موظفة صينية تضرب رئيسها «المتحرش» بالممسحة وترشه بالمياه (فيديو)

موظفة صينية تضرب رئيسها «المتحرش» بالممسحة وترشه بالمياه (فيديو)
TT

موظفة صينية تضرب رئيسها «المتحرش» بالممسحة وترشه بالمياه (فيديو)

موظفة صينية تضرب رئيسها «المتحرش» بالممسحة وترشه بالمياه (فيديو)

اشتكت موظفة حكومية في شمال شرقي الصين من رئيسها بعدما تحرش بها عدة مرات، وأغضبها بنصوص رسائله المزعجة على الهاتف، فقامت بضربه بممسحة على رأسه.
ونُشر فيديو على وسائل الاتصال الاجتماعي يُظهرها وهي تقوم بضربه. وأثار الفيديو الجدل حول استمرار المضايقات في مكان العمل.
ففي مقطع الفيديو الذي مدته 14 دقيقة، تظهر المرأة التي تم التعرف عليها لاحقاً باسمها الأخير (تشو)، وهي تلقي بعدة كتب في وجه رئيسها المعروف باسم (وانغ)، وتغمره بالماء، بالإضافة إلى ضربه بالممسحة.
وشوهد وانغ وهو يُخفي وجهه خلف يديه، ويحاول الاعتذار ويقول إنه كان يمزح عندما أرسل الرسائل. حسبما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز».
ليس من الواضح بالضبط متى وقع الحادث، لكنّ وسائل الإعلام المحلية قالت إن المرأة قدمت بلاغاً للشرطة الأسبوع الماضي تتهم رئيسها بالتحرش. وانتشر الفيديو على نطاق واسع على الإنترنت هذا الأسبوع. وتمت مشاهدته ملايين المرات، حيث استمتع كثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بما عدّوه عرضاً غير مألوف للمقاومة ضد شخصية ذات سلطة في بلد تتمتع المرأة فيه بحماية محدودة في مكان العمل من التحرش الجنسي. ودافع كثير من الناس عن المرأة، وأشادوا بها، ووصفوها بأنها مدافعة عن العدالة.
قالت لو بين، وهي ناشطة وداعمه لحقوق المرأة الصينية: «إن كثيراً من الناس ينظرون إلى الفيديو بوصفه منفذاً للغضب المكبوت، بسبب الغياب العام لمساءلة المتحرشين. ويشعر الكثير من ضحايا التحرش بالعجز عن الإبلاغ عنه ويخشون من عدم تصديقهم أو الانتقام منهم إذا فعلوا ذلك».
وأضافت لو بين في مقابلة يوم الثلاثاء: «في معظم الأوقات، تُجبر النساء على التزام الصمت لأنه من الصعب التحقيق في التحرش الجنسي، هذه المرأة أخذت الأمور بين يديها لحماية نفسها؛ وسلوكها يثبت عدم وجود طرق أفضل للتعامل مع التحرش».
وذكرت وسائل الإعلام الصينية الرسمية ووكالة الأنباء الصينية «شينخوا» أن الرجل هو نائب مدير وكالة حكومية، وبعد تحقيق داخلي وُجد أنه يعاني من «مشكلات في الانضباط الحياتي»، فتم فصله من مهامه الرسمية وفقاً للإجراءات التأديبية.
ولم يتم فصل الموظفة، حيث قال المسؤولون إنها تعاني من «مرض عقلي» غير محدد. ولم يتسنّ الوصول إلى الرجل أو المرأة للتعليق.
جدير بالذكر أن الصين أصدرت قانوناً في عام 2005 يحظر التحرش الجنسي ويمنح الضحايا الحق في تقديم شكاوى لأصحاب عملهم، كما تم اتباع عدد من اللوائح في السنوات الأخيرة ألقت على عاتق أرباب العمل مسؤولية «منع وكبح» التحرش الجنسي.
https://www.youtube.com/watch?v=DZ20O2i7uoc



«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».