نقص الوزن عند الولادة.. والمشاكل النفسية لاحقًا في الحياة

يزيد احتمالات الإصابة بحالات الاكتئاب والقلق

نقص الوزن عند الولادة.. والمشاكل النفسية لاحقًا في الحياة
TT

نقص الوزن عند الولادة.. والمشاكل النفسية لاحقًا في الحياة

نقص الوزن عند الولادة.. والمشاكل النفسية لاحقًا في الحياة

هناك كثير من المشاكل الصحية التي تتعلق بنقص الوزن عند الولادة، معظمها يكون في الأغلب مؤقتا، وينتهي بخروج الطفل من الحضانة، بعد التأكد من كونه أصبح بصحة جيدة.
ويتم تعريف الطفل بأنه مولود ناقص للوزن إذا كان وزنه أقل من 2.5 كيلوغرام عند الولادة. ومن المعروف أن وزن الأطفال الأصحاء المولودين في ميعاد انتهاء الحمل يتراوح ما بين 2.5 إلى 3.5 كيلوغرام. ويتم تعريف الطفل على أنه يعاني من نقص وزن شديد very low birth weight إذا قل وزنه عند الولادة عن 1.5 كيلوغرام، وأيضا إذا كان وزن الطفل أقل من كيلوغرام يتم تعريفه على أنه يعانى من نقص وزن شديد للغاية extremely low - birth - weigh.

* نقص الوزن

* يُعد نقص الوزن عند الولادة من الأمور الشائعة والدائمة الحدوث، ويكفي أن نعرف أنه في عام 2013 وفي الولايات المتحدة فقط، وُلد ما يقرب من 8 في المائة من المواليد بوزن أقل من 2.5 كيلوغرام. وكانت هناك نسبة بلغت نحو 1.4 في المائة تمت ولادتهم أقل من 1.5 كيلوغرام، وذلك حسب إحصائيات مراكز مراقبة الأمراض واتقائها CDC.
وهناك كثير من الدراسات التي تناولت الآثار الصحية التي يمكن أن تصيب الطفل بعد أن يصبح بالغا إذا كان وزنه أقل من الطبيعي عند الولادة، فضلا عن الآثار التي تحدث في الفترة الأولى من عمر الرضيع. ولكن معظم هذه الدراسات ناقشت الآثار العضوية الناتجة عن ذلك.
وتعد دراسة حديثة، الأولى من نوعها التي تناقش أثر نقص الوزن لاحقا في البلوغ على إمكانية أن يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية المختلفة. وأشارت الدراسة التي قام بها علماء من جامعة ماكستر بكندا نشرت في مطلع شهر فبراير (شباط) في مجلة طب الأطفال journal Pediatrics، إلى أن الأطفال الذين يعانون من نقص وزن شديد عند الولادة من الممكن أن يتزيد احتمالية معاناتهم من الأمراض النفسية لاحقا في البلوغ، خاصة إذا اقترن هذا بتناول الأم لعقار الكورتيزون. وفي الأغلب تكون هذه الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب وإمكانية الإصابة بمرض «نقص الانتباه وفرط الحركة» في الطفولة.

* مشاكل صحية

* وتعد الولادة المبكرة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نقص وزن الرضع عند الولادة، وهذا السبب بمفرده مسؤول عن 70 في المائة من حالات نقص الوزن عند الولادة أو ولادة التوائم، فضلا عن إمكانية أن تكون الأم مصابة بارتفاع في ضغط الدم عند الحمل، الذي يمكن أن يتسبب في تسمم الحمل وأيضا إذا كانت هناك أمراض أصابت المشيمة أو إذا تعرضت الأم لعدوى أثناء الحمل أو إذا كانت الأم تعاني من الأنيميا ولا تتلقى العناية الكافية أثناء الحمل. ومن هنا تكمن أهمية متابعة الحمل لتلافي هذه الأخطار.
وبطبيعة الحال يمكن أن يعاني الرضيع من مشاكل صحية عند الولادة نتيجة لنقص الوزن أبرزها مشاكل في الجهاز التنفسي أو ما يُعرف بـ«صعوبة التنفس عند الولادة»، التي يمكن أن تهدد حياة الرضيع ما لم يتم التعامل معها بالشكل الملائم في حضانة مجهزة. كذلك يمكن أن يعاني الرضيع من انخفاض نسبة الغلوكوز في الدم، وهو الأمر الذي يمكن أن يتسبب في كثير من المشاكل الصحية المختلفة، وأيضا يكون الرضيع أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة وذلك نتيجة لعدم اكتمال جهازه المناعي بالشكل الكافي الذي يحميه من الميكروبات المختلفة، ولذلك يجب أن يتم التعامل مع حالات نقص الوزن بمنتهى الاهتمام، وتُعالج في المستشفيات المجهزة.

* آثار نفسية

* وبينما ناقشت معظم الدراسات السابقة الآثار العضوية لنقص الوزن عند الولادة في مرحلة البلوغ لاحقا، مثل إمكانية الإصابة بالسمنة أو بمرض البول السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بأمراض القلب وأمراض الكلى، فإن هذه الدراسة الجديدة ناقشت الآثار النفسية لهذه الظاهرة. وقد قام الباحثون بتتبع المواليد في ولاية أونتاريو الكندية في الفترة من عام 1977 وحتى عام 1982، الذين كانوا في مطلع الثلاثينات من العمر في وقت إجراء الدراسة عليهم. ولاكتشاف هذه الآثار النفسية قام الباحثون بعمل مسح عن المشاكل النفسية والاضطرابات العصبية على 84 شخصا من البالغين، الذين عانوا من نقص شديد للغاية في الوزن عند الولادة. كما قاموا أيضا بهذا المسح على 90 شخصا آخرين تمتعوا بأوزان طبيعية عند الولادة.
واكتشف الباحثون أن الذين عانوا من نقص الوزن عند الولادة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية المختلفة أكثر من أقرانهم مكتملي النمو بمقدار الضعف تقريبا. وفي الأغلب كانت هذه الأمراض، مثل الاكتئاب والقلق والمخاوف المختلفة. ولكن الغريب في الأمر أن هؤلاء الأشخاص كانوا أقل عرضة من أقرانهم بمقدار 3 أضعاف لإدمان الكحوليات أو المواد المخدرة. وأيضا اكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين عانوا بشدة من نقص الوزن عند الولادة وتناولت الأمهات عقار الكورتيزون خلال شهور الحمل كانوا أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل النفسية بمقدار 4.5 مرات أكثر من غيرهم، وأيضا إمكانية أن يدمنوا الكحوليات أو المخدرات.
وفى النهاية، نؤكد على أفضلية تلافي الولادة المبكرة ونقص الوزن بدلا من محاولة علاجها لاحقا، حيث إن أخطارها يمكن أن تتعدى مرحلة الرضاعة.
* استشاري طب الأطفال



العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية
TT

العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

قال موقع «ساينس أليرت» إن دراسة حديثة خلصت إلى أن الفحوصات التي تُجرى للعيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية.

وأضافت الدراسة التي نشرت في مجلة القلب، أن تلك الفحوصات قد تكون طريقة بسيطة لاكتشاف الإصابة بالسكتة الدماغية. وحددت دراسة جديدة 29 «بصمة» للأوعية الدموية في شبكية العين، وهي الطبقة الحساسة للضوء من الأنسجة في الجزء الخلفي من العين، والتي ترتبط بشكل كبير بالإصابة بالسكتة الدماغية.

وقال الفريق البحثي الذي أجرى الدراسة، إن التقنية التي اعتمدوا عليها و​​التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، يمكن أن تساعد في تحديد المشكلات الصحية في وقت مبكر وإنقاذ الأرواح؛ حيث يُعزى نحو 90 في المائة من السكتات الدماغية إلى عوامل قابلة للتعديل، منها ضغط الدم وسوء التغذية.

ولفتت الدراسة إلى أن السكتات الدماغية تحدث بسبب اضطرابات أو انسدادات في تدفق الدم الطبيعي إلى الدماغ، مما يحرمه من الأكسجين والمواد المغذية.

السكتة الدماغية تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ (جامعة إيموري)

وتعتمد الدراسة على أبحاث سابقة حول ارتباط العينين بالدماغ، وكيف يمكن للأوعية الدموية في العين أن تعكس خصائص الأوعية الدموية في الدماغ.

والتقط الفريق الصور من خلال تصوير قاع العين بكاميرا تشبه المجهر، لأكثر من 45 ألف شخص من المسجلين في قاعدة بيانات بحثية، وكان من بين هؤلاء المشاركين 749 شخصاً أصيبوا بسكتة دماغية خلال الفترة التي تغطيها قاعدة البيانات، والتي بلغ متوسطها 12.5 عام.

واستخدام الباحثون الذكاء الاصطناعي لتحديد طبيعة الأوعية الدموية في العين، لدى المتطوعين الذين عانوا من السكتات الدماغية، بما في ذلك كثافة وشكل الأوعية الدموية، وتم رصد 29 سمة مرتبطة بخطر السكتة الدماغية.

وقال الباحثون: «كان هذا متوافقاً مع الدراسات السابقة التي وجدت ارتباطات بعوامل خطر السكتة الدماغية، بما في ذلك السن وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين. وتشير نتائجنا إلى أن هذا الارتباط يرجع بشكل أساسي إلى كثافة الشرايين. ومن الناحية المرضية، قد ينتج هذا عن نقص إمدادات الأكسجين والمغذيات».

وبعبارة أخرى، قد تؤثر بعض المشاكل الأساسية التي يمكن أن تؤدي إلى السكتات الدماغية –أيضاً- على الأوعية الدموية في العينين.

وقال الموقع إن التنبؤ باحتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية أمر معقد؛ حيث تلعب كثير من العوامل المختلفة دوراً في ذلك، منها ما نأكله وكيفية نومنا، ولن تظهر كل هذه العوامل في اختبارات العين، ولكن من المؤكد أنها قد تساعد في التعرف المبكر على المشكلات الصحية.