع أن تأسيس الثقافة الصحيحة وتوظيف أفضل المهارات يتطلبان قدراً كبيراً من الوقت والمصادر، ومع ذلك، فستشعرون بأن الصعوبات التي واجهتموها كانت تستحق العناء عندما تستقيم أعمالكم وتشهد تحولاً بفضل أحدث التقنيات.

* الشريك المؤسس ومدير التكنولوجيا التنفيذي
في شركة «تيك ريفول»
* خدمات «تريبيون ميديا»



«نوكيا»: السعودية ستكون رائدة عالمياً في نشر شبكات «الجيل السادس»

تهدف مبادرات مثل «النطاق العريض اللاسلكي» إلى ضمان اتصال سلس وعالي السرعة للمستخدمين في جميع أنحاء المملكة (شاترستوك)
تهدف مبادرات مثل «النطاق العريض اللاسلكي» إلى ضمان اتصال سلس وعالي السرعة للمستخدمين في جميع أنحاء المملكة (شاترستوك)
TT
20

«نوكيا»: السعودية ستكون رائدة عالمياً في نشر شبكات «الجيل السادس»

تهدف مبادرات مثل «النطاق العريض اللاسلكي» إلى ضمان اتصال سلس وعالي السرعة للمستخدمين في جميع أنحاء المملكة (شاترستوك)
تهدف مبادرات مثل «النطاق العريض اللاسلكي» إلى ضمان اتصال سلس وعالي السرعة للمستخدمين في جميع أنحاء المملكة (شاترستوك)

في خطوة بارزة تؤكد التزام المملكة العربية السعودية بالتحول الرقمي، أعلنت «نوكيا» و«أيسس (ACES)» شراكةً استراتيجيةً طويلة الأمد لتعزيز تغطية الشبكة في مكة المكرمة؛ بهدف توفير اتصال سلس لملايين الحجاج والمقيمين والشركات، مع تحسين كفاءة الشبكة واستدامتها. تعكس هذه الشراكة الأهمية المتزايدة للبنية التحتية المتقدمة للاتصالات في دعم الأجندة الرقمية الطموحة للمملكة تماشياً مع «رؤية 2030».

تسعى «نوكيا» إلى تعزيز الاتصال للحجاج والمؤسسات مع تقليل استهلاك الطاقة (واس)
تسعى «نوكيا» إلى تعزيز الاتصال للحجاج والمؤسسات مع تقليل استهلاك الطاقة (واس)

مركز للاتصال والابتكار

تعدّ منطقة مكة المكرمة وجهةً لملايين الحجاج سنوياً، مما يجعلها واحدةً من أكثر المناطق ازدحاماً وحركة مرور في العالم. كما يعدّ توفير اتصال موثوق ليس أمراً بسيطاً. تسعى كل من «نوكيا» و«أيسس» إلى تقديم حل داخلي نشط «مفتوح الواجهة الأمامية» لأول مرة، مصمم لتعزيز تغطية الشبكة الداخلية والخارجية في هذه المنطقة شديدة الازدحام.

يسمح هذا الحل المبتكر لثلاثة من مزودي خدمات الاتصال في المملكة (زين، وموبايلي، وإس تي سي) بالعمل على بنية تحتية شبكية مشتركة، مما يحسِّن التغطية بشكل كبير مع تقليل التكاليف. وقد تم تصميم الحل للمناطق ذات الكثافة العالية، حيث يقلل من استهلاك المساحة والطاقة، مما يجعله مثالياً لمتطلبات مكة الفريدة.

يقول هيثم بابا، رئيس شبكات الهواتف الجوالة السعودية في «نوكيا» إن التعاون مع «أيسس» يوفر حلاً عالي السعة ورائداً في الصناعة؛ ما يعزز كفاءة الشبكة مع تقليل التكاليف. ويضيف: «سيضمن هذا الحل الداخلي القابل للمشاركة اتصالاً فائقاً للمستخدمين النهائيين في مكة وما بعدها».

لا يقتصر هذا على الاتصال فحسب، بل يتعلق أيضاً بالاستدامة والقابلية للتوسُّع. من خلال معالجة فجوات التغطية مع استخدام طاقة أقل، يضمن الحل تجربة شبكة عالية السرعة وموثوقة في المواقع الداخلية والخارجية الحرجة. كما أنه يضع الأساس لتوسعات «شبكات الجيل الخامس (5G)» المستقبلية في جميع أنحاء المملكة، مما يدعم الأهداف الرقمية طويلة المدى للمملكة العربية السعودية.

ميكو لافانتي نائب الرئيس الأول لشبكات الهواتف الجوالة في الشرق الأوسط وأفريقيا في «نوكيا» (نوكيا)
ميكو لافانتي نائب الرئيس الأول لشبكات الهواتف الجوالة في الشرق الأوسط وأفريقيا في «نوكيا» (نوكيا)

عاصفة مثالية من النمو

تعدّ الشراكة بين «نوكيا» و«ACES» جزءاً من موجة أكبر من الفرص في قطاع الاتصالات السعودي. وخلال حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، يصف ميكو لافانتي، نائب الرئيس الأول لشبكات الهواتف الجوالة في الشرق الأوسط وأفريقيا في «نوكيا» المشهد بـ«العاصفة المثالية من النمو»، مدفوعة بعوامل متعددة متقاربة.

أحد المحركات الرئيسية يتمثل في مبادرة «النطاق العريض اللاسلكي (WBB)»، وهو برنامج مدعوم من الحكومة يهدف إلى توسيع نطاق الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة في المناطق الريفية. تتماشى هذه المبادرة مع أهداف «رؤية 2030»؛ ما يضمن وصول حتى المناطق النائية إلى الإنترنت عالي السرعة.

تطور آخر مهم هو التخصيص الأخير لـ«طيف النطاق C» (3.5 غيغاهرتز) من قبل هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، إلى جانب تراخيص جديدة لـ600 ميغاهرتز وترددات النطاق المنخفض الأخرى. ويعد لافانتي أنه مع هذا التخصيص «ستكون السعودية على طريقها لتصبح رائدةً عالمياً في توافر الترددات».

يؤدي استخدام البرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى إيقاف تشغيل الشبكات عند عدم الحاجة إليها لتحسين استهلاك الطاقة (أدوبي)
يؤدي استخدام البرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى إيقاف تشغيل الشبكات عند عدم الحاجة إليها لتحسين استهلاك الطاقة (أدوبي)

المدن الذكية والذكاء الاصطناعي

بالإضافة إلى مكة المكرمة، تستثمر السعودية بشكل كبير في المدن الذكية مثل نيوم والقدية؛ بهدف الاستفادة من التقنيات المتقدمة؛ لإنشاء بيئات حضرية مستدامة وفعالة وملائمة للعيش. وتهدف «نوكيا» إلى الوقوف في طليعة هذا التحول، موفرة حلولاً مبتكرة تدعم مبادرات المدن الذكية.

أحد التطبيقات البارزة هو تقنية «الكاميرا ذات الزاوية 360 درجة» المصممة لإدارة التحكم في الحشود، والأمن، خصوصاً في أحداث مثل الحج، حيث تساعد المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي على ضمان حركة سلسة للحشود وتعزيز الأمان. ويضيف لافانتي أنه يتم أيضاً دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة الوقاية من الكوارث؛ حيث يمكن التنبؤ بالفيضانات، وإعادة توجيه حركة المرور؛ مما يقلل بشكل كبير من الاضطرابات.

خطوة نحو ابتكار الشبكات

تستكشف المملكة العربية السعودية أيضاً إمكانات تقنية «شبكة الوصول الراديوي المفتوحة (Open RAN أو O-RAN)». تتيح هذه التقنية لمشغلي الاتصالات مزج الأجهزة والبرمجيات من مزودين مختلفين، مما يزيد من المرونة ويقلل التكاليف بشكل محتمل.

وتعد «نوكيا» رائدةً عالمياً في نشر تقنية «Open RAN» بما في ذلك شراكتها مع «دويتشه تيليكوم» في ألمانيا. يقول لافانتي إن هناك تصوراً بأن يحقق «Open RAN» وفورات فورية في التكاليف، ولكن في الواقع، «فإنه يقدم أيضاً تعقيدات تشغيلية» بحسب رأيه. ويضيف: «بينما هناك فوائد طويلة الأجل، فإنه يتطلب تكاملاً واسعاً ودعماً مستمراً».

مكة المكرمة (واس)
مكة المكرمة (واس)

مستقبل «الجيل الخامس»

يحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً في إدارة الشبكات، من الصيانة التنبؤية إلى التحسين في الوقت الفعلي. خلال موسم الحج العام الماضي، نشرت «نوكيا» نظام «Monterey Autopilot» المدعوم بالذكاء الاصطناعي، الذي أجرى أكثر من 100 آلاف تعديل على الشبكة في 3 أيام لضمان اتصال دون انقطاع.

ويشرح لافانتي خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه في أثناء الأحداث الكبرى مثل الحج، تواجه الشبكة ضغطاً هائلاً، مع ملايين الاتصالات المتزامنة. يقوم نظام الذكاء الاصطناعي بتحسين حركة المرور بشكل مستمر، مما يضمن اتصالاً سلساً وكفاءة في استهلاك الطاقة. تعمل برمجيات «نوكيا» المدعومة بالذكاء الاصطناعي أيضاً على تقليل استهلاك الطاقة من خلال إيقاف تشغيل مكونات الشبكة غير المستخدمة بشكل ديناميكي، مما يحسِّن الاستدامة بشكل كبير.

نظرة نحو المستقبل

بينما يستمر توسُّع شبكات «الجيل الخامس (5G)» بوتيرة سريعة، تعد المملكة العربية السعودية نفسها بالفعل لعصر شبكات «الجيل السادس (6G)». مع الأحداث العالمية الكبرى مثل «الألعاب الأولمبية الشتوية 2029»، و«إكسبو 2030»، و«كأس العالم 2034»، من المتوقع أن تكون المملكة من أوائل الدول التي تعتمد تقنيات الاتصال من الجيل التالي.

ويؤكد لافانتي أن المملكة العربية السعودية ستكون واحدةً من الدول الرائدة عالمياً في نشر شبكات «الجيل السادس». ويشيد بالأجندة الرقمية القوية للمملكة واستثماراتها في الذكاء الاصطناعي التي تضمن مكانتها في طليعة الابتكارات المستقبلية في الاتصالات. كما يشير إلى أن شبكات الجيل السادس ستكون مُصمَّمةً لتكون قادرةً على «الشعور والتفكير والتصرف»، مع ترددات أعلى بكثير وخلايا أصغر حجماً.

التزام طويل الأمد

تتجاوز استثمارات «نوكيا» في المملكة العربية السعودية مجرد توسيع الشبكات؛ فهي تشمل الخدمات اللوجيستية وقدرات الإصلاح والقيادة الإقليمية، من خلال مقر إقليمي في الرياض يغطي ليس فقط الشرق الأوسط ولكن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بأكملها (70 دولة). ويشير لافانتي إلى أن لـ«نوكيا» الآن «قدرة إصلاح كاملة داخل المملكة العربية السعودية»، مما يقلل الاعتماد على الخدمات اللوجيستية الخارجية ما يضمن تسليم الخدمات بشكل أسرع.

كما تعمل الشركة على مبادرات تصدير لجعل المملكة العربية السعودية مركزاً لـ«التحول الرقمي في أفريقيا». ويختتم لافانتي حديثه بالقول: «نعتقد أن السعودية ستلعب دوراً رئيسياً في تمويل ودعم توسيع الشبكات في أفريقيا، وتعزيز الشراكات الاقتصادية والتقنية».