«أمن الرقائق» على موائد الرؤساء

مباحثات أميركية ـ يابانية ـ كورية... ونقص أشباه الموصلات يضغط على شركات صناعة السيارات

يولي البيت الأبيض اهتماماً كبيراً بأمن سلاسل إمدادات الرقائق الإلكترونية (رويترز)
يولي البيت الأبيض اهتماماً كبيراً بأمن سلاسل إمدادات الرقائق الإلكترونية (رويترز)
TT

«أمن الرقائق» على موائد الرؤساء

يولي البيت الأبيض اهتماماً كبيراً بأمن سلاسل إمدادات الرقائق الإلكترونية (رويترز)
يولي البيت الأبيض اهتماماً كبيراً بأمن سلاسل إمدادات الرقائق الإلكترونية (رويترز)

ذكرت صحيفة نيكي اليابانية، الجمعة، أن اليابان والولايات المتحدة ستتعاونان بشأن إمدادات مكونات مهمة للرقائق، وتهدفان إلى التوصل لاتفاق في هذا الشأن حين يجتمع زعيما البلدين في وقت لاحق من الشهر الجاري.
ومن المقرر أن يصبح رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، أول زعيم أجنبي يزور الولايات المتحدة منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني إن الاجتماع، الذي كان مقرراً في الأصل في التاسع من أبريل (نيسان) الجاري، أُرجئ إلى 16 أبريل.
تأتي الزيارة بينما يفرض نقص عالمي لأشباه الموصلات ضغوطاً على شركات صناعة السيارات والمصنعين في الولايات المتحدة، مما يجبرهم على خفض الإنتاج. واكتسب الأمر أهمية بالنسبة لصانعي السياسات الذين ينتابهم القلق بشأن المخاطر الاقتصادية والأمنية للنقص.
وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن مسؤولين من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان بحثوا المخاوف حيال النقص في اجتماع عُقد الجمعة. وقال المسؤول للصحافيين: «من العادل القول إن دولنا الثلاث تملك العديد من مفاتيح مستقبل تكنولوجيا تصنيع أشباه الموصلات، وسنسعى للتأكيد على أهمية إبقاء تلك السلاسل من الإمدادات الحساسة آمنة».
وقال مصدران حكوميان إنه من المتوقع أن يغادر سوغا اليابان في 15 أبريل، وأن يغادر واشنطن في 17 من الشهر نفسه. وقالت «نيكي» إن الاجتماع مع بايدن تأجل بسبب ظروف تتعلق بالجانب الأميركي.
وفي الولايات المتحدة، دعت مستشارة الأمن القومي الأميركي جاكي سوليفان، ومدير المجلس الاقتصادي الوطني الأميركي بريان ديسي، قادة صناعة الإلكترونيات وأشباه الموصلات في الولايات المتحدة إلى مناقشة قضية النقص الشديد في إمدادات الرقائق الإلكترونية في العديد من القطاعات الصناعية، خاصة صناعة السيارات والعمل على مواجهتها.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن مسؤول أميركي القول إن الرئيس جو بايدن يشعر بالقلق من هذا النقص، وإن الإدارة الأميركية تعمل مع الكونغرس والشركاء المحليين والحلفاء في الخارج لمواجهة المشكلة.
يذكر أن أزمة نقص إمدادات الرقائق الإلكترونية المستخدمة في تصنيع السيارات، قد أجبرت أغلب الشركات العالمية، بما فيها الشركات الأميركية على خفض إنتاجها خلال الأشهر الأخيرة.
وأعلنت شركة «فورد موتورز» ثاني أكبر منتج سيارات في الولايات المتحدة، قبل أيام، خفض إنتاجها من الشاحنة الخفيفة «إف 150»، وهي السيارة الأفضل مبيعاً في الولايات المتحدة، إلى جانب العديد من سياراتها، على خلفية نقص إمدادات الرقائق الإلكترونية المستخدمة في تصنيعها.
والشهر الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة «إنتل» إنه ليس من «المستساغ» أن يتم تصنيع الكثير من رقائق الحاسوب الإلكترونية في آسيا. ويتم تصنيع غالبية المعالجات حالياً في المنطقة، حيث تعد «تي إس إم سي» التايوانية و«سامسونغ الكورية» الجنوبية هما اللاعبان المهيمنان.
وتخطط «إنتل» ومقرها الولايات المتحدة، لإنشاء قسم جديد لتصنيع شرائح لشركات أخرى بناء على تصميماتها الخاصة. وحتى الآن، كان تركيزها على تصنيع رقائقها الخاصة في مصانعها في جميع أنحاء العالم.
كما قال توماس كولفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة «غلوبال فاوندريز»، إنها ستستثمر 1.4 مليار دولار هذا العام لزيادة الإنتاج في ثلاثة مصانع في الولايات المتحدة وسنغافورة وألمانيا، حيث أدى النقص العالمي في أشباه الموصلات إلى زيادة الطلب على الرقائق بحسب «رويترز». وأوضح أنه قبل الوباء، كان من المتوقع أن تنمو صناعة الرقائق بنسبة 5 في المائة على مدى خمس سنوات، والآن تسارعت لتنمو بمعدل ضعف هذا المعدل. وقال كولفيلد إن نحو ثلث الاستثمار سيأتي من عملاء يسعون إلى تأمين المعروض على مدى سنوات، وتوقع زيادة بنسبة 20 في المائة في الإنتاج العام المقبل، بعد زيادة متوقعة بنسبة 13 في المائة عام 2021.


مقالات ذات صلة

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

الاقتصاد متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد لاغارد تتحدث إلى الصحافيين عقب اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

لاغارد للقادة الأوروبيين: اشتروا المنتجات الأميركية لتجنب حرب تجارية مع ترمب

حثَّت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد القادة في أوروبا على التعاون مع ترمب بشأن التعريفات الجمركية وشراء المزيد من المنتجات المصنوعة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد شخص يتسوق لشراء الطعام في أحد المتاجر الكبرى استعداداً لعيد الشكر في شيكاغو (رويترز)

مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يرتفع مجدداً

تسارعت زيادات الأسعار للمستهلكين في الشهر الماضي، مما يشير إلى أن التراجع المستمر في التضخم على مدار العامين الماضيين قد بدأ يواجه تحديات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)

الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

نما الاقتصاد الأميركي بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام، وهو نفس التقدير الأولي الذي أعلنته الحكومة يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)

طلبات إعانات البطالة تتراجع في الولايات المتحدة

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي لكن العديد من العمال المسرحين ما زالوا يعانون من فترات طويلة من البطالة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب وبدعم من انخفاض عائدات السندات الأميركية.

وضخ المستثمرون مبلغاً ضخماً قدره 12.19 مليار دولار في صناديق الأسهم العالمية، بزيادة بنسبة 32 في المائة مقارنة بـ9.24 مليار دولار من عمليات الشراء الصافية في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». ويمثل هذا التدفق الأسبوعي التاسع على التوالي.

ويوم الجمعة، كانت الأسهم العالمية في طريقها لتحقيق أفضل شهر لها منذ مايو (أيار)، مدفوعة بالتفاؤل بشأن النمو القوي في الولايات المتحدة وازدهار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، على الرغم من المخاوف بشأن الاضطرابات السياسية والتباطؤ الاقتصادي في أوروبا.

وفي الأسبوع الماضي، أدى ترشيح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمحافظ المالي سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، إلى رفع توقعات السوق بمستويات ديون يمكن إدارتها في ولايته الثانية، وهو ما أدى إلى انخفاض عائدات السندات الأميركية.

واختار المستثمرون ضخ مبلغ ضخم قدره 12.78 مليار دولار في صناديق الأسهم الأميركية؛ مما أدى إلى تمديد صافي الشراء للأسبوع الرابع على التوالي، لكنهم سحبوا 1.17 مليار دولار و267 مليون دولار من صناديق الأسهم في آسيا وأوروبا على التوالي.

وشهد القطاع المالي طلباً قوياً؛ إذ استقطب مشتريات صافية بقيمة 2.65 مليار دولار، مسجلاً التدفقات الأسبوعية الخامسة على التوالي. كما اشترى المستثمرون صناديق السلع الاستهلاكية التقديرية والتكنولوجيا والصناعات بمبالغ كبيرة بلغت 1.01 مليار دولار و807 ملايين دولار و778 مليون دولار على التوالي.

وشهدت صناديق السندات العالمية تدفقات للأسبوع التاسع والأربعين على التوالي؛ إذ ضخ المستثمرون 8.82 مليار دولار في هذه الصناديق.

وحصلت صناديق السندات للشركات على تدفقات صافية بلغت 2.16 مليار دولار، وهي أكبر تدفقات أسبوعية في أربعة أسابيع. وشهدت صناديق السندات الحكومية وصناديق تجميع القروض عمليات شراء ملحوظة؛ إذ بلغ صافي التدفقات الداخلة 1.9 مليار دولار و1.34 مليار دولار على التوالي.

وفي الوقت نفسه، قام المستثمرون ببيع 12.87 مليار دولار من صناديق سوق النقد، وهو ما يمثل الأسبوع الثاني على التوالي من المبيعات الصافية. وسجلت صناديق الذهب والمعادن الثمينة تدفقات صافية بقيمة 538 مليون دولار، وهو ما يمثل التدفق الأسبوعي الرابع عشر في 16 أسبوعاً.

وأظهرت البيانات أن صناديق الأسهم خرجت من دائرة الاهتمام للأسبوع الخامس على التوالي مع صافي مبيعات بلغ نحو 4.3 مليار دولار. كما سحب المستثمرون 2.58 مليار دولار من صناديق السندات، مسجلين بذلك الأسبوع السادس على التوالي من المبيعات الصافية.