رئيس الحكومة المصرية في طرابلس لبحث التعاون السياسي والاقتصادي

«النواب» الليبي يعيد مشروع قانون الميزانية إلى الحكومة لتعديله

الدبيبة مستقبلاً نظيره المصري مصطفى مدبولي في طرابلس أمس (المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة)
الدبيبة مستقبلاً نظيره المصري مصطفى مدبولي في طرابلس أمس (المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة)
TT
20

رئيس الحكومة المصرية في طرابلس لبحث التعاون السياسي والاقتصادي

الدبيبة مستقبلاً نظيره المصري مصطفى مدبولي في طرابلس أمس (المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة)
الدبيبة مستقبلاً نظيره المصري مصطفى مدبولي في طرابلس أمس (المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة)

وصل رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، أمس، إلى العاصمة الليبية طرابلس، في زيارة رسمية على رأس وفد وزاري رفيع المستوى، استقبله خلالها نظيره الليبي عبد الحميد الدبيبة، استهدفت دعم السلطة التنفيذية الجديدة، وبحث ملفات التعاون المشترك في مجالات اقتصادية وسياسية وتجارية.
وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس وزراء مصري منذ عام 2011، والأحدث من نوعها لرئيس حكومة عربية، بعد زيارات مسؤولين عرب وغربيين تعاقبوا على زيارة طرابلس.
وناقش مدبولي، الذي رافقه وفد ضم 11 وزيراً من الحكومة، بالإضافة إلى رئيس الهيئة العامة للاستثمار المستشار محمد عبد الوهاب، وعدد من ممثلي الجهات المعنية والمستثمرين، مع الدبيبة التعاون الليبي - المصري في مجالات عدة، بما فيها عودة العمالة المصرية، والمشاركة في إعادة إعمار ليبيا، قبل أن يعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً في ختام المباحثات. وثمن الدبيبة «الدور الكبير»، الذي لعبته مصر في تعزيز ودعم الحوار السياسي وإيجاد حل شامل للأزمة الليبية، وقال إن ليبيا «تتطلع لأن تستمر مصر في لعب دور مع باقي دول المنطقة، والمساعدة على تحقيق الاستقرار في ليبيا وأمنها».
وأضاف الدبيبة في مؤتمر صحافي مشترك مع مدبولي في طرابلس، أن هناك مجالات عديدة سيتم التعاون فيها مع مصر، مثل الكهرباء والاتصالات والتعاون التقني والفني، واتفاقية الصحة، والقوى العاملة والبنية التحتية، والنقل والاستثمار، منوهاً إلى أن أهم الإيجابيات التي جاءت مع حكومة «الوحدة الوطنية» هي بدء استعادة ليبيا لعلاقاتها الطبيعية مع الدول الشقيقة، قبل أن ينتهي مقدماً الشكر لنظيره المصري، على هذه الزيارة التي وصفها بـ«الكبيرة والمهمة».
من جهته، قال مدبولي إن زيارته إلى طرابلس، جاءت للتأكيد على دعم مصر لليبيا ولحكومة «الوحدة الوطنية»، «في هذه الفترة الفارقة لتحقيق المصالحة والتنمية»، مضيفاً أن الوفد الوزاري المرافق له جاء لوضع خطة زمنية لخطوات التعاون في مختلف المجالات. كما تطرق مدبولي إلى ملف المصالحة، وقال إن القاهرة تدعم جهود تحقيق المصالحة بين الليبيين، وجهود تسوية الأزمة في البلاد، داعياً نظيره الليبي لزيارة مصر لمواصلة التعاون بين البلدين في جميع المجالات.
وضم الوفد وزراء الكهرباء والطاقة المتجددة، والبترول والثروة المعدنية، والقوى العاملة، والتربية والتعليم والتعليم الفني، والتعاون الدولي، والصحة والسكان، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إضافة إلى النقل، والطيران المدني، والتجارة والصناعة.
في شأن آخر، حظر المنفي على كافة الضباط شاغلي المناصب القيادية بالجيش الليبي السفر إلى الخارج، إلا بعد الحصول على إذن مسبق منه، باعتبار مجلسه القائد الأعلى للجيش «مهما كانت أسباب ودواع السفر».
ووجه المنفى بياناً مساء أول من أمس، إلى كافة وحدات الجيش الليبي، منح بموجبه إذن الموافقة على السفر فقط لإدارة الاستخبارات العسكرية، وفقا للإجراءات المعمول بها. وقال إنه أصدر القرار على خلفية علمه بقيام مسؤولين عسكريين بعقد لقاءات في الداخل والخارج، والظهور أمام وسائل الإعلام للإدلاء بتصريحات ذات طابع سياسي، وهو الأمر الذي عده «خروجا عن المهام الأساسية للجيش الليبي، باعتباره بعيدا عن أي صراعات مهما كانت».
إلى ذلك، ناقشت مديرية أمن طرابلس خلال اجتماع مديرها محمود العابد، مع مدير الإدارة العامة للدعم المركزي، محمد فتح الله، متابعة تنفيذ خطط تأمين مدينة طرابلس، والتأكيد على ضمان حراسة وتأمين مؤسسات الدولة ومرافقها المختلفة.
في غضون ذلك، استأنف مجلس النواب الليبي، أمس، جلسته في مدينة طبرق (شرق) لمناقشة بنود الميزانية العامة للدولة للعام الحالي، التي قدمتها حكومة الدبيبة، وأبدى الأعضاء ملاحظاتهم وآراءهم حول بنود هذه الميزانية.
وشهدت الجلسة إقدام أحد النواب على القسم بيمين الطلاق بعدم اعتماد الميزانية، إلا بعد تعيين المناصب السيادية الشاغرة في الدولة، وقال إن هذه الميزانية لن تصرف إلا في ديوان المحاسبة والرقابة.
وكشفت تسريبات لمشروع الميزانية عدم وجود أي بند فيها يتعلق بالقيادة العامة لـ«الجيش الوطني»، الذي يقوده المشير خليفة حفتر في شرق البلاد، مقابل إدراج جهازي «الردع ودعم الاستقرار»، و«قوة مكافحة الإرهاب»، وهي في الأصل كيانات تضم ميليشيات مسلحة، في مقترح الميزانية.
وكان الناطق باسم مجلس النواب، عبد الله بليحق، قد أعلن أن الجلسة، التي عقدت بحضور أكثر من 97 وهو النصاب المطلوب، تم خلالها تداول 30 توصية من قبل لجنة الميزانية، تمهيدا لاتخاذ المجلس قراره النهائي. وقال بليحق أمس إن أعضاء مجلس النواب صوتوا بالأغلبية على إعادة مشروع قانون الميزانية إلى الحكومة للتعديل، وفقاً لملاحظات المجلس ولجنة التخطيط والموازنة العامة والمالية بالمجلس.
في شأن آخر، أصدر حفتر قراراً عين بموجبه الدكتورة عائشة البرغثي على رأس إدارة لشؤون المرأة بقيادة الجيش، بهدف العمل على تمكين المرأة الليبية ودورها في استقرار البلاد.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».