ملف التوظيف في القطاع العام العراقي ينتقل إلى «مجلس الخدمة الاتحادي»

TT

ملف التوظيف في القطاع العام العراقي ينتقل إلى «مجلس الخدمة الاتحادي»

أكد رئيس «مجلس الخدمة الاتحادي»، محمود التميمي، أمس، أن صلاحية التوظيف في القطاع العام بعد إقرار موازنة 2021 «أصبحت الآن حصراً بيد (مجلس الخدمة الاتحادي)».
وقال في تصريحات للتلفزيون الرسمي إن «(مجلس الخدمة الاتحادي) يهتم بإدارة الموظف داخل المؤسسة... وأزمة التعيينات لم تكن وليدة اليوم؛ بل هي تراكمات لسنين من سوء الإدارة».
ورغم طرح قانون «مجلس الخدمة الاتحادي» داخل البرلمان منذ عام 2005، فإن جهات سياسية سعت بقوة إلى عرقلة إقراره في مسعى منها للتحكم في ملف التوظيف لأغراض حزبية وانتخابية، لكن البرلمان العراقي تمكن من إقراره عام 2009 استناداً إلى المادة «107» من الدستور الدائم؛ ونصها: «يؤسس مجلس يسمى (مجلس الخدمة العامة الاتحادي) يتولى تنظيم شؤون الوظيفة العامة الاتحادية، بما فيها التعيين والترقية، وينظم تكوينه واختصاصاته بقانون».
ورغم ذلك، فإن قوى سياسية واصلت عرقلة تشكيل هيكله الإداري ولم يصوت عليه البرلمان إلا في نهاية عام 2019. ويهدف «المجلس» إلى تنظيم الوظائف العامة بعيداً عن المحسوبية، ورفع مستواها، إلى جانب إتاحة الفرص المتساوية وضمان مبدأ المساواة للمؤهلين لشغلها.
ويعاني القطاع العام في العراق منذ سنوات طويلة من الفساد وغياب الكفاءة والتعيين على أساس الواسطة والمحسوبية والولاء الحزبي، وهي عوامل ساعدت في ترهله وضعف أدائه. وتشير إحصاءات إلى أن التعيين الكيفي الذي انتهجته السلطات والأحزاب النافذة منذ سنوات رفع أعداد المشتغلين في القطاع العام إلى نحو 4 ملايين موظف؛ أي نحو 6 أضعاف ما كانت عليه الحال قبل 2003. وغالباً ما اتهمت أحزاب السلطة باستثمار ملف التعيينات لأغراض انتخابية.
ورغم تشريع قانون «المجلس» وتضمين قانون الموازنة الاتحادية بنداً يلزم المؤسسات الحكومية بالعودة إليه في حالات التعيين، فإن أوساطاً مقربة منه لا تقلل من حجم المصاعب والتحديات التي سيواجهها المجلس في عمله، وضمنها تقاطع صلاحياته مع وزارات مثل التخطيط والمالية في قضايا التوظيف، إلى جانب قدرته على إلزام بعض المحافظات والأقاليم، خصوصاً الإقليم الكردي شمال البلاد، بتعليمات وإجراءات «المجلس».
ورغم التفاؤل بالطابع الوطني الاتحادي الذي يفترض أن يطبع عمل «مجلس الخدمة» في بلاد تشهد انقسامات عرقية وقومية وطائفية، فإن بعض المتشائمين يشككون في إمكانية نجاحه في وضع مسار التوظيف على الطريق الصحيحة، بالنظر للضغوطات والتدخلات التي تقوم بها قوى السلطة النافذة في عمل مجمل المؤسسات والهيئات الحكومية في البلاد، إلى جانب تحدي عدم تخصيص البرلمان منذ سنوات درجات وظيفية جديدة، إلا بحدود ضيقة جداً، في قوانين الموازنة الاتحادية، نظراً لامتلاء معظم دوائر الدولة بجيوش من الموظفين شبه العاطلين.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.