اختبار سريع ورخيص لـ«كورونا» عبر «وخز الأصابع»

يكشف عن وجود أجسام مضادة للفيروس

اختبار سريع ورخيص لـ«كورونا» عبر «وخز الأصابع»
TT

اختبار سريع ورخيص لـ«كورونا» عبر «وخز الأصابع»

اختبار سريع ورخيص لـ«كورونا» عبر «وخز الأصابع»

طوّر فريق بحث دولي بقيادة علماء من جامعة أكسفورد البريطانية، اختباراً محمولاً للأجسام المضادة التي تقاوم فيروس «كورونا» المستجد الذي يسبب مرض «كوفيد - 19»، وتم نشر تفاصيله قبل يومين في دورية «نيتشر كومينيكيشن».
ويمكن تكييف الاختبار، الذي يكشف عن وجود أجسام مضادة لمكافحة عدوى فيروس «كورونا»، للعمل على الدم من وخز الإصبع، مما يجعله سريعاً وسهل الاستخدام.
وقام فريق البحث، الذي يضم علماء من تايوان والهند وتايلاند وفرنسا، بتجربة الاختبار على مرضى «كوفيد - 19»، لكنهم يأملون الآن بتكييفه لتحديد أولئك الذين نجحوا في إنتاج الأجسام المضادة بعد تناول اللقاح، مقابل أولئك الذين يحتاجون إلى جرعة معززة. ويأمل العلماء أيضاً أن يساعد الاستخدام الواسع النطاق لاختباراتهم، الباحثين وصانعي السياسات على تتبع مستويات المناعة الوقائية في المجتمع.
والأجسام المضادة عبارة عن بروتينات كبيرة تساعد جهاز المناعة في الجسم على محاربة الكائنات الحية المسببة للأمراض، مثل فيروس «كورونا» الجديد الذي يسبب «كوفيد - 19»، ويمكن لكل من العدوى بالفيروس واللقاحات أن تولّد أجساماً مضادة.
وهناك بالفعل عدد من الاختبارات التجارية التي يمكنها اكتشاف ما إذا كان لدى شخص ما أجسام مضادة لفيروس «كورونا» الجديد، لكنّ هذه الاختبارات باهظة الثمن وعادةً ما تحتاج إلى مختبر مركزي لتحليلها، هذه مشكلة خاصة في البلدان منخفضة الدخل.
ويقول آلان تاونسند، من وحدة المناعة البشرية في جامعة أكسفورد ورئيس الفريق البحثي في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «اختبارنا رخيص جداً في الإنتاج، لذلك نحن نستخدم التمويل الحالي من التبرعات الخيرية لتقديم 10 ملايين اختبار للأغراض البحثية للبلدان التي لا تستطيع تنفيذ اختبارات الكشف عن الفيروس».
ويَعتمد الاختبار الجديد على ربط جزء من البروتين الشائك الفيروسي (بروتين سبايك) بسطح خلايا الدم الحمراء، وعند وجود الأجسام المضادة للفيروس، فإنها تكوّن كتلة من خلايا الدم الحمراء، وهذه الكتلة تكون كبيرة بما يكفي لتراها بالعين.
ولا يتطلب الاختبار أيضاً أي معدات خاصة ولا يستغرق وقتاً طويلاً لإظهار النتائج، وهو دقيق، إذ «إنه يحدد بشكل صحيح الأجسام المضادة لبروتينات فيروس (كورونا) بنسبة 90% من الوقت، بمعدل إيجابي كاذب أقل من 1%».
ويقول تاونسند: «كل ما نحتاج إليه هو خلط كاشف منخفض التكلفة مع عينة دم صغيرة، وتكتل الخلايا الحمراء بعد ساعة واحدة يوضح ما إذا كانت عينة الدم تحتوي على أجسام مضادة لفيروس (كورونا) الجديد أم لا».
ويوضح تاونسند أنهم يقومون الآن بالفعل بمنح كاشف الاختبار الخاص بهم للباحثين الذين يحتاجون إليه في أي مكان في العالم، مجاناً، وتم تقديمه حتى الآن للباحثين في 21 دولة مختلفة.
وطوّر الفريق أيضاً نسخاً جديدة من الكاشف يمكنها اختبار الأجسام المضادة للفيروسات المتغيرة الجديدة من خلال تبرع سخي مؤخراً من متبرع محلي.
ولسهولة الاستخدام بحيث يمكن إجراء الاختبارات في أماكن مختلفة، حتى في المنزل، قام الباحثون بتكييف اختبارهم للعمل باستخدام عينة دم من وخز الإصبع، ويخططون الآن لاستخدام هذا الاختبار البسيط للغاية في التجارب المستقبلية لمعرفة ما إذا كان بإمكانه تحديد الأشخاص المحميين ضد «كوفيد - 19» من أولئك الذين قد يحتاجون إلى لقاح معزز.
تقول أليسون سيمونز، مدير وحدة المناعة البشرية في جامعة أكسفورد: «هذه الدراسة والتطورات البحثية التي قام بها الفريق هي رصيد قيّم للغاية لمجموعة أدواتنا في معركتنا ضد فيروس (كورونا) الجديد، فمع طرق أفضل لاختبار مستويات الأجسام المضادة وفهم الدفاعات المناعية للأفراد وعبر السكان، نتخذ خطوات متزايدة نحو القدرة على حماية المزيد من الناس على مستوى العالم والسيطرة على انتشار الفيروس».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».