النفط يواصل التحليق مع انتعاش الطلب

ترقب وصول برنت إلى 70 دولاراً

النفط يواصل التحليق مع انتعاش الطلب
TT

النفط يواصل التحليق مع انتعاش الطلب

النفط يواصل التحليق مع انتعاش الطلب

واصلت أسعار النفط مكاسبها، الجمعة، وتمضي على مسار تحقيق ربح أسبوعي بنحو 7 في المائة، مع تحسن آفاق الطلب على الخام، وتعافٍ اقتصادي قوي في الصين والولايات المتحدة، مما بدد أثر المخاوف بشأن زيادة الإصابات بـ«كوفيد – 19».
وبحلول الساعة 0551 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 30 سنتاً أو ما يعادل 0.5 في المائة إلى 67.24 دولار للبرميل، عقب أن زادت 36 سنتاً الخميس. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 28 سنتاً أو ما يعادل 0.4 في المائة إلى 63.74 دولار للبرميل، بعد أن ارتفعت 31 سنتاً الخميس.
وقالت وحدة تابعة لمجموعة النفط والغاز الكبرى، شركة البترول الوطنية الصينية، إنه من المتوقع نمو صافي واردات الصين من النفط الخام في 2021 بواقع 3.4 في المائة في العام الجاري، مقارنة مع 2020 إلى نحو 11.2 مليون برميل يومياً.
وأعلنت الصين عن قفزة قياسية بواقع 18.3 في المائة في النمو الاقتصادي في الربع الأول من تراجع ناجم عن فيروس كورونا في وقت سابق من العام الماضي، بيد أن وتيرة النمو من المتوقع أن تسجل اعتدالاً في وقت لاحق من العام.
وقال جاستن سميرك، كبير خبراء الاقتصاد لدى «وستباك»، إن التعافي القوي للاقتصادات في أنحاء العالم وقيود الإمدادات التي تفرضها أوبك وحلفاؤها، المجموعة المسماة «أوبك+»، وكذلك رد الفعل الحذر لمنتجي النفط الأميركي على ارتفاع الأسعار كل هذا يدعم السوق. وأضاف: «ما زلنا نعتقد أن ثمة احتمالاً واضحاً بأن ترتفع الأسعار إلى 70 دولاراً للبرميل قبل أن نرى تراجعاً أكثر أهمية».
وقال إنه كلما استمرت الأسعار مرتفعة لوقت أطول، عاد المزيد من الإمدادات إلى السوق على الأرجح، وإن مخاطر ارتفاع حالات «كوفيد – 19» في أماكن مثل الهند وأوروبا قد تقود الأسعار في نهاية المطاف للنزول.
وفي الوقت الحالي، تلقى السوق الدعم من قفزة قوية لمبيعات التجزئة الأميركية، وانخفاض في طلبات إعانة البطالة ومؤشرات على سير المزيد من السيارات على الطرقات في أكبر اقتصاد في العالم.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة «إنترفاكس» للأنباء أن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قال، الجمعة، إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها سيعيدون إنتاج النفط في الفترة بين مايو (أيار) ويوليو (تموز). وأضاف أن وزارة الطاقة الروسية مستعدة لدعم قيود تصدير على المنتجات النفطية بهدف تعزيز السوق المحلية.
واتفقت وزارتا الطاقة والمالية في روسيا على أنه اعتباراً من الأول من مايو المقبل، يتم خفض السعر الأساسي في صيغة التخفيضات الضريبية للوقود، بمقدار 4 آلاف روبل للطن بدلاً من 2700 روبل للطن، في ظل تراجع قيمة العملة الروسية، حسبما أفادت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، نقلاً عن مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها.
وتشير وكالة «بلومبرغ» إلى أن روسيا قدمت ضريبة وقود متوازنة لتخفيف تأثير تقلب أسعار النفط العالمية على أسعار الوقود المحلية. ويتم تعويض المنتجين من الميزانية الاتحادية إذا تجاوز سعر صافي الصادرات سعر الوقود المحلي الأساسي. أما إذا كان صافي الصادرات أقل من سعر الوقود المحلي، يدفع المنتجون ضريبة إضافية.
ونقلت «كوميرسانت»، في تقريرها عن نائب وزير المالية الروسي، أليكسي سازانوف، القول إن الوزارة تسعى إلى تعويض الإنفاق المرتفع من الميزانية جزئياً عن طريق زيادة ضريبة استخراج المعادن. وكشفت الصحيفة عن وجود خلاف مع وزارة الطاقة بشأن مستوى الزيادة.


مقالات ذات صلة

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

الاقتصاد مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار بالأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد مبنى «البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

الرسوم الجمركية تهدد النمو الاقتصادي... و«المركزي الأوروبي» يحذّر من تداعيات الحرب التجارية

أشار صناع السياسة في «البنك المركزي الأوروبي»، يوم الثلاثاء، إلى أن أسعار الفائدة بمنطقة اليورو ستستمر في الانخفاض، مع القضاء على التضخم إلى حد كبير.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت (ألمانيا) - لشبونة)
الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)

وزير المالية: ميزانية السعودية 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي

TT

وزير المالية: ميزانية السعودية 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي

وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أن ميزانية العام 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي على المشاريع التنموية وفق الإستراتيجيات القطاعية وبرامج "رؤية 2030"، واستمرار تنفيذ البرامج والمشاريع ذات العائد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المستدام، وتطوير بيئة الأعمال لتعزيز جاذبيتها، والمساهمة في تحسين الميزان التجاري للمملكة، وزيادة حجم ونوع الاستثمارات المحلية والأجنبية.

وقال أن الحكومة من خلال هذه الميزانية وما سبقها من ميزانيات مستمرة في الاهتمام بالمواطن واحتياجاته الأساسية، إذ يستمر الإنفاق على قطاعات التعليم، والصحة، والخدمات الاجتماعية، وتواصل جهود تعزيز جودة الخدمات والمرافق الحكومية وتطوير البنية التحتية في مختلف مناطق المملكة، مما يسهم في رفع مستوى جودة الحياة فيها، مع التركيز الدائم على تحسين منظومة الدعم والإعانات الاجتماعية وزيادة فعاليتها.

وبحسب الجدعان العجز يأتي ضمن التخطيط المالي للميزانية، والمملكة تهدف إلى الاستمرار في عمليات التمويل المحلية والدولية بهدف تغطية العجز المتوقع في ميزانية 2025، وسداد أصل الدين المستحق خلال العام القادم وعلى المدى المتوسط، واغتنام الفرص المتاحة حسب ظروف الأسواق المالية لتنفيذ عمليات التمويل الحكومي البديل التي من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي مثل الإنفاق الموجّه على الإستراتيجيات والمشاريع الكبرى وبرامج "رؤية 2030".

وتوقع أن يبلــغ رصيد الديـــن العـــام نحو 1,300 مليار ريال (ما يعادل 29.9% من الناتج المحلي الإجمالي) للعام 2025 مقارنــة بـحوالي 1,199 مليار ريال في العام 2024 (ما يعادل 29.3% من الناتج المحلي الإجمالي).

وطبقًا للجدعان، ميزانية 2025 تهدف إلى المحافظة على المركز المالي للمملكة وتحقيق الاستدامة المالية من خلال الحفاظ على مستويات مستدامة من الدين العام واحتياطيات حكومية معتبرة؛ لتعزيز قدرة البلاد على التعامل مع الصدمات الخارجية، إذ يتوقع أن استمرار الحفاظ على رصيد الاحتياطيات الحكومية لدى البنك المركزي السعودي (ساما) بنهاية العام المقبل عند المستوى نفسه للعام الجاري، إذ سيبلغ حوالي 390 مليار ريال.

وأضاف الجدعان، أن الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي شهدها الاقتصاد السعودي نتج عنها تحسن في المؤشرات، وقطع مرحلة مهمة في مسيرة التنويع الاقتصادي والاستقرار المالي، و التقديرات الأولية في العام الحالي، تشير إلى استمرار دور الأنشطة غير النفطية في تعزيز نمو الناتج المحلي الإجمالي؛ نتيجة استمرار المبادرات والإصلاحات الهادفة لرفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي وتمكينه ليصبح المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي.

وتابع وزير المالية، أن جهود الحكومة المتواصلة لتطوير سوق العمل أسهمت في تراجع معدل البطالة بين السعوديين إلى أدنى مستوى تاريخي له، إذ وصل إلى 7.1 في المائة بنهاية الربع الثاني من 2024.

كما بلغ معدل مشاركة المرأة في سوق العمل 35.4 في المائة، متجاوزًا بذلك مستهدف الرؤية عند 30 في المائة، وفق الجدعان.

وأشار إلى أن هذه الأرقام الإيجابية تأتي نتيجة إنجازات تنويع الاقتصاد من خلال تعزيز القطاعات الواعدة وتمكين القطاع الخاص وتنفيذ المشاريع التنموية ضمن رؤية المملكة 2030، وتمكين المزيد من فئات المجتمع لدخول سوق العمل من خلال أنماط العمل الجديدة.

وقال الوزير السعودي، إن الاقتصاد العالمي يشهد تحسنًا على الرغم من استمرار الصراعات الجيوسياسية المتصاعدة التي يمكن أن تخلق تحديات جديدة على المدى القريب، ومع ذلك حافظت المملكة على مركزها المالي القوي، واستمرت في تنفيذ مشاريعها وخططها التنموية، ولم تتأثر بشكل كبير؛ نظرًا للسياسات المالية الفعّالة التي وضعتها الحكومة لتضمن جاهزيتها لجميع التحديات الاقتصادية المحلية والعالمية.