السجن المؤبد لـ«مهندس تفجيرات الضاحية»

TT

السجن المؤبد لـ«مهندس تفجيرات الضاحية»

حكم القضاء العسكري بالأشغال الشاقة المؤبدة على الموقوف الفلسطيني لدى السلطات اللبنانية نعيم إسماعيل محمود الملقب بنعيم عباس والمعروف بأنه «مهندس التفجيرات» في الضاحية الجنوبية لبيروت في العامين 2013 و2014، وذلك ضمن سلسلة أحكام أصدرها أمس.
وأصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن منير شحادة سلسلة أحكام في حق مجموعة مؤلفة من 18 شخصا، جميعهم من الجنسية الفلسطينية، لإقدامهم على «الانتماء إلى تنظيم مسلح بهدف القيام بأعمال إرهابية»، و«تصميم وتصنيع دوائر إلكترونية في هذا الإطار تستخدم في تفجير العبوات الناسفة وإطلاق صواريخ»، و«إقدامهم على الاعتداء على أمن الدولة وإثارة النعرات الطائفية والحض على الاقتتال وتزوير مستندات رسمية وخاصة تسهيلا لتنقلاتهم».
وينتمي معظم هؤلاء إلى تنظيمات متطرفة نشطت في مرحلة سيطرة فصائل سورية متشددة على المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا في شرق لبنان، وأوقف بعضهم بينما صدرت أحكام غيابية بحق آخرين.
وأصدرت المحكمة أمس أحكاماً بالأشغال الشاقة المؤبدة في حق متهمين يحملون الجنسية الفلسطينية، وقضت بتجريدهم من حقوقهم المدنية وتغريم كل واحد منهم مبلغ 800 ألف ليرة لبنانية...
كما حكمت بعقوبة الأشغال الشاقة مدة 10 سنوات بحق مصطفى عبد الناصر عبد العزيز وتجريده من حقوقه المدنية، أما نعيم عباس فحكمت عليه كذلك بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة مع تجريده من حقوقه المدنية وتغريمه بمبلغ 800 ألف ليرة لبنانية.
ويواجه نعيم عباس 8 دعاوى، واعترف في السابق بأنه ينتمي إلى تنظيم «القاعدة»، وأنه أطلق صواريخ على إسرائيل في وقت سابق من جنوب لبنان، والمسؤولية عن تفخيخ سيارات انفجرت في ضاحية بيروت الجنوبية. كما حوكم بجرائم القيام بأعمال إرهابية بواسطة سيارات مفخخة وإطلاق صواريخ واستعمال رخص سيارات لتسهيل تنقلاته. وأوقف عباس في فبراير (شباط) 2014 أثناء تفخيخ سيارة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».