بيانات أكبر اقتصادين في العالم تزيد تفاؤل الأسواق

TT

بيانات أكبر اقتصادين في العالم تزيد تفاؤل الأسواق

أسهمت بيانات أميركية وصينية، أكبر اقتصادين في العالم، في زيادة تفاؤل الأسواق والنظرة الاستشرافية للاقتصاد العالمي.
فقد أظهر تقرير صادر عن معهد إدارة الإمدادات الأميركي أمس، ارتفاع نشاط قطاع الخدمات خلال مارس (آذار) الماضي بأكثر من التوقعات.
وذكر المعهد أن مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات ارتفع خلال مارس الماضي إلى 63.7 نقطة مقابل 55.3 نقطة خلال فبراير (شباط) الماضي وفقاً للبيانات المعدلة.
وتشير قراءة المؤشر أكثر 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، في حين تشير قراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط.
كان المحللون يتوقعون ارتفاع المؤشر خلال الشهر الماضي إلى 58.5 نقطة. ومع الزيادة الشهرية الأكبر من المتوقع وصول مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات إلى أعلى مستوى له منذ سجل 60.9 نقطة خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2018.
جاءت الزيادة في المؤشر الرئيسي نتيجة لارتفاع المؤشر الفرعي لنشاط الأعمال إلى 69.4 نقطة خلال الشهر الماضي مقابل 55.5 نقطة خلال فبراير الماضي وارتفاع الطلبيات الجديدة، والذي قفز إلى 67.2 نقطة خلال الشهر الماضي، مقابل 51.9 نقطة في الشهر السابق.
كما ارتفع مؤشر التوظيف إلى 57.2 نقطة خلال الشهر الماضي مقابل 52.7 نقطة خلال الشهر السابق مما يشير إلى نمو التوظيف بوتيرة أسرع.
في غضون ذلك، تحسنت وتيرة نمو النشاط الاقتصادي لقطاع الخدمات في الصين خلال الشهر الماضي. وفق تقرير اقتصادي نشر أمس.
وارتفع مؤشر كايشين لمديري مشتريات قطاع الخدمات في الصين خلال الشهر الماضي إلى 54.3 نقطة، مقابل 51.5 نقطة خلال فبراير الماضي، ليواصل ارتفاعه عن مستوى 50 نقطة.
يذكر أن قراءة المؤشر أكثر من 50 نقطة، تشير إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، في حين تشير قراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط.
وأشارت أحدث البيانات إلى ارتفاع نشاط الأعمال، والمبيعات بوتيرة أسرع، في حين عاد التوظيف إلى النمو، ووصل مؤشر ثقة الشركات إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 10 سنوات، في ظل الآمال في تعافي ما بعد جائحة فيروس «كورونا».
في الوقت نفسه سجل المؤشر المجمع لمديري مشتريات قطاعي التصنيع والخدمات في الصين 53.1 نقطة خلال مارس الماضي مقابل 51.7 نقطة في فبراير.
ونتيجة لذلك، بلغ المؤشر القياسي الأوروبي مستوى قياسيا مرتفعا أمس الثلاثاء، ليعوض كامل الخسائر التي تكبدها بفعل الجائحة؛ إذ يراهن المستثمرون على تعاف اقتصادي عالمي سريع، يحفزه إنفاق تحفيزي ضخم وحملات تحصين من (كوفيد - 19).
وعاد المتعاملون الأوروبيون إلى السوق بعد عطلة طويلة ليدفعوا المؤشر ستوكس 600 الأوروبي للارتفاع 0.9 في المائة إلى 436.16 نقطة، متجاوزا أعلى مستوياته السابقة على الإطلاق عند 433.90 نقطة الذي سجله في فبراير 2020. وارتفع المؤشر ما يزيد على 60 في المائة من مستوياته المتدنية التي بلغها العام الماضي بسبب الفيروس.
وزاد المؤشر داكس الألماني واحدا في المائة ليعزز صعوده القياسي في الآونة الأخيرة. وارتفع المؤشر كاك 40 الفرنسي 0.8 في المائة، وقفز المؤشر فاينانشيال تايمز 100 البريطاني 1.3 في المائة.
وبلغت المؤشرات الرئيسية لوول ستريت أعلى مستوياتها على الإطلاق أول من أمس الاثنين. في الوقت الذي تراجع فيه الدولار مع هبوط عائدات السندات الأميركية.


مقالات ذات صلة

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

الاقتصاد بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد فتاة تتفاعل مع تجمع الفلسطينيين لتلقي الطعام الذي تعده جمعية خيرية وسط أزمة الجوع (رويترز)

القضاء على الجوع هدف مؤجل إلى 2050 بسبب الحروب والصراعات والتغير المناخي

سيطرت السياسة على نقاشات قمة توفير الغذاء ومحاربة الجوع في أسبوع الغذاء العالمي الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

هبة القدسي (أبوظبي)
الاقتصاد لاغارد تتحدث إلى الصحافيين عقب اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

لاغارد للقادة الأوروبيين: اشتروا المنتجات الأميركية لتجنب حرب تجارية مع ترمب

حثَّت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد القادة في أوروبا على التعاون مع ترمب بشأن التعريفات الجمركية وشراء المزيد من المنتجات المصنوعة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار بالأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )

تسارع الإنفاق الرأسمالي الياباني في الربع الثالث

عامل يفحص بعض الماكينات في مصنع صغير بمدينة هيغاشيوساكا اليابانية (رويترز)
عامل يفحص بعض الماكينات في مصنع صغير بمدينة هيغاشيوساكا اليابانية (رويترز)
TT

تسارع الإنفاق الرأسمالي الياباني في الربع الثالث

عامل يفحص بعض الماكينات في مصنع صغير بمدينة هيغاشيوساكا اليابانية (رويترز)
عامل يفحص بعض الماكينات في مصنع صغير بمدينة هيغاشيوساكا اليابانية (رويترز)

تسارع إنفاق الشركات اليابانية على المصانع والمعدات في الربع الثالث؛ مما يشير إلى أن الطلب المحلي القوي يدعم التعافي الاقتصادي الهش في البلاد ويعزز الحاجة إلى زيادة أسعار الفائدة.

وأظهرت بيانات وزارة المالية أن الإنفاق الرأسمالي ارتفع بنسبة 8.1 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث، متسارعاً من مكاسب الربع السابق البالغة 7.4 في المائة، وهو أقوى أداء منذ قفزة بنسبة 16.4 في المائة في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. كما نما الإنفاق بنسبة 1.7 في المائة على أساس ربع سنوي معدل موسمياً.

وقال تاكيشي مينامي، كبير خبراء الاقتصاد في معهد «نورينشوكين» للأبحاث إن البيانات، التي ستُستخدم لحساب أرقام الناتج المحلي الإجمالي المعدلة المقرر صدورها في التاسع من ديسمبر، تشير إلى أن «الاقتصاد يتحرك بما يتماشى مع توقعات بنك اليابان».

وقال مينامي، الذي يتوقع أن يقرر بنك اليابان زيادة أخرى في أسعار الفائدة هذا الشهر: «أعتقد أن توقيت الزيادة التالية في أسعار الفائدة يقترب».

وأنهى بنك اليابان أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار)، ورفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز)، على أساس الرأي القائل بأن اليابان تتقدم نحو تحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة بشكل دائم.

وتوقع أكثر من نصف خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة في اجتماعه يومي 18 و19 ديسمبر، وتوقع معظمهم رفعها إلى 0.5 في المائة.

وقال محافظ بنك اليابان كازو أويدا، لصحيفة «نيكي» في مقابلة الأسبوع الماضي، إن توقيت رفع أسعار الفائدة التالي «يقترب»؛ مما يترك فرصة رفع أسعار الفائدة في ديسمبر مفتوحة.

وأظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأولية الشهر الماضي أن اقتصاد اليابان توسع بنسبة سنوية بلغت 0.9 في المائة في الربع الثالث، مدفوعاً باستهلاك خاص أقوى من المتوقع.

وظل الإنفاق التجاري قوياً بشكل عام في السنوات الأخيرة، حيث تستثمر الشركات المزيد في الأتمتة وتكنولوجيا المعلومات للتعويض عن نقص العمالة المتزايد.

مع ذلك، كانت الأرباح المتكررة للشركات نقطة سلبية في بيانات يوم الاثنين، حيث انخفضت بنسبة 3.3 في المائة عن العام السابق، لتسجل أول انخفاض لها في سبعة أرباع. وارتفعت مبيعات الشركات بنسبة 2.6 في المائة.

وقادت شركات التصنيع، خصوصاً شركات صناعة السيارات وصناع مكونات السيارات، انخفاض الأرباح بسبب اشتداد المنافسة في الأسواق الخارجية؛ مما أثار المخاوف من أن الأرباح الأضعف قد تجعل الشركات في نهاية المطاف حذرة بشأن القيام باستثمارات جديدة.

وأظهر مسح للمصانع في القطاع الخاص أن نشاط المصانع في اليابان انكمش بأسرع وتيرة في ثمانية أشهر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث دفع الطلب الضعيف الشركات إلى تقليص الإنتاج.

وقال ماساتو كويكي، كبير الاقتصاديين في معهد «سومبو بلس»: «من المرجح أن يظل اتجاه الربح في قطاع التصنيع ضعيفاً وسط تباطؤ في الاقتصاد العالمي وضعف الطلب على أشباه الموصلات».

وقال خبراء اقتصاديون إن الضعف المطول في الاقتصاد الصيني والسياسات التجارية الحمائية المحتملة في الولايات المتحدة قد تدفع الشركات اليابانية أيضاً إلى تأجيل قرارات الاستثمار الرأسمالي.

وتعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للبلاد - كندا والمكسيك والصين؛ مما قد يؤثر على سلاسل التوريد العالمية في مجموعة واسعة من الصناعات.

وقال مينامي من «نورينشوكين»: «من المرجح أن تزداد حالة الانتظار والترقب بين الشركات اليابانية بشأن خططها الاستثمارية حتى تتضح الرؤية بشأن ما إذا كان ترمب سيطبق تعريفات جمركية أعلى أم لا؟».