كان مالك نادي يوفنتوس الإيطالي أندريا أنييلي هو صاحب فكرة توسيع دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، لكنه انقلب فجأة وقرر تفضيل المشروع الثوري للدوري السوبر، في خطوة وصفها الاتحاد الأوروبي (يويفا) بالخداع والكذب.
وقرر أنييلي الاستقالة من منصبه رئيساً لرابطة الأندية الأوروبية، أول من أمس، وانضم لاجتماع منظمي الدوري السوبر الخاص الذي سينافس دوري الأبطال، في إعلان حرب ضد الاتحاد القاري.
استقالة أنييلي المسرحية، لم تفاجئ مَن يراه بالفعل إدارياً يعمل فقط لمصلحة الأندية الغنية قبل كرة القدم. وكانت صحيفة «ليكيب» الفرنسية قد وصفت أنييلي في افتتاحية بأحد أعدادها لشهر فبراير (شباط) الماضي، بأنه «أكثر رجل يضر فكرة عالمية كرة القدم». كما أطلقت صحيفة «الغارديان» البريطانية السهام على الإيطالي، معتبرة أنه «يحاول ضمان أموال إضافية للأندية الغنية أصلاً، بصرف النظر عن حسن أو سوء إدارتها».
«تطوير دوري الأبطال كان دائماً فكرته الثابتة، قبل كل شيء لزيادة قيمته الاقتصادية»، ولم يتوقف أنييلي يوماً عن إعرابه بالإعجاب بكرة القدم الأميركية ومباراة «سوبر بول».
لم يكن أنييلي، 45 عاماً، المقرب من السلوفيني ألكسندر سيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، من المدافعين عن الدوري السوبر المغلق، لكن يبدو أن الرجل الذي حارب لإعادة الحياة إلى يوفنتوس بعد فضيحة تلاعب تاريخية، كان يعمل ويروج في الخلف لدوري السوبر الخاص بالأغنياء.
ويرى المراقبون أن أنييلي سليل العائلة المالكة لشركات «فيات للسيارات» ونادي يوفنتوس، هو رجل تجاري لا ينظر لقيمة المسابقات الدولية بقدر ما ينظر لما تجنيه من أرباح، وهو كان يقدم مشروعة التطويري لدوري الأبطال كستار للترويج لدوري السوبر للنخبة ورؤيته عولمة كرة القدم مع يوفنتوس منذ عام 2010.
حتى الشهر الماضي كان أنييلي يدافع عن مستقبل دوري الأبطال خلال اجتماعات رابطة الأندية الأوروبية، كما طرح فكرة حظر الانتقالات الباهظة بين الأندية المشاركة في
دوري الأبطال لخفض التكاليف. وكان أنييلي يقترح على سيفرين توسيع دوري الأبطال من أجل الوقوف ضد مشروع دوري السوبر، وقال في مارس (آذار) الماضي: «أتمنى الانتهاء من كل تعديلات دوري الأبطال في غضون أسبوعين، ما يفتح الباب أمام البطولات الكبرى لإشراك أكثر من 4 فرق، وبذلك يمكن التصدي لفكرة إقامة أي مسابقة منفصلة».
وأوضح أنه «لو تم الاتفاق على المقترحات الجديدة فيما يتعلق بالحوكمة وإدارة البطولات فربما توقع الأندية التزامات فردية تجاه النظام الجديد في المستقبل، وسينتهي الحديث عن (دوري السوبر)».
لكن رئيس يوفنتوس الذي كان يتكلم عن تحسين التضامن غير المباشر مع الأندية الأخرى، في دوري الأبطال، انقلب فجأة على أفكاره وصديقه سيفرين، وأعلن انضمامه لبطولة الأثرياء.
لقد تبوّأ أنييلي رئاسة النادي المهتز بفضيحة منشطات وتنزيله إلى الدرجة الثانية في 2006، لكن نجل أومبرتو أنييلي صنع ثورة في «السيدة العجوز» من خلال تنويع الأنشطة (فندق، ومتحف)، وتطوير الرعاية، وتهيئة الشعار لجعله أكثر «عالمية». نجح في هذا الإطار وحققت أسهم النادي ارتفاعاً كبيراً. حتى تعاقده مع أفضل لاعب في العالم خمس مرات البرتغالي كريستيانو رونالدو بصفقة كبيرة ما هو إلا عملية دمج بين علامتين تجاريتين، حققت نتائج مهمة مع الألقاب، حتى لو أدت إلى اختلالات بالتوازن الداخلي في يوفنتوس. لقد تُوجت استراتيجية تهدف إلى جعل يوفنتوس علامة تجارية عالمية، بفضل سمعة رونالدو، وبالطبع انضمام أنييلي إلى مشروع «الدوري السوبر» هو من أجل علامة تجارية أخرى ينوي الاستثمار بها.
أنييلي ينقلب على سيفرين ويعلن انضمام يوفنتوس لدوري السوبر
أنييلي ينقلب على سيفرين ويعلن انضمام يوفنتوس لدوري السوبر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة