حلقة استثنائية من «الاختيار 2» تخطف اهتمام المصريين

عُرضت بلا فواصل إعلانية لأهمية أحداثها «التاريخية»

لقطة من الحلقة الخامسة للمسلسل
لقطة من الحلقة الخامسة للمسلسل
TT

حلقة استثنائية من «الاختيار 2» تخطف اهتمام المصريين

لقطة من الحلقة الخامسة للمسلسل
لقطة من الحلقة الخامسة للمسلسل

خطفت الحلقة الخامسة من مسلسل «الاختيار 2» اهتمام الجمهور المصري بشكل لافت، لاحتوائها على مشاهد وأحداث «تاريخية» مهمة، يوم 14 أغسطس (آب) 2013. إذ حاول المسلسل الذي ينتمي لفئة «الأعمال الوطنية التي تتصدى لقضايا التطرف والإرهاب» تسليط الضوء على عمليات العنف المسلح التي ارتكبها عناصر بتنظيم «الإخوان» الذي تصنفه مصر «جماعة إرهابية».
ويتناول «الاختيار2» بعض «بطولات» رجال الأمن المصريين في الفترة من 2013 حتى 2020.
وترقب الجمهور المصري بث هذه الحلقة المهمة مساء أول من أمس، بعد عرض 4 حلقات ناقشت خطط فض اعتصامي رابعة العدوية (شرق القاهرة)، والنهضة في الجيزة (غرب القاهرة)، الذي دشنه أعضاء تنظيم الإخوان احتجاجاً على عزل الرئيس الراحل محمد مرسي، في 3 يوليو (تموز) 2013.
وحبس الكثير من المشاهدين أنفاسهم طوال الحلقة التي مزج فيها مخرج المسلسل بيتر ميمي بين المشاهد الحقيقية، التي صورها مواطنون وصحافيون خلال عملية فض الاعتصام والاعتداء على أقسام الشرطة والكنائس، والمشاهد التمثيلية التي ركزت على «سلمية الشرطة»، و«تغييب عقول بعض المعتصمين»، وإبراز «العنف المسلح لبعض عناصر تنظيم الإخوان»، بالإضافة إلى توثيق حال القلق على وجوه المصريين في يوم الفض الذي يعتبره متابعون ومراقبون «أحد أصعب الأيام التي مرت بها مصر».
وعلى غرار الجزء الأول من مسلسل «الاختيار» شارك فنانون مصريون بصفة ضيوف شرف في الحلقة الخامسة من الجزء الثاني، كان في مقدمتهم الفنان أشرف عبد الباقي في دور اللواء محمد جبر، مأمور قسم شرطة كرداسة، بالجيزة (غرب القاهرة)، الذي قتل على يد مُقتحمي قسم الشرطة، واستحوذت قضية اقتحام قسم شرطة كرداسة في عام 2013، على اهتمام المصريين، لا سيما بعد تركيز وسائل الإعلام المحلية وقتئذ، على الطريقة «الوحشية» التي قُتلت بها عناصر الشرطة داخل القسم.
ويرى نقاد مصريون من بينهم خالد محمود أنّ «دمج المشاهد التمثيلية مع المقاطع الحقيقية ساهم في إضفاء مزيد من المصداقية على مشاهد العمل»، ويقول لـ«لشرق الأوسط»: «استطاع مخرج المسلسل ترك الحكم على ما حدث، يوم 14 أغسطس، للمشاهد عبر عرض صور متفرقة من الأحداث وعرضها في سياق تشويقي مع التقليل في الحوار بين الأبطال».
وأكد محمود أنّ «المسلسل نجح في جزئه الأول بترك انطباع جيد لدى الجمهور، وهو ما انعكس على اهتمام المشاهدين به في الجزء الثاني، لكن الحكم على نجاح الجزء الثاني ما يزال مبكراً لأنّنا في بداية شهر رمضان». مشيراً إلى أنّ «المخرج بيتر ميمي اكتسب خبرات جيدة في العمل الأول، مكنته من حجز مكان مميز في إخراج هذه النوعية من الأعمال التي تحتاج إلى مجهود وتركيز شديدين».
وقررت الشركة المنتجة للمسلسل (المتحدة للخدمات الإعلامية)، عرض الحلقة الخامسة من المسلسل من دون فواصل إعلانية. وقال المهندس حسام صالح المتحدث باسم «المتحدة»، في بيان صحافي أول من أمس: إنّ «القرار صدر بتحديد الحلقة الخامسة كونها تحتوي أحداثاً مهمة مرت في تاريخ مصر، وعليه كان القرار بالتنازل عن حصيلة الفواصل الإعلانية المسبق حجزها». وفجرت الحلقة عقب انتهاء عرضها موجة من الجدل بين جمهور «السوشيال ميديا» في مصر بشأن فض الاعتصام وأعداد القتلى والهجوم على الكنائس وأقسام الشرطة. مسلسل «الاختيار 2» تأليف هاني سرحان، وإخراج بيتر ميمي، وبطولة كريم عبد العزيز، وأحمد مكي، وإياد نصار، وبشرى، وإنجي المقدم، وأسماء أبو اليزيد، وطارق صبري، وهادي الجيار، وإسلام جمال، وأحمد داش، ومحمد علاء، وسامح الصريطي، وعمر الشناوي، ومحمد جمعة، وسلوى عثمان، كما يشهد مشاركة عدد كبير من ضيوف الشرف منهم أحمد فهمي، وأشرف عبد الباقي، ونضال الشافعي، ومحمد فراج، وهشام جمال، وبيومي فؤاد، ومصطفى أبو سريع، وعلي الطيب، ومحمد محمود عبد العزيز، وأحمد حلاوة.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

الدراما الاجتماعية تتصدر «الماراثون» التلفزيوني مصرياً

من مسلسل {جعفر العمدة}
من مسلسل {جعفر العمدة}
TT

الدراما الاجتماعية تتصدر «الماراثون» التلفزيوني مصرياً

من مسلسل {جعفر العمدة}
من مسلسل {جعفر العمدة}

من بين 30 عملاً درامياً مصرياً تم عرضها خلال ماراثون دراما رمضان 2023، تنوعت بين دراما اجتماعية وكوميدية، ووطنية، وتاريخية، تصدرت الدراما الاجتماعية السباق، بعدما حققت بعض المسلسلات التي تنتمي لها تفاعلاً كبيراً بين الجمهور، وإشادات نقدية لافتة.
وشهد هذا الموسم ظواهر عديدة، منها زيادة عدد المسلسلات القصيرة، وتشابه الأفكار بين أكثر من عمل، وتصدر الفنانات لبطولات العديد من الأعمال، وعودة الدراما الدينية مع مسلسل «رسالة الإمام»، وطرح قضايا المرأة الشائكة، على غرار مسلسلات «تحت الوصاية، وعملة نادرة، وستهم»، كما أنتجت الشركة المتحدة عملين وطنيين يرصدان بطولات الجيش المصري في حربه ضد الإرهاب، وهما: «الكتيبة 101»، و«حرب»، وقدمت عملاً تاريخياً بعنوان «سره الباتع» كأول أعمال المخرج خالد يوسف في الدراما التلفزيونية، فيما كان نصيب الأسد للأعمال الكوميدية بـ7 مسلسلات.

نيللي كريم

وبينما احتلت بعض الأعمال «الترند» أكثر من مرة، خلال الماراثون على غرار مسلسلي «جعفر العمدة، وتحت الوصاية»، و«ضرب نار»، و«المداح»، مرت أعمالاً أخرى مرور الكرام، ولم تكن مثار اهتمام على أي وجه. وفق نقاد.
وبحسب محلل البيانات والذكاء الاصطناعي مصطفى أبو جمرة، فإن مواقع «السوشيال ميديا» كانت محركاً أساسياً في دفع الجمهور لمشاهدة أعمال دون أخرى، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن أكبر دليل على ذلك نسب المشاهدة لـ«جعفر العمدة» التي عززتها مواقع التواصل ودفعت لتوجيه متابعين جدد للمسلسل، مشيراً إلى أن «جعفر العمدة» لمحمد رمضان، و«تحت الوصاية» لمنى زكي، نالا نصيب الأسد في نسب المشاهدة خلال الماراثون الرمضاني، وفقاً لمؤشرات تحليل مواقع «السوشيال ميديا»، على حد تعبيره.
وبين صعود وهبوط مسلسلات ماراثون دراما رمضان، ترصد «الشرق الأوسط» أبرز الأعمال التي نجحت في جذب الانتباه من خلال أفكارها الجذابة وسردها المشوق، والأخرى التي فشلت في لفت الأنظار وشهدت تراجع بعض النجوم، عبر آراء نقاد.

خالد النبوي في {رسالة الإمام}

- تألق منى زكي
تقيس الناقدة خيرية البشلاوي نجاح العمل الفني بمدى ما يحققه من صدى اجتماعي إيجابي، لذا ترى أن مسلسل «تحت الوصاية» عمل جيد تتكامل فيه العناصر الفنية، ونجحت بطلته منى زكي في أداء دورها بشكل صادق، ولم تكن الطفلة «التوأم» ولا الطفل «عمر الشريف» بأقل حضوراً وتلقائية، وكل الممثلين على نسق أداء بارع مثل رشدي الشامي، كما أن نيللي كريم التي طرحت قضية تمس آلاف النساء في صعيد مصر تتعلق بحرمان بعض النساء من ميراثهن الشرعي بحكم عادات وتقاليد مغلوطة عبر مسلسل «عملة نادرة».
ورغم الانتشار الكبير لمسلسل «جعفر العمدة»، فإن الناقدة المصرية تتحفظ على النجاح الجماهيري الذي حققه المسلسل، وتراه مؤشراً على تراجع المجتمع، مبررة ذلك بقولها إن المسلسل ومعه «المداح» هما الأسوأ لأنهما يشدان المجتمع للخلف عبر ما يطرحانه من أفكار تمثل ردة حقيقية. على حد تعبيرها.

ياسمين عبد العزيز في مشهد من مسلسل (ضرب نار)

- تراجع يسرا
فيما يرى الناقد طارق الشناوي أن أبرز أعمال رمضان 2013 مسلسل «تحت الوصاية» لتميزه في الكتابة لخالد وشيرين دياب، وتكامل عناصره الفنية التي قادها المخرج محمد شاكر خضير، ووصول أداء منى زكي فيه إلى ذروة الإبداع.
وأشار إلى أن فكرة البطولة الثنائية في مسلسلي «الكتيبة 101، وحرب» من الجماليات الفنية التي تحسب لصناع العمل، كما جاء «رسالة الإمام» بطولة خالد النبوي، في توقيته ليقدم صورة صادقة عن سماحة الإسلام.
وعن أفضل الأعمال الكوميدية هذا العام قال: «كامل العدد، والصفارة» الأبرز.
ويعتقد الشناوي، أن مسلسل «سوق الكانتو» عمل مهم، لكن ظلمه صخب العرض الرمضاني، مما أثر عليه سلباً، لكنه يرى أنه سيأخذ حقه في عرضه الثاني بعد شهر رمضان.
ولم يخف الشناوي انحيازه لـ«الهرشة السابعة» لجرأته في الكتابة، وبطلته أمينة خليل التي تعبر بقوة عن فن أداء الممثل الفطري، مشيراً إلى أن مسلسل «1000 حمد الله على السلامة» شهد تراجعاً بالنسبة للفنانة يسرا لأن اختيارها لم يكن موفقاً نصاً وإخراجاً.

علي قاسم وأسماء جلال في مشهد من مسلسل «الهرشة السابعة»

- تكرار الشخصيات
من جهتها، أكدت الناقدة ماجدة خير الله، أن مسلسل «تحت الوصاية» تصدر قائمة الأفضل لديها من دون منازع، لكن هذا لا يمنع من تميز مسلسلات أخرى من بينها «الهرشة السابعة» و«كامل العدد» كأعمال اجتماعية لطيفة، بجانب «تغيير جو» الذي يمثل نوعية أخرى تتطلب تأملاً، وكذلك «رشيد» لمحمد ممدوح، و«جت سليمة» لدنيا سمير غانم.
وترى خير الله أن الممثل محمد سعد «انتحر فنياً» بإصراره على اختيارات غير موفقة، معلنة عدم تعاطفها مع «جعفر العمدة»، مشيرة كذلك إلى تكرار عمرو سعد نفسه، على مدى ثلاث سنوات بالمحتوى والأداء نفسيهما.
- الأفضل كوميدياً
ورغم عرض سبعة أعمال كوميديا خلال الشهر الكريم، فإن الجمهور يميل أكثر للدراما الاجتماعية في رمضان بحسب الناقد خالد محمود، الذي يرى أن «الكبير أوي» لأحمد مكي إضافة مهمة في جزئه السابع، وتميز بالدفع بوجوه جديدة، وهو يظل عملاً ناجحاً، و«الصفارة» كان الأبرز لأن أحمد أمين لديه قدرة على التغيير والتلوين، ونجح مسلسل «جت سليمة» لدنيا سمير غانم في الجمع بين الكوميديا والاستعراض والغناء، لكن محمود يرى أن تجربة يسرا مع الكوميديا هذا العام غير موفقة لضعف السيناريو.

زكي خطفت الإشادات عبر «تحت الوصاية» (الشرق الأوسط)

- مستوى متوسط
ووفقاً للناقد رامي عبد الرازق فإن الموسم الدرامي هذا العام جاء متوسط المستوى والنجاح، وأن الخاسرين أكثر من الفائزين، مؤكداً أن المسلسلات القصيرة ستفرض وجودها في المواسم اللاحقة، لا سيما مع تفوق أعمال من بينها، «الهرشة السابعة» و«الصفارة» و«تحت الوصاية»، التي يراها «أكثر ثلاثة أعمال رابحة على مستوى الشكل الفني والمضمون الدرامي الذي ينطوي على قدر كبير من التماسك والنضح والعمق والتوزان».
وأعرب عبد الرازق عن إحباطه من مسلسل «سره الباتع»، مبرراً ذلك بقوله: «المسلسل شهد استسهالاً في المعالجة، ومباشرة في الطرح، ونمطية وعدم إتقان في الشكل رغم الميزانية الضخمة التي أتيحت له، وأن مسلسل «سوق الكانتو» حقق نقلة فنية في شكل الديكورات والإخراج الفني لكن الدراما به جاءت هشة كما أن إيقاعها بطيء، بالإضافة إلى أن كثيراً من الأعمال سوف تتبخر تماماً من ذاكرة المشاهد ولن يعود إليها مرة أخرى، باستثناء مسلسل «تحت الوصاية». مؤكداً أن على ياسمين عبد العزيز أن تكتفي بهذا القدر من الأعمال التي تجمعها وزوجها الفنان أحمد العوضي بعد «ضرب نار».