دراسة: الرضاعة الطبيعية تحسّن القدرة العقلية للطفل

دراسة: الرضاعة الطبيعية تحسّن القدرة العقلية للطفل
TT

دراسة: الرضاعة الطبيعية تحسّن القدرة العقلية للطفل

دراسة: الرضاعة الطبيعية تحسّن القدرة العقلية للطفل

نشرت وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية خبرا جاء فيه ان مجموعة من العلماء الأميركيين توصلوا إلى استنتاج مفاده إن الرضاعة الطبيعية الطويلة المدى تساعد في تحسين القدرة العقلية للطفل.
وحسب الوكالة، فقد أجريت دراسة في الولايات المتحدة شاركت فيها 772 امرأة؛ 80% منهن يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة أربعة أشهر إلى سنة. وكان مستوى الذكاء عند الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أعلى.
كما وجد العلماء أن كل شهر إضافي من حليب الأم يزيد من أداء الأـطفال العقلي.
وفي هذا الاطار، توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل؛ لأن حليب الأم الطبيعي يحتوي على عناصر ضرورية لنمو الطفل بشكل كامل.


مقالات ذات صلة

الرمان والتوت الأزرق... أيهما أعلى بمضادات الأكسدة ويمنحك أقوى حماية للقلب؟

صحتك التوت الأزرق يحصل على لونه من الأنثوسيانين (بكسلز)

الرمان والتوت الأزرق... أيهما أعلى بمضادات الأكسدة ويمنحك أقوى حماية للقلب؟

إذا كنت تبحث عن فواكه صحية للقلب وغنية بمضادات الأكسدة، فإن الرمان والتوت الأزرق يحتلان صدارة قائمة «الفواكه الخارقة».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج سيُسهم الدعم في توفير مضخات الإنسولين الحديثة بصفتها أحد الحلول العلاجية المتقدمة (صندوق الوقف الصحي)

حرم ولي العهد السعودي تدعم صندوق «أطفال السكري» بـ10 ملايين ريال

قدّمت حرم ولي العهد السعودي، الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز، تبرعاً سخياً بمبلغ 10 ملايين ريال إلى صندوق دعم الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك لقاح أمومي مُبتكر يمنح المواليد حماية تمتدّ لأشهر (فايزر)

تحصين الأمهات... درع وقائية تحمي حديثي الولادة من أخطر عدوى

تحصين الأمهات خلال الحمل يُمثّل خطّ الدفاع الأول لحماية حديثي الولادة من الأمراض المُعدية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
صحتك أفضل طريقة للحصول على كميات كافية من فيتامين «سي» هي تناول الأطعمة الطبيعية الغنية به (بكسلز)

ليس في البرتقال فقط... أفضل 10 فواكه وخضراوات غنية بفيتامين «سي»

هل ترغب في تعزيز صحتك بشكل طبيعي وتقوية جهاز المناعة لديك؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك رجل يعمل داخل مصنع لإنتاج زيت الزيتون في جنوب فرنسا (إ.ب.أ)

9 أطعمة تحارب الألم طبيعياً

يلجأ العديد من الناس إلى تناول الأدوية المسكنة بكثرة، لمحاربة آلام البطن أو الرأس أو غيرها. وقد لا يدرك البعض أن هناك أطعمة تساعد بالفعل على تهدئة الآلام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر: الإبقاء على اسم قناة «النيل الدولية» بعد انتقادات

استمرار خطة التطوير في قناة «النيل الدولية» (الهيئة الوطنية للإعلام)
استمرار خطة التطوير في قناة «النيل الدولية» (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

مصر: الإبقاء على اسم قناة «النيل الدولية» بعد انتقادات

استمرار خطة التطوير في قناة «النيل الدولية» (الهيئة الوطنية للإعلام)
استمرار خطة التطوير في قناة «النيل الدولية» (الهيئة الوطنية للإعلام)

أكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بمصر، أحمد المسلماني، أنه لن يتم تغيير اسم قناة «النيل الدولية»، في إشارة إلى اقتراح من العاملين في القناة بتغيير الاسم ليكون أكثر شمولاً تحت شعار «ENN»، اختصاراً لـ«شبكة مصر الإخبارية»، ضمن خطة تطوير القناة، وهو الاسم الذي أثار جدلاً وتعليقات «سوشيالية» رافضة، خصوصاً أن هذا الشعار كان في السابق لقناة إثيوبية.

وقال المسلماني في بيان، الجمعة، إنه استطلع آراء أعضاء مجلس الهيئة الوطنية للإعلام حول تغيير اسم قناة «النيل الدولية» إلى «ENN» ولم ينل الاقتراح قبولاً لدى عدد منهم، وقال إن «التطوير الكبير الجاري في القناة بالاسم الحالي (نايل تي في إنترناشونال) مستمر، ولن يتم عرض المقترح بتغيير الاسم رسمياً في اجتماع المجلس».

وكانت الإعلامية المصرية دينا عثمان، رئيسة قناة «نايل تي في إنترناشونال»، قد تحدثت من قبل عن اقتراح تغيير اسم القناة لتحمل اسم «شبكة مصر الإخبارية»، قدمه فريق التطوير بالقناة ضمن تصور لاستعادة المشاهد، وهو ما أثار انتقادات وتعليقات «سوشيالية» أشار بعضها إلى أن هذا الاسم المختصر «ENN» كان اسم قناة إثيوبية، وردت دينا على هذه التعليقات قائلة في تصريحات صحافية: «أما القناة الأفريقية التي يتحدث عنها بعض معارضي الاقتراح فهي قناة خاصة، عملت لمدة عامين وتم إغلاقها عام 2018».

وأرجعت سبب الاقتراح إلى «الخلط بين (نايل نيوز) و(نايل تي في)، مما أدى لتراجع المشاهدة والتأثير الخارجي»، مشيرة إلى أن قيادات القناة تدعم التطوير والتجديد في ظل أي شعار.

من جانبه، أشاد رئيس «الوطنية للإعلام» بجهود أسرة القناة، وقال إن «تطوير قناة (النيل الدولية) على رأس أولوياتنا»، مشيراً إلى «الدور الكبير الذي يجب أن تقوم به في بث رسالة مصر الحضارية بالإنجليزية والفرنسية إلى أكبر عدد من المشاهدين»، وفق بيان «الهيئة».

وعدّ أن اختزال البعض عملية التطوير في تغيير الشعار هو رأي متعسف لا يستند إلى معرفة جادة بحقائق التطوير الشامل الذي تعمل عليه أسرة القناة.

القناة جربت الشعار الجديد حاملاً ألوان علَم مصر (الهيئة الوطنية للإعلام)

وتعدّ قناة «النيل الدولية» من القنوات الرائدة في الوطن العربي في التوجه للعالم الخارجي؛ إذ انطلقت عام 1994، وتبث برامجها بالإنجليزية والفرنسية على أربعة أقمار اصطناعية، مما يجعلها تغطي مدى كبيراً وتعبر عن صوت مصر الموجّه للخارج.

وبحسب عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة الدكتور حسن عماد مكاوي، فإن «ما يُطرح من تغييرات مرتبطة باسم أو شعار قناة لا يمس جوهر الإعلام»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «التطوير يجب أن يرتبط بصناعة المحتوى، وجوهر المادة الإعلامية المقدمة، وتدريب وتأهيل الكوادر المختلفة في مجال الإعلام، والارتقاء بالاستوديوهات، مما يؤدي لتطويرات ملموسة في الشاشة بشكل عام، لكن الحديث عن تغيير الشعار أو الاسم يدخل في إطار (الفرقعات الإعلامية)»، ولفت مكاوي إلى أن هذه المرة الثانية التي يُقترح فيها ضمن التطوير تغيير أسماء قنوات ويتم التراجع عنه، وعدّ ذلك «أموراً شكلية، والمهم في التطوير هو التركيز على صناعة المحتوى».

وكانت الهيئة الوطنية للإعلام أعلنت في يناير (كانون الثاني) الماضي إطلاق اسم «موليوود» على قناتين في قطاع النيل للقنوات المتخصصة، ليصبح اسم قناة «نايل سينما» هو «موليوود سينما»، ودمج قناتَي «نايل دراما» و«نايل كوميدي» في قناة «موليوود دراما»، إلا أنها تراجعت عن الاقتراح بعد اعتراض عدد من الشخصيات الإعلامية البارزة وانتقادهم المقترح، باعتبار أن اسم «قنوات النيل» أصبح ماركة «و«براند» يجب الحفاظ عليه واستثماره وتسويقه في التطوير.

وترى أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة الدكتورة سارة فوزي، أن «الانتقادات لتغيير اسم (النيل الفضائية) لم تكن من الجمهور فقط، ولكن عدداً من أساتذة وخبراء الإعلام دخلوا، خصوصاً أنه ظهر مع البحث تشابه الشعار الجديد مع قناة إثيوبية».

ووصفت سارة «السوشيال ميديا» بأنها أصبحت بمثابة «السلطة الخامسة؛ فهي لا تراقب فقط وسائل الإعلام، ولكن مجالات أخرى كثيرة، ومن هنا كان تأثير الانتقادات فعالاً»، وفق حديثها لـ«الشرق الأوسط»، موضحة: «نرى ذلك في تأثير (السوشيال ميديا) عموماً، واستجابة وزارة الداخلية للعديد من الفيديوهات التي تُنشر بها تجاوزات في الشارع والتحقيق فيها فوراً».

وحول تغيير اسم القناة قالت: «هذا التغيير يحدث، ولكن في حالات محددة، حين تتغير ملكيتها أو تُدمج مع قنوات أخرى، فمن المنطقي أن تريد الإدارة الجديدة صناعة (براند) يخصها، لكن التغيير هنا غير منطقي؛ فهي ما زالت تتبع الدولة، ولا يصح أن نطلق عليها (شبكة)؛ فهي لا يوجد بها أكثر من قناة أو ظهير رقمي»، وفق تعبيرها.


«ضايل عنا عرض»... «سيرك غزة» يزرع البسمة على وجوه الأطفال وسط الأنقاض

الفيلم رصد «سيرك غزة الحرة» يقدم عروضاً في الشارع (الشركة المنتجة)
الفيلم رصد «سيرك غزة الحرة» يقدم عروضاً في الشارع (الشركة المنتجة)
TT

«ضايل عنا عرض»... «سيرك غزة» يزرع البسمة على وجوه الأطفال وسط الأنقاض

الفيلم رصد «سيرك غزة الحرة» يقدم عروضاً في الشارع (الشركة المنتجة)
الفيلم رصد «سيرك غزة الحرة» يقدم عروضاً في الشارع (الشركة المنتجة)

أثار الفيلم الوثائقي «ضايل عنا عرض - One More Show» اهتماماً في عرضه العالمي الأول ضمن أفلام المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ46 المنعقدة في الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي؛ لما أثاره من شجن لدى من شاهدوه، لقوته الإنسانية ورسالته المؤثرة التي قدمها شهادةً حية ليؤكد من خلالها قدرة الفن على المقاومة وعلى الأمل الذي يزهر رغم القهر والدمار.

الفيلم تم تصويره في غزة 2024 خلال الحرب، ويتتبع «سيرك غزة الحر» الذي أسسه مجموعة من الشباب الفلسطينيين الذين رفضوا الاستسلام لليأس رغم الإبادة الجماعية التي يشهدها القطاع، وبين الملاجئ والشوارع المهدمة وركام المباني المنهارة يواصلون تقديم عروضهم للأطفال، يذهبون إليهم في كل مكان ليمنحوهم لحظاتٍ من الفرح والأمل في ظل قسوة وبشاعة الواقع الذي يعيشونه.

الفيلم للمخرجة المصرية مي محمود، وهي ابنة الإعلامي محمود سعد، وقد عملت مساعدةَ مخرج في عدد من الأفلام، من بينها «الجزيرة» و«ولاد العم»، وقد اختارت عنوانه باللهجة الفلسطينية وهو يعني «لا يزال لدينا عرض» للتأكيد على استمرار رسالة أبطال سيرك غزة، وشارك في إخراج الفيلم المصور الفلسطيني أحمد الدنف الذي قام بتصوير الفيلم، ومن إنتاج «ريد ستار» لباهو بخش، بمشاركة «فيلم كلينك» للمنتج محمد حفظي، وتضم قائمة أعضاء «سيرك غزة الحر» كلاً من يوسف خضر، ومحمد أيمن، ومحمد عبيد «جاست»، وأحمد زَيارة «بطوط»، وإسماعيل فرحات، ومحمد الأخرس وأشرف خضر، إلى جانب مجموعة من فناني السيرك الشباب من غزة.

واستقبلت السجادة الحمراء صناع الفيلم قبل عرضه، مساء الخميس، وحملت المخرجة صورة شريكها الفلسطيني أحمد الدنف الذي تعذر حضوره من غزة، بينما حضرت شقيقته.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

تبدأ أحداث الفيلم من حي الزوايدة وسط قطاع غزة، حيث نرى أعضاء الفرقة الذين يقيمون داخل مبنى غير مجهز، يفترشون الأرض ببعض الأغطية التي ينامون عليها، يجلس أحدهم خارج المبنى يحادث زوجته ويفتح الكاميرا ليؤكد لها أنه بخير، ثم يداعب طفله الرضيع ويعود لزملائه الذين يقاومون اليأس وينشرون البهجة بعروضهم للأطفال. يؤدون البروفات في المكان نفسه الذي يعشون فيه، ثم يستقلّون سيارة نقل، لتبدأ رحلتهم عبر شوارع المدينة المهدمة وركام المباني المحطمة، ويتوقفون عند أحد الأحياء السكنية بمنطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث يتجمع الأطفال تباعاً يصفقون ويهللون مع بدء عروضهم، وتصورهن النساء من الشرفات، لتبدأ فقرات السيرك من البلياتشو للاعب الجمباز وأغنيات الفرحة التي تبدد الخوف في نفوس الأطفال.

يصور الفيلم حياة أعضاء السيرك اليومية ومخاوفهم في ظل الحرب وغيابهم عن أسرهم، ويقول أحدهم: «في كل مرة نخرج أخاف ألا نعود»، لكن ذلك لا يوهن من عزمهم على مواصلة رسالتهم.

استقبل المسرح الكبير فريق عمل الفيلم عقب العرض، وقالت المخرجة مي محمود إنها أرادت توثيق الحياة اليومية في غزة، وكان يشغلها كثيراً كيف يعيش أهل المدينة في ظل الحرب، حتى علمت بفرقة «سيرك غزة الحر» وما تقوم به، وبمشاركة مدير التصوير الفلسطيني أحمد الدنف بدأوا التصوير.

فريق عمل الفيلم برفقة مصممة الملابس ناهد نصر الله قبل عرضه الأول بالمهرجان (الشركة المنتجة)

وأضافت مي أن «هذا الفيلم تم بدعم من طاقمه الذين عملوا دون أجر، قبل أن تنضم لنا (ريد ستار)، حيث عرضت الفيلم عليهم، ولم أقل سوى جملة واحدة (الفيلم يصور فرقة سيرك غزة الحر التي تواصل عروضها في ظل الحرب)، فوافقوا فوراً».

وكشف المنتج صفي الدين محمود مدير تطوير المشروعات بشركة «ريد ستار» عن اتفاقهم منذ البداية على تخصيص أي إيراد سوف يحققه الفيلم لدعم «سيرك غزة الحر».

وحسب الناقد طارق الشناوي، فإن «الفيلم يمس الإحساس والوجدان» مثلما يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لقد انطلق من نقطة مهمة وهي أن أعضاء السيرك يحاربون عدوهم بالحياة بينما هو يحاربهم بالموت، هذا هو العمق الحقيقي للفيلم الذي عكس حالة بهجة على عكس أفلام أخرى عن القضية الفلسطينية سيطر فيها الجانب الدموي بحكم أنه الواقع وبحكم إظهار وحشية الجانب الإسرائيلي»، لكن «الأعمق - وفق الشناوي - أن تؤكد قدرتك على المقاومة، ليس من خلال السلاح، لكن أن تتنفس الحياة في عز الموت وتواجههم بالفرحة»، ويشير إلى أن «المخرجة قدمت السلاح الحقيقي، وهو أن الفلسطيني سيظل يعشق الحياة».

ويلفت الشناوي إلي أن «الفيلم الوثائقي يعتمد على تلقائية الأداء من أبطاله، ولا يعتمد على ممثلين محترفين ولا يستلزم توجيههم، بل الأصل أن يتركهم المخرج يؤدون بتلقائيتهم، وهذا ما حرصت عليه المخرجة مي محمود في الفيلم».


مارتا بيرغمان: «الركض الصامت» معالجة إنسانية لـ«الهجرة غير المشروعة»

يعرض الفيلم للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان القاهرة (الشركة المنتجة)
يعرض الفيلم للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان القاهرة (الشركة المنتجة)
TT

مارتا بيرغمان: «الركض الصامت» معالجة إنسانية لـ«الهجرة غير المشروعة»

يعرض الفيلم للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان القاهرة (الشركة المنتجة)
يعرض الفيلم للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان القاهرة (الشركة المنتجة)

قالت المخرجة البلجيكية، مارتا بيرغمان، إن فيلمها الجديد «الركض الصامت» انطلق من رغبة عميقة في إعادة توجيه البوصلة نحو الأصوات التي تعيش في الظل، والأقدار التي تمرّ أمام العالم بلا أثر، رغم ما تحمله من توتر إنساني لا يقلّ قوة عن الحكايات الكبرى.

موضحة أن التفكير في الفيلم بدأ من سؤال ظلّ يطاردها لسنوات وهو كيف يبدو الإنسان حين يجد نفسه بلا جذور، وبلا يقين، وبلا طريق واضح، ووجدت أن الإجابة لا تُصاغ بالحوار بقدر ما تكتبها ملامح الأشخاص، والإيقاع الداخلي للبشر الذين يعيشون حياتهم تحت وطأة الخوف.

وأضافت مارتا بيرغمان لـ«الشرق الأوسط» أن «الفيلم لا يتعامل مع الهجرة غير النظامية كعنوان سياسي أو ككتلة اجتماعية واحدة، بل كعالم مليء بالتفاصيل الفردية التي تختبئ خلفها معاناة وارتباك وأسئلة معلّقة، فالشخصيات ليست نماذج جاهزة، بل أرواحٌ تواجه مصائرها على حافة العالم، يقودها مزيج من الأمل والخوف، والإصرار على النجاة مهما كانت الطريق معتمة».

وتؤكد أن الرهان الأساسي كان تقديم الهجرة بوصفها حكاية بشرية قبل أن تكون قضية، حكاية عن الحب، وعن الأسرة، وعن التمسك بالحياة في مواجهة كل ما يهددها.

المخرجة البلجيكية (الشركة المنتجة)

وأشارت إلى أن اختيارها المزج بين العربية والفرنسية لا يعكس فقط انتماءات الشخصيات، بل يكشف كذلك طبقات المشاعر التي يحاول كل منهم إخفاءها. وتقول إن «اللغة هنا ليست وسيلة للتواصل فقط، بل مساحة يتحرك فيها الصراع الداخلي، حيث يمكن لجملة قصيرة أو صمت طويل أن يكشفا ما لا تستطيع الكاميرا وحدها كشفه».

وتدور أحداث الفيلم، الذي يُعرض عالمياً للمرة الأولى ضمن المسابقة الرسمية للدورة 46 من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، حول رحلة سارة وآدم اللذين عبرا الحدود إلى بلجيكا بطريقة غير قانونية برفقة طفلتهما الصغيرة البالغة عامين، في محاولة لاستكمال الطريق إلى إنجلترا حيث يأملان في بناء بداية جديدة. لكن الرحلة تبدأ بالانكسار حين يجد الثلاثة أنفسهم محشورين في صندوق شاحنة مع عدد من المهاجرين.

وفي مقابل هذا الخط الدرامي، يظهر ردووان، الشرطي البلجيكي الذي أمضى عشرين عاماً في مطاردة المهرّبين على الطرق السريعة، قبل أن يواجه في تلك الليلة واقعة تغيّر نظرته للعالم ولعمله ولذاته، حين يحاول فريقه اعتراض شاحنة يُشتبه في حملها مهاجرين.

وتؤكد المخرجة أن «هذا التوازي بين خط المهاجرين وخط الشرطي لم يكن لصناعة التناقض، بل للكشف عن هشاشة الإنسان في الجهتين، فالجميع في الفيلم يركض بعضهم هرباً، وبعضهم مطاردة، وبعضهم بحثاً عن معنى»، لافتة إلى أن التوتر الخفي بين الصمت والصراخ الداخلي هو جوهر الفيلم، وأن السؤال الحقيقي الذي يطرحه العمل ليس فقط كيف ينجو الإنسان؟ بل ماذا يبقى منه بعد النجاة؟

استغرق العمل على الفيلم وقتاً طويلاً (الشركة المنتجة)

وقالت المخرجة إن «العمل مع ممثلين من خلفيات ثقافية متعددة، يتحدثون بلغتين مختلفتين ويحملون تجارب شخصية مؤثرة، خلق طاقة خاصة داخل مواقع التصوير، خصوصاً أن أغلب المشاهد اعتمدت على الانفعالات الداخلية المكبوتة أكثر مما اعتمدت على الحوار».

وعدّت مارتا «هذا التنوع الثقافي واللغوي أعاد تشكيل الإيقاع العاطفي للفيلم، ومنح الشخصيات طبقات شعورية أكثر عمقاً، خصوصاً أن كثيراً من اللحظات القوية في الفيلم لم تُكتب مسبقاً، بل وُلدت من تفاعل الممثلين مع الموقف ومع بعضهم بعضاً».

وأضافت أن تجربتها الطويلة في السينما الوثائقية كانت محورية في بناء هذا العمل الروائي؛ لأنها علمتها الاقتراب من الشخصيات الهشّة بعين متفحصة وقلب منصت. وتقول إن «سنوات عملها السابقة على أفلام تتناول المجتمعات المهمّشة، ساعدتها على تطوير حساسية خاصة تجاه القصص التي تُروى عبر الصمت، وتجاه الوجوه التي تحتاج الكاميرا إلى وقت طويل لتفك شيفرة عواطفها»، مؤكدة أن «الركض الصامت» وإن كان فيلماً روائياً، فإنه يستعير من الوثائقي صدقه وخشونته وحدّته.

وقالت إن «الاهتمام الدولي الذي حظي به الفيلم قبل عرضه العالمي الأول يشير إلى أن القصص التي تمسّ جوهر الإنسان، خصوصاً في لحظات ضعفه، باتت أكثر قدرة على عبور الحدود»، مشيرة إلى أن الفيلم، رغم ارتباطه بجغرافيا محددة، يقدم حكاية ذات امتداد إنساني واسع؛ لأن جوهره لا يتعلق فقط بالهجرة، بل بالبحث عن معنى داخل عالم يزداد قسوة، وبالسعي للاحتفاظ بما تبقى من الذات في لحظات الانكسار.

وترى بيرغمان أن «التوتر النفسي الذي يعيشه كل من أبطاله، سواء كانوا مهاجرين أو رجال شرطة، يعكس صورة أكثر تعقيداً للواقع، ويكشف أن الجميع محاصرون بشكل أو بآخر داخل حدود لا يختارونها»، مؤكدة أن العمل بالنسبة لها ليس فيلماً عن الهجرة بقدر ما هو «عن الركض الداخلي الذي يعيشه الإنسان حين يجد نفسه واقفاً بين ماضٍ لا يستطيع الرجوع إليه، ومستقبل لا يعرف الطريق إليه»، على حد تعبيرها.