دانت بعثة الأمم المتحدة في مالي «الهجوم الإرهابي الدنيء»، الذي استهدف قوات حفظ السلام صباح الجمعة، في شمال مالي، وأودى بحياة أربعة جنود تشاديين، لكنها أكدت أنه «لن يؤثر في تصميمها على مواصلة مهمتها». وقالت إن قوات حفظ السلام «صدت بشجاعة هجوماً معقداً نفذه إرهابيون مدججون بالسلاح»، مؤكدة أن المهاجمين تكبدوا خسائر فادحة وتركوا «كثيراً من قتلاهم» في الميدان. واستهدف الهجوم المسلح معسكر البعثة في أغيلهوك، حيث تتمركز وحدة للجنود التشاديين على بعد أقل من مائتي كيلومتر عن الحدود الجزائرية.
وبدوره، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان، إن غوتيريش «يدين بأشد العبارات» الهجوم. وأضاف أن غوتيريش «يقدم تعازيه الحارة لحكومة وشعب تشاد ويعرب عن تعاطفه العميق مع عائلات وأقارب الضحايا» في الهجوم الذي جرح فيه 19 جندياً آخرون، حسب بيان الأمم المتحدة. وبسقوط الجنود الأربعة، يرتفع إلى عشرة عدد القتلى في صفوف قوات حفظ السلام في مالي منذ بداية العام. وتحدث مصدر في المنظمة الدولية عن هجوم «عنيف جداً» شارك فيه نحو مائة مسلح على دراجات نارية وفي آليات. وأضاف أن «القتال استمر ثلاث ساعات» وتخلله «إطلاق قذائف هاون... ومحاولة تفجير انتحاري باستخدام سيارة تم إحباطها». وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية أن «عشرين مهاجماً قتلوا».
وذكر مصدر عسكري تشادي أن «موقعين لقواتنا تعرضا لهجوم. فقدنا أربعة أشخاص بينهم قائد وحدة في قواتنا، وأصيب 16 بجروح».
من جانبه، أعلن الجيش المالي في بيان أن جنديين ماليين قتلا وجرح «عشرات» آخرون في هجوم نفذه صباح الجمعة، أيضاً مسلحون على الأرجح في ديافارابي (وسط) على بعد 350 كيلومتراً شمال شرقي باماكو. وقال يوسف آيا وهو شاب من البلدة لوكالة الصحافة الفرنسية إنه شاهد «موكباً لمسلحين على دراجات نارية» متوجهاً إلى الموقع العسكري، ثم «سمع عيارات نارية». وتابع أن المهاجمين «احتلوا لبعض الوقت» الموقع قبل أن يرحلوا على طول نهر النيجر. وتتمركز بعثة الأمم المتحدة في مالي منذ 2013 وتضم 15 ألف رجل وامرأة، بينهم نحو 12 ألف عسكري. وهي البعثة التي تكبدت أكبر عدد من الخسائر في العالم وخسرت أكثر من 140 من عناصرها في أعمال عدائية، حسب أرقام المنظمة الدولية.
وتشهد مالي منذ 2012 صعوداً للمتطرفين في شمال البلاد أغرقها في أزمة أمنية امتدت إلى وسط البلاد، ثم إلى البلدين الجارين بوركينا فاسو والنيجر. وتسببت أعمال العنف بين مجموعات سكانية وغيرها في مقتل الآلاف ونزوح مئات الآلاف، على الرغم من تدخل قوات الأمم المتحدة وأخرى أرسلتها فرنسا ودول أفريقية.
مقتل 4 جنود في مالي من قوات حفظ السلام
مقتل 4 جنود في مالي من قوات حفظ السلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة