عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> نايف بن بندر السديري، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن، التقى أول من أمس، بمدير عام مؤسسة الحسين للسرطان نسرين قطامش، حيث استعرضا سبل تعزيز التعاون بين الجانبين. وأعلن السفير عن توقيع مذكرة تفاهم بين الصندوق السعودي للتنمية ومؤسسة الحسين للسرطان، للمساهمة في تمويل علاج مرضى السرطان من اللاجئين السوريين. من جهتها، أعربت مدير عام المؤسسة عن الشكر والتقدير لحكومة المملكة على دعمها للمؤسسة، مما يسهم في إتاحة الفرصة لمرضى السرطان من اللاجئين وأسرهم لاستكمال علاجهم.
> خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري، التقى أول من أمس، بسفير روسيا في القاهرة غيورغي بوريسينكو، وناقشا آفاق تبادل زيارات السياح بين البلدين، وتم خلال اللقاء بحث آفاق تبادل الزيارات، وذلك في ضوء الاستئناف المخطط له للطيران بين المدن الروسية ومنتجعات الغردقة وشرم الشيخ. ومن جانبه، أكد السفير عشق المواطنين الروس لمصر وحضارتها العريقة. وأشار إلى أهمية المقصد السياحي المصري بالنسبة لهم؛ لارتباطهم بمصر منذ الطفولة، حيث إنهم يدرسون الحضارة المصرية في مراحل تعليمهم.
> عمرو الجويلي، سفير مصر في بلغراد، التقى أول من أمس، بعمدة مدينة نوفي بازار بصربيا، لافتتاح سلسلة من الأنشطة الثقافية، تضمنت معرضاً للفن الإسلامي والخط العربي بمركز الثقافة، واحتفالية لتقديم مجموعة من الكتب المرجعية إلى مكتبة المدينة مهداة من الهيئة المصرية العامة للكتاب، كما تطرقت الزيارة بحث التعاون وتبادل الخبرات بين متحف «نوفي بازار» ومتحف الفن الإسلامي بالقاهرة.
> حمد الشامسي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مصر، التقى أول من أمس، بالرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري محسن سرحان، والدكتور معز الشهدي رئيس الشبكة الإقليمية لبنوك الطعام، وذلك في إطار المبادرات الإنسانية التي تنفذها دولة الإمارات بالتعاون مع الشركاء الإقليميين في عدد من دول العالم. واستعرض السفير تعزيز التعاون في تنفيذ المبادرات الإنسانية وفي مقدمتها مبادرة «100 مليون وجبة»، التي بدأت عمليات توزيعها على الفئات المستهدفة من الأسر الأقل دخلاً والأيتام والأرامل واللاجئين.
> السفير مجدي الظفيري، نائب وزير الخارجية الكويتي، اجتمع أول من أمس، بسفير جمهورية إيطاليا لدى دولة الكويت كارلو بالدوتشي، وتم خلال اللقاء بحث عدد من أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. حضر اللقاء مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب السفير أيهم العمر.
> أيمن المفلح، وزير التنمية الاجتماعية الأردني، والشيخ سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر في عمّان، دشنا أول من أمس، مشروع «رمضان الأمل» الذي تنفذه الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وقطر الخيرية لتوزيع 10 آلاف سلة غذائية لصالح الأسر العفيفة والمحتاجة في مختلف المحافظات. وأكد وزير التنمية الاجتماعية على أن «المسؤولية المجتمعية التي تقع علينا جميعاً تقتضي منا تكثيف الجهود الجماعية لمساعدة أكبر عدد من الأسر العفيفة والمحتاجة».
> قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العُماني، التقى أول من أمس، عبر الاتصال المرئي، بالدكتور ماجد بن عبد الله القصبي وزير التجارة السعودي، حيث ناقشا زيادة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين من خلال إيجاد الفرص الاستثمارية وتبادل الخبرات والاطلاع على تجارب المملكة العربية السعودية في مجال التجارة الإلكترونية وآلية ضبط العمل التجاري الإلكتروني. وتطرّق الجانبان إلى سُبل دعم وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
> السفير سالم عيسى القطام الزعابي، قدم أول من أمس، أوراق اعتماده سفيراً لدولة الإمارات لدى العراق، إلى برهم صالح رئيس جمهورية العراق، وذلك خلال لقاء شهده قصر السلام في العاصمة بغداد. ونقل السفير خلال اللقاء تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى الرئيس العراقي وتمنياتهم لبلاده والشعب العراقي الشقيق بالمزيد من التقدم والازدهار.
> لودوفيك بوي، سفير فرنسا في الرياض، زار أول من أمس، المنطقة التاريخية بجدة، وشاهد مشاريع منظومة «جدة وأيامنا الحلوة». وأكد على أن المنطقة التاريخية بمحافظة جدة تمثل إرثاً عريقاً للمدينة يتجاوز عمرها آلاف السنين، وتعتبر إحدى الواجهات الثقافية والتراثية المهمة حيث تحمل عبقاً من الماضي وأحد الكنوز البشرية الحضارية. واطلع خلال الزيارة عن كثب على المتحف والقطع النادرة والمشاريع العملاقة التي تقام في جدة التاريخية، كما شاهد مجموعة من الصور النادرة عن منطقة جدة.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)