وصول أول دفعة من لقاحات «كورونا» إلى شمال غربي سوريا

وصول الدفعة الأولى من لقاحات «أسترازينيكا» إلى باب الهوى (أ.ف.ب)
وصول الدفعة الأولى من لقاحات «أسترازينيكا» إلى باب الهوى (أ.ف.ب)
TT

وصول أول دفعة من لقاحات «كورونا» إلى شمال غربي سوريا

وصول الدفعة الأولى من لقاحات «أسترازينيكا» إلى باب الهوى (أ.ف.ب)
وصول الدفعة الأولى من لقاحات «أسترازينيكا» إلى باب الهوى (أ.ف.ب)

تسلّمت مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا أمس (الأربعاء) أول دفعة من لقاح «أسترازينيكا» المضاد لفيروس كورونا عبر برنامج كوفاكس، وفق ما أفاد مسؤولون محليون لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتتضمّن الدفعة الأولى نحو 53800 جرعة، وفق ما أوضح الدكتور محمود ضاهر، المسؤول من مكتب منظمة الصحة العالمية في مدينة غازي عنتاب التركية الحدودية مع سوريا.
ودخلت الشاحنة التي نقلت اللقاحات من الجانب التركي إلى إدلب عبر معبر باب الهوى، بحسب ما شاهد مراسل الوكالة، ثم أفرغت حمولتها في غرفة تبريد تمّ تجهيزها خصيصاً لحفظ اللقاحات، قبل بدء حملة التلقيح مطلع الشهر المقبل.
وقال الدكتور عبد الحميد الحسين، المدير الإقليمي لمنظمة أطباء عبر القارات التي رافقت الشاحنة: «استملنا اليوم أول دفعة من لقاحات (كوفيد - 19) بعد تنسيق كامل خلال الأشهر الماضية مع منظمتي اليونيسف والصحة العالمية».
وتعد هذه أول دفعة من اللقاحات تصل سوريا من برنامج «كوفاكس»، الذي يخصص احتياطاً إنسانياً للأشخاص الذين لا تشملهم الخطط الوطنية، لا سيما الدول التي تشهد نزاعات أو انقسامات على غرار سوريا.
وسبق للسلطات المحلية في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى في إدلب ومحيطها، أن أعلنت قبل شهرين أنها تقدّمت بطلب الحصول على اللقاحات إلى البرنامج.
وأكد ضاهر أنه «بمجرد وصول اللقاحات، سنكون على جهوزية لبدء عملية تلقيح المجموعات ذات الأولوية، عبر شركائنا المكلفين بالتنفيذ».
وأوضح أن الأولوية ستكون للطواقم الطبية والصحية، ثم كبار السنّ فوق الستين عاماً، يليهم من يعانون من أمراض مزمنة بين 18 و59 عاماً. ويشكّل هؤلاء، وفق ضاهر، «عشرين في المائة من السكان الذين يستهدفهم برنامج كوفاكس».
ومن المقرر أن تتلقى مناطق سيطرة الفصائل في إدلب ومحيطها نحو 224 ألف جرعة في دفعة أولى، وفق ما ذكرت منظمة الصحة العالمية في نهاية آذار (مارس). وقالت: «هدفنا تلقيح عشرين في المائة من السكان حتى نهاية عام 2021، في أنحاء سوريا».
ووفق مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب عماد زهران تشمل الدفعة الأولى «إدلب وكامل ريف حلب الغربي والشرقي والشمالي»، على أن تبدأ حملة التلقيح بداية الشهر المقبل وتمتد لثلاثة أسابيع.
وسيتولى 56 فريقاً تمريضياً، يخضعون حالياً لتدريبات، عملية التلقيح، وفق زهران. وسجّلت مناطق سيطرة الفصائل في إدلب ومحيطها، والتي تؤوي قرابة أربعة ملايين شخص، أكثر من 21 ألف إصابة بينها 641 حالة وفاة.
ووقعت الحكومة السورية في يناير (كانون الثاني) اتفاقاً للانضمام لمبادرة «كوفاكس» عبر منظمة الصحة العالمية. وسيوفر البرنامج في مرحلة أولى، 912 ألف جرعة من لقاح «أسترازينيكا» للسكان في مناطق سيطرة الحكومة وفي شمال شرقي البلاد تحت سيطرة المقاتلين الأكراد. ومن المتوقع وصول الدفعة في شهر مايو (أيار).


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.