السيسي يدعو مواطنيه لـ«الاصطفاف» لصون مقدرات مصر

TT

السيسي يدعو مواطنيه لـ«الاصطفاف» لصون مقدرات مصر

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مواطنيه إلى «الاصطفاف حول الوطن» بهدف «حماية وصون مقدراته ومقدساته»، معتبراً أن ذلك سيسهم في «تغيير الواقع الحالي و(يحقق) مستقبلاً أفضل». وشدد السيسي، في كلمة له بمناسبة الذكرى الـ39 لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، إن «الحرب لم تكن أبداً غاية مصر، وإنها قادرة على الحفاظ على مكتسبات السلام الساعية للتقدم والازدهار». وتحتفل مصر في الخامس والعشرين من أبريل (نيسان) كل عام بذكرى رحيل قوات الاحتلال الإسرائيلي عن سيناء عام 1982 كإحدى نتائج حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 وتوقيع معاهدة سلام بين الجانبين عام 1979.
وقال السيسي إن «تحرير سيناء سيظل يجسد ذكرى خاصة في وجدان كل المصريين، وملحمة استرداد الأرض تخطت كونها انتصاراً عسكرياً ودبلوماسياً بل امتدت لتصبح نموذجاً خالداً لقهر اليأس والإحباط من أجل استرداد الكرامة عسكرياً وسياسياً».
وخاطب السيسي مواطنيه بقوله: «نحن اليوم نسترجع هذه الذكرى المجيدة التي تمثل منبعاً لا ينضب تنهل منه الأجيال القادمة معاني العزة والكفاح والولاء والانتماء مثالاً يُحتذى به في الإصرار على صون الكرامة الوطنية، ودرساً في الحفاظ على التراب الوطني بالعمل والاجتهاد والعلم وليس بالأماني والشعارات، ونؤكد للعالم أجمع ما أثبتته دروس التاريخ من أن مصر قادرة على الحفاظ على مكتسبات السلام والسعي للتقدم والازدهار».
كما رأى الرئيس المصري، أن «تحرير سيناء، يولّد قوى دفع متعددة للعمل على حماية كل شبر من أرجاء الوطن وتحقيق طموحات وحقوق شعبه الكريم في حاضر زاهر ومستقبل مشرق، ويزدهر فيه البناء والتنمية والتقدم».
ورأى أن «معركة البناء والتنمية» التي يخوضها المصريون راهناً «لا تقل في تحدياتها وقوتها عمّا واجهه الآباء والأجداد على مدار تاريخ أمتنا العظيمة»، مضيفاً أن «تلك المعركة تُلزمنا بأن نصطف جميعاً حول الوطن، ونحمي مقدراته ونصون مقدساته من أجل تغيير الواقع الحالي ولمستقبل أفضل للأبناء والأحفاد».
ووجه السيسي تحية إلى «كل من شارك في صناعة هذا اليوم المجيد، مقدماً تحية احترام وتقدير لشهداء الواجب الذين حققوا للوطن الانتصار العظيم»، مشيراً إلى أن يوم تحرير سيناء «سيظل عيداً لكل المصريين وتخليداً لذكرى النصر والسلام القائم على الحق وبرهاناً على بطولات وتضحيات العسكرية المصرية وبراعة المفاوض المصري في الحفاظ على تراب الوطن وصون كرامته بإصرار وعزيمة لا تلين».
وخاضت مصر معركة قانونية ودبلوماسية لمدة سبع سنوات في أعقاب تحرير سيناء، بسبب رفض القوات الإسرائيلية الانسحاب من مدينة طابا، وانتهت فصول تلك الأزمة في عام 1989 عبر التحكيم الدولي الذي أقر بتبعية المدينة للسيادة المصرية.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.