طعمة يدعو إلى تشكيل «حكومة طوارئ» لمعالجة الأزمة الاقتصادية

قال لـ«الشرق الأوسط» إن الأمور معقدة داخلياً وإقليمياً

TT
20

طعمة يدعو إلى تشكيل «حكومة طوارئ» لمعالجة الأزمة الاقتصادية

دعا عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب نعمة طعمة إلى «تشكيل حكومة طوارئ اقتصادية تنكبّ على معالجة الأزمة المتنامية في الشأن الاقتصادي، والتي تتفرّع منها أزمات معيشية تُنهك المواطنين، بحيث أضحت هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين تعيش معاناة حقيقية»، مطالباً كل المسؤولين بـ«تحكيم الضمير والتنازل عن الشروط السياسية حول هذه الحقيبة الوزارية أو تلك؛ لأن لبنان على شفير الهاوية، وثقة المجتمع الدولي بنا باتت مهزوزة».
وعدّ طعمة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما يحصل في لبنان اليوم، خصوصاً على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، هو مأساة يعيشها اللبنانيون الذين باتوا أسرى هذا النزف السياسي، واللامبالاة عند أهل الربط والحل، من أجل تشكيل حكومة تنقذ لبنان من كبواته وأزماته، حيث يرزح البلد تحت أعباء معيشية لم يسبق أن مرّ بها في ظل المراحل والظروف كافة». كما تحدث عن قلق ينتابه جراء الهجرة المتنامية للأطباء والأكاديميين، نتيجة الظروف الصعبة السائدة في لبنان.
وأوضح طعمة موقف «اللقاء الديمقراطي» من الحراك السياسي الداخلي والخارجي، قائلاً: «قد نكون أبرز من سهّل كل العملية الدستورية؛ من الاستشارات النيابية إلى التكليف، إذ شددنا على أنه لا مطالب لدينا أو مكاسب، وجلّ ما نريده تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، وأن تكون إصلاحية وإنقاذية، خصوصاً في المسائل الاجتماعية والمعيشية»، لافتاً إلى «أننا حذّرنا مراراً من مغبة المماطلة والغرق في المحاصصة، في وقت البلد فيه يغرق والأزمات تتفاقم، وها نحن اليوم في حالة يرثى لها». وبصدد الحراكين الغربي والعربي، يلفت طعمة إلى أن «ذلك يأتي من حرص الأشقاء والأصدقاء ومحبتهم التاريخية للبنان؛ هذا البلد الذي له خصائص تُعدّ علامة فارقة في الثقافة والطب والتربية وفي كل المجالات». ورغم ذلك، فإنه قال: «لا تزال الأمور معقدة داخلياً وإقليمياً، بفعل الخلافات بين المكونات السياسية اللبنانية، وصولاً إلى الكباش الإقليمي، مما يؤثر على مسار التأليف والوضع اللبناني بشكل عام». وحول زيارة السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري إلى المختارة (بلدة النائب السابق وليد جنبلاط) ودوره حيال الحركة الدبلوماسية التي يقوم بها، يشير النائب طعمة إلى أن «هناك علاقة تاريخية بين المختارة والمملكة العربية السعودية؛ سواء مع الشهيد كمال جنبلاط، ومع رئيس (الحزب التقدمي الاشتراكي) وليد جنبلاط، ورئيس (اللقاء الديمقراطي) النائب تيمور جنبلاط»، مؤكداً أن «حراك السفير السعودي يصب في خانة دعم لبنان والحرص على أمنه واستقراره». وشدد طعمة على أن السعودية «لم تتخلَّ عن لبنان، وهي التي وقفت إلى جانبه في السراء والضراء، وكانت وما زالت السند الأساسي له ومن يحتضن أكبر جالية لبنانية»، وقال: «علينا أن نبادل المملكة الوفاء بالمثل، ونؤكد على شجبنا الاعتداءات التي تتعرض لها عبر القصف على منشآتها الحيوية والسكنية؛ الأمر الذي يقوض الاستقرار العربي والاقتصاد العالمي». وقال إن السعودية «سيكون لها، كما في كل المراحل، الدور المفصلي لخلاص لبنان من أزماته، كما كان لها الدور الأبرز في (اتفاق الطائف)، وهي التي تقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين».



توافق مصري - كويتي على دعم تنفيذ خطة إعمار غزة ورفض «التهجير»

أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
TT
20

توافق مصري - كويتي على دعم تنفيذ خطة إعمار غزة ورفض «التهجير»

أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)

اختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، زيارته إلى دولة الكويت ضمن جولة خليجية استمرت 3 أيام شملت قطر، حيث أجرى مباحثات مع أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وصفها خبراء بأنها «مهمة بالنظر إلى توقيتها وما يجري في المنطقة»، كما حملت «أهدافاً سياسيةً واقتصاديةً» معاً.

تناولت القمة المصرية - الكويتية مختلف القضايا وشواغل المنطقة بحضور وفدي البلدين، حيث تم التأكيد على «ضرورة وقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري، ومواصلة تبادل الرهائن والمحتجزين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية بشكل عاجل»، حسب بيان للرئاسة المصرية.

وأكدت مصر والكويت «الدعم الكامل للخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار قطاع غزة وضرورة تنفيذها فور وقف إطلاق النار»، وشددت الدولتان «على الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وعلى ضرورة إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».

وتعكس زيارة السيسي ومباحثاته في الكويت «وحدة موقفي البلدين وتنسيقهما معاً بشكل كامل ومع مختلف الدول الخليجية والعربية في وقت حساس ومهم بشأن القضية المحورية، وهي القضية الفلسطينية، وكذلك القضايا الأخرى المتعلقة بأمن واستقرار المنطقة»، وفق عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري.

الأمير مشعل يستقبل الرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)
الأمير مشعل يستقبل الرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)

وشدد بكري لـ«الشرق الأوسط» على أن الرسالة التي خرجت من تلك المباحثات هي «التوافق على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، والإسراع في تنفيذ الخطة العربية لإعادة الإعمار، باعتبارها هدفاً محورياً ومهماً، ليظهر للعالم الإصرار العربي على موقف موحد برفض تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم».

بيان الرئاسة المصرية أكد كذلك تناول المباحثات للتطورات في سوريا والسودان، حيث أكد الرئيس المصري وأمير الكويت دعمهما لوحدة واستقرار البلدين، بالإضافة إلى دعم الحكومة اليمنية الشرعية، مشددين على أهمية أمن واستقرار الملاحة في البحر الأحمر والممرات المائية بالمنطقة.

وأكد أمير الكويت أن زيارة الرئيس المصري لبلاده «تعكس عمق العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، وتعدُّ فرصة لمواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية»، معرباً «عن تقديره لدور مصر التاريخي والمحوري في تطوير وتنمية دول الخليج، وفي تحقيق الاستقرار الإقليمي» وفق ما قالت الرئاسة المصرية.

من جانبه، أكد السيسي «حرص مصر على تعزيز التعاون مع الكويت في كافة المجالات، بالأخص المجال الاقتصادي، وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين».

السيسي يلتقي بمقر إقامته بمدينة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت (الرئاسة المصرية)
السيسي يلتقي بمقر إقامته بمدينة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت (الرئاسة المصرية)

ويرى وزير الإعلام الكويتي الأسبق، سامي النصف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الزيارة تأتي للتأكيد على أهمية دور «دول معسكر الحكمة»، على حد وصفه، والمتمثلة في دول الخليج ومصر والأردن، في قيادة العمل العربي في ظروف صعبة لم تمر بها المنطقة منذ حرب عام 1973».

وأوضح النصف أن «المنطقة تعاني من حرب دامية في غزة وحروب وصراعات في نصف الدول العربية تقريباً، سواء السودان وليبيا وسوريا واليمن وغيرها، وكذلك هناك شبح قيام حرب بين إيران والولايات المتحدة، فضلاً عن حروب تجارية يمر بها العالم وتحولات تجعل هناك ضغوطاً كبيرةً على استقرار الدول العربية، وكذا اقتصاداتها، ومن ثم تأتي مثل هذا الزيارة ضمن جهود التنسيق العربي الخليجي من أجل إنهاء الحروب وإحلال السلام».

تجدر الإشارة إلى أنه خلال الزيارة التقى الرئيس المصري في جلستي مباحثات منفصلتين كلاً من الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة، حيث تم التأكيد على نفس مواقف البلدين بشأن قضايا المنطقة والرغبة في استمرار التعاون من أجل تحقيق الاستقرار والرخاء الاقتصادي للبلدين وجميع شعوب الشرق الأوسط.

وكان السيسي قد عقد مباحثات موسعة، الاثنين، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبيل توجهه للكويت، وشملت التأكيد على ذات المواقف السياسية فيما يتعلق بغزة والصراعات في الدول الأخرى بالمنطقة.