{عناق أبدي} بين مصاصي الدماء قبل 180 مليون عام

رسم توضيحي لافتراس مصاصة دماء كبيرة لأخرى صغيرة
رسم توضيحي لافتراس مصاصة دماء كبيرة لأخرى صغيرة
TT

{عناق أبدي} بين مصاصي الدماء قبل 180 مليون عام

رسم توضيحي لافتراس مصاصة دماء كبيرة لأخرى صغيرة
رسم توضيحي لافتراس مصاصة دماء كبيرة لأخرى صغيرة

وثقت دراسة جديدة حدثا وقع قبل 180 مليون عام تحت المياه، عندما استولى مفترسا بثمانية أذرع على وحش آخر به ثمانية أذرع أيضا، وبدأ في قضمه، حتى حدثت الكارثة وتوفي كلاهما من الاختناق.
وكتب الباحثون في الدراسة التي نُشرت في العدد الأخير من المجلة السويسرية لعلم الحفريات، أنّ لوح الصخر الزيتي الذي يحمل بقايا أحفورية لهذا الثنائي يحافظ على بصمات أنسجتهما الرخوة بتفاصيل {استثنائية}، وقالوا إنّ تحليل هذا اللوح يكشف أنّ لحظاتهم الأخيرة انتهت معًا بـ {عناق أبدي}.
ويقول المؤلف الأول للدراسة كريستيان كلوج، أمين متحف الأحافير في جامعة زيورخ والباحث الرئيس بالدراسة في تقرير نشره أمس الأول موقع {لايف ساينس}: {على ما يبدو أنّ المفترس كان سعيداً جداً بصيده لدرجة أنّه لم يدرك أنّه كان يغرق، وربما انتهى به الأمر في طبقات المياه التي تفتقر إلى الأكسجين، واختنق، ومات وغرز في الوحل الناعم}.
وعثر ديتر ويبر، وهو جامع أحافير من الهواة، على اللوح الذي يحمل البصمات في مقلع مهجور مقابل نادي غولف في أومدن، وهي بلدية في جنوب ألمانيا، ووجد أنّ الكائنات المتحجرة على اللوح كانت تظهر أذرع المفترس محاطة بالفريسة الأصغر، وبعد تحضير الحفرية، باعها لأحد الباحثين، الذي تبرع بها بدوره لمتحف الدولة للتاريخ الطبيعي في شتوتغارت.
ويقول كلوج: {عندما كانت هذه المخلوقات على قيد الحياة خلال الفترة المبكرة من العصر الجوراسي، كانت المنطقة عبارة عن حوض بحري امتد عبر معظم أنحاء أوروبا الوسطى، والمياه السفلية كانت غالبًا فقيرة في الأكسجين}.
ويوضح أنّ كلا المخلوقات القديمة هي أعضاء في (اوكتوبراشيا)، وهي مجموعة من ثمانية أذرع تشمل الأخطبوط، الأرجونوت (الأخطبوط المقشور في أعماق البحار المعروف أيضا باسم نوتيلوس الورقي) والحبار مصاص الدماء، وهو النوع الذي تنتمي له الحفريات التي عثر عليها، وهي من الأقارب القدامى للحبار مصاص الدماء الحديث}. ويضيف أنّ {الحفريات القديمة تمتلك ثمانية أذرع، بالإضافة إلى زوج من الخيوط، التي تبدو وكأنها تشبه (السباغيتي) السميكة التي تُطهى لفترة طويلة جداً، وتستخدم هذه الخيوط في الواقع للقبض على الفريسة}.


مقالات ذات صلة

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

يوميات الشرق طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

كشف بحث جديد أنه يمكن لفيروس إنفلونزا الطيور أن يصيب الخيول دون أن يسبب أي أعراض، مما يثير المخاوف من أن الفيروس قد ينتشر دون أن يتم اكتشافه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

«الشرق الأوسط» (غوتنبرغ)
يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.