دراسة: قلة ساعات النوم تزيد خطر الإصابة بالخرف

خطر الإصابة بالخرف يكون أعلى بنسبة 20 إلى 40 % لدى الأشخاص الذين ينامون لفترة قصيرة (أرشيفية - رويترز)
خطر الإصابة بالخرف يكون أعلى بنسبة 20 إلى 40 % لدى الأشخاص الذين ينامون لفترة قصيرة (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة: قلة ساعات النوم تزيد خطر الإصابة بالخرف

خطر الإصابة بالخرف يكون أعلى بنسبة 20 إلى 40 % لدى الأشخاص الذين ينامون لفترة قصيرة (أرشيفية - رويترز)
خطر الإصابة بالخرف يكون أعلى بنسبة 20 إلى 40 % لدى الأشخاص الذين ينامون لفترة قصيرة (أرشيفية - رويترز)

تبيّن أن للنوم ست ساعات أو أقل في الليلة بين سن الخمسين والسبعين صلة بزيادة خطر الإصابة بالخرف، وفق دراسة جديدة تابعت نحو ثمانية آلاف بالغ بريطاني لأكثر من 25 عاماً، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأظهرت الدراسة التي نُشرت أمس (الثلاثاء) في مجلة «نيتشر كومونيكيشنز» أن خطر الإصابة بالخرف يكون أعلى بنسبة 20 إلى 40 في المائة لدى الأشخاص الذين ينامون لفترة قصيرة، والذين تكون مدة نومهم تساوي ست ساعات في الليلة أو أقل عند سن الخمسين أو الستين، مما هو لدى أولئك الذين يمضون ليالي «عادية» لا يقل فيها النوم عن سبع ساعات.
واستنتجت هذه الدراسة الصادرة عن المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية وجامعة باريس بالتعاون مع جامعة «يونيفرسيتي كوليدج» في لندن، أن ثمة صلة بين مدة النوم وخطر الإصابة بالخرف، لكنها لم تتوصل إلى تأكيد علاقة السبب بالنتيجة.
ولاحظت الباحثة سيفيرين سابيا وزملاؤها أيضاً أن خطر الإصابة بالخرف أعلى بنسبة 30 في المائة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و70 عاماً والذين ينامون بشكل منهجي لمدة قصيرة، بغض النظر عن مشاكلهم الصحية القلبية الوعائية المحتملة أو التمثيل الغذائي أو الاكتئاب، وهي عوامل الخطر للخرف.
وأجرى المشاركون في الدراسة تقويماً ذاتياً لمدة نومهم ست مرات بين عامي 1985 و2015 وفي العام 2012 وضع نحو 3900 منهم أيضاً ساعة مقياس التسارع التي تلتقط الحركة أثناء النوم ليلاً من أجل التحقق من دقة تقديراتهم، ما أكد النتائج المتعلقة بخطر الإصابة بالخرف على مدى فترة امتدت إلى مارس (آذار) 2019.
وتسجّل سنوياً في كل أنحاء العالم نحو عشرة ملايين إصابة جديدة بالخرف، بما في ذلك مرض ألزهايمر، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وكثيرا ما يضعف النوم عند المرضى المصابين به. ومع ذلك، تشير مجموعة متزايدة من الأدلة البحثية إلى أن أنماط النوم قبل ظهور الخرف من المحتمل أيضاً أن تساهم في تطور المرض.
وشدد المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية على أن هذه النتائج تُظهر أن النوم في منتصف العمر يمكن أن يؤدي دوراً في صحة الدماغ ويؤكد تالياً أهمية عادات النوم الجيدة للصحة.
وأشارت مجلة «نيتشر» إلى أن الأبحاث المستقبلية قد تتمكن من تحديد ما إذا كان تحسين أنماط النوم يساعد في الوقاية من الخرف.
ورأت الدكتورة سارة إيماريسيو من صندوق أبحاث مرض ألزهايمر أن «الإقلاع عن التدخين والاستمرار في النشاط الذهني والبدني واتباع نظام غذائي متوازن والتحكم في مستويات الكوليسترول وضغط الدم، تشكّل عوامل قد تساعد في الحفاظ على صحة أدمغتنا مع التقدم في العمر».


مقالات ذات صلة

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات (رويترز)

كيف تتخطين «اكتئاب ما بعد الولادة»؟

يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات، وقد تستمر معهن لأشهر طويلة، وتتطور لدى بعضهن إلى حد التفكير في الانتحار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف (رويترز)

أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف

كشفت دراسة جديدة أن أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ينصح الخبراء بأن حتى المشي السريع يعمل على تعزيز الدورة الدموية ودعم الطاقة بشكل أفضل خلال الشتاء (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 نصائح لتجنب الشعور بالتعب والإرهاق وسط برودة الطقس

ينصح خبراء التغذية بنصائح عدة لزيادة النشاط وتجنب التعب في الشتاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

لتطوير علاجات مضادة للهرم

د. أنتوني كوماروف (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

«لا أريد التحدث عن هذا الأمر»... كيف ترُد عندما يوصلك الشريك لطريق مسدود؟

يفسر كثير من الأشخاص جملة «لا أريد التحدث عن هذا الأمر» بأنها رفض أو لا مبالاة (رويترز)
يفسر كثير من الأشخاص جملة «لا أريد التحدث عن هذا الأمر» بأنها رفض أو لا مبالاة (رويترز)
TT

«لا أريد التحدث عن هذا الأمر»... كيف ترُد عندما يوصلك الشريك لطريق مسدود؟

يفسر كثير من الأشخاص جملة «لا أريد التحدث عن هذا الأمر» بأنها رفض أو لا مبالاة (رويترز)
يفسر كثير من الأشخاص جملة «لا أريد التحدث عن هذا الأمر» بأنها رفض أو لا مبالاة (رويترز)

وجد جيفري بيرنشتاين، المعالج النفسي للآباء، والذي راكم أكثر من 30 عاماً من الخبرة في تقديم المشورة والتدريب للأطفال والمراهقين والأزواج والأُسَر، أن أحد السيناريوهات الأكثر شيوعاً هو عندما ينهي أحد الشريكين المحادثة بقوله: «لا أريد التحدث عن هذا الأمر»، وما تثيره هذه العبارة من إحباط وارتباك لدى الشريك.

ووفق ما قال بيرنشتاين، في تقرير لموقع «سايكولوجي توداي»، يفسر كثير من الأشخاص هذه الكلمات بأنها رفض أو لا مبالاة، أو حتى بأنها محاولة لتجنب المساءلة. ومع ذلك، فإن الواقع عادة ما يكون أكثر تعقيداً.

وأشار إلى أن تعلم كيفية التعامل مع هذه اللحظات يمكن أن يغير كيفية التواصل؛ خصوصا بين الزوجين.

وأوضح أنه عندما يقول شخص ما: «لا أريد التحدث عن هذا»، فغالباً ما تكون هذه إشارة إلى أنه يشعر بالإرهاق أو الدفاع عن النفس، أو أنه –ببساطة- غير مستعد للانخراط. وبدلاً من النظر إليه كعائق على الطريق، فالأجدى اعتبار ذلك علامة إرشادية، وفرصة للتباطؤ وإعادة التقييم، والتعامل مع المحادثة بشكل مختلف.

المثال 1: الشريك المنهك

جاءت ماريا وجيسون إلى العلاج لأن حججهما حول الشؤون المالية كانت خارجة عن السيطرة. ماريا التي تهتم بالتفاصيل، غالباً ما كانت تبدأ مناقشات طويلة حول عادات الإنفاق الخاصة بعائلتها. كان جيسون الذي يتمتع بشخصية أكثر استرخاءً، يقول في النهاية: «لا أريد التحدث عن هذا»، فاعتبرت ماريا هذا بمثابة تسويف، واتهمت جيسون بعدم الاهتمام بمستقبلهم المالي.

شعر جيسون بالإرهاق من الأسئلة السريعة والضغط لتقديم حلول فورية. كان رده: «لا أريد التحدث عن هذا» أقل من تجاهل مخاوف ماريا، وأكثر من الحاجة إلى مساحة لمعالجة أفكاره.

في العلاج، عملنا على إنشاء نظام؛ حيث تحدد ماريا مخاوفها كتابياً، مما يمنح جيسون الوقت للمراجعة والتأمل قبل المناقشة. حوَّل هذا التعديل البسيط مناقشاتهم المالية إلى محادثات مثمرة.

نصيحة: إذا بدا شريكك مرهقاً، فاسأله: «هل من المفيد أن نوقف هذه المحادثة مؤقتاً، ونعيد النظر فيها لاحقاً؟». إن منحه الوقت لمعالجة الأمر يُظهر الاحترام لاحتياجاته، مع إبقاء الباب مفتوحاً للحوار.

المثال 2: الشريك الخائف

كانت لورا وبن متزوجين منذ 5 سنوات عندما بدأت لورا في التعبير عن رغبتها في تكوين أسرة. كان رد بن في كثير من الأحيان: «لا أريد التحدث عن هذا»، مما جعل لورا تشعر بالعزلة والأذى.

إلا أن تجنب بن كان نابعاً من الخوف من مسؤولية الأبوة، والخوف من خيبة أمل لورا. عندما شارك بن أخيراً هذه المشاعر الكامنة، تحول إحباط لورا إلى تعاطف.

لقد عملا على خلق مساحة آمنة؛ حيث يمكن لبن التعبير عن مخاوفه من دون الشعور بالحكم عليه. بدلاً من الخوض في الأمر بشكل مباشر، كانت لورا تبدأ: «أعلم أن هذا موضوع كبير. هل يمكننا التحدث عن مشاعرك حيال ذلك الآن؟» ساعد هذا النهج بن على الشعور بضغط أقل واستعداد أكبر للمشاركة.

نصيحة: اعترف بالعاطفة وراء التجنب. حاول أن تقول: «أشعر بأن هذا موضوع صعب بالنسبة لك. هل يمكنك مشاركة ما يحدث لك الآن؟». يمكن أن يمهد التحقق من صحة مشاعر الشخص الآخر الطريق لفهم أعمق.

المثال 3: الشريك الدفاعي

غالباً ما كان تايلر وميا يتصادمان حول أساليب التربية. عندما انتقدت ميا تايلر لتأديبه ابنهما المراهق، كان يغلق فمه بعد أن يقول: «لا أريد التحدث عن هذا».

في العلاج، اعترف تايلر بأنه شعر بالهجوم عندما تحدثت ميا عن قضايا الأبوة. كانت دفاعيته نابعة من خوف عميق من الفشل في الأبوة. لمعالجة هذا، تعلمت ميا صياغة مخاوفها بشكل مختلف، باستخدام عبارات مثل: «أنا أشعر بعدم اليقين بشأن كيفية تعاملنا مع هذا الموقف. هل يمكننا معرفة ذلك معاً؟». قلل هذا التحول من دفاعية تايلر، وجعله أكثر انفتاحاً على التعاون.

نصيحة: تجنَّبْ الاتهامات، وركِّز على التعاون. بدلاً من قول: «أنت لا تتعامل مع هذا الأمر بشكل صحيح»، حاول قول: «أود أن نتوصل إلى حل معاً». يقلل هذا النهج من الدفاعية ويعزز العمل الجماعي.

استراتيجيات للمضي قدماً

توقف، لا تضغط: إذا قال شريكك: «لا أريد التحدث عن هذا»، فقاوم الرغبة في الضغط بقوة أكبر. بدلاً من ذلك، اقترح إعادة النظر في الموضوع في وقت محدد عندما تهدأ المشاعر.

خلق بيئة آمنة: دع شريكك يعرف أن الشعور بالضعف أمر طبيعي. أظهر دعمك من خلال قول: «أنا هنا للاستماع عندما تكون مستعداً».

تحقق من نبرة صوتك وتوقيتك: تناول الموضوعات المهمة عندما يكون كلاكما هادئاً. يمكن للمحادثة غير المحددة التوقيت أن تصعِّد الصراع من دون داعٍ.

السعي إلى الفهم، وليس مجرد الاستجابة: بدلاً من صياغة دحضك، ركز على فهم وجهة نظر شريكك. اطرح أسئلة مفتوحة مثل: «ما الذي يجعل هذا الموضوع صعباً بالنسبة لك؟».

فكِّر في المساعدة المهنية: إذا أصبح «لا أريد التحدث عن هذا» نمطاً متكرراً، فقد يشير ذلك إلى مشكلات أكثر عمقاً. يمكن أن يوفر العلاج الزوجي أدوات ومساحة محايدة للتنقل في المحادثات الصعبة.