نزيف متواصل لليرة التركية بعد فشل امتصاص صدمة عزل رئيس «المركزي»

المحافظ الجديد لم يحسم قرار الفائدة

واصلت الليرة التركية تراجعها الحاد مع بدء تعاملات الأسبوع وهبطت بنحو 2 في المائة أمام الدولار (رويترز)
واصلت الليرة التركية تراجعها الحاد مع بدء تعاملات الأسبوع وهبطت بنحو 2 في المائة أمام الدولار (رويترز)
TT

نزيف متواصل لليرة التركية بعد فشل امتصاص صدمة عزل رئيس «المركزي»

واصلت الليرة التركية تراجعها الحاد مع بدء تعاملات الأسبوع وهبطت بنحو 2 في المائة أمام الدولار (رويترز)
واصلت الليرة التركية تراجعها الحاد مع بدء تعاملات الأسبوع وهبطت بنحو 2 في المائة أمام الدولار (رويترز)

واصلت الليرة التركية تراجعها الحاد مع بدء تعاملات الأسبوع أمس (الاثنين)، وهبطت بنحو 2 في المائة أمام الدولار، لتقدم أسوأ أداء لها منذ قرار الرئيس رجب طيب إردوغان عزل رئيس البنك المركزي السابق ناجي أغبال من منصبه بشكل مفاجئ السبت قبل الماضي، بعد أقل من 5 أشهر من تعيينه.
وهبط سعر العملة التركية إلى 8.17 ليرة مقابل الدولار بحلول الساعة 08:18 بتوقيت غرينيتش، انخفاضاً من 8.0775 عند الإغلاق يوم الجمعة. قبل أن يزداد الوضع سوءاً في التعاملات المسائية وتهبط إلى مستوى 8.20 ليرة للدولار.
وتراجع سعر الليرة التركية الأسبوع الماضي، بنحو 15 في المائة مقابل الدولار، ووصل إلى 8.47 ليرة للدولار في أسواق آسيا، بالمقارنة مع 7.22 ليرة للدولار في أواخر الأسبوع الماضي، غير أنه عاد وارتفع قليلاً فيما بعد، مسجلاً 7.97 ليرة، تفاعلاً مع قرار إردوغان إقالة رئيس البنك المركزي السابق ناجي أغبال من منصبه، وتعيين شهاب كاوجي أوغلو بدلاً منه، بعد أقل من يومين من قراره رفع سعر الفائدة من 17 إلى 19 في المائة للحد من انزلاق الليرة إلى مستويات قياسية.
وتسببت إقالة أغبال وتدني قيمة الليرة، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من عواقب تفشي وباء كورونا، في استياء كثير من الأتراك، إلى جانب قلق المستثمرين الأجانب من التدخل الدائم في قرارات البنك المركزي وفقد استقلاليته. وقالت المعارضة التركية إن السبب الحقيقي للإقالة هو مطالبة أغبال للحكومة بتقديم تفسير لفقد 128 مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي في ظل تولي صهر إردوغان برات البيراق وزارة الخزانة والمالية قبل استقالته في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
كان إردوغان برر إنفاق هذا المبلغ بمواجهة تداعيات وباء كورونا على اقتصاد البلاد، بينما تقول المعارضة إن المبلغ تم ضخه في محاولة لوقف انهيار الليرة.
ونجح أغبال، خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها رئاسة البنك المركزي، عبر تشديد السياسة النقدية ورفع سعر الفائدة تدريجياً من 8.25 في المائة إلى 19 في المائة في خفض سعر الليرة إلى مستوى 6.88 ليرة للدولار، في مسعى لخفض معدل الفائدة الذي ارتفع في فبراير (شباط) الماضي إلى 15.61 في المائة.
وفي السياق ذاته، جدد شهاب كاوجي أوغلو رئيس البنك المركزي الجديد تأكيده أنه لا يجب توقع تراجع مفاجئ عن السياسة النقدية المتشددة، وأنه لا يجب أن تتعامل أسواق المال مع قرار خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية المقبل في أبريل (نيسان)، باعتباره أمراً مفروغاً منه.
وقال كاوجي أوغلو، لوكالة «بلومبرغ» الأميركية: «لا أوافق على أي حكم مسبق بأن قرارات لجنة السياسة النقدية في أبريل المقبل ولا في الأشهر التالية، ستتضمن خفضاً فورياً للفائدة».
وعين إردوغان كاوجي أوغلو، الذي كان نائباً عن حزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان من قبل، رئيساً للبنك المركزي بعد مقالات انتقد فيها قرارات سلفه أغبال برفع سعر الفائدة، وهو ما تلاقى مع موقف إردوغان، الذي صنف نفسه «عدواً» للفائدة، معتبراً أنها سبب كل الشرور، وهو نهج مخالف للنظريات الاقتصادية التقليدية التي ترى أن رفع الفائدة هو وسيلة تخفيض التضخم.
وأضاف كاوجي أوغلو: «سنواصل في الفترة الجديدة اتخاذ قراراتنا بشأن السياسة النقدية للبنك المركزي بهدف ضمان تراجع دائم للتضخم. ومن هذا المنظور سنراقب أيضاً تأثيرات خطوات السياسة النقدية التي تم اتخاذها حتى الآن».
وقال يرلان سيزديكوف، المدير العالمي للأسواق الناشئة لدى «أموندي»: «ننتظر توجهات البنك المركزي لكي نجري إعادة تقييم كاملة لتوقعاتنا الرسمية بشأن أسعار الفائدة، لكننا نتوقع أن نرى خفضاً لأسعار الفائدة كخطوة أولى من جانب محافظ البنك المركزي الجديد للإشارة إلى المضي قدماً في سياسة نقدية أكثر تيسيراً».



غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
TT

غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)

سيذهب الغانيون إلى صناديق الاقتراع في السابع من ديسمبر (كانون الأول) لاختيار رئيس جديد وبرلمان، في انتخابات تراقبها الأوساط الاستثمارية من كثب لتحديد كيفية توجيه الفائز للاقتصاد الذي يخرج من مرحلة تعثر في سداد الديون.

المتنافسون الرئيسيون لاستبدال الرئيس نانا أكوفو - أدو، البالغ من العمر 80 عاماً، الذي يتنحى بعد ولايتين على رأس دولة تنتج الذهب والكاكاو، هما الرئيس السابق جون دراماني ماهاما ونائب الرئيس الحالي محامودو باوميا. كما أن هناك 11 مرشحاً آخرين يتنافسون على المنصب، وفق «رويترز».

ما الذي يركز عليه المستثمرون؟

وصلت غانا إلى نهاية عملية إعادة هيكلة الديون الطويلة والمعقدة؛ حيث أعادت الحكومة هيكلة 13 مليار دولار من السندات الدولية بوصف ذلك جزءاً من خطة أوسع لخفض الديون بنحو 4.7 مليار دولار وتوفير نحو 4.4 مليار دولار من تخفيف السيولة خلال برنامج صندوق النقد الدولي الحالي الذي يستمر حتى عام 2026.

ومع بقاء الخطوة الأخيرة المتمثلة في التوصل إلى اتفاق مع الدائنين التجاريين غير الأوروبيين، فإن المستثمرين يقومون بالفعل بتقييم فترة ما بعد الانتخابات لمعرفة ما إذا كان الفائز سوف يستمر في الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لضمان استدامة الديون. وتعهد ماهاما (65 عاماً)، الذي يتصدر العديد من استطلاعات الرأي، بمحاولة إعادة التفاوض على شروط اتفاق صندوق النقد الدولي لتأمين المزيد من التمويل. ووعد أيضاً بتعديل القانون لوضع سقف للدين العام يتراوح بين 60 و70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لمنع الاقتراض المفرط.

ومع ذلك، فإن فترة رئاسته السابقة (2012 - 2017) شهدت زيادة ملحوظة في الاقتراض للاستثمار في مشاريع البنية التحتية مثل الطرق، ما أوقعه في انتقادات بسبب نقص الكهرباء وارتفاع التضخم.

من جانبه، يتبنى بوميا (61 عاماً) شعاراً يتمثل في تحديث الاقتصاد من خلال الرقمنة، وخفض الضرائب، وتعزيز الانضباط المالي بهدف رفع النمو السنوي إلى متوسط ​​6 في المائة. وتعهد أيضاً بتحديد الإنفاق العام بنسبة 105 في المائة من عائدات الضرائب في العام السابق، وتقديم خطة ضريبية ثابتة، ونقل 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي من الإنفاق العام إلى القطاع الخاص لتوفير البنية الأساسية العامة.

هل يمكن للفائز إعادة التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي؟

من الشائع أن يلجأ القادة الجدد إلى صندوق النقد الدولي لمراجعة البرامج القائمة، كما حدث مؤخراً في سريلانكا. ويقول صندوق النقد الدولي، الذي يعد مقرض الملاذ الأخير لغانا في إعادة هيكلة ديونها بموجب الإطار المشترك لمجموعة العشرين، إن تركيزه الأساسي هو دعم الحكومة في استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي مع تمكين استدامة الدين والنمو الشامل. وقد وافق الصندوق حتى الآن على الأداء الاقتصادي لغانا في إطار برنامج قروضه الحالي البالغة قيمته 3 مليارات دولار.

ويؤكد الصندوق أنه يمكن تعديل برنامج غانا الحالي؛ حيث يتم تطوير برامج الإصلاح المدعومة من الصندوق بالتعاون مع الحكومات وتتم مراجعتها بشكل دوري. ومع ذلك، يجب أن تؤخذ أي مناقشات في الاعتبار مع ضرورة الحفاظ على قدرة البلاد على تحقيق الأهداف الاقتصادية المنشودة.

ما القضايا الاقتصادية الأخرى التي تؤثر في الانتخابات؟

سيتعين على الفائز في الانتخابات أن يعالج عدداً من القضايا الملحة، بما في ذلك أزمة تكاليف المعيشة، والبطالة المتفشية، وارتفاع الأسعار، وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر. ويخطط حزب ماهاما (المؤتمر الوطني الديمقراطي) لزيادة الإنفاق الحكومي في القطاعات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم، فضلاً عن تعزيز البنية الأساسية لدعم النمو وخلق فرص العمل، إذا فاز في الانتخابات.

أما حزب باوميا (الحزب الوطني الجديد) فيرغب في تحسين استقرار الاقتصاد من خلال خفض التضخم وجذب الاستثمارات الخاصة. وستواجه أي من الحكومات المقبلة خيارات محدودة في ظل العبء الثقيل للديون، وفقاً لتقرير «أكسفورد إيكونوميكس». وأظهرت تحليلات أن وعود ماهاما خلال الحملة الانتخابية بتحسين الظروف الاقتصادية للأفراد والأسر قد تجد نفسها في اختبار حقيقي نتيجة الحاجة إلى موازنة هذه الوعود مع مطالب صندوق النقد الدولي بالتحلي بضبط الإنفاق المالي.

السلع الأساسية على المحك

سيتعين على الحكومة الجديدة التعامل مع عملية الترخيص لمشاريع النفط والغاز الجديدة؛ حيث انخفض الإنتاج، الذي بدأ في عام 2010، في السنوات الخمس التي سبقت عام 2024. ويخطط ماهاما لمنح السكان المحليين المزيد من الملكية في مشاريع النفط والتعدين المستقبلية إذا فاز.

ويحتاج قطاع الكاكاو أيضاً إلى اهتمام عاجل. وانخفض الإنتاج في ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم إلى أدنى مستوى له منذ 20 عاماً، بسبب تدني أجور المزارعين، وأمراض النبات، وتهريب الحبوب، والتعدين غير القانوني الذي يدمر المزارع. وسوف تكون سوق الكاكاو العالمية مهتمة بشدة بمعرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سينفذ مقترحات صندوق النقد الدولي لإجراء إصلاحات شاملة في القطاع، وما إذا كان نموذج التسويق الجديد الذي حل محل قروض الكاكاو المجمعة التي سادت لأكثر من ثلاثة عقود سوف يستمر.