قبل ساعات من بداية الجولة الثانية من مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، حاول الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس التقليل من «المخاوف» الدولية بشأن القرار بشأن القرار الذي أعلنته طهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة، وقال إن «لا نسعى للحصول على القنبلة الذرية».
واعتبر روحاني «مخاوف» برلين ولندن وباريس بشأن القرار الذي أعلنته طهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة، لا أساس لها.
وقالت إيران إنها ستخصب اليورانيوم لدرجة نقاء 60 في المائة، وهي نسبة تقترب من مستوى 90 في المائة اللازم لصنع قنبلة نووية وتزيد كثيرا عن أقصى مستوى وصلت إليه حاليا وهو 20 في المائة. وقالت إيران إنها ترد بهذه الخطوة على عمل التخريب الذي نفذته إسرائيل ضد منشأة نطنز الواقعة تحت الأرض.
وقال روحاني في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني «تم التعبير عن مخاوف في أوروبا والولايات المتحدة من أننا في إيران بدأنا التخصيب بنسبة 60 في المائة (ما) يعني أن نكون قادرين على الوصول إلى 90 في المائة (عتبة الاستخدام العسكري) دفعة واحدة». وأضاف «لكن هذا خطأ»، مضيفا أن «أنشطتنا النووية سلمية ولا نسعى للحصول على القنبلة الذرية».
وقال روحاني «اليوم يمكننا التخصيب بنسبة تسعين في المائة إذا أردنا ذلك. لكننا قلنا ذلك منذ اليوم الأول ونحن نفي بوعدنا: أنشطتنا النووية سلمية ولا نسعى للحصول على قنبلة ذرية».
وهذه المرة الثانية التي ترفع إيران فيها نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى قياسي، في زمن الرئيس جو بايدن. وكانت أعلى نسبة ردت بها على سياسة الضغوط القصوى في زمن إدارة دونالد ترمب وصلت إلى 4.5 في المائة. ويقول خبراء إن إيران بحاجة إلى 260 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة، لاستخلاص 56 كيلوغراما من اليورانيوم بنسبة 90 في المائة، وهي الكمية التي تمكنها من تطوير أسلحة نووية.
والأسبوع الماضي، قالت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية إنها أنتجت 55 كيلوغراما من اليورانيوم بدرجة نقاء 20 في المائة، منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، هي نصف الكمية التي ينص عليها قانون أقره البرلمان الإيراني، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لاتخاذ خطوات متقدمة من انتهاكات الاتفاق النووي.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أول من أمس، أن إيران استعدت تقريبا لتخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة في منشأة فوق الأرض في نطنز، وأنها تعتزم إضافة 1024 من أجهزة الجيل الأول (آي.آر - 1) تحت الأرض هناك تقول طهران إنها تعرضت للتخريب.
وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة «تحققت الوكالة اليوم من أن إيران أتمت تقريبا الاستعدادات لبدء إنتاج سادس فلوريد اليورانيوم المخصب إلى 60 في المائة من اليورانيوم 235 في محطة نطنز التجريبية».
وعبرت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، الأطراف الأوروبية الثلاثة في الاتفاق (إلى جانب روسيا والصين وإيران)، عن «قلقها البالغ» من إعلان إيران، معتبرة أنه «تطور خطير لأن إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة عالية يشكل مرحلة مهمة لإنتاج سلاح نووي».
وبداية الشهر الماضي، تخلى الثلاثي الأوروبي عن خطة تدعمها الولايات المتحدة لانتقاد إيران بسبب تقليصها التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورفع نسبة التخصيب، في محاولة لتجنب التصعيد وإفساح المجال للدبلوماسية.
ووصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إعلان إيران عزمها البدء في تخصيب اليورانيوم حتى 60 في المائة بأنه «استفزاز»، قائلا إن هذه الخطوة تثير تساؤلات حيال جدية طهران في المحادثات النووية في فيينا.
وأضاف بلينكن، متحدثا في مؤتمر صحافي مشترك بمقر حلف شمال الأطلسي، أنه «في حين تظهر واشنطن جديتها» في العودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين طهران والقوى العالمية فإن إيران «لم تظهر بعد جدية مماثلة».
في فبراير (شباط) الماضي، حذر وزير المخابرات الإيراني محمود علوي من تغيير سياسة بلاده النووية، وقال في مقابلة مع التلفزيون الرسمي إن الضغط الغربي المستمر يمكن أن يدفع طهران إلى الدفاع عن النفس مثل «قط محاصر»، والسعي لحيازة أسلحة نووية.
وقال علوي «صناعتنا النووية هي صناعة سلمية. القائد الأعلى قال هذا الأمر صراحة في فتواه»، وأضاف «لكن إذا تمت محاصرة قط في الزاوية، قد يتصرف بطريقة مختلفة (...) إذا دفعوا إيران بهذا الاتجاه، عندها لن يكون خطأ إيران بل (مسؤولية) من قاموا بدفعها»، مشددا على أنه «في ظل الظروف العادية، ليست لإيران أي نية أو خطة» في هذا المجال.
جاء تحذير علوي وسط ردود أفعال دولية على إعلان إيران رفع نسبة اليورانيوم إلى 20 في المائة، وإنتاج معدن اليورانيوم لأول مرة في برنامجها النووي. حينها، قال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، إن إيران يمكنها «بسهولة» أن ترفع تخصيب اليورانيوم إلى 90 في المائة. وأشار حينها إلى إمكانية أن ترفع نسبة التخصيب إلى نسب تتراوح بين 40 إلى 60 في المائة «إذا لزم الأمر».