رسما عليها بالخطأ... زوجان يشوهان لوحة قيمتها 440 ألف دولار في سيول

اللوحة المتضررة للفنان جون وان تظهر في معرض بسيول (رويترز)
اللوحة المتضررة للفنان جون وان تظهر في معرض بسيول (رويترز)
TT

رسما عليها بالخطأ... زوجان يشوهان لوحة قيمتها 440 ألف دولار في سيول

اللوحة المتضررة للفنان جون وان تظهر في معرض بسيول (رويترز)
اللوحة المتضررة للفنان جون وان تظهر في معرض بسيول (رويترز)

تضررت لوحة لفنان غرافيتي أميركي عُرضت في كوريا الجنوبية، بعدما ظنّ زوجان في العشرينات من العمر أن مجموعات الطلاء والفرش الموضوعة أمام العمل الفني مخصصة لاستخدام المتفرجين، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».
ولاحظ الموظفون في المعرض آثار طلاء جديدة على اللوحة - لمسات صغيرة من اللون الأخضر الداكن في الوسط - يوم الأحد الماضي. وبعد فحص الكاميرا الأمنية، اقتيد المشتبه بهما للتحقيق.

وقالت الوكالة التي نظمت المعرض لـ«إيه بي سي نيوز» إنها تتفاوض حالياً مع الفنان لاتخاذ الخطوات المناسبة.
وأوضح كانغ ووك، الرئيس التنفيذي لشركة «كونتانتس كريتور أوف كالتشير»، والمنظم المشارك للمعرض: «اتصلنا بالشرطة على الفور وتحدثنا إلى شركة التأمين بشأن العمل الفني المتضرر».
وتابع: «لكن بصفتنا الوكالة المسؤولة، سنبذل قصارى جهدنا لتقليل الضرر الذي يلحق بالزوجين اللذين قاما عن غير قصد بتخريب العمل الفني» عبر الرسم عليه.
ووفقاً لكانغ، لم يتم وضع اللوحة ضمن إطار على الجدران نظراً لحجمها الكبير.
والفنان جون أندرو بيريلو، الذي يطلق عليه اسم «جون وان»، لا يخطط للرد على الحادث.
وتبلغ قيمة القطعة الفنية المتضررة من تصميم جون وان نحو 440 ألف دولار، وفقاً للوكالة. ستظل اللوحة التي تحمل اسم «بلا عنوان»، التي جذبت المزيد من الاهتمام في كوريا الجنوبية بعد أن تم الرسم عليها، معروضة على الجدران حتى 13 يونيو (حزيران) ، بمعرض «ستريت نويز» في سيول.
ويعود قرار عرض المعدات الخاصة بالرسم أمام عمل جون وان إلى عام 2016. أكمل الرسام العمل الفني المعني خلال معرض «ذا غريت غرافيني»، في مركز سيول للفنون في ذلك الوقت. عندما اكتملت القطعة، تم عرضها جنباً إلى جنب مع الأدوات التي استخدمها الفنان، بطريقة العرض الحالية.

وأوضح كانغ أن عرض الأدوات المستخدمة كانت جزءاً من محاولة المعرض للمساعدة في إبراز تاريخ عمل الفنان.
وبعد الحادثة الأخيرة، قدمت الوكالة المسؤولة عن المعرض إرشادات إضافية للمتفرجين وزادت من المراقبة حول العمل لمنع حدوث أي سوء فهم مرة أخرى.
وقال ها جاي - غوين، خبير الثقافة الشعبية الكورية: «نظراً لخصائص الفن المعاصر، سيكون هناك العديد من الأحداث المشابهة في المستقبل. يجب على منظمي المعارض توخي مزيد من العناية في حماية الأعمال الفنية، حيث قد يخطئ الجمهور في فهم فن مثل ذلك الخاص بجون وان».



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».