بالتوازي مع إطلاق حقوقيين يمنيين دعوات لملاحقة قادة الميليشيات الحوثية على المستويين المحلي والدولي، واصل الجيش اليمني المسنود من تحالف دعم الشرعية، أمس، تقدمه في جبهات غرب مأرب، في حين وعد وزير الدفاع محمد المقدشي باستمرار المعارك وصولاً إلى استعادة الدولة المختطفة من قبل الميليشيات الموالية لإيران.
وفي حين تحدثت مصادر عن مقتل قيادي من «حزب الله» اللبناني يعمل خبيراً للصواريخ غرب مأرب، بث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً له، وقالوا إنه قُتل على يد وحدة خاصة تابعة للجيش الوطني والمقاومة خلال قيادته إحدى العمليات العسكرية في جبهات مأرب.
وأوضح الناشطون، أن القيادي القتيل في «حزب الله» دخل إلى صنعاء منتحلاً وظيفة في إحدى المنظمات الدولية، في حين تدأب الميليشيات الحوثية على نفي وجود أي مقاتلين إيرانيين أو من «حزب الله» في صفوفها، خلافاً لما تؤكده الحكومة اليمنية وتقارير دولية وأممية سابقة.
وبينما تواصل الميليشيات شنّ أعنف هجماتها باتجاه مأرب منذ فبراير (شباط) الماضي؛ أملاً بالتقدم للسيطرة على المحافظة النفطية، من دون اعتبار لحجم خسائرها البشرية أو مراعاة لسلامة مئات الآلاف من النازحين، دعا حقوقيون يمنيون إلى ملاحقة قادة الجماعة محلياً ودولياً لمحاكمتهم على جرائمهم وانتهاكاتهم حقوق الإنسان.
جاءت هذه الدعوات خلال مؤتمر نظمته منظمات المجتمع المدني في محافظة مأرب بالشراكة مع مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل ومكتب حقوق الإنسان في المحافظة التي أعلن وكيلها عبد ربه مفتاح، أنها تستضيف 3 ملايين نسمة من مختلف المحافظات، منهم أكثر من مليونَي نازح يتوزعون في 145 تجمعاً ومخيماً.
ودعا المسؤول المحلي خلال المؤتمر المنظمات الدولية وشركاء العمل الإنساني إلى «تقديم الدعم للسلطة المحلية حتى تستطيع توفير الخدمات الأساسية للنازحين في مجالات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه والصرف الصحي»، محذراً في الوقت نفسه من التصعيد الحوثي ضد مأرب «وما يشكّله من خطر حقيقي على حياة المدنيين والنازحين في المحافظة؛ إذ ينذر بكارثة إنسانية لا يستطيع المجتمع الدولي معالجة تداعياتها».
وطالب مفتاح المجتمع الدولي بتصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية؛ لما اقترفته من جرائم بحق المدنيين واستهداف مخيمات النازحين والمدنيين بمحافظة مأرب بالصواريخ الباليستية والقذائف العشوائية.
وقال إن «ما تتعرض له المخيمات التي تؤوي آلاف الأسر النازحة من قصف متعمد بالصواريخ والمقذوفات تسبب في قتل وإصابة عدد من النساء والأطفال، وأدى إلى تكرار النزوح وإغلاق 45 مخيماً منذ بداية العام الماضي».
وخرج الحقوقيون من المؤتمر بتوصيات، أبرزها الدعوة إلى محاكمة جماعة الحوثي على جرائمها المتمثلة في الاستهداف المتعمد والممنهج للأحياء السكنية ومخيمات النازحين بمحافظة مأرب بالصواريخ الباليستية والقذائف العشوائية والطائرات المسيرة، وزراعة الألغام والعبوات والمتفجرات في الأعيان المدنية والطرقات العامة.
وطالب المشاركون بإدراج جماعة الحوثي في قوائم الملاحقة والعقوبات المحلية والدولية، داعين مجلس الأمن إلى العمل على وقف الحرب ومعاقبة المنتهكين لحقوق الإنسان، والالتزام بالحيادية في تصنيف المجرمين وفقاً للاتفاقيات والمعاهدات والقرارات الدولية. ميدانياً، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بمقتل وإصابة عدد من عناصر ميليشيا الحوثي أمس في مواجهات مع قوات الجيش الوطني والمقاومة، في جبهات غرب مأرب. ونقل موقع الجيش عن قائد عسكري قوله، إن قوات الجيش تمكنت من إحباط محاولات حوثية للهجوم على مواقع في جبهتي الكسارة والمشجح، «وكبدت الميليشيا مزيداً من القتلى والجرحى».
وأضاف المصدر، أن «طيران تحالف دعم الشرعية نفذ غارات محكمة على تعزيزات الميليشيا الحوثية وكبّدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح»، كما استهدفت مدفعية الجيش تحركات الميليشيا في جبهة الكسارة «وألحقت بها خسائر بشرية ومادية كبيرة».
ويأتي هذا التطور الميداني غداة مقتل العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية في معارك عنيفة وضربات لمقاتلات تحالف دعم الشرعية في مناطق المشجح والكسارة غرب مأرب، بحسب ما أفاد به الإعلام العسكري للجيش اليمني.
من جهته، وعد وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي بالاستمرار في خوض المعارك حتى استعادة الدولة، بحسب ما جاء في تصريحات رسمية أدلى بها أثناء تفقده للخطوط الأمامية في جبهة المشجح غرب مأرب. وقال المقدشي، إن «الشعب اليمني وقيادته وجيشه ومقاومته لن يقبلوا بتحويل البلاد إلى مستعمرة إيرانية أو زريبة للأفكار المنحرفة، وسيستعيد اليمنيون حقهم وينتصروا لحريتهم وهويتهم الحضارية».
وأضاف، أن الجيش «يملك القوة والقدرة والاحترافية والكفاءة لاستكمال معركة استعادة الدولة وإنهاء التمرد والانقلاب، ومواجهة كل مخططات الفوضى والخراب»، وأن «مؤسسة الجيش والأمن الوطني لن تتوانى في الدفاع عن الثوابت والمكتسبات الوطنية والأمن القومي العربي انطلاقاً من مسؤولياتها الدستورية وواجباتها الوطنية... في محاربة جماعات الإرهاب والتطرف بالشراكة مع المجتمع الدولي». وكانت الميليشيات الحوثية ضربت عرض الحائط بكل الدعوات الدولية والأممية لوقف الهجمات باتجاه مأرب، وواصلت هجماتها غرب المدينة وشمالها الغربي بالتزامن مع حشد المزيد من المجندين، في حين قالت الأمم المتحدة، إن المعارك باتت تهدد حياة أكثر من مليون نازح.
واستقبل قادة الجماعة المدعومة من إيران بيان مجلس الأمن الأخير بشأن خفض التصعيد ووقف الهجمات، بإرسال المئات من المقاتلين لمواصلة الضغط باتجاه مأرب بخاصة من الجهتين الغربية والشمالية الغربية، بحسب مصادر ميدانية. وكان مجلس الأمن رحب الجمعة الماضي في بيان بشأن اليمن بمبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء النزاع والتوصل إلى تسوية سياسية، ودعا كل الأطراف إلى الانخراط «من دون شروط مسبقة» مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث من أجل إعلان وقف النار فوراً في كل أنحاء البلاد.
الجيش اليمني يتقدم في مأرب ويعد باستعادة الدولة
وسط دعوات حقوقية لملاحقة قادة الانقلابيين محلياً وعالمياً
الجيش اليمني يتقدم في مأرب ويعد باستعادة الدولة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة