بايدن يصدر أوامر تنفيذية لخفض انتشار الأسلحة النارية

حوادث إطلاق النار تكلف 280 مليار دولار سنوياً و360 شخصاً يُقتلون يومياً

TT

بايدن يصدر أوامر تنفيذية لخفض انتشار الأسلحة النارية

أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن ستة أوامر تنفيذية لمكافحة انتشار الأسلحة و«وباء العنف المسلح» الذي تسببه. وقال بايدن، أمس (الخميس): «لقد عانينا كثيراً من تلك الحوادث، وما زال العلم الأميركي منكساً حداداً على ضحايا الحوادث الأخيرة في جورجيا وكولورادو». وقال إنها تكلف الدولة 280 مليار دولار سنوياً، ويموت بسببها 360 شخصاً». وأعلن الرئيس الأميركي إجراءات مشددة حول ما يُسمى بـ«الأسلحة الشبح»، التي يمكن تصنيعها وتجميع أجزائها في المنازل، وهي لا تحمل رقماً تسلسلياً يمكن لأجهزة الشرطة تعقبه.
كما أعلن إجراءات تسهل على سلطات الولايات استصدار قرارات من المحاكم لمصادرة الأسلحة من الأشخاص، الذين تشكل الأسلحة خطراً عليهم أو على الآخرين. ووجه بايدن وزارة العدل لإصدار تقرير سنوي عن الاتجار بالأسلحة النارية المتوقف منذ عام 2000. وطالب الرئيس الأميركي المشرعين بالكونغرس بمساندة تلك الجهود، وناشد المشرعين القيام بتحركات جادة لإصدار تشريع للحد من عنف حوادث الأسلحة.
وأعلن بايدن تعيين ديفيد تشيبمان في منصب مدير مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات، وهو المكتب المكلف بتطبيق قوانين الأسلحة في الولايات المتحدة. وقوبل قرار تعيين تشيبمان لرئاسة هذا المكتب بترحيب واسع، حيث قضى عدة سنوات مستشاراً سياسياً في إحدى المنظمات المدافعة عن إصلاح إجراءات تنظيم تملُّك وحمل الأسلحة والحد من الاتجار من الأسلحة النارية غير القانونية. وأعلن المدعي العام ميريك جارلاند أن وزارة العدل الأميركية ستصدر لائحة تهدف إلى كبح جماح تصنيع الأسلحة «الشبح» في غضون ثلاثين يوماً، ولائحة أخرى خلال ستين يوماً تقيد الأسلحة ذات السعة ودعامات تثبيت البنادق (مثل التي استخدمها مطلق النار في متجر مدينة بولدر بولاية كولورادو، الشهر الماضي) بما يسمح للشرطة بمصادرة الأسلحة من الأشخاص الذين يُعتبرون خطرين. وتشمل الإجراءات أيضاً توجيه خمس وكالات فيدرالية لتوفير الدعم لمواجهة العنف الأسري وتوفير تمويل 5 مليارات دولار لمكافحة العنف المجتمعي على مدى 8 سنوات.
وقال مسؤولون بالبيت الأبيض في مؤتمر تليفوني مساء الأربعاء إن تلك الأوامر التنفيذية الستة تأتي ضمن سلطة الرئيس التنفيذية، وفي إطار التعديل الثاني في الدستور الأميركي الذي يمنح حق حمل السلاح. وشددوا على أن الإجراءات الجديدة تستهدف سد الثغرات في القوانين الحالية، ووصفوا جولة الإجراءات التنفيذية التي أعلنها بايدن بأنها «خطوات أولية»، وأنه قد يكون هناك خطوات أخرى في المستقبل حول تقييد حمل البنادق والأسلحة النارية.
وخلال حملته الانتخابية تعهد بايدن بإعطاء أولوية خاصة في أجندته لسن إجراءات جديدة لمراقبة الأسلحة والتحقق من خلفية طالبي تملك الأسلحة، وحظر مبيعات الأسلحة النارية عبر مواقع الإنترنت، وتقييد تصنيع وبيع الأسلحة الهجومية الآلية ونصف الآلية. ومنذ بدء وباء «كوفيد - 19» وشهور الإغلاق ارتفعت مبيعات الأسلحة في الولايات المتحدة خلال عام 2020 بما يُقدر بـ300 في المائة. ولعدة سنوات، دق المسؤولون الفيدراليون ناقوس الخطر بشأن انتشار الأسلحة العسكرية شبه العسكرية في السوق السوداء عبر عصابات ومجرمين. وتتصاعد المطالبات بإجراء تشريعي لتقييد تملك وحمل السلاح، إلا أنها ما تلبث أن تصطدم بجماعات المصالح ولوبي المنظمة الوطنية للأسلحة التي ينتمي إليها العديد من المشرعين الأميركيين وعشاق تملك الأسلحة وعشاق ممارسة رياضة الصيد.
وتصطدم المطالبات بتقييد حمل السلاح عادة بحائط صد في الكونغرس الأميركي، إلا أن مجلس النواب أقر، الشهر الماضي، مشروع قانون لإجراء فحص لخلفية الشخص المتقدم بطلب لحمل السلاح، لكن إجراءات مراقبة الأسلحة تواجه عرقة محتملة في مجلس الشيوخ المنقسم بالتساوي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.