مع أول رمضان… مدارس السعودية تبدأ اختبارات نهاية العام

قرابة 3.1 مليون طالب وطالبة من المرحلة الابتدائية يختبرون «إلكترونياً»

طلاب السعودية أكملوا عاماً كاملاً من الدراسة عن بُعد ويبدأون اليوم الاختبارات الإلكترونية
طلاب السعودية أكملوا عاماً كاملاً من الدراسة عن بُعد ويبدأون اليوم الاختبارات الإلكترونية
TT

مع أول رمضان… مدارس السعودية تبدأ اختبارات نهاية العام

طلاب السعودية أكملوا عاماً كاملاً من الدراسة عن بُعد ويبدأون اليوم الاختبارات الإلكترونية
طلاب السعودية أكملوا عاماً كاملاً من الدراسة عن بُعد ويبدأون اليوم الاختبارات الإلكترونية

يدخل شهر رمضان هذا العام حاملاً معه موعد بدء اختبارات نهاية السنة الدراسية في التعليم العام السعودي، إذ يستعد اليوم أكثر من 3.1 مليون طالب وطالبة من المرحلة الابتدائية لأداء الاختبارات عن بُعد، وذلك تبعاً للإجراءات الاحترازية من تفشي فيروس كورونا.
وتأتي اختبارات المرحلة الابتدائية خلال ساعات اليوم الدراسي من الثالثة إلى الخامسة عصراً، على أن تبدأ اختبارات المرحلتين المتوسطة والثانوية يوم الأحد المقبل في الفترة الزمنية من الساعة 12.30 إلى 2.30 ظهراً، وذلك مع تخصيص الوقت المتبقي لتقديم الحصص لمراجعة المقررات وتعزيز المهارات وتسديد الفاقد التعليمي إن وجد.
وأكد سعيد الباحص، المتحدث الرسمي لتعليم المنطقة الشرقية، على جهوزية مدارس المنطقة التي تضم نحو 500 ألف طالب وطالبة، مؤكداً اكتمال عمليات التقويم ومعالجة الفاقد التعليمي لطلاب وطالبات الصف الأول والثاني الابتدائي، وإنهاء المناهج الدراسية لبقية المراحل التعليمية والعمل على إعداد أسئلة الاختبارات واستكمال تقويم الطلاب والطالبات وفق معايير نظام (نور).
وأوضح الباحص لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة التعليم ركزت بدرجة كبيرة على التهيئة النفسية والمعنوية للطلبة، لتفادي القلق الملازم للاختبارات النهائية، مشيراً إلى دور الأهالي بهذا الجانب عبر مساعدة الطلاب والطالبات على الاستعداد الذهني والفكري الذي يسهل لهم تخطي الاختبارات.
وفي الرياض، يؤدي اليوم أكثر من 365 ألف طالب وطالبة من المرحلة الابتدائية، اختبارات الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي، عن بُعد، وكانت إدارتي الاختبارات والقبول بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض قد أكدت على عدد من الضوابط والأنظمة المتعلقة بلائحة الاختبارات، منها إعداد جداول الاختبارات ومدته الزمنية وفق المعايير الواردة في دليل نظم وتعليمات الاختبارات والإعلان عنها وإتاحتها على المنصة بوقتٍ كاف.
يضاف لذلك التأكيد على ألا يحتوي جدول الاختبار على أكثر من مادتين في اليوم الواحد مع تخصيص 5 دقائق لتهيئة الطلاب قبل الاختبار، وأن تكون مدة اختبار المواد التحريرية لطلاب وطالبات المرحلة الابتدائية 5 أيام، فيما تكون مدة الاختبار في المرحلة المتوسط وفقاً لعدد المواد على ألا تقل عن 6 أيام، أما المرحلة الثانوية فتكون وفقاً لعدد المواد على ألا تقل عن 7 أيام.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».