أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي، أن الأنشطة العسكرية الروسية، وعمليات بناء البنية التحتية في القطب الشمالي، لن تمر مرور الكرام. وأضاف كيربي، في مؤتمره الصحافي، مساء الاثنين، أنه «من دون الدخول في تقييمات استخباراتية محددة، من الواضح أننا نراقب ما تقوم به روسيا من كثب».
وقال إن «للولايات المتحدة مصالحها الخاصة في القطب الشمالي أيضاً، وهي مدركة بوضوح أن المنطقة هي أرض أساسية وحيوية للدفاع عن وطننا، وممر استراتيجي محتمل بين المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا وأميركا، مما يجعلها عرضة للمنافسة الموسعة».
وأكد كيربي أن «الولايات المتحدة ملتزمة بحماية مصالح أمنها القومي في القطب الشمالي، من خلال الحفاظ على نظام قائم على القواعد في المنطقة، لا سيما من خلال شبكتنا من الحلفاء والشركاء في القطب الشمالي الذين يشاركوننا المصالح المتبادلة العميقة التي نقوم بها نفسها».
وأشار كيربي إلى أن وزارة الدفاع أوضحت للكونغرس، في مشروع الاستراتيجية الدفاعية لعام 2019، أن لديها ثلاثة أهداف في القطب الشمالي: الدفاع عن الوطن، وضمان بقاء المناطق المشتركة حرة منفتحة، والتنافس عند الحاجة للحفاظ على توازن إقليمي ملائم.
وأضاف: «قد يقوم المنافسون الاستراتيجيون بأنشطة خبيثة أو قسرية في القطب الشمالي من أجل تحقيق أهدافهم لهذه المناطق، لكن على وزارة الدفاع أن تكون مستعدة لحماية مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، من خلال اتخاذ الإجراءات المناسبة في القطب الشمالي، بصفته جزء من الحفاظ على توازنات مواتيه للقوى في المنطقة القطبية الشمالية والمحيطين الهندي والهادئ وأوروبا».
وأكد مجدداً أن للولايات المتحدة مصالحها الخاصة التي ستدافع عنها، وأن الجيش الأميركي يدرك جيداً الأنشطة الروسية في القطب الشمالي، مضيفاً: «من الواضح أننا نشاهد هذا. وكما قلت من قبل، لدينا مصالح أمنية قومية هناك، ولا أحد يريد رؤية القطب الشمالي منطقة عسكرية».
وكانت محطة «سي إن إن» قد أوردت تقريراً كشفت فيه أن صور الأقمار الاصطناعية رصدت قيام روسيا بحشد قوات عسكرية غير مسبوقة في منطقة القطب الشمالي، وتقوم باختبار أحدث أسلحتها الاستراتيجية في منطقة انحسر عنها الجليد في السنوات الأخيرة، في مسعى منها لتأمين سواحلها الشمالية، ومحاولة فتح طريق شحن رئيسية من آسيا إلى أوروبا.
وأظهرت الصور عملية مراكمة كبيرة للقواعد العسكرية الروسية في القطب الشمالي، وقيام القوات الروسية بتركيب أجهزة إلكترونية، وإنشاء مراكز تخزين أسلحة تحت الأرض، بما فيها الطوربيد الصاروخي «بوسايدون»، وأسلحة أخرى عالية التقنية.
وأضاف تقرير «سي إن إن» أن المعدات التي جرى تخزينها تتضمن أيضاً قاذفات وطائرات استراتيجية وأنظمة رادار بالقرب من ساحل ولاية ألاسكا. ويعبر خبراء أسلحة غربيون عن قلقهم بشكل خاص من طوربيد «بوسايدون» الذي طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء مزيد من الاختبارات عليه هذا العام، لأن تشغيله يقوم على مفاعل نووي صغير يمكنه من السير بسرعة عالية، ويمكن لتفجير شحنته أن تؤدي إلى تلوث إشعاعي يجعل المناطق الساحلية غير قابلة للسكن أو العيش لعقود طويلة، الأمر الذي يهدد معظم المدن الساحلية الأميركية، بحسب تصريحات لمساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الأمن الدولي ومنع الانتشار النووي كريستوفر فورد، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وكان هذا الصاروخ قد تعرض لمشكلات كبيرة خلال تجارب عليه، وأدى انفجاره في إحدى المرات إلى مقتل وإصابة عدد من العسكريين والخبراء الروس قبل نحو عامين، وهو ما تكتمت عليه موسكو. وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية تعزيزاً بطيئاً ممنهجاً للمطارات والقواعد العسكرية الروسية في مواقع عدة خلال السنوات الخمس الماضية، على طول الساحل الشمالي الروسي المتجمد.
ونقلت المحطة عن متحدث باسم البنتاغون، المقدم توماس كامبل، أن روسيا تقوم بتجديد المطارات ومنشآت الرادار التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، وبناء موانئ ومراكز بحث وإنقاذ جديدة، وبناء أسطولها من كاسحات الجليد التي تعمل بالطاقة النووية والتقليدية.
وأضاف كامبل: «تقوم أيضاً بتوسيع شبكتها لأنظمة الدفاع الصاروخي الجوي والساحلي، وتعزيز قدراتها في منع الوصول إلى أجزاء رئيسية من القطب الشمالي».
«البنتاغون}: تعزيز روسيا قواتها في القطب الشمالي لن يمر مرور الكرام
«البنتاغون}: تعزيز روسيا قواتها في القطب الشمالي لن يمر مرور الكرام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة