تُفيد دراسة جديدة لمنظمة «اليونيسكو» بأن أكثر من 100 مليون طفل لن يستوفوا الحد الأدنى من مهارات القراءة بسبب الإغلاقات التي فرضتها جائحة «كوفيد-19» في المدارس. وتستعد المنظمة، في أعقاب هذه الدراسة، إلى دعوة وزراء التربية والتعليم في جميع أنحاء العالم لعقد اجتماع، الاثنين المقبل، تحت عنوان: «عام على الجائحة: الأولوية لتعافي التعليم وتجنب وقوع كارثة الأجيال».
وتُشير الدراسة إلى أن عدد الأطفال الذين يفتقرون إلى مهارات القراءة الأساسية كان في تدهور قبل تفشي الوباء، وكان من المتوقع أن ينخفض هذا العدد من 483 مليون تلميذ إلى 460 مليوناً في عام 2020. لكن بدلاً من ذلك، أدت الجائحة إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين يعيشون ظروفاً صعبة، ليصل إلى 584 مليون طفل في عام 2020، الأمر الذي سجل زيادة نسبتها 20 في المائة، وهو أمر بدد التقدم الذي أحرزته الجهود المبذولة في قطاع التعليم على مدى العقدين الماضيين.
ويهدف الاجتماع إلى معالجة 3 أوجه قلق رئيسية على جدول أعمال السياسات التعليمية: أولها إعادة فتح المدارس ودعم المعلمين، وثانيها الحد من الانقطاع عن الدراسة وتقليل خسائر التعلم، وآخرها التعجيل بالتحول الرقمي. وسوف تفتتح المديرة العامة لـ«اليونيسكو» الاجتماع الذي من المنتظر أن تتخلله رسائل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
ومنذ تفشي الداء في العالم، تعطل التعليم الوجاهي لمدة 25 أسبوعاً في المتوسط، بسبب موجة الإغلاقات الكلية أو الجزئية التي اجتاحت المدارس. وتشير التوقعات إلى بلوغ معدلات خسائر التعلم أعلى مستوياتها في أميركا اللاتينية والكاريبي، وفي آسيا الوسطى والجنوبية.
ويخلص التقرير إلى أن عودة الحياة إلى مجاريها الطبيعية، كما كانت قبل تفشي الجائحة، قد تستغرق عقداً من الزمن. ومع هذا، قد يتحقق التعافي بحلول عام 2024، إذا بُذلت جهود استثنائية لتوفير دروس تعويضية وخطط استدراكية للحاق بالركب. لكن تفيد بيانات جديدة وردت في دراسة استقصائية أُجريت بالتعاون بين «اليونيسكو» و«اليونيسف» بأن ربع عدد الطلاب فقط يستفيدون من مثل هذا التعليم التعويضي.
وفي حين أنه لم يطرأ تغيير كبير على عدد المتعلمين المتأثرين بالإغلاقات الجزئية أو الكلية التي اجتاحت المدارس منذ تفشي الجائحة، تتخذ البلدان بصورة متزايدة تدابير كفيلة بالإبقاء على المدارس مفتوحة بشكل جزئي على الأقل. فالمدارس مفتوحة بالكامل في قرابة نصف عدد بلدان العالم فقط (أي في 107 بلدان)، معظمها في أفريقيا وآسيا وأوروبا، ويرتادها 400 مليون تلميذ وطالب، موزعين بين مرحلتي التعليم قبل الابتدائي والتعليم الثانوي.
ولا تزال المدارس مغلقة في 30 بلداً، الأمر الذي يؤثر في قرابة 165 مليون طالب. وفي 70 بلداً آخر، لا تزال المدارس مفتوحة على نحو جزئي في بعض المناطق، ولصفوف محددة، أو يقل فيها الحضور الشخصي. وتؤثر هذه الظروف في ثلثي عدد الطلاب في العالم؛ أي ما يقرب من مليار متعلم. ولا بد للتخفيف من الانقطاع عن الدراسة أن تولي مسيرة التعافي الأولوية للتعليم. ولكن تشير التقديرات إلى أن 65 في المائة من حكومات البلدان المنخفضة الدخل خفضت التمويل المخصص للتعليم فيها، وذلك قياساً بـ35 في المائة من حكومات البلدان ذات الدخل المرتفع. وفي حين أن التدابير المالية يمكن أن تزود قطاع التعليم بمزيد من الموارد، تقدر اليونيسكو أن 2 في المائة فقط من حزم التحفيز المالي مخصصة لقطاع التعليم.
ومن المقرر أن يستعرض الاجتماع الوزاري إنجازات التحالف العالمي للتعليم، وهو هيكل أنشأته «اليونيسكو» قبل عام لدعم استمرارية الدراسة. ويضم التحالف 170 شريكاً من الشركاء الفاعلين في القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني في قرابة 100 بلد. وتعود أعمال التحالف بالفائدة المباشرة وغير المباشرة على ما لا يقل عن 400 مليون متعلم و12 مليون معلم بأشكال مختلفة، من بينها الوصول إلى المنصات الإلكترونية المنشأة حديثاً، والانتفاع ببيئة رقمية تزخر بالموارد التعليمية والمناهج وحلقات التدريب.
أكثر من 100 مليون طفل خارج المدرسة بسبب «كورونا»
أكثر من 100 مليون طفل خارج المدرسة بسبب «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة