وفد إسرائيلي رفيع إلى واشنطن في غضون أسابيع لبحث «النووي» الإيراني

رئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، خلال مناسبة في منزل السفير الأميركي لدى إسرائيل يوليو 2017 (غيتي)
رئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، خلال مناسبة في منزل السفير الأميركي لدى إسرائيل يوليو 2017 (غيتي)
TT

وفد إسرائيلي رفيع إلى واشنطن في غضون أسابيع لبحث «النووي» الإيراني

رئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، خلال مناسبة في منزل السفير الأميركي لدى إسرائيل يوليو 2017 (غيتي)
رئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، خلال مناسبة في منزل السفير الأميركي لدى إسرائيل يوليو 2017 (غيتي)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنّ أي اتفاق بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي «غير ملزم» لإسرائيل، فيما كشف النقاب عن توجه وفد إسرائيلي من قادة أجهزة الأمن، إلى واشنطن، في غضون أسابيع، لالتقاء نظرائهم الأميركيين، بغرض إطلاعهم على أخطار الاتفاق مع إيران على مصالح إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا.
وقالت مصادر مطلعة في تل أبيب، أمس، إن الوفد سيضم كلاً من رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، ورئيس «الموساد»، يوسي كوهن، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش (أمان)، تمير هايمن، ومجموعة من كبار الخبراء.
وسيسافر الوفد في وقت لاحق هذا الشهر، لإجراء مشاورات مع قيادة عسكرية وأمنية أميركية، بمن فيهم مسؤولون في البيت الأبيض. وسيحمل الوفد الإسرائيلي وثائق وخرائط، تثبت أن إيران تخدع الدول العظمى، في سبيل التوصل إلى اتفاق يخفف العقوبات عنها. وسيقدم «إثباتات وبراهين» على أن مشروع النووي العسكري الإيراني «يتقدم بخطوات هائلة إلى الأمام، وكذلك مشروع الصواريخ الباليستية وخطط الهيمنة على المنطقة».
وسيعرض الوفد صورة محدّثة عن آخر العمليات الإيرانية في هذا السبيل. وستكون الرسالة الأساسية أن «اتفاقاً» مع إيران يفضي إلى تخفيف العقوبات عنها «لن يؤدي إلى النتيجة المرجوة، بل بالعكس»، و«سيشجع طهران على مواصلة الخداع ويعزز قوتها لضرب المصالح الأميركية والغربية عموماً، وسيلحق ضرراً أولاً وقبل كل شيء بإسرائيل وبالدول العربية التي تعتبرها إيران حليفة للولايات المتحدة».
وتعتبر هذه الزيارة، بهذا المضمون، دليلاً على تغيير حاد في موقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في الموضوع الإيراني؛ فقد تبنت هذه المؤسسة، بكل أجهزتها وبمعظم جنرالاتها، موقفاً مناهضاً لموقف رئيس الوزراء، نتنياهو، طيلة أكثر من 12 عاماً، وعارضت شن حرب على إيران في سنة 2010 و2011. رغم أن الحكومة رصدت لها 11 مليار شيقل (نحو 4 مليارات دولار).
ومع أن هناك معارضة ما زالت قائمة ولها حضور في قيادة الأجهزة الأمنية، فإن كوهن منسجم تماما مع نتنياهو وكوخافي غير موقف الجيش، وأعلن أنه أعطى تعليماته لوضع خطة حربية لتدمير المشروع الإيراني النووي عسكرياً. وطلب زيادة ضخمة في الموازنة حتى يتم الإعداد للحرب بشكل جيد.
وكان نتنياهو قد ألقى خطاباً، خلال إحياء مراسم ذكرى المحرقة النازيّة، مساء أول من أمس (الأربعاء)، حذّر فيه حلفاء إسرائيل من التوقيع على اتفاق يسمح لإيران بحيازة أسلحة نووية، قائلاً إن اتفاقاً كهذا من شأنه تمهيد الطريق لطهران؛ لامتلاك برنامج نوويّ. وقال: «في هذه اللحظة، تقام في دبي مناسبة تذكارية لضحايا الهولوكوست. مَن كان ليصدق ذلك؟ هذه علامات على تغيير مُرحّب به في العلاقات بين اليهود والعرب خارج إسرائيل وداخل البلاد أيضاً. ولكن مع تقدمنا في هذا المسار، هناك أمور يمكن أن تعيدنا إلى الوراء»، وأضاف: «الاتفاق النووي مع إيران مطروح مرة أخرى على الطاولة، لكن التاريخ علّمنا أن مثل هذه الاتفاقيات، مع الأنظمة المتطرّفة تساوي قيمة فصّ ثوم. ولهذا فإنني أقول لأصدقائنا الجيدين، حتى لا نقع في الخطأ، إن اتفاقاً مع إيران يمهد الطريق لامتلاك أسلحة نووية، لن يلزمنا بأي شيء ولا بأي شكل من الأشكال. شيء واحد فقط يلزِمنا، وهو منع أي شخص يسعى إلى تدميرنا من تنفيذ مخطّطه».
وذكرت مصادر في تل أبيب، أمس، أن إسرائيل تقدم على خطوات عدة لإجهاض المشاريع الإيرانية ولا تكتفي بالحراك السياسي. فهي تنفذ عمليات سرية كبيرة، وكثيرة ضد إيران، وفي الآونة الأخيرة تسرب معلومات كثيرة عنها إلى الصحافة، مثل اغتيال نائب وزير الدفاع والعقل المدبر في الأبعاد الأمنية والعسكرية لبرنامجها النووي، محسن فخري زادة، وسرقة الأرشيف النووي من قلب طهران وتفجير عبوات ناسفة في أكثر من 20 سفينة إيرانية، آخرها السفينة التي تمت إصابتها بتفجير صغير رمزي، هو بمثابة تحذير لطهران، يوم الثلاثاء الماضي، قبالة شواطئ جيبوتي.
وقد انتقدت أوساط في الجيش هذا التسريب واعتبرته «استعراض عضلات ينفع لسوبر مان في السينما، ولكن لا ينفع لدول تدافع عن وجودها». لكن أنصار هذا التسريب يعتبرونه «رسائل علنية إلى العدو». وقالوا إن الهجوم الأخير على سفينة «ساويز» في البحر الأحمر، الذي يُنسب إلى إسرائيل، جاء بشكل مقصود في وقت انطلاق المحادثات في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الأميركية على طهران.



إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من أحزاب بالمعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات الجارية مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني السجين عبد الله أوجلان في مسعى جديد لإنهاء الإرهاب وحل المشكلة الكردية في تركيا.

من ناحية أخرى، أجلت محكمة في إسطنبول، الأربعاء، النطق بالحكم في قضية يواجه فيها رئيس بلدية إسطنبول، المعارض، أكرم إمام أوغلو، حكماً بالحبس وحظر نشاطه السياسي إلى أبريل (نيسان) المقبل.

ورغم تأييد إردوغان المبادرة التي أطلقها حليفه في «تحالف الشعب»، رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للسماح لأوجلان بالحديث أمام البرلمان وإعلان حل حزب «العمال» الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا مقابل النظر في إطلاق سراحه، لم يدل بتصريحات تعكس موقفه من الإفراج عن أوجلان بعد 25 عاماً أمضاها بسجن جزيرة إيمرالي ضمن عقوبة السجن مدى الحياة، لتأسسيه وقيادته منظمة إرهابية.

جانب من لقاء داود أوغلو ووفد إيمرالي (موقع حزب المستقبل التركي)

وقال رئيس حزب «المستقبل» المعارض، أحمد داود أوغلو، خلال كلمة بالبرلمان الأربعاء، جاءت بعد لقائه «وفد إيمرالي الجديد»، الذي يضم نائبي حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» سري ثريا أوندر وبروين بولدان والسياسي الكردي المخضرم، أحمد تورك، الاثنين: «هناك من يحاولون تعبئة الشارع وتأليب الأتراك ضد الأكراد والعرب، معتبراً أنهم يخدمون إسرائيل، لقد تكلم الجميع، لكن من يتحدث باسم الدولة هو الرئيس، وهو من سيتحمل عواقب الفشل الذي قد يحدث، وعليه أن يخرج ويشرح موقفه بوضوح».

بابا جان ووفد إيمرالي (موقع حزب الديمقراطية والتقدم)

بدوره، أكد رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، الذي التقى وفد إيمرالي بمقر حزبه، الثلاثاء، ضرورة الإعلان عن خريطة طريق للعملية الجارية حالياً، قائلاً: «نعلم أن البرلمان هو مكان الحل، لكن عندما نأخذ في الاعتبار نظام إدارة البلاد، يحتاج إردوغان إلى توضيح وجهة نظره».

جولة «وفد إيمرالي»

واختتم «وفد إيمرالي»، الثلاثاء، جولة على الأحزاب السياسية، عقب اللقاء الذي تم مع أوجلان في سجن إيمرالي في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للتباحث حول ما دار في اللقاء، والتصور المطروح لحل المشكلة الكردية في تركيا، وإنهاء الإرهاب وحل حزب «العمال» الكردستاني.

لقاء وفد إيمرالي مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش الخميس الماضي (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبدأت الجولة بلقاء رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، ورئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، الخميس الماضي، ثم لقاءات مع رئيس حزبي «المستقبل» أحمد داود أوغلو، و«السعادة» محمود أريكان، ورئيس المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم عبد الله غولر، وعدد من نواب رئيس الحزب، الاثنين، ثم لقاء رؤساء أحزاب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، أوزغور أوزال، و«الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، و«الرفاه من جديد» فاتح أربكان، الثلاثاء.

واستثني من اللقاءات حزب «الجيد» القومي، الذي رفض أي مفاوضات مع أوجلان.

الرئيسان المشاركان السابقان لحزب «الشعوب الديمقراطية» صلاح الدين دميرطاش وفيجن يوكسكداغ (أرشيفية)

وأعلن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، الأربعاء، أن «وفد إيمرالي» سيلتقي، السبت، الرئيس المشارك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش، في محبسه في ولاية أدرنه، (غرب تركيا)، والرئيسة المشاركة السابقة للحزب، فيجن يوكسكداغ، في سجن كانديرا بولاية كوجا إيلي، بشمال غربي تركيا، الأحد، في إطار عرض ما دار خلال اللقاء مع أوجلان، والخطوات التي ستتخذ لاحقاً في إطار العملية الجديدة، والتي قد تتضمن لقاءات جديدة مع أوجلان.

ويقبع دميرطاش ويوكسكداغ في السجن بتهم تتعلق بدعم الإرهاب، والاتصال مع منظمة إرهابية (حزب «العمال» الكردستاني).

صدام بين القوميين

ونشب صدام بين أحزاب الجناح القومي في تركيا حول اللقاءات مع أوجلان ودعوته إلى البرلمان واحتمال إطلاق سراحه، ووقع تراشق بين رئيس حزبي «الحركة القومية» دولت بهشلي، ورئيس حزب «الجيد» مساوات درويش أوغلو، الذي رفض الحوار مع أوجلان ووصفه بـ«خطة الخيانة» ورفض استقبال «وفد إيمرالي».

بهشلي خلال لقاء مع وفد إيمرالي الخميس الماضي (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعدما هاجم بهشلي درويش أوغلو بطريقة مبطنة في البرلمان، الثلاثاء، رد الأخير قائلاً: «نحن نعرف جيداً من يديرك كما تدار الكرة».

واتهم رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، بهشلي بأنه يرتكب جريمة ضد الدولة والأمة التركية، ويحاول تركيع تركيا أمام منظمة إرهابية (العمال الكردستاني).

وانتقد الأمين العام لحزب «الحركة القومية»، عصمت بويوكتامان، درويش أوغلو، قائلاً «إن تعبيراته (الفاحشة) تعني أنه لا يستطيع أن يضبط فمه عندما ينقطع الخيط ويدرك أنه سيخسر».

كما رد على تصريحات أوزداغ قائلاً: «لا أحد يستطيع إخضاع الدولة التركية، ويجب على أوزداغ أن يعرف ذلك جيداً، أينما كان السيد دولت بهشلي، فإن الخيانة والاستسلام غير واردين».

في السياق ذاته، أكد نائب رئيس حزب «الحركة القومية»، فيتي يلدز، أن «هناك شرطاً واحداً لكي يستفيد أوجلان من (الحق في الأمل) في إطلاق سراحه، وهو أن يصدر تقرير عن الطب الشرعي يؤكد أنه مريض وغير قادر على تلبية احتياجاته الخاصة».

محاكمة إمام اوغلو

على صعيد آخر، أجلت محكمة في إسطنبول جلسة النطق بالحكم في قضية اتهم فيها رئيس بلدية إسطنبول من حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، أكرم إمام أوغلو، بـ«التزوير في المناقصات» خلال فترة رئاسته لبلدية «بيلك دوزو» في إسطنبول، قبل فوزه برئاسة بلديتها الكبرى في عام 2019.

أكرم إمام أوغلو (من حسابه في إكس)

وكان المدعي العام طالب بحبس إمام أوغلو لمدة تتراوح بين 3 و7 سنوات، وحظر نشاطه السياسي لمدة مماثلة للحكم، لكنه طلب الحصول على وقت إضافي في الجلسة الثامنة التي عقدت، الأربعاء، وكان مقرراً أن يقدم فيها مذكرة تتضمن رأيه، وقررت المحكمة التأجيل إلى جلسة 11 أبريل المقبل.

وقبل انعقاد الجلسة قال محامي إمام أوغلو، كمال بولاط، إن تقرير الخبراء في الملف وقرار مجلس الدولة الصادر فيها، يوضحان أنه لا يمكن اتخاذ قرار آخر غير البراءة.