نيجيرفان بارزاني: أعداد النازحين تسببت في تغيير ديموغرافية كردستان

اللاجئون العراقيون والسوريون زادوا سكان الإقليم بنسبة 28 %

نيجيرفان بارزاني
نيجيرفان بارزاني
TT

نيجيرفان بارزاني: أعداد النازحين تسببت في تغيير ديموغرافية كردستان

نيجيرفان بارزاني
نيجيرفان بارزاني

كشفت حكومة إقليم كردستان العراق، أمس، عن أن وجود أعداد كبيرة من النازحين في إقليم كردستان تسببت في تغيير ديموغرافية الإقليم، وأثقلت كاهله من ناحية توفير الخدمات الأساسية وفرص العمل.
وقال نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة الإقليم، خلال كلمة له في المؤتمر المشترك بين وزارة التخطيط في الإقليم والبنك الدولي الذي عقد في أربيل أمس، وحضرته «الشرق الأوسط»، إن «حكومة الإقليم تؤمن بأن هذه الأزمة ستنتهي، لكننا نحتاج إلى المجتمع الدولي لتقدم لنا مساعدات أكبر من الناحية العسكرية للبيشمركة، ومن الناحية الإنسانية للنازحين واللاجئين في إقليم كردستان». وتابع: «إن وجود أكثر من مليون ونصف المليون نازح ولاجئ في إقليم كردستان، أدى إلى تغيير ديموغرافية الإقليم، وزيادة سكانه بنسبة 28 في المائة خلال عام واحد، وأثقل واجبات الحكومة في مجال الصحة والتربية والخدمات والإسكان، وجعل الحصول على فرص العمل صعبة، فهذا العدد الهائل من النازحين واللاجئين أثر سلبا على الحياة والمعيشة اليومية لمواطني الإقليم، فارتفاع أسعار المواد والوقود ونسبة البطالة، سلطت ضغطا كبيرا على المواطنين والحكومة في كردستان».
وقدم بارزاني الشكر إلى مواطني ومؤسسات الإقليم لاستقبالهم النازحين وتقديم المساعدات لهم، وشدد بالقول: «الحكومة الاتحادية في بغداد لم تأخذ حتى الآن قضية النازحين في الإقليم بنظر الاعتبار، ولم تقدم لهم المساعدات الإنسانية والمادية، في حين أن حكومة الإقليم تحتاج خلال عام 2015 الحالي إلى مليار و400 مليون دولار من أجل توفير احتياجات النازحين واللاجئين».
وعن الأزمة الحالية التي يشهدها العراق وإقليم كردستان، قال بارزاني: «من المتوقع أن تستمر الحرب ضد (داعش) والأزمة في سوريا، وبسبب هذا ستطول الأزمة التي تعيشها إقليم كردستان، ومن المحتمل ارتفاع أعداد النازحين العراقيين في الإقليم، لذا يجب تقوية موقعه من كل النواحي عبر خطة محكمة بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي».
وعن الأزمة العراقية، قال بارزاني: «ما يجري في العراق حاليا هو نتاج لعدم الالتزام بالمواد الدستورية، وتطبيق سياسة تهميش المكونات الأخرى والانفراد بالسلطة، نطالب الحكومة الاتحادية بأن تضع الأزمة الإنسانية للنازحين العراقيين واللاجئين السوريين في أولوياتها، فمن الناحية القانونية هي التي تتحمل مسؤوليتهم بالدرجة الأولى، وندعوها أيضا إلى العمل الجدي من أجل تعريف جرائم التي تعرض لها الإيزيديون كعمليات إبادة جماعية وعليها أن تلعب دورها في حماية المسيحيين». ومضى بارزاني بالقول: «إن حكومة الإقليم تولي التقرير الذي أعدته وزارة التخطيط في الإقليم بمشاركة البنك الدولي اهتماما كبيرا، ونستطيع اتخاذها كبرنامج عمل من أجل الخروج من هذه الأزمة الإنسانية والمالية التي يمر بها إقليم كردستان».
وبحسب نتائج البحث، فإن نسبة الفقر في الإقليم ارتفعت خلال العام الماضي من 3.5 في المائة إلى 8.1 في المائة، فيما شهد عدد سكان الإقليم تزايدا بمقدار 28 في المائة.
من جانبه، قال علي سندي، وزير التخطيط في حكومة إقليم كردستان، في مؤتمر صحافي مشترك مع ممثلي البنك الدولي عقب المؤتمر الخاص بنشر نتائج البحث والحلول الممكنة لاحتواء الأزمة التي تواجهها كردستان: «إن البحث يبين للمجتمع الدولي والحكومة الاتحادية ما ألقي على عاتق حكومة الإقليم من ناحية احتياجات النازحين العراقيين واللاجئين السوريين، ويسلط الضوء على تسعة مجالات خدمية في الإقليم تأثرت بوجود هذا العدد الكبير من النازحين واللاجئين، مثل قطاع الصحة والتربية والكهرباء وتقديم الخدمات وفرص العمل».
من جهتها، أشارت سيبيل كولاكسز، ممثلة البنك الدولي، إلى حاجة الإقليم لتنويع اقتصاده ومصادر دخله من خلال عدم الاعتماد على قطاع النفط لوحده، بل يجب إيجاد مجالات أخرى لأن قطاع النفط لا يمكن الاعتماد عليه، لأنه معرض لتدهور مثلما يشهده الآن من انخفاض في الأسعار».
وبينت كولاكسز بالقول: «نحن في البنك الدولي نساعد حكومة الإقليم وبين أيدينا دراسة لتنويع الاقتصاد في كردستان»، لكن ممثل البنك الدولي في العراق، شدد خلال إجابته عن سؤال لأحد الصحافيين، على أن «البنك يمكنه منح القروض للإقليم عبر الحكومة الاتحادية، ولا يمكن تقديم القروض بشكل مباشر للإقليم».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.