ليبيا تكثف الاستعدادات لبدء التطعيم

متطوعو منظمة الصحة العالية يجرون حملة توعية في بنغازي شرق ليبيا (المنظمة)
متطوعو منظمة الصحة العالية يجرون حملة توعية في بنغازي شرق ليبيا (المنظمة)
TT

ليبيا تكثف الاستعدادات لبدء التطعيم

متطوعو منظمة الصحة العالية يجرون حملة توعية في بنغازي شرق ليبيا (المنظمة)
متطوعو منظمة الصحة العالية يجرون حملة توعية في بنغازي شرق ليبيا (المنظمة)

تجري السلطات الليبية استعدادات موسعة قبيل إطلاق الحملة الوطنية للتطعيم ضد فيروس «كوفيد - 19»، في وقت تتزايد الإصابات متجاوزة 166 ألف حالة بجميع أنحاء البلاد.
واستهل المركز الوطني لمكافحة الأمراض أمس (الخميس)، حملة التطعيم بنشر معلومات استرشادية، دعا جميع المواطنين الراغبين في الحصول على اللقاح اتباعها ومنها متابعة درجة حرارة الجسم، والسعال والإصابة بالأمراض المزمنة، أو أي نوع من أنواع الحساسية. ولفت إلى ضرورة مراقبة أي أعراض جانبية بعد تلقي اللقاح، خصوصاً بعد مضي أسبوع إلى ثلاثة أسابيع على التطعيم.
وتسلمت ليبيا أولى دفاعات اللقاح الأحد الماضي، من شركة «سبوتنيك» الروسية، على أمل أن تتوالى باقي الدفعات، وبشّر عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» مواطنيه بقوله: «أول الغيث قطرة، بحمد الله تمكنا من توريد أول دفعة من لقاح (كورونا) على أن تصل باقي الشحنات توالياً».
وبالتزامن مع الاستعدادات التي يجريها المركز الوطني لإطلاق الحملة الوطنية للتطعيم، قالت منظمة الصحة العالمية مكتب ليبيا، أمس، إنها ستستمر في دعم الجهود التي تبذلها وزارة الصحة والمركز الوطني لنشر الوعي الصحي حول تدابير الوقاية من مرض «كوفيد - 19» في مختلف البلديات الليبية.
ولفت مكتب المنظمة إلى أن مجموعة من المتطوعين «الزائرين الصحيين المجتمعين» يبذلون نشاطاً واسعاً حالياً في بنغازي لإيصال الرسائل الصحية التثقيفية لمختلف الفئات المستهدفة في المجتمع، يترافق ذلك مع توزيع الكمامات والمطهرات والنشرات بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID).
وفي السياق ذاته، نظم مكتب الرعاية الصحية الأولية بطرابلس بالتعاون مع المركز الوطني لمكافحة الأمراض ورشة عمل حول آلية وكيفية تقديم اللقاحات والتطعيمات الخاصة بمكافحة جائحة «كورونا» وكيفية اتخاذ الإجراءات الاحترازية.
وأعلن المركز الوطني أمس، أن النتائج التي أظهرتها 18 مختبراً في البلاد سجلت وجود 869 عينة إيجابية، وتصدر طرابلس قائمة الإصابات، منوهاً إلى تسجيل 27 حالة وفاة في 11 مدينة ليبية، ولفت المركز إلى تعافي قرابة 152 ألف حالة، بينما توفي 28 ألف حالة.
وكان رئيس اللجنة العلمية الاستشارية لمكافحة «كورونا» خليفة البكوش قدم استقالته من منصبه لوزير الصحة بحكومة «الوحدة الوطنية» الدكتور علي الزناتي. وفي ظل حالة اللغط بشأن تعاطي اللقاح في شهر رمضان، قال المركز الوطني لمكافحة الأمراض، إن دار الإفتاء الليبية أجازت اللقاح في نهار رمضان، وقال: «لا حرج في أخذ اللقاح نهاراً في شهر رمضان، ولا يعتبر من المفطرات».
في غضون ذلك، نوه المركز إلى فريق من شركة «إيني» شمال أفريقيا للنفط والغاز زار المختبر المرجعي لصحة المجتمع بالمركز الوطني للاطلاع على طريقة وآلية سير العمل داخل المختبر «والدور المهم الذي يضطلع في إجراء اختبارات الكشف عن فيروس كورونا».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.