شاشة الناقد

TT

شاشة الناقد

- الفيلم: حد الطار
- التقييم: ★★★
- إخراج: عبد العزيز الشلاحي
- السعودية | دراما اجتماعية (2020)
خروج فيلم «حد الطار» بجائزة أفضل مخرج من دورة مهرجان مالمو الأخير يجب أن يكون حافزاً قوياً لهذا المخرج السعودي الشاب، عبد العزيز الشلاحي، لتقديم عمل أكثر نضجاً في المستقبل. لديه كل ما يلزم فنياً للتغلب على مشاكل مهمّة واردة هنا وإذا ما فعل فالطريق أمامه مفتوحة لتحقيق نجاحات أفضل.
هو دراما اجتماعية عن حب لم ينته بزواج الحبيبين: هي شامة (أضوى مهد) التي فرضت عليها التقاليد الزواج من شاب ارتكب جريمة قتل ويواجه قريباً تنفيذ حكم الإعدام به. لكن قلبها ينبض حباً لشاب آخر (فيصل الدوخي) الذي يريد التقدّم لزواجها لولا المعيقات. خلال ذلك، عليها ووالدتها الاستمرار في تأمين الغناء والعزف للسيدات في الأعراس. تريد أن تدخل آلة الأورغ لهذه الاحتفالات رغم الممانعة. في خطٍ موازٍ، هناك ذلك الحبيب الذي نصحه والده بالعمل سيّافاً وأول مهمّة له هو قطع رأس المتهم ذاته!
من هذا التأسيس يمضي «حد الطار» كتوليفة عاطفية وبخطوات هي في الوقت ذاته واثقة في إدارة الشخصيات وتوزيع اللقطات وإخراج المشاهد وتقليدية تماماً حين يأتي الأمر إلى أسلوب العمل الخالي من الرغبة في تجاوز تقاليد الأعمال العاطفية والاجتماعية التلفزيونية. هو أيضاً فيلم خالٍ من الحرارة والفرص لتوفير أزمات معبّر عنها بأكثر من الحوار والموسيقى. وحين يأتي الأمر إلى الموسيقى نجدها موجودة في كل مشهد تقريباً سواء احتاجها المشهد أو لا. العنصر الذي يرتفع عن باقي عناصر العمل هنا هو تصوير جيد من حسام حبيب. بصرياً الفيلم هو.

- الفيلم: مدينة الأكاذيب | City of Lies
- التقييم: ★★
- إخراج: براد فورمان
- الولايات المتحدة | بوليسي (2021)
في الوقت الذي يصر فيه فيلم «مدينة الأكاذيب» على أنه مقتبس من وقائع حقيقية، تطالعنا أحداث تحتاج إلى تمحيص حقيقي وتفصيلي حول ما حدث يوم تم قتل مغني الراب كريستوفر والاس المعروف بـB‪.‬I‪.‬G‪.‬. ليس أن المرء يجد لزاماً عليه عدم تصديق أن هناك ستارة مسدلة على الحقيقة وأن مسؤولين في شرطة مدينة لوس أنجليس يعرفون لماذا تم اغتيال المغني ولأي سبب، فهذا ممكن في أيامنا الحاضرة، بل يواجه مجموعة من الافتراضات مساقة لكي تكون وقائع وحالة من اتهام بوليس المدينة بأنه يعرف ما وقع لكنه ترك الغبار يكسو الحادثة التي وقعت قبل أكثر من 20 سنة إلى أن انبرى هذا الفيلم لكشفها.
‫جوني دب، في ظهور جديد كمحقق ناله التعب من القيام بمهامه البوليسية بأمانة، يرفض تصديق أي من الروايات التي سيقت حول مقتل المغني ويصر على إعادة فتح التحقيق. يلجأ إلى الصحافي جاكسون (البارع فورست وتيكر) للعمل معاً وكشف المستور. يفتح الفيلم صفحات حادثة مقتل مغني راب آخر هو توباك شاكور الذي قُتل سنة 1996 وقيل إن «بيغ» هو من وقف وراء قتله. لكن ذلك لا يبدو أكثر من تفعيلة أخرى يتم فيها استخدام حادثة مسبقة من دون الجواب على الحادثة الحاضرة. مع نهاية الفيلم، المعمول كما لو كان قصّة خيالية (وربما كان من الأفضل له أن يكون كذلك)، لا جواب على من قتل «بيغ» ولماذا؟ ‬
يركّز الفيلم على لعبة إخفاء التحقيقات عوض الكشف عنها، لكن هذا التركيز لا يؤدي به إلى أكثر من فيلم آخر يلعب على أوتار التشويق البوليسي من دون أن يجيد اللعب فعلاً.

- الفيلم: دائرة الحياة
- إخراج: صمد سلطان خوست
- باكستان | دراما اجتماعية (2021)
- التقييم: ★★★
يكاد «دائرة الحياة» أن يكون كوميديا مواقف من نوع استثنائي عن شيخ موقّر يقوم، في إحدى المناسبات الموسيقية، بالرقص كما لو كان أنثى. لم يكن يعلم أن هناك من يقوم بتصويره. آخر ما خطر بباله أن دقيقة من تقليد الراقصات، وهو بالتأكيد ليس مثلياً، ستطبع على شاشات السوشيال ميديا ليجد نفسه في موقع الدفاع عن النفس ضد من يتّهمه بالزندقة والمعصية.
لكن الفيلم لديه أكثر من هذا الموقف لكي يعلنه. فيلم الشاب صمد سلطان خوست يطرح مسألة دفعت بعض المتدينين لاتهام المخرج ذاته بالمعصية ونقلت مجلة «فاراياتي» أن المخرج تلقى تهديدات بالقتل إذا ما أرسل بالفيلم ليمثّل باكستان في الأوسكار (مثّل الفيلم باكستان فعلاً لكنه لم يصل إلى الترشيحات طبعاً).
هناك المشهد المهم الذي يحاول الشيخ (عارف حسن) توزيع طعام الإفطار على المعوزين في الحي. لكن أحداً لا يعره اهتماماً. هناك شاب مخنّث على مقربة يأخذ منه المؤونة ويوزّعها على الناس ولا أحد منهم يعترض.
مشهد مهم آخر هو عندما يحاول الشيخ تصحيح ما وقع فيه فيوافق على تصوير فيلم اعتذار عما قام به فيطلب منه الإمام المشرف على تصوير الاعتذار الدعاء لفلسطين وضد أميركا. شيخنا يرفض ذلك لأنه لا يرى علاقة. لكن الإمام يهاجمه، مما يؤدي إلى خناقة بين الشيخين يتهم فيها الشيخ الإمام بالتحرّش بالأطفال في المسجد وسرقة صندوق الزكاة.
«دائرة الحياة» فيلم ذو نبرة صادقة ويتمحور حول شخصية واحدة تواجه أسئلة مثيرة حول وضعها في وسط العاصفة. إنه في الدائرة التي تضيق من حوله وتترك تأثيرها عليه. لا تنزع عنه الإيمان بل تكشف له ما لم يكن بحسبانه. إخراج خوست ملتزم بالشخصية الرئيسية ويسرد ما تمر به يساعده في ذلك أداء عارف حسن الطبيعي.

★ ضعيف| ★ ★ : وسط| ★★★: جيد | ★★★★: ممتاز | ★★★★★: تحفة


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

أغنييشكا هولاند: لا أُجمّل الأحداث ولا أكذب

أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)
أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)
TT

أغنييشكا هولاند: لا أُجمّل الأحداث ولا أكذب

أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)
أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)

بعد أكثر من سنة على عرضه في مهرجاني «ڤينيسيا» و«تورونتو»، وصل فيلم المخرجة البولندية أغنييشكا هولاند «حدود خضراء» إلى عروض خاصّة في متحف (MoMA) في نيويورك. «لا يهم»، تقول: «على الأفلام التي تعني لنا شيئاً أن تشقّ طريقاً للعروض ولو على مدى سنة أو أكثر».

فيلمها الأخير «حدود خضراء» نال 24 جائزة صغيرة وكبيرة واجتاز حدود نحو 30 دولة حول العالم. ترك تأثيراً قوياً منذ افتتاحه في المهرجان الإيطالي، حيث نال جائزةَ لجنة التحكيم الخاصة وفوقها 8 جوائز فرعية.

مردّ ذلك التأثير يعود إلى أن الفيلم (بالأبيض والأسود) تحدّث عن مهاجرين سوريين (ومهاجرة من أفغانستان) علِقوا على الحدود بين بروسيا وبولندا، وكلّ حرس حدود كان يسلبهم شيئاً ومن ثمّ يعيدهم إلى حيث أتوا. الحالة لفتت نظر جمعية بولندية أرادت مساعدة هؤلاء الذين تناقص عددهم بعدما اختفى بعضهم وسُجن آخرون. الدراما كما قدّمتها هولاند (75 سنة حالياً) نابعة من مواقف ونماذج حقيقية وأحداثٍ وقعت عالجتها المخرجة بأسلوب تقريري غير محايد.

نقطة حياة: «حدود خضراء» (مترو فيلمز)

لحظات إنسانية

> حال مشاهدتي لفيلم «حدود خضراء» في «مهرجان ڤينيسيا» خطر لي أنه يلتقي مع أفلام سابقة لكِ تناولت قضايا مهمّة وحادّة مثل «يوروبا، يوروبا» و«الحديقة السّرية» و«أثر» (Spoor) الذي عُرض في «برلين». كيف تُصنّفين أفلامك؟ وكيف تختارين قضاياها؟

- أفلامي السابقة تنوّعت كثيراً في موضوعاتها باستثناء أنني قصدت دوماً تناول ما اعتقدت أنه أجدى للمعالجة. والأفلام التي ذكرتها هي بالنسبة لي من بين أهم ما أخرجته. اخترتها لجانبها الإنساني أو، أُصحّح، لقضاياها الإنسانية. اخترتها لأن الأحداث وقعت في لحظات تاريخية ليست فقط مهمّة، بل هي لحظاتٌ بدت فيها الإنسانية بمنحدرٍ. هناك كثيرٌ ممّا يحدث في هذا العالم، وما حدث سابقاً يشكّل صدمة لي ولملايين الناس والفيلم هو صلتي مع هذه الأحداث. رأيي فيها.

«حدود خضراء» الفرار صوب المجهول (مترو فيلمز)

> «حدودٌ خضراء» هو واحد من أفلام أوروبية تناولت موضوع المهاجرين، لكن القليل منها انتقد السّلطات على النحو الذي ورد في فيلمك.

- أنا لست في وارد تجميل الأحداث. ولا أريد الكذب على المشاهد وأقول له إن ما تعرّض له مهاجرون مساكين على الحدود التي لجأوا إليها بحثاً عن الأمان غير صحيح، أو أنه حدث في شكل محصور. ومهنتي هذه استخدمها لقول الحقيقة، ولأفيد المشاهد بما أصوّره ولا يمكنني الكذّب عليه أو خداعه. ما شاهدته أنتَ على الشّاشة حصل وربما لا يزال يحصل في دول أوروبية أخرى.

نحو المجهول

> كيف كان رد فعل الجمهور البولندي حيال فيلمك؟

- إنها تجربة مهمّة جداً بالنسبة لي. سابقاً كان هناك حذرٌ من قبول ما أقدّمه لهم من حكايات. كثيرون قالوا إن هذا لا يمكن أن يحدث. نحن في أوروبا والعالم تغيّر عمّا كان عليه. والآن، مع هذا الفيلم، وجدتُ أن غالبية النّقاد وقراء «السوشيال ميديا» يوافقون على أن هذا يحدث. هناك من يأسف وهناك من يستنكر.

> نقدُك لحرس الحدود البولندي والبروسي في هذا الفيلم يؤكّد أن المعاملة العنصرية لا تزال حاضرة وربما نشطة. اليمين في أوروبا يجد أن طرد اللاجئين الشرعيين أو غير الشرعيين بات أولوية. صحيح؟

- نعم صحيح، لكن الاكتفاء بالقول إنه موقف عنصريّ ليس دقيقاً. نعم العنصرية موجودة ولطالما كانت، وعانت منها شعوب كثيرة في كل مكان، ولكن العنصرية هنا هي نتاج رفض بعضهم لقاء غريبٍ على أرض واحدة، هذا رفض للإنسانية التي تجمعنا. للأسف معظمنا لا يستطيع أن يمدّ يده إلى الآخر في معاملة متساوية. الحروب تقع وتزيد من انفصال البشر عن بعضهم بعضاً. ثم لديك هذا العالم الذي يسير بخطوات سريعة نحو المجهول في كل مجالاته.

> هل تقصدين بذلك التقدم العلمي؟

- بالتأكيد، لكني لست واثقة من أنه تقدّمَ حقاً. الذكاء الاصطناعي؟ هذا وحده قد يذهب بما بقي من ضوابط أخلاقية ومجتمعية. أعتقد أن التأثير الأول لذلك أننا نعيش في زمن نعجِز عن فهم تغيّراته، والنتيجة أننا بتنا نهرب إلى حيث نعتقده ملجأً آمناً لنا. نهرب من التّحديات ونصبح أكثر تقوقعاً معتقدين أن ذلك خير وسيلة للدفاع عن مجتمعاتنا.

ضحايا

> عمَدتِ في «حدود خضراء» إلى تقسيم الفيلم إلى فصول. هذا ليس جديداً لكنه يطرح هنا وضعاً مختلفاً لأننا ننتقل من وضع ماثلٍ ومن ثَمّ نعود إليه لنجده ما زال على حاله. ما الذي حاولتِ تحقيقه من خلال ذلك؟

- هذه ملاحظة مهمّة. في الواقع هناك قصصٌ عدة في هذا الفيلم، وكل شخصية تقريباً هي قصّة قابلة للتطوّر أو التوقف. وهناك 3 فرقاء هم الضحايا والمسعفون ورجال السُّلطة. بعضُ هذا الأسلوب المطروح في الفيلم مشتقٌ من العمل الذي مارسته للتلفزيون وهو يختلف عن أسلوب السّرد السينمائي، وقد اعتمدت عليه هنا لأنني وجدته مناسباً لفيلمٍ يريد تقديم الأحداث في شكلٍ ليس بعيداً عن التقريرية.

> هناك أيضاً حربٌ أوروبية دائرة على حدود بولندا في أوكرانيا. هل يختلف الوضع فيما لو كان أبطال فيلمك أوكرانيين هاربين؟

- نعم. يختلف لأنّ الرموز السياسية للوضع مختلفة. البولنديون يشعرون بالعاطفة حيال الأوكرانيين. السلطات لديها أوامر بحسن المعاملة. لكن هذا لم يكن متوفراً وليس متوفراً الآن للاجئين غير أوروبيين.