رندة كعدي: ابنتي هي مدربتي وعيني الثاقبة

الممثلة اللبنانية تطل في مسلسلات «راحوا» و«للموت» و«2020» الرمضانية

تقدم رندة كعدي دور عاشقة من الجيل القديم في مسلسل «للموت»
تقدم رندة كعدي دور عاشقة من الجيل القديم في مسلسل «للموت»
TT

رندة كعدي: ابنتي هي مدربتي وعيني الثاقبة

تقدم رندة كعدي دور عاشقة من الجيل القديم في مسلسل «للموت»
تقدم رندة كعدي دور عاشقة من الجيل القديم في مسلسل «للموت»

على غير عادتها تطل الممثلة اللبنانية رندة كعدي من خلال مسلسل «راحوا» الرمضاني بشخصية شريرة وقاسية. فهي تطل على المشاهد العربي عادة، بشخصية الأم الطيبة والحنون. تخلع رندة عباءتها المسالمة في هذا العمل الدرامي، وتلبس أخرى تلعب من خلالها دور «أم عماد»، المتسلطة صاحبة النظرات الغامضة والحاقدة.
فاجأت رندة كعدي متابعي «راحوا» الذي تعرضه شاشة «إم تي في» المحلية خلال الموسم الرمضاني. فهم يتسمرون في مقاعدهم، يتفرسون في ملامح وجهها، كي يتأكدوا بأنها من تقوم بهذا الدور. فالتغيير طال إطلالتها، ولم يقتصر على أدائها البارع، بل طال أيضاً شكلها الخارجي. فهي اضطرت أن تحلق حاجبيها وترسمها بخط قصير يقطع التناغم المعروفة به في نظراتها. ومع ملامح وجه «أم عماد» القاسية، وإتقانها لغة جسد مشبعة بالغطرسة، تضيف رندة كعدي إلى مشوارها الفني محطة تمثيلية، بدأت تصبح حديث الناس في الشهر الفضيل.
وتعلق رندة كعدي: «بالفعل دور جديد، لم يسبق أن قدمت ما يشبهه إن بالشكل أو بالأداء. فالممثل عليه أن يختبر أي دور يمكن أن يجدد مسيرته ويحفزه على تقديم الأفضل. وكلما عرف كيف يطبع دوره بصدق، نجح وأحبه المشاهد».
ولكن ألم تخافي من ترك انطباع سيء لدى المشاهد الذي أحبك في أدوار الأم بمختلف وجوهها؟ ترد: «في (راحوا) أيضاً ألعب دور الأم ولكن في إطار مختلف. لم أتردد في الموافقة، ولم أتساءل عن رد فعل المشاهد. فهو يمكن أن يراني بعين مختلفة ولكنه لن يكرهني. والدليل على ذلك هو أنه تماهى مع دوري (أم عماد)، واستمتع بمراقبتي بدقة، لأنه رغب في متابعة هذه النقلة في أدائي».
وتؤكد الممثلة اللبنانية التي تركت بصمتها في أعمال عدة ضمن دراما رمضانية سابقة وغيرها، أنه على الممثل أن يصدق النص المكتوب له ويرسم هويته. فيخرجه من الورق ويؤنسنه، ويزوده بالحياة، كي يبدو حقيقياً. هنا يخضع الممثل لامتحان صعب، فإما يترك بصمة يتذكرها الناس، أو يمر مرور الكرام. فالممثل هو بمثابة رادار عليه أن يلتقط أي إشارة تلوح له من بعيد، وأحياناً تسهم شخصية معينة في إخراج طاقة تسكن أعماقه، وعندما يقف أمام الكاميرا، في موقع التصوير، تصبح وكأنها تسكنه. فلو اكتفيت بأداء رندة كعدي الطيبة لكنت فشلت. فتخزين خطوط لشخصيات نلتقيها في حياتنا اليومية، أو نتعرف إليها في فيلم سينمائي أو عمل درامي تساعد في نضوج أداء الممثل. وبرأيي فإن العلم يشكل عنصراً أساسياً يبلور مهارات وتقنيات الممثل. «وأنا كغيري من خريجي المعاهد الفنية، نتمتع بهذه القدرات من صفوفنا ودراستنا حيث اكتسبنا منها قواعد اللعبة. ولن أنسى في هذا الإطار كلام أستاذتي في المعهد التي أعتز بها لطيفة ملتقى. فهي كانت توصينا دائماً بأن يكون أداؤنا شبيهاً بميزان الصائغ. فلا يجب أن يميل يساراً أو يميناً، بل أن يكون مضبوطاً. فلا نزيد ولا ننقص من كمية الانفعال المطلوبة لدور معين».
ومن هي الشخصية الواقعية التي استوحيت منها شخصية «أم عماد»؟ ترد: «لم ألتق في الواقع بشخصية تشبهها، ولكن يمكنني القول بأن غالبية حكامنا وسياسيينا يشبهون (أم عماد) بغطرستها. وأنا حولتهم إلى سيدة، سيما وأن التمثيل يرتكز على الخيال والعامل الافتراضي. فأخذت السيدة من الواقع وطورتها بحيث تناسب شخصية «أم عماد».
ويتناول مسلسل «راحوا» موضوع الإرهاب الممارس في مجتمعاتنا. ويحكي عن حادثة إرهابية تجري في ملهى ليلي. فيدخله إرهابي ويبدأ في رش الساهرين بالرصاص. لتبدأ القصة تأخذ منحى آخر يتراوح بين سندان المشاعر ومطرقة الإرهاب.
وعن كيفية قولبتها لدورها والتحضير له توضح: «إنني أتكل كثيراً على مدرب التمثيل لأن في استطاعته أن يرى أدائي من زاوية أخرى. وهنا لا بد أن أذيع سراً لأول مرة، هو أن ابنتي تمارا كريستينا حاوي هي مدربتي والمشرفة على أدائي وشكلي الخارجي. فأنا أستعين بها في كل دور أنوي تقديمه لأنها متخصصة في إدارة الممثل وتواكبني في جميع أعمالي. هي من اقترحت على مخرج (راحوا) نديم مهنا وكاتبته كلوديا مرشيليان تقديمي في الإطار الذي أطل فيه اليوم. ولولا توافقهما معهاً لما ولدت هذه الشخصية. وهي أيضاً من يتولى اختياري لمكياجي وأزيائي، وكل ما يتعلق بإطلالتي في كل دور. كما أنها تتدخل في أدق التفاصيل كي يأتي الدور متكاملاً. فترسم إطاراً للدور وأنا أترجمه في أدائي. حتى في المنزل هي تدرّبني وتحفظ النصوص معي، خصوصاً أني أتمسك بالنص كما هو». وهل يمكنها أن تتفوق على أستاذة في التمثيل؟ ترد: «أنا خريجة معهد فنون وأنتمي إلى مدرسة تمثيلية قديمة. أما الجيل الشاب فهو على اطلاع دائم على كل جديد، ويملك خلفية ثقافية واسعة. فتمارا خريجة أكاديمية أيضاً ونتفق على كثير من الأمور، بحيث لا أسمح لنفسي بارتكاب أي خطأ معها. ومع ذلك فهي لا تتوانى عن إسداء ملاحظات ونصائح لي. وأحاول دائماً أن أتذكرها على موقع التصوير، حيث يمكن للممثل أن يشرد أحياناً أو أن يميل عن الخط المرسوم لدوره».
وتؤكد رندة كعدي أنه على الممثل أن يكون متطلباً، وألا يرضى عن أدائه بسرعة. «فهو إذا بالغ في الرضا عن نفسه، لن يتمكن من التطور أو الاستمرار». وبحسب رندة كعدي فهي لم تجسد يوماً دور الأم التي تشبهها في حياتها العادية. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أقوم بالدور كما هو مطلوب مني وجميع الذين عملت معهم هم أبناء المهنة، وخريجو معاهد، ولذلك جاءت أدواري غير مكررة. فكنت الأم على اختلاف شخصياتها، وفي المقابل لم أقدم يوماً دور الأم التي تشبهني». وكيف يمكن أن تشبهك؟ «يجب أن تكون متطلبة جداً ومثالية في تفكيرها. فبرأيي الأم العاملة هي من ضمن هذه الفئة في الحياة الطبيعية، وهكذا تفكر بأولادها ومستقبلهم».
وتطل رندة كعدي في شخصيتين مختلفتين ضمن مسلسلي «2020» و«للموت». وتخبرنا عن الأولى: «أجسد دور الحاجة ضحى الملتزمة بمبادئها الدينية والاجتماعية إلى حد يعتبرها البعض ساذجة التفكير. هذا الدور جذبني، إذ كنت أتشوق لتقمص شخصية من هذا النوع، وأتعرف عليها عن كثب. أما في مسلسل (للموت) فأتاح لي نص نادين جابر أن أقدم شخصية حنان عاشقة من الجيل القديم لم تتزوج. وهي تتوق للارتباط بحبيبها وتكمل معه بقية حياتها.
وقد عملنا عليه بجهد، وسيلمس المشاهد الفرق بين هذه الشخصية وغيرها أن من ناحية اللوك أو الأداء. وللمخرج فيليب أسمر دور كبير في هذين العملين، وأنا أكن له كل تقدير. وأتمنى أن نكون عند حسن ظن المشاهد. فعندما تحملك شركتا إنتاج رائدتان كـ(إيغلز فيلم) و(الصباح إخوان) مسؤولية من هذا النوع يكون حرصنا على النجاح أكبر». تنافس رندة كعدي نفسها بنفسها من خلال ثلاثة أدوار مختلفة، فهل سيكون لديها الوقت لمتابعة أعمال أخرى؟ «بالطبع سأشاهد أعمالاً أخرى مصرية ولبنانية وسورية، وأترك أعمالي إلى ما بعد رمضان كي أتابعها بدقة».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.