«القاهرة السينمائي» يحدد موعد دورته الثالثة والأربعين

تنطلق مطلع ديسمبر المقبل

«القاهرة السينمائي» يؤكد حماس فريق البرمجة لاختيار أعمال مميزة (إدارة المهرجان)
«القاهرة السينمائي» يؤكد حماس فريق البرمجة لاختيار أعمال مميزة (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة السينمائي» يحدد موعد دورته الثالثة والأربعين

«القاهرة السينمائي» يؤكد حماس فريق البرمجة لاختيار أعمال مميزة (إدارة المهرجان)
«القاهرة السينمائي» يؤكد حماس فريق البرمجة لاختيار أعمال مميزة (إدارة المهرجان)

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن موعد دورته الـ43. والتي ستنطلق خلال الفترة من 1 إلى 10 ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، وقالت إدارة المهرجان في بيان صحافي أمس، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة إن «حفل الختام سيقام في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، فيما يخصص اليوم التالي لعرض الأفلام الفائزة بجوائز المسابقات الرسمية، كما جرت العادة خلال الدورات السابقة من عمر المهرجان».
وكان المهرجان قد أعلن عن تأجيل موعد انطلاق دورته الماضية نحو 10 أيام بسبب تداعيات جائحة كورونا، من أجل حسم أمور الأفلام والضيوف، لتقام في الفترة بين (2 إلى 10 ديسمبر (كانون الأول) 2020)، بدلاً من (19 إلى 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020).
ويقول محمد حفظي رئيس المهرجان، إن «فريق البرمجة متحمس هذا العام لمواصلة التحدي، وتقديم برنامج فني متميز لا يقل جودة وجاذبية عن المستوى الذي اعتاد عليه جمهور المهرجان وضيوفه في الدورات الماضية»، لافتاً إلى أنه «لا يوجد سقف للطموحات والأحلام، في ظل النجاحات المتتالية التي تتحقق، على مستوى اختيارات الأفلام التي يعرضها المهرجان، وكذلك على مستوى الخدمات التي تقدم لصناعة السينما عبر منصة (أيام القاهرة لصناعة السينما)، و(ملتقى القاهرة السينمائي)، الذي قدم دعماً العام الماضي، وصلت قيمته 250 ألف دولار، لـ15 مشروعاً في مراحل التطوير وما بعد الإنتاج».
ويرى حفظي أن «مهرجانات السينما كانت ولا تزال متنفساً رئيسياً لصناعة الأفلام التي تأثرت بتفشي وباء كورونا، الذي تسبب في إغلاق دور العرض حول العالم»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «تحدي عدد قليل من المهرجانات ومن بينها القاهرة بإقامة دوراتها على أرض الواقع العام الماضي، كان دافعاً رئيسياً لاستمرار عجلة الإنتاج، وتشجيع مهرجانات أخرى على قبول التحدي وعدم إلغاء دورات هذا العام».
وشهدت الدورة 42. مشاركة 95 فيلماً، ممثلاً لأكثر من 40 دولة، من بينها 20 فيلماً في عروضها العالمية والدولية الأولى، وأكثر من 10 أفلام حصلت على أرفع الجوائز من المهرجانات الكبرى، بالإضافة إلى 10 أفلام مصرية.
ورغم الالتزام الكامل بالتباعد الاجتماعي وتخفيض عدد المقاعد في جميع القاعات إلى النصف، فإن الدورة الماضية شهدت إقبالاً جماهيرياً كبيراً، حيث تجاوزت عدد التذاكر 30 ألف تذكرة، ورغم معوقات وصعوبات السفر التي فرضها فيروس كورونا على العالم، فإن هناك نحو 200 ضيف أجنبي، حرصوا على الحضور والمشاركة في الحلقات النقاشية واقعياً، كما وفر المهرجان مشاركات افتراضية للضيوف الذين لم يتمكنوا من الحضور.
وكرم المهرجان في دورته الماضية ثلاث شخصيات سينمائية بارزة، اثنان بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، الأول الكاتب الكبير وحيد حامد، الذي رحل عن عالمنا بعد تكريمه بنحو شهر، والكاتب والمخرج البريطاني الحاصل على الأوسكار كريستوفر هامبتون، والذي عاش جزءاً من طفولته في مصر بين مدينتي الإسكندرية والسويس، أما ثالث التكريمات فكانت من نصيب الفنانة منى زكي التي منحت جائزة فاتن حمامة للتميز.
وينفرد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل في الاتحاد الدولي للمنتجين في باريس (FIAPF) مع 14 مهرجاناً آخر ينظم مسابقات دولية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».