بريمو صاحب خريطة «كردستان سوريا» المثيرة: بوادر التقسيم باتت تلوح بالأفق

نشر وثيقة تنذر بفتيل صراع قومي

بريمو صاحب خريطة «كردستان سوريا» المثيرة: بوادر التقسيم باتت تلوح بالأفق
TT

بريمو صاحب خريطة «كردستان سوريا» المثيرة: بوادر التقسيم باتت تلوح بالأفق

بريمو صاحب خريطة «كردستان سوريا» المثيرة: بوادر التقسيم باتت تلوح بالأفق

مع استمرار تداعيات نشر موقع «المرصد السوري لحقوق الإنسان» خريطة كردستان سوريا، نسبها إلى أحد السياسيين الكرد، مرفقا بها «مسودة النظام الأساسي للمرجعية السياسية الكردية في روج آفا، كردستان سوريا»، وما أثارته من ردود فعل واسعة، التقت «الشرق الأوسط» ممثل «الحزب الديمقراطي - سوريا» وصاحب الخريطة المثيرة للجدل نوري بريمو الذي اعترف بأنه لم يكن يتوقع أن يثير هذا الموضوع قدرا من الجدل والضجيج الإعلامي.
وكان ممثل «الحزب الديمقراطي - سوريا» في إقليم كردستان العراق، نشر خريطة تضمنت ربطا بين أقاليم الإدارات الذاتية الكردية الثلاثة من الجزيرة في شمال شرقي سوريا قرب كردستان العراق إلى عين العرب (كوباني) وعفرين في شمال سوريا قرب حدود تركيا. وقد جاء ذلك بعد اجتماع ممثلي «حركة المجتمع الديمقراطي» و«المجلس الوطني الكردي» في القامشلي، لاختيار المرجعية السياسية التي تضم شخصيات من الطرفين ومن ممثلي الأحزاب والفعاليات خارج الإطارين وفق اتفاقية دهوك 2014 لرسم الاستراتيجيات والسياسات العامة والموقف الكردي الموحد في كل المجالات المتعلقة بالشعب الكردي في سوريا.
يقول بريمو: «عندما قمتُ بنشر الوثيقة التي أصدرتها المرجعية السياسية الكردية حول مستقبل سوريا وإعادة بنائها من جديد، على أنقاض هذا العنف والعنف المضاد والإرهاب والترهيب والخراب والدمار وبوادر التقسيم التي باتت تلوح في الأفق، فقد أرفقتها بخريطة أولية تشير إلى الرقعة الجغرافية التي ورثها شعبنا الكردي عن آبائه وأجداده (أي كردستان سوريا)، التي تم إلحاقها بخارطة سوريا بموجب اتفاقية سايكس - بيكو التجزيئية في عام 1916».
ويتساءل مراقبون عن الأسباب التي دفعت إدارة موقع المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى إعادة نشر خريطة نشرها نوري بريمو على صفحته على موقع «فيسبوك»، وهي في أقل تقدير تعبير عن رأيه الشخصي، ونشرها من شأنه إشعال فتيل صراع داخلي. ويرد مدير المرصد رامي عبد الرحمن على الاتهامات في حوار مع «الشرق الأوسط» بقوله إن «غاية نشر مسودة الاتفاق بين الفعاليات الكردية في سوريا مع الخريطة، هو رصد الرأي العام في سوريا بشكل عام، خاصة أن موقع المرصد متابع من كل شرائح الشعب السوري ومكوناته»، منوها بأننا «نشرنا الخريطة مع علمنا المسبق أن الغالبية الساحقة من الشعب السوري والغالبية الساحقة من الكرد، هم ضد تقسيم سوريا إلى دويلات علوية أو كردية أو إلى أي تقسيم آخر». ولفت عبد الرحمن إلى أن «الفصيل الأقوى أو الأكبر تمثيلا للأكراد في سوريا، حزب الاتحاد الديمقراطي، أكد أكثر من مرة أنه ليس مع تقسيم سوريا، بل هو مع إدارات ذاتية في كل المناطق السورية، لذا كان على المرصد طرح هذه الخريطة، خصوصا أن الكثير من المناطق التي جاءت في الخريطة ليست ذات غالبية كردية، بل بينها مناطق لا يوجد فيها كرد بالأساس».
ولدى سؤاله عن أن مسودة نص الوثيقة بين الطرفين الكرديين لم تتطرق إلى التقسيم بل تضمنت الفيدراليات، وأن نشر الخريطة لا ينسجم مع مهام المرصد في رصد الانتهاكات ضد حقوق الإنسان، رد بالقول: «ما نشرناه ليس لإثارة الفتنة، والمرصد ينشر كل ما يجري من عمليات عسكرية في كوباني ودمشق وباقي المناطق السورية». ويتابع: «نحن نشرنا الخريطة لنبين أن الغالبية الساحقة من الكرد ليست مع التقسيم، ونحن لم نقل بأن الخريطة نشرتها القوى الكردية. كما رصدنا بهذا الصدد تصريح عبد الحميد حج درويش وهو من مؤسسي أول حزب كردي في سوريا وهو ضد الانفصال». وأنهى كلامه بالقول: «من يريد أن يقول إننا أثرنا فتنة، فليتحدث إلى نوري بريمو مصمم الخريطة. نحن نشرنا الخريطة ونشرنا المسودة».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.