رحل «مصدر قوتها»... وفاة فيليب ضربة قوية للملكة إليزابيث المنهكة بالأزمات

الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب (غيتي)
الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب (غيتي)
TT

رحل «مصدر قوتها»... وفاة فيليب ضربة قوية للملكة إليزابيث المنهكة بالأزمات

الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب (غيتي)
الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب (غيتي)

تشكل وفاة الأمير فيليب، أمس الجمعة، ضربة قوية لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية التي أنهكتها سلسلة أزمات هزت العائلة الملكية في الآونة الأخيرة. فمع وفاة الأمير فيليب، تفقد إليزابيث زوجها منذ أكثر من سبعة عقود ورجلاً وقعت في حبه منذ سنوات المراهقة.
وقد تخلى من أجلها عن الألقاب التي حازها عند الولادة، ونال الجنسية البريطانية واختار اسم عائلة والدته بصياغة إنجليزية، أي ماونتباتن. وشارك إلى جانبها بآلاف الالتزامات العامة حتى اعتزاله في 2017.

وكان فيليب أعلن لسكرتيره الخاص مايكل باركر قبيل زواجه سنة 1947 أن «وظيفتي الأولى والثانية والأخيرة هي ألا أتخلى يوماً عن الملكة». وقد حظي هذا التفاني بتقدير الملكة إليزابيث الثانية إذ وصفت زوجها بأنه «مصدر قوتها» و«عضدها»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويحمل الأمير فيليب الرقم القياسي لأطول أزواج وزوجات ملوك بريطانيا عمراً. وبات على الملكة التي تحتفل في 21 أبريل (نيسان) بعيدها الخامس والتسعين، أن تواجه وحيدة الأزمات التي تهز العائلة الملكية.
لم يكتف حفيد الملكة، الأمير هاري وزوجته ميغان بالانسحاب من العائلة الملكية قبل عام، بل اختارا توجيه انتقادات لاذعة في حق الأسرة.
فقد خصص الزوجان المقيمان في الولايات المتحدة منذ عام، مقابلة مع الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري عرضتها قناة «سي بي إس» الشهر الماضي لشرح ملابسات خروجهما المدوي من العائلة الملكية. وأكدت ميغان أنها لم تحظ بأي دعم نفسي بعدما راودتها فكرة الانتحار.
حتى أن الممثلة السابقة وزوجها أكدا أن فرداً لم يسميانه من العائلة الملكية تساءل عن لون بشرة ابنهما آرتشي عندما كانت والدته حاملاً به.

وأعادت هذه الاتهامات إطلاق الجدل بشأن العنصرية في بريطانيا، في خضم التظاهرات التي شهدتها البلاد ومدن عدة في العالم في إطار حركة «حياة السود مهمة» المناهضة للعنصرية.
وفي بيان مقتضب، أكدت الملكة أنها تتعامل «بجدية كبيرة» مع هذه الاتهامات، لكنها أشارت إلى أن معالجتها ستحصل بعيداً عن الأضواء.
بدوره، اضطر الأمير أندرو ثاني أبناء الملكة إلى الانسحاب من الحياة العامة بسبب صداقته مع الملياردير الأميركي الراحل جيفري إبستين المتهم بالاستغلال الجنسي لقاصرات. وتؤكد الأميركية فيرجينيا روبرتس أنها أرغمت على إقامة علاقات جنسية مع الأمير حين كانت لا تزال قاصرا وبتأثير من إبستين.
وحاول الأمير الدفاع عن نفسه من خلال مقابلة أجراها مع قناة «بي بي سي» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 كانت نتيجتها سلبية عليه، إذ دافع عن صداقته مع إبستين من دون إظهار أي تعاطف مع ضحاياه، ومع تقديم حجج وصفت بأنها واهية عن علاقته مع فيرجينيا روبرتس.
وقد أنهت شركات وجامعات تعاونها معه، واضطر إلى الانسحاب من الأضواء وتوقف عن ممارسة أي نشاط عام.


مقالات ذات صلة

الأمير أندرو يعود إلى الواجهة... شخص مقرّب منه يشتبه في تجسسه لصالح الصين

أوروبا الأمير أندرو (رويترز)

الأمير أندرو يعود إلى الواجهة... شخص مقرّب منه يشتبه في تجسسه لصالح الصين

تصدّر الأمير أندرو الذي استُبعد من المشهد العام عناوين الأخبار في وسائل الإعلام البريطانية أمس (الجمعة)، على خلفية قربه من رجل أعمال متهم بالتجسس لصالح الصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية (رويترز)

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

كشف الرئيس الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين، عن توتر العلاقات التي جمعت إسرائيل بالملكة إليزابيث الثانية خلال فترة حكمها الطويلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب يلتقي الأمير وليام في غرفة الصالون الأصفر بمقر إقامة سفراء المملكة المتحدة في باريس (أ.ف.ب)

ترمب: الأمير ويليام أبلغني أن الملك تشارلز «يكافح بشدة» بعد إصابته بالسرطان

صرّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بأن محادثات جرت مؤخراً مع وليام، أمير ويلز، ألقت الضوء مجدداً على صحة الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق وصول الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا لاستقبال السلك الدبلوماسي في القصر (أ.ب)

هاري يخيب آمال تشارلز بتصريحاته عن طفليه

تحدث الأمير هاري عن تجربته في تربية طفليه، آرتشي وليلبيت، مع زوجته ميغان ماركل في الولايات المتحدة، ما يبدو أنه خيَّب آمال والده، الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

الأمير هاري يسخر من إشاعات الطلاق

سخر الأمير هاري، دوق أوف ساسكس، من الإشاعات المتكررة حول حياته الشخصية وزواجه من ميغان ماركل. جاء ذلك خلال مشاركته في قمة «DealBook» السنوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.