انهيار ليفربول... كيف انطفأت شعلة التألق وكيف يمكن إعادة توهجها من جديد؟

الفريق الذي تم بناؤه بحكمة وفقاً لرؤية كلوب بات يفتقر إلى القدرة على القتال في الظروف الصعبة

TT

انهيار ليفربول... كيف انطفأت شعلة التألق وكيف يمكن إعادة توهجها من جديد؟

حدث انهيار تام لنادي ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وهو الأمر الذي تظهره الأرقام والإحصائيات، التي تشير إلى أن ليفربول حطم الأرقام القياسية الموسم الماضي في طريقه نحو حصد اللقب لأول مرة في 30 عاماً، لكنه ابتلي هذا الموسم بالإصابات وحقق كثيراً من النتائج السيئة تركته سابعاً برصيد 46 نقطة من 29 مباراة. وفاز فريق المدرب يورغن كلوب أربع مرات في آخر عشر مباريات بالدوري. في الحقيقة، يمكن تشبيه ليفربول بالقطار، الذي كان يسير بسرعة هائلة ويسحق كل من يواجهه في طريقه، لكن أصابه عطل مفاجئ وتوقف عن الحركة تماماً!
لكن من المؤكد أن العطل أفضل من التلاشي نهائياً! ويمكن القول إنه لا يوجد فريق حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز ثم تراجع مستواه واهتزت نتائجه بهذا الشكل. ومن السهل أن ننسى الآن أن ليفربول كان يتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه بعد 14 جولة حقق فيها الفوز في 9 مباريات. وبعد ذلك، حدث انهيار تام للفريق، حيث لم يحقق سوى أربعة انتصارات في الـ15 مباراة التالية، التي شهدت تعرضه للخسارة في ثماني مباريات. وبعد أن أحرز الفريق 36 هدفاً في أول 14 مباراة في الدوري هذا الموسم، تراجع الأداء الهجومي بشكل دراماتيكي ولم يسجل الفريق سوى 12 هدفاً في الـ15 مباراة التالية.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن قائد الفريق جوردان هندرسون لم يكن يعرف طعم الخسارة على ملعب «آنفيلد» منذ يناير (كانون الثاني) 2017. لكنه في فبراير (شباط) الماضي، شارك في ثلاث هزائم لفريقه في غضون ثلاثة أسابيع فقط. فما الذي حدث لهذا الفريق؟ والأهم من ذلك، ما الأسباب التي أدت إلى انهياره بهذا الشكل؟
من المؤكد أن التفاصيل الأوسع لما حدث هنا بالضبط ستظهر بمرور الوقت. لكن هناك شيئاً واضحاً ويبرز بقوة في هذا الصدد، وهو أن الفريق الرائع الذي تم بناؤه وفق رؤية المدير الفني الألماني يورغن كلوب، الذي يعتمد على الحماس الشديد والحركة الدؤوبة والضغط المتواصل على الفريق المنافس، أصبح غير قادر على العمل كما ينبغي ويعاني بشدة وبشكل غريب، لكن كلوب يظل صامتاً ولا يكشف عن الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار المفاجئ. وبدلاً من ذلك، يبدو المدير الفني الألماني مضطرباً، لكنه يبدو في الوقت نفسه كأنه يبرئ ذمته مما يحدث. هذا أمر مهم جداً في حد ذاته، لأنه سيجعل كلوب يقوم بتحليل كل شيء من أجل أن يخرج علينا في نهاية المطاف ويكشف عن روايته الخاصة للأحداث. لكنه في الوقت الحالي، لا يخبرنا بأي شيء!
قد يكون السبب وراء هذا الصمت هو أن كلوب شخصية مهذبة، ولا يميل إلى الشكوى وتدمير كل شيء بمجرد أن تسوء الأمور، على أمل الحفاظ على سمعته كمدير فني كبير. إن هذا الانهيار التام قد دفع البعض للبحث عن أسباب غير ملموسة، بل وربما غير منطقة، لما حدث، ووصل الأمر إلى درجة أن البعض بدأ يتحدث عن نوع من السحر الأسود في المباريات، وبدأنا نرى البعض يقول على شبكة الإنترنت إن نجاح الفريق في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد 30 عاماً قد جلب معه رياحاً شريرة أدت لوصول الفريق إلى هذا الانهيار!
لكن الحقيقة أن الأسباب الرئيسية لهذا الانهيار تتعلق بالتخطيط، حيث تم بناء هذا الفريق بطريقة من شأنها أن تجعل اللاعبين يقدمون أقصى ما لديهم داخل الملعب ويصلون إلى أقصى درجة ممكنة من قدراتهم الخاصة. وعلاوة على ذلك، كان هذا الفريق يعتمد بشكل كبير للغاية على الحماس الذي يستمده اللاعبون من الجماهير، وعلى الرغبة الهائلة في الحصول على لقب الدوري مرة أخرى. فما الذي يحدث عندما يفقد اللاعبون هذين الحافزين بضربة واحدة؟
إن انهيار الفريق بهذا الشكل يخبرنا بأن هذا الفريق قد تم بناؤه وفقاً لحدود وأطر معينة، بل ويلقي الضوء أيضاً على الإنجاز الكبير الذي حققه كلوب ببناء هذا الفريق بهذا الشكل في المقام الأول. ولكي نضع الأمور في سياقها الصحيح، يجدر بنا العودة إلى حيث بدأ كل شيء. لقد بدأ كلوب يطور الشكل الدفاعي للفريق بشكل هائل في ربيع عام 2018، بعد فترة وجيزة من رحيل النجم البرازيلي فيليب كوتينيو والتعاقد مع المدافع الهولندي العملاق فيرجيل فان دايك.
وفي شهر فبراير (شباط) من ذلك العام، فاز ليفربول على بورتو في البرتغال بخماسية نظيفة، في مباراة رائعة قدم خلالها الثلاثي الهجومي وظهيرا الجنب ولاعبو خط الوسط مستويات مثيرة للإعجاب. وبعد شهر واحد، سجل النجم المصري محمد صلاح أربعة أهداف في المباراة التي سحق فيها ليفربول نظيره واتفورد بخماسية نظيفة. وبعد شهر آخر، سجل ليفربول ثلاثة أهداف في نصف ساعة فقط في مرمى مانشستر سيتي، في ظل أداء هجومي رائع وصل إلى ذروته في تلك المباراة.
وبعد ذلك، حصل الفريق على 97 نقطة في الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2018 - 2019، ولم يفُز باللقب في نهاية المطاف، لكنه فاز بلقب دوري أبطال أوروبا، قبل أن يفوز بلقب الدوري في الموسم التالي. ووصل الفريق إلى القمة بفوزه بلقب كأس العالم للأندية، وعاد ليسحق ليستر سيتي بأربعة أهداف دون رد في السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) 2019.
وبدأت الثغرات تظهر بشكل واضح في أداء الفريق بعد فترة أعياد الميلاد هذا الموسم، وكانت الإصابات هي العامل الرئيسي في ذلك. وتتمثل المشكلة الحقيقية التي تواجه كلوب في أنه لا يملك البديل الذي يمكنه تقديم الأداء نفسه في حال غياب اللاعب الأساسي. لقد بدأ ليفربول الموسم ولديه ثلاثة لاعبين أقوياء في خط الدفاع، قبل أن يتعرض اثنان منهم للإصابة. وتجب الإشارة إلى أن معظم الفرق في هذا المستوى يكون لديها أربعة لاعبين في خط الدفاع، أو حتى ستة كما الحال مع مانشستر سيتي. وحتى آرسنال لديه خمسة مدافعين. فما الذي يحدث عندما يفقد أي فريق الثلاثة لاعبين الأساسين في قلب الدفاع وبصورة مفاجئة؟
وبالتالي، اضطر كلوب إلى سحب لاعبين من خط الوسط للعب في قلب الدفاع، وهو الأمر الذي أدى إلى إضعاف خط الوسط، الذي كان يقوم بالدور الأبرز في طريقة لعب ليفربول. لكن السؤال الذي يجب أن يوجه لمن ينتقد كلوب: ما الذي كان يمكن للمدير الفني الألماني أن يفعله بشكل مختلف؟ لقد أدرك كلوب ما سيحدث في المستقبل في المباراتين اللتين انتهتا بالتعادل أمام وست بروميتش ألبيون ونيوكاسل يونايتد، وفي الهزيمة أمام مانشستر يونايتد في كأس الاتحاد الإنجليزي عندما أصيب ريس ويليامز، الذي كان يلعب في دوريات الهواة في العام السابق، بالصدمة والفزع وهو يواجه نجم مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد! في الحقيقة، لقد كان هذا الفزع طبيعياً بالنسبة للاعب يفتقر للخبرات مثل ويليامز!
وكان من الواضح للجميع أن ليفربول لا يملك البدائل التي تمكنه من منافسة أفضل الأندية في أوروبا. وكان من الواضح أيضاً أن النادي لم يضع خطة لإيجاد البدائل المناسبة للاعبين الأساسيين في حال غيابهم بسبب الإصابة أو الإيقاف أو حتى الرحيل، والدليل على ذلك أن ثمانية من أصل 10 لاعبين أساسيين في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2018 لا يزالون ضمن التشكيلة الأفضل لليفربول حالياً. وبعدما اضطر كلوب إلى إعادة هندرسون وفابينيو إلى خط الدفاع، وبعد إصابة ديوغو جوتا - اللاعب الذي يمثل إضافة نادرة عالية الجودة للفريق - لم يعد لدى الفريق الأوراق التي تمكنه من الصمود وتحقيق نتائج جيدة.
لكن الأمور وصلت إلى مستوى غير متوقع وغير مسبوق في بداية فبراير (شباط) الماضي، بتعرض الفريق للخسارة ست مرات في آخر سبع مباريات بالدوري. ربما يكون كلوب مخطئاً في اللعب بالطريقة نفسها، وربما تم تشتيت ذهنه ببعض الأحداث البعيدة عن كرة القدم، لكن يجب التأكيد على أنه مهما حدث فإن ذلك لن يقلل من قيمة الإنجاز الكبير الذي حققه مع الفريق خلال العامين الماضيين.
بل العكس هو الصحيح تماماً، فما حدث يؤكد حقيقة أن الفريق الذي قاده كلوب للفوز بالبطولات والألقاب لم يكن يضم كثيراً من اللاعبين البارزين، ولا يوجد سوى ثلاثة لاعبين فقط في الفريق؛ فان دايك ومحمد صلاح وأليسون بيكر، يمكن وصفهم بأنهم من اللاعبين العالميين، الذين يمكنهم أن يكونوا نجوماً لامعين في أحد الأندية الكبرى في أوروبا. وبالتالي، فإن ما حدث يعد إنجازاً فذاً للمدير الفني الألماني، الذي قاد هذا الفريق لتحقيق إنجازات كبيرة بفضل الالتزام الشديد والنظام الصارم الذي وضعه ونجاحه في استغلال قدرات لاعبيه بأفضل شكل ممكن.
وعلاوة على ذلك، شجع كلوب اللاعبين الجيدين في فريقه على الوصول إلى أقصى حدود ممكنة لموهبتهم وتقديم أقصى ما لديهم داخل المستطيل الأخضر. لكن هذا النظام يتطلب أيضاً فترات للراحة وتعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد وعلى مستوى مميز حتى يتمكن الفريق من مواصلة المسيرة بشكل جيد، لكن أياً من هذين الأمرين لم يحدث، فلم يحصل اللاعبون الأساسيون على فترات مناسبة للراحة، ولم يتم تدعيم صفوف الفريق بصفقات قوية.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أنه خلال الموسم الماضي لعب فان دايك وروبرتو فيرمينو وترينت ألكسندر أرنولد كل مباريات الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، في حين لعب جورجينو فينالدوم 37 مباراة، وأندرو روبرتسون 36 مباراة، وساديو ماني 35 مباراة، ومحمد صلاح 34 مباراة. ولعب التشكيل الأساسي بالكامل ما لا يقل عن 10 مباريات في المواجهات التي تقام في منتصف الأسبوع. وقد حدث الشيء نفسه في العام السابق، مع العلم بأن هذا الفريق يعتمد على إيقاع سريع للغاية ويتطلب من اللاعبين بذل مجهود خرافي داخل الملعب. لقد كانت الأندية المنافسة تعاني بشدة وهي تلعب أمام ليفربول، الذي كان يتعين عليه أن يقدم نفس المستويات وبنفس القوة كل أسبوع.
وفيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة، تظل الحقيقة الواضحة تتمثل في أن صافي نفقات ليفربول وصل إلى 12 مليون جنيه إسترليني خلال الموسمين الماضيين، في حين أن صافي الإنفاق على الصفقات الجديدة - وليس الأجور والمكافآت - في السنوات الأربع الماضية بلغ 60 مليون جنيه إسترليني. هذا شيء رائع من الناحية المالية والتجارية، لكنه لا يساعد على الاستمرار في تحقيق الإنجازات والصعود إلى منصات التتويج. ومن المؤكد أن هذه السياسة ستؤدي إلى تراجع النتائج بشكل أكبر على المدى الطويل.
وفي المقابل، نجح المدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، في إعادة بناء فريقه بشكل ممتاز. لكن من المؤكد أن لديه الموارد المالية التي تساعده في القيام بذلك، والدليل على ذلك أن صافي إنفاق مانشستر سيتي على التعاقدات الجديدة يصل إلى نحو 100 مليون جنيه إسترليني كل عام، مع منح غوارديولا حرية شراء اللاعبين الذين يريدهم، لا اللاعبين الذين يحتاجهم فقط!
وبالتالي، أصبح مانشستر سيتي يمتلك فريقاً قوياً للغاية، في ظل الفوارق البسيطة بين لاعبيه، بحيث يمكن للاعب البديل أن يؤدي الدور نفسه في غياب اللاعب الأساسي، وهو الأمر الذي مكن الفريق من تحقيق نتائج رائعة في آخر 16 مباراة له في الدوري. لكن لا يمكن أن يكون هذا بمثابة صدمة لملاك ليفربول، أو حتى لكلوب، فرفض التعاقد مع المهاجم الألماني تيمو فيرنر - عندما كان ليفربول يسير بشكل جيد - لم يكن إهمالاً أو عدم وضوح في الرؤية، لكنه يتماشى مع الإدارة المالية الصارمة للنادي. لكن يجب على مسؤولي ليفربول أن يدركوا أن الأداء القوي في السابق ليس ضماناً لتحقيق نتائج جيدة في المستقبل، وأنه لا يمكن للفريق مواصلة تحقيق إنجازات في ظل إنفاق زهيد على الصفقات الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، ما زالت التشكيلة الأساسية لليفربول قادرة على تحقيق نتائج جيدة، وكانت هناك لمحة على قدرة الفريق على التعافي مع عودة فابينيو إلى خط الوسط ضد لايبزيغ في دوري أبطال أوروبا في منتصف الأسبوع. ويمكن لكلوب أن يعيد اللاعبين الأساسيين إلى مراكزهم الأصلية بعد تعافي المصابين، وهو ما سيعيد الفريق إلى اللعب بإيقاعه السابق من جديد ويعيد الفريق إلى تحقيق الفوز مرة أخرى.
لكن لا يمكن التقليل بأي حال من الأحوال مما حققه كلوب مع هذه المجموعة من اللاعبين الذين بذلوا أقصى ما لديهم، كما لا يمكن إنكار أن الفريق بحاجة للبناء مرة أخرى! وكما قال روبرتسون مدافع ليفربول مؤخراً إن ليفربول لا يزال يملك الوقت لتحقيق انتفاضة في النتائج وإنهاء الموسم في المربع الذهبي. وقال روبرتسون: «لسوء الحظ، نحن لا نقدم موسماً جيداً بالشكل الذي كنا نتصوره. لكن لا يزال هناك بعض الوقت لإصلاح الأمور، ولن يصل الأمر إلى المدى الذي نريده للإصلاح لكن يتبقى الوقت لتصبح الأمور أفضل». وأضاف: «أتمنى أن نستطيع إظهار المستوى السابق لليفربول وأن نواصل التقدم... لا تزال الطريق طويلة».


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.