الدول الأوروبية تتوقع أن تصبح رائدة في تطوير اللقاحات

TT

الدول الأوروبية تتوقع أن تصبح رائدة في تطوير اللقاحات

أعرب رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، عن توقعه بصعود الاتحاد الأوروبي ليصبح أحد أكبر منتجي اللقاحات في العالم. وقال ميشيل في تصريحات لصحيفة «هاندلسبلات» الألمانية ووسائل إعلام أوروبية أخرى، أمس السبت، «إذا قمنا بتسريع الإنتاج في الأسابيع المقبلة، ستكون أوروبا رائدة وربما حتى أكبر مُصنع للقاحات في العالم». وبالمقارنة مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بإدارة أزمة «كورونا»، قال ميشيل إنه يجب مراعاة «جميع عناصر» سياسة إدارة الأزمة، التي تشمل أيضاً «ممتصات الصدمات الاجتماعية» الأوروبية الأكثر سخاء مثل الإعانات الاجتماعية.
من ناحية أخرى، قالت أعلى سلطة صحية أميركية إنها لم تجد بعد رابطاً «سببياً» بين لقاح «جونسون آند جونسون» المضاد لـ«كوفيد - 19» وجلطات الدم، في حين قالت هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية إنها تدرس الأمر بعد تسجيل أربع حالات محتملة. وأفادت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في بيان، «في الوقت الحالي، لم نعثر على علاقة سببية مع التلقيح ونستمر في تحقيقنا وتقييمنا لهذه الحالات».
وأوضحت الوكالة التنظيمية أنها على علم بأن «عدداً قليلاً من الأفراد» في الولايات المتحدة عانوا من جلطات دم وانخفاض مستويات الصفائح الدموية في الدم بعد تلقي لقاح «جونسون آند جونسون». وأضافت في بيانها: «يمكن أن يكون لكلا الحالتين أسباب مختلفة»، وتابعت: «سنبقي الرأي العام على اطلاع كلما تقدمنا أكثر».
كانت هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية قالت الجمعة إنها تدرس إصابات بتجلط الدم بعد أخذ لقاح «جونسون آند جونسون» إثر تسجيل أربع حالات بينها وفاة. وذكرت الهيئة أن لجنتها الخاصة بالسلامة «بدأت تدرس تقارير للتحقق من حالات تجلط الدم بعد أخذ اللقاح». وتابعت أن ثلاث حالات سجلت في الولايات المتحدة ورابعة خلال تجارب سريرية في موقع لم تحدده. وأجاز الاتحاد الأوروبي استخدام اللقاح، لكنه لم يبدأ بالتطعيم به.
وأكدت شركة الأدوية البريطانية السويدية «أسترازينيكا» بشكل جزئي تقارير عن تأخير مؤقت في تسليم اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد إلى الاتحاد الأوروبي.
وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أنه سيكون هناك خفض في عمليات التسليم هذا الأسبوع. وأكدت «أسترازينيكا» أنه سيكون هناك تأخير هذا الأسبوع، بيد أن كميات اللقاح التي تم التأكيد على تسليمها ليست موضع شك، وفقاً لما جاء في بيان صدر مساء الجمعة.
وجاء في البيان، «لقد أبلغنا (المفوضية الأوروبية) والدول الأعضاء بالتكتل الأسبوع الماضي بأن إحدى الدفعتين المقرر تسليمهما هذا الأسبوع ستتطلب إجراء اختبارات وسيتم تسليمها قريباً». وقالت «أسترازينيكا» إن «التقلبات الصغيرة» في عمليات التسليم الأسبوعية التي تعتمد على توزيع اختبارات الجودة والسلامة كانت نموذجية، لكن الشركة كانت على الطريق الصحيح للوفاء بخططها لتسليم 70 مليون جرعة إلى الاتحاد الأوروبي في الربع الثاني من العام الحالي.
ورفض متحدث باسم الاتحاد الأوروبي التعليق على عمليات التسليم. وأضاف: «لا نعلق على حالة عمليات التسليم. ولكننا ما زلنا على اتصال بالشركة لضمان تسليم عدد كافٍ من الجرعات في الوقت المناسب». وأضاف المتحدث: «في هذا السياق، أطلقنا أيضاً عملية لتسوية النزاعات مع الشركة التي نأمل على أساسها أن نتوصل إلى اتفاق حول القضايا المعلقة».
إلى ذلك، قالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن الأميركيين حصلوا على 178 مليوناً و837781 جرعة من اللقاحات الواقية من «كوفيد - 19» في البلاد، في حين تم توزيع 233 مليوناً و591955 جرعة. وتزيد هذه الأرقام عما ذكرته المراكز في 8 أبريل (نيسان) وبلغت 174 مليوناً و879716 جرعة حصل عليها الأميركيون بعد توزيع 229 مليوناً و398685 جرعة. وقالت الوكالة إن 114 مليوناً و436039 شخصاً تلقوا جرعة واحدة على الأقل، في حين حصل 68 مليوناً و202458 شخصاً على جرعتين حتى يوم الجمعة.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.