كائنات بحرية منقرضة قبل 450 مليون سنة تتنفس من الساق

أحفورة ثلاثية الفصوص محفوظة في معدن البيريت (موقع الفريق البحثي)
أحفورة ثلاثية الفصوص محفوظة في معدن البيريت (موقع الفريق البحثي)
TT

كائنات بحرية منقرضة قبل 450 مليون سنة تتنفس من الساق

أحفورة ثلاثية الفصوص محفوظة في معدن البيريت (موقع الفريق البحثي)
أحفورة ثلاثية الفصوص محفوظة في معدن البيريت (موقع الفريق البحثي)

توصلت دراسة جديدة إلى أول دليل على وجود أعضاء متطورة للتنفس في مخلوقات بحرية عمرها 450 مليون سنة. وعلى عكس ما كان يعتقد سابقا، وجد الفريق البحثي من جامعة كاليفورنيا الأميركية في الدراسة التي نشرت أول من أمس بدورية «ساينس أدفانسيس»، أن المفصليات ثلاثية الفصوص، كانت تتنفس من الساق، مع هياكل تشبه الخياشيم تتدلى من أفخاذها.
وكانت ثلاثية الفصوص عبارة عن مجموعة من الحيوانات البحرية برؤوس تشبه حدوة الحصان، ورغم أنها انقرضت الآن، إلا أنها عاشت لأكثر من 250 مليون سنة بعد الديناصورات. وبفضل التقنيات الجديدة ومجموعة من الأحافير النادرة للغاية لهذا الحيوان، تمكن العلماء من إظهار أن ثلاثية الفصوص تتنفس الأكسجين وشرحوا كيف فعلوا ذلك.
وكان البحث ممكنا بسبب العينات الأحفورية المحفوظة بشكل غير عادي، حيث تم اكتشاف أكثر من 22 ألف نوع من ثلاثية الفصوص، لكن الأجزاء الرخوة من الحيوانات لا تظهر إلا في حوالي عشرين نوعاً.
ويقول نايجل هيوز، أستاذ الجيولوجيا في جامعة كاليفورنيا، والمؤلف المشارك بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة «لقد تم حفظ الـ20 نوعا في البيريت، وهو معدن ينتمي إلى مجموعة معادن الكبريتيدات ويشتهر باسم الذهب الكاذب، ولكن ما وجدناه كان أكثر أهمية بالنسبة لنا من الذهب، لأنها مفتاح لفهم هذه الهياكل القديمة».
وتقول عالمة الحفريات ميلاني هوبكنز، وعضو فريق البحث في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي: «لقد سمح لنا ذلك برؤية الحفرية دون الحاجة إلى القيام بالكثير من الحفر والطحن في الصخور التي تغطي العينة».
وتضيف: «بهذه الطريقة تمكنا من الحصول على منظر يصعب رؤيته تحت المجهر، حيث وجدنا هياكل دقيقة تشبه الخياشيم، وبدأنا نتصور كيف يمكن للدم أن يرشح من خلال خيوط دقيقة في هذه الهياكل، ويلتقط الأكسجين على طول طريقه أثناء تحركه، لتقوم هذه الهياكل بوظيفة تشبه الخياشيم في المفصليات البحرية الحديثة مثل سرطان البحر والكركدن».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق 77 مشروعاً بحثياً تنتشر في مختلف المناطق السعودية (هيئة التراث)

دلائل أثرية لاستيطان العصور الحجرية في مدينة الرياض ومحيطها الجغرافي

بدأت نتائج المسح الأثري في مدينة الرياض ومحيطها الجغرافي تظهر مبكراً مع إطلاق هيئة التراث بالسعودية أعمال المسح الميداني ضمن مشروع اليمامة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق فُسِّر اللغز لفكّ غموضه (مواقع التواصل)

هيكل عظمي لـ5 أشخاص تفصل بينهم آلاف السنوات

حلَّ علماء آثار لغز هيكل عظمي غريب من بلجيكا يتكوّن من عظام 5 أشخاص عاشوا قبل 2500 عام متفرِّقين... فكيف التقت هذه المجموعة المختلطة من العظام في هيكل واحد؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تستهدف الندوة توسيع الفهم لأثر التنقل والترحال في تشكيل المجتمعات البشرية (هيئة العلا)

«ندوة العلا العالمية للآثار» تستكشف دور التنقل في تشكيل تاريخ البشرية

تهدف ندوة العلا العالمية إلى استكشاف الدور العميق للتنقل في تشكيل تاريخ البشرية، وتأمل السرديات حول القصص المتعددة عن أثر التنقل والترحال في حياة المجتمعات.

عمر البدوي (العلا)
ثقافة وفنون الحقد الاسرائيلي على صور لم ينحصر بحدود حاضرها الراهن (أ.ف.ب)

صُور مدينة الأرجوان والأساطير والمرايا العصية على الانكسار

لأسابيع خلت ظلت مدينة صور أقرب مدن الجنوب اللبناني إلى فلسطين، تعج بعشرات الآلاف من أبنائها المقيمين،

شوقي بزيع

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».