الأردن يباشر التحقيق مع «المتآمرين في الفتنة»

توقع نشر لائحة الاتهام مطلع الأسبوع المقبل

الملك عبد الله الثاني يضع إكليل زهور على نصب تذكاري في عمان بمناسبة الذكرى المئوية للمملكة الأحد الماضي (أ.ف.ب)
الملك عبد الله الثاني يضع إكليل زهور على نصب تذكاري في عمان بمناسبة الذكرى المئوية للمملكة الأحد الماضي (أ.ف.ب)
TT

الأردن يباشر التحقيق مع «المتآمرين في الفتنة»

الملك عبد الله الثاني يضع إكليل زهور على نصب تذكاري في عمان بمناسبة الذكرى المئوية للمملكة الأحد الماضي (أ.ف.ب)
الملك عبد الله الثاني يضع إكليل زهور على نصب تذكاري في عمان بمناسبة الذكرى المئوية للمملكة الأحد الماضي (أ.ف.ب)

أكدت مصادر قضائية أردنية، تسلم محكمة أمن الدولة (قضاء عسكري)، القضية التي أوقف بعد تحريكها رئيس الديوان الملكي الأسبق، باسم عوض الله، والشريف حسن بن زيد، وآخرين، في أعقاب توجيه اتهامات لهم بـ«زعزعة أمن واستقرار المملكة».
ونقل تلفزيون «المملكة» عن مصدر رسمي، قوله إن «مدعي عام محكمة أمن الدولة باشر، الأربعاء، التحقيق في قضية ملف الفتنة، لجميع المتورطين فيها». ولم يعطِ المصدر مزيداً من التفاصيل.
وفيما سيباشر مدعي عام أمن الدولة، التحقيق في القضية، والاطلاع على ملف القضية التي ألقي القبض على عناصرها في الثالث من الشهر الحالي، وارتبطت بولي العهد السابق، الأمير حمزة بن الحسين الأخ غير الشقيق للملك الأردني، فإنه من المتوقع نشر لائحة الاتهام مطلع الأسبوع المقبل للبدء بإجراءات المحاكمة.
وكان رئيس الوزراء بشر الخصاونة، قد أكد أمام مجلس النواب في جلسة مغلقة، الاثنين الماضي، أن «قضية الأمير حمزة ستترك للعائلة، في حين أن باقي عناصر القضية سيحالون إلى القضاء فور استكمال التحقيقات الأولية»، في حين جرى تداول نسخ من قانون العائلة الحاكمة الصادر عام 1937 والذي لم يتضمن أي حصانة لأعضاء العائلة من المحاكمات.
وكانت قوة مشتركة من القوات المسلحة (الجيش العربي) والمخابرات العامة، قد نفذت ليلة الثالث من الشهر الحالي، اعتقالات شملت نحو 16 شخصاً، إلى جانب رئيس الديوان الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد، وإبلاغ الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني، بوقف جميع تحركاته ونشاطاته بعد الكشف عما وصفه الملك الأردني بـ«الفتنة» التي كان يخطط لها. ونجحت بعد ذلك وساطة للأمير الحسن بن طلال، في إجبار الأمير حمزة بن الحسين على التوقيع على رسالة في منزل عمه، أعلن فيها تجديد «البيعة» للملك عبد الله الثاني، وتراجعه عن مواقف اتخذها، مؤكداً أنه «وضع نفسه بين يدي» العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وبعدها، ظهر الأمير حمزة خلف الملك عبد الله الثاني، الأحد الماضي، ومعه أبناء الراحل الحسين وأبناء عمه، وهم يقرأون الفاتحة على الأضرحة الملكية بمناسبة ذكرى مئوية البلاد، لتحمل الصورة إجابات على أسئلة نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، حول مصير الأمير حمزة ولي العهد السابق ومكان وجوده.
وكان رئيس الوزراء الخصاونة قد كشف في اجتماعين منفصلين، في دار مجلس الأمة الأردني، التقى فيهما مجلسي النواب والأعيان، الاثنين الماضي، مزيداً من تفاصيل العلاقة بين ولي العهد السابق الأمير حمزة، ورئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد.
ووفقاً لنواب، فقد كشف الخصاونة عن «علاقة نشأت بين الأمير حمزة وباسم عوض بوساطة الشريف حسن بن زيد»، مشدداً على أن الحديث بينهم وصل إلى «مواعيد مفترضة للبدء بتنفيذ خطط لزعزعة الأمن والاستقرار، تمهيداً لتقديم الأمير نفسه بديلاً للملك عبد الله الثاني، بعد أن انتقد الأمير الملك وولي العهد خلال لقاءات اجتماعية جرى الترتيب لها». في حين تحدث نواب عن إشارات رئيس الوزراء في الربط بين الأحداث الأخيرة، مع الضغوط التي واجهها الملك عبد الله الثاني لرفضه الانضمام لخطة «صفقة القرن» التي كانت تروج لها الإدارة الأميركية السابقة، كما أن هناك جهات استغلت موقف «الطموح الشخصي للأمير حمزة بالوصول إلى الحكم»، من خلال التواصل معه وإحداث الضرر.
وتحدث الرئيس عن توفر أدلة تتضمن إثبات الاتهامات على المعتقلين، وشبكة الاتصالات الداخلية والخارجية لرئيس الديوان الأسبق باسم عوض الله، وبحسب نواب حضروا اللقاء، فقد أكد الرئيس الخصاونة عن رحلة طويلة في جمع المعلومات، واستغلال عناصر القضية لأحداث محلية في تأجيج الشارع المحلي ورفع سقف الهتافات لتطال الملك والمؤسسات، في وقت توفرت الأدلة على اتصالات مع من سمتهم الحكومة بـ«المعارضة الخارجية»، تزامنت مع تدشين آلاف الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، موجهة من الخارج كانت تنشر الإشاعات وتستخدم خطاباً تحريضياً ضد الملك.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.