لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال

الاكتشافات العلمية الكبيرة تستلزم عقولاً كبرى

لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال
TT

لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال

لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال

س- ما هي لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال؟ وهل من شأنها منع الأمراض الأخرى فضلاً عن العدوى؟
ج- تعد اللقاحات الأولى المعتمدة في الولايات المتحدة الأميركية للوقاية من فيروس «كورونا» المستجد هي النوع الجديد المعروف باسم: لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA vaccines).
• لقاحات متنوعة. إن الطريقة التي يعمل بها أي نوع من اللقاحات تتعلق بتدريب الجهاز المناعي للإنسان على التعرف على الفيروس المستهدف ومهاجمته عندما يدخل إلى الجسم. ويقوم اللقاح بهذه الوظيفة عن طريق «إظهار» للجهاز المناعي إما أن الفيروس الدخيل غير مؤذٍ (ميت أو ضعيف) أو هو عبارة عن جزئية حيوية وحاسمة من الغلاف البروتيني الخاص بالفيروس. وفي حالة فيروس «كورونا» المستجد، فإن غلافه البروتيني الخاص يُعرف باسم «سبايك بروتين» (بروتين الأشواك أو التاج spike protein).
وفي المعتاد، يجري في اللقاحات التقليدية إدخال الفيروس غير المؤذي، أو الجزئية الحيوية من الغلاف البروتيني، إلى الجسم عن طريق الحقن. غير أن إنتاج كميات كبيرة من الفيروسات الميتة أو الضعيفة، أو إنتاج كميات مماثلة من الغلاف البروتيني الحيوي، يستلزم توفير كثير من الوقت والمجهود. وقبل ثلاثة عقود من الآن، تصور كثير من العلماء وسيلة أيسر وأسرع في ذلك، وكانت هي لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال.
• لقاح المرسال. فكرة لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال بسيطة للغاية. إذ إن الحمض النووي الريبوزي المرسال للفيروس يعمل على توجيه إنتاج غلاف الفيروس البروتيني الحيوي. ويستطيع العلماء بكل سهولة تصنيع الحمض النووي الريبوزي المرسال الذي ينتج بدوره الغلاف البروتيني الحيوي «سبايك بروتين». ما الذي يحدث عن حقن الحمض النووي الريبوزي المرسال لـ«سبايك بروتين» في جسد شخص ما، ثم تحرك الحمض النووي الريبوزي المرسال عبر مجرى الدم، ثم التهمته خلايا الجهاز المناعي، ثم شرعت تلك الخلايا في إنتاج «سبايك بروتين»، هل من شأن ذلك تدريب أو تثقيف الجهاز المناعي للبدء في الهجوم على الفيروس؟
إنها فكرة بسيطة للغاية من الناحية النظرية. غير أن العلماء واجهوا عائقاً تلو الآخر عند التطبيق، والتي يظهر أحدها على الفور بعد الانتهاء من الآخر. ومرت السنون الكثيرة من دون أي ضمانات بنجاح هذا التوجه، الذي أفاد كثير من الخبراء بأنه لن ينجح أبداً. وأيضاً بسبب الأموال الكثيرة المطلوبة لتمويل التجارب، أصبح من الصعوبة بمكان الوصول إلى أي نتيجة نهائية.
لكن، مع ظهور فيروس «كورونا» المستجد، واشتداد حاجة العالم المعاصر إلى الحصول على إجابات ناجعة وسريعة، سرعان ما ابتكر العلماء لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال، ولقد نجح هذه المرة. ولعلكم ترغبون في معرفة قصة النجاح بزيارة مدونة هارفارد الصحية على الرابط التالي: (www.health.harvard.edu-mrna).
• لقاح ضد السرطان. وربما يسأل البعض عن مدى نجاح لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال في منع أو علاج الأمراض الأخرى فضلاً عن العدوى.
تخلق الخلايا السرطانية جزيئات فريدة للغاية من البروتين والتي لا يوجد مثيل لها في الخلايا السليمة. وهذه هي تلك الجزيئات البروتينية التي يمكن استهدافها بواسطة لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال. وفي الآونة الأخيرة، أفاد عدد من العلماء بأول نجاح مُشجع في علاج سرطان الجلد بمثل هذا اللقاح.
• عبقرية العلماء. نذكر اثنين من العلماء البارزين في هذه الرواية، وهما مهاجران من تركيا إلى ألمانيا، ووقعا معاً في عشق لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال، كما أحبا كل منهما الآخر. وفقاً لما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، في يوم من أيام عام 2002، خرج العالمان المذكوران إلى استراحة تناول الغداء، ثم تزوجا، ثم عادا بعد الظهيرة إلى المختبر لإنهاء العمل على التجارب.
الاكتشافات العلمية الكبيرة تستلزم عقولاً كبيرة، مع شجاعة فائقة للإيمان بالقناعات الشخصية، فضلاً عن الشغف العاطفي بالتجربة كلها. ومما يُضاف إلى ذلك، الاستعداد من بقية أطراف المجتمع للاستثمار في الأشخاص الأذكياء، وأصحاب الشجاعة والحماسة الذين قد ينجحون في تغيير العالم.
* رئيس تحرير رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

اختبار وراثي يتنبأ بإصابة المواليد بأمراض خطيرة

صحتك يحدث تسمم الدم لدى الأطفال حديثي الولادة بسبب عدوى شديدة (جامعة كولومبيا البريطانية)

اختبار وراثي يتنبأ بإصابة المواليد بأمراض خطيرة

طوّر فريق من الباحثين أداة للتنبؤ بخطر «تسمم الدم» لدى الأطفال حديثي الولادة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك مؤتمر الطب التجميلي الثالث بمشاركة 2000 طبيب وجراح محلي وعالمي (الشرق الأوسط)

الرياض تستضيف مؤتمراً لطب التجميل بمشاركة محلية وعالمية

تستضيف العاصمة السعودية الرياض، مؤتمر الأكاديمية العلمية للطب التجميلي في نسخته الثالثة، بمشاركة متحدثين عالميين ومحليين متخصصين في مجال التجميل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الاختبار يعتمد على أسئلة سلوكية لقياس ميل المرشحين للنرجسية بطريقة غير مباشرة (جامعة ولاية سان فرنسيسكو)

اختبار جديد في مقابلات العمل يكشف «النرجسيين»

طوّر علماء النفس في جامعة ولاية سان فرنسيسكو الأميركية، اختباراً جديداً لكشف «النرجسية» بين المرشحين للوظائف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق قضية أنتوني توماس هوفر قيد التحقيق من قبل السلطات الخاصة في أميركا (رويترز)

«توفي دماغياً»... استيقاظ أميركي أثناء عملية استئصال أعضائه للتبرع بها

استيقظ رجل أُصيب بسكتة قلبية، وأُعلن عن وفاته دماغياً، بينما كان الجراحون في ولاية كنتاكي الأميركية، مسقط رأسه، في خضم استئصال أعضائه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق العالم الأميركي غاري رافكن (أ.ب)

«نوبل الطب» لأميركيين اكتشفا طريقة تنظيم نشاط الجينات

أعلنت جمعية نوبل عن فوز العالمين الأميركيين فيكتور أمبروس وغاري رافكن بجائزة نوبل للفسيولوجيا والطب لعام 2024.

أحمد حسن بلح (القاهرة)

رانيا محمود ياسين: «قشر البندق» كان نقطة انطلاق السينما الشبابية في مصر

رانيا محمود ياسين ووالدها في لقطة من فيلم «قشر البندق» (حساب المخرج خيري بشارة بـ«فيسبوك»)
رانيا محمود ياسين ووالدها في لقطة من فيلم «قشر البندق» (حساب المخرج خيري بشارة بـ«فيسبوك»)
TT

رانيا محمود ياسين: «قشر البندق» كان نقطة انطلاق السينما الشبابية في مصر

رانيا محمود ياسين ووالدها في لقطة من فيلم «قشر البندق» (حساب المخرج خيري بشارة بـ«فيسبوك»)
رانيا محمود ياسين ووالدها في لقطة من فيلم «قشر البندق» (حساب المخرج خيري بشارة بـ«فيسبوك»)

رغم مرور نحو 30 عاماً على إنتاج فيلم «قشر البندق»، فإن إحدى بطلاته رانيا محمود ياسين، تعرب عن اعتزازها الشديد به، عادّةً إياه «نقطة انطلاق السينما الشبابية في مصر بتسعينات القرن الماضي، وليس فيلم (إسماعيلية رايح جاي)».

وذكرت رانيا في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن فيلم «قشر البندق» تم بيعه بشكل نهائي من الورثة لشركة «كنوز السينما» للناقد سامح فتحي، الذي أقدم على ترميمه والحفاظ عليه بوصفه من تراث السينما المصرية.

وترى رانيا أن عرض النسخة المرممة من فيلم «قشر البندق» في مهرجان «الجونة السينمائي» يرجع لقيمته الفنية، وبوصفه حجر الأساس لانطلاق «سينما الشباب»، مشيرة إلى أنه غيَّر وجهة صناعة السينما بعد تقديمه نجوماً عدة للسينما على غرار ماجد المصري، وعلاء ولي الدين، ومحمد هنيدي، كما شهد الظهور الأول لحميد الشاعري بالسينما.

حسين فهمي ورانيا محمود ياسين في لقطة من فيلم «قشر البندق» (حساب المخرج خيري بشارة بـ«فيسبوك»)

ونفت رانيا محمود ياسين أن يكون والدها أقدم على إنتاج الفيلم من أجل ظهورها الأول بالسينما، مؤكدة أن «الفيلم لم يقدمها بشكل كبير بل كان والدها حريصاً على تقديمها دون صخب، وقام بتوزيع الأدوار بحيادية شديدة»، وفق تعبيرها.

ووفق رانيا فإن والدها الفنان الراحل محمود ياسين رفض دخولها التمثيل في بادئ الأمر بسبب التحاقها بالجامعة، لكن والدتها الفنانة المصرية شهيرة هي مَن أقنعته بمشاركتها، خصوصاً أن والدها كان متحمساً لإنتاج الفيلم من أجل إبراز موهبة عدد من الفنانين الشباب في ذلك الوقت.

وشددت رانيا على أن الفيلم لم يُظلم وقت عرضه، وحقق إيرادات كبيرة، حتى أن والدها اعترف لها بأن «قشر البندق» هو الفيلم الأكثر ربحاً ضمن أفلامه التي أنتجها، ودائماً ما كان يردد أنها «وش الخير عليه».

الفنانة رانيا محمود ياسين (حسابها على «فيسبوك»)

وفي حين يعد دعم الفنانين لأبنائهم في مجال التمثيل أمراً معتاداً وطبيعياً في الأوساط الفنية، فإن رانيا تعد نفسها أقل «فنانة عملت مع والدها» مقارنة بآخرين، كما أكدت أن تركيبته المثالية لم تكن في صالح أسرته، «لأنه كان يرفض ترشيحنا لأي عمل فني»، وهو ما يفعله زوجها الفنان محمد رياض أيضاً.

وقالت رانيا إن سبب تأخرها في مشوارها الفني يعود لكونها تتمتع بسمات الأم القديمة التي لا تحبّذ ترك أبنائها والذهاب للعمل، كما أوضحت أنها ليست نادمة على تضحياتها، لكنها تشعر بالحزن الشديد خصوصاً أن طموحها لتقديم أدوار منوعة تلاشى.

وذكرت رانيا أيضاً أن عملها في برامج «التوك شو» السياسية ظلمها وأبعدها عن التمثيل، لاعتقاد المنتجين أنها توجهت للعمل الإعلامي وتركت الفن، كما ترفض رانيا فكرة الاعتزال لعشقها للتحديات والقدرة على تقديم أدوار تمثيلية مختلفة.

رانيا محمود ياسين ووالدتها الفنانة شهيرة (حسابها على «فيسبوك»)

وأوضحت رانيا أن جلوسها على «كرسي المذيع»، جلب لها مشكلات جعلتها تبتعد عن هذا المجال رغم نجاحها، وطلب قنوات التعاقد معها لأكثر من موسم، بسبب جرأتها وفتحها لملفات شائكة، الأمر الذي عرَّضها لتهديدات ورسائل تحذيرية للتوقف عن العمل الإعلامي، وفق قولها.

وتشعر رانيا بـتعرضها لـ«الظلم» في مراحل كثيرة من حياتها بداية من ارتداء والدتها الحجاب واعتقاد الناس أنها سارت على المنوال نفسه، وكذلك الشائعات التي قالت إن زوجها يرفض استمرارها بالفن، ورفض والدها عملها خارج إطار شركته الإنتاجية.

ولا تتحمس الفنانة المصرية لتقديم سيرة والدها درامياً، لعدم قدرة أي فنان حالي على تجسيد شخصية محمود ياسين ومجاراة حضوره وصوته، وفق قولها. لكنها لا تمانع تقديم أعمال وثائقية عنه.

وتكشف أنها تفضل مشاهدة والدها في أدوار الشر؛ لأنه في الواقع ليس كذلك، فهو رغم إتقانه الشديد لهذه الأدوار فإنه كان يكرهها.