السيناريو والصورة... اللقاء الأول مثل مصافحة يد

في العلاقة بين النص المكتوب والترجمة البصرية

‫مديرة التصوير بولي مورغن‬
‫مديرة التصوير بولي مورغن‬
TT

السيناريو والصورة... اللقاء الأول مثل مصافحة يد

‫مديرة التصوير بولي مورغن‬
‫مديرة التصوير بولي مورغن‬

هناك عشرة سيناريوهات مرشّحة للأوسكار (خمسة في نطاق النص الأصلي وخمسة في نطاق الاقتباس) من بينها ثلاثة فقط تم ترشيحها أيضاً لأوسكار أفضل تصوير. هذه هي:
- «يهوذا والمسيح الأسود»، كتابة ول برسون وشاكا كينغ من بين آخرين، وقام بتصويره شون بوبيت.
- «محاكمة شيكاغو 7»، كتابة آرون سوركِن وتصوير فيدون بابامايكل.
- «نومادلاند»، كتابة كلووي زاو وتصوير جوشوا جيمس رتشاردز.
ارتباط فعل الكتابة بفعل التصوير ليس من الأمور التي تطالعنا على نحو موسمي دون آخر. العلاقة بين هذين العنصرين الرئيسيين في صنع الفيلم متينة أكثر مما يتبدّى في الوهلة الأولى رغم أن كليهما يتبع حقلاً مختلفاً في أدواته.
يستند إلى السيناريو كل شأن آخر من شؤون العمل في السينما. يستند إليه المنتج والمخرج ومدير التصوير والممثل والمونتير وباقي أصحاب الحرف الفاعلة كمصممي الإنتاج والموسيقيين (ولو أن هؤلاء يصلون متأخرين إذ يضعون الموسيقى، بعد قراءة السيناريو، تبعاً للفيلم في نسخه الأولى).
إنه الكلمة الأولى. لكن التصوير هو الصورة الأولى. إذ يصيح المخرج بكلمة «أكشن» لأول مرّة يضغط مدير التصوير أو مساعده الأول على زر فيبدأ استلهام ما أمام الكاميرا. وما أمام الكاميرا هو ما قام برصفه ووصفه السيناريو. في الوقت ذاته، العملية تفاعلية بين الاثنين وأكثر بكثير من مجرد قيام التصوير بتحويل الكلمات إلى صور.

- قراءتان
يقرأ المنتج السيناريو ليرى صلاحيته مادياً (لجانب عناصر اهتمام أخرى). يقرأه المخرج ليستشف الشخصيات وما تتولى تقديمه في إطار الحكاية المنوي سردها وما إذا كانت هذه الحكاية متراصّة الأحداث والمشاعر على نحو جيد أم لا. وللممثل قراءته المختلفة فهو (إذا ما كان في دور رئيسي أو مُساند) يريد معرفة ما الذي يستطيع فعله بالشخصية المقترحة عليه وما هي أفضل وسيلة لهضم تلك الشخصية وتوفير انعكاس صحيح لها.
لكن الجميع يبحث في نهاية الأمر ما إذا كان السيناريو يبلور ما يعد به. يحتوي على الأحداث والمشاعر متوازية ومتصاعدة وعلى ما يتضمنه، تحت خط الحدث، من معاني ودلالات.
مدير التصوير لديه في الأساس قراءتان للسيناريو.
في الأولى هي قراءة تعرّف عامّة يعتبرها مدير التصوير روجر ديكنز (آخر أعماله «1917») مثل صعود هضبة كاشفة. قال لي قبل عامين: «حين أقرأ السيناريو الذي قد أقوم بتصويره أو لا، أبحث عن أزمنته وأمكنته وما تتطلبه من شروط. لكني لا أخصص القراءة الأولى لهذا البحث وحده. هي (قراءة) بمثابة التعرّف على منظر معروض عليك قد يُثير رغبتك فيه وقد لا يُثير. إنها القراءة الثانية التي يتم فيها تحديد دورك تبعاً للسيناريو».
في تلك القراءة الأولى، يفتي آخرون، هناك رغبة لدى مدير التصوير باستبعاد وضع الكثير من الملاحظات على جانبي النص. تقول مديرة التصوير بولي مورغن (التي تنتظر عرض فيلمها الجديد A Quiet Place Part 2 في حديث هاتفي:
«قراءة السيناريو للمرّة الأولى، بالنسبة لي، مثل مصافحة شخص لم تلتقِ به من قبل. هي للتعرف والبحث عن القصّة وما تفترضه. وخلال القراءة أحاول أن أجد إجابات على بعض الأسئلة المهمّة عندي مثل هل أنا مهتمّة بالمادّة؟ ماذا تعني الحكاية بالنسبة لي؟ كيف أشعر حيال اقتطاع بضعة أشهر من حياتي في سبيل تصوير هذا الفيلم. هذا كله يأتي في القراءة الأولى».

- نموذج طبيعي
إنها القراءة الثانية، إذا ما قرر مدير التصوير المضي في المشروع، التي يبدأ فيها مدير التصوير بوضع ملاحظاته. وأول هذه الملاحظات هي علاقة النص بالنوع: تاريخي، تشويق، رعب، خيال علمي، حربي أو سواه. إدراك النوع هو فهم للمتتطلبات التي يحتاجها مدير التصوير تلقائياً لكي يعمد إلى صياغة الشروط البصرية للنوع الدرامي.
وتبعاً للسيناريو يدوّن مدير التصوير ملاحظاته حول الفترة الزمنية التي تدور الحكاية فيها والبيئة والمكان. في «ذا مدنايت سكاي» قام مارتن رو باعتماد أساسيات للإضاءة الخارجية: لا تصوير شمسي العنصر، ولا لعب على الظلال، وتعميم حالة من التلوّث البيئي التي تلوّن الأفق. في حين أن ذلك يبدو لبعضنا كما لو كان تحصيلاً حاصلاً، إلا أنه من أدوات القرار الفني الأولى التي على مدير التصوير ملاحظتها مسبقاً.
على نحو أساسي أيضاً، يجد مدير التصوير نفسه كذلك مهتماً بمعرفة وجهة النظر التي تتولّى سرد الفيلم. هل هو سيناريو لفيلم متعدد البطولات؟ هل هو سيناريو قائم على استعادات الذاكرة لأحداث تنتقل من الحاضر إلى الماضي ثم تعود؟ ما هي القضية المحورية التي تشغل بال الشخصية الرئيسية؟ وجهة النظر تلك تساعد مدير التصوير على إحاطة الشخصية الرئيسية بالنوع المناسب من التعامل بصرياً وكتصميم لحركة الكاميرا.
هذا ما نجده مجسّداً في «نومادلاند». في تلك المشاهد الخارجية التي تسير فيها الممثلة فرنسيس مكدورمند فوق أراضٍ مفتوحة على آفاق بعيدة، يعمد مدير التصوير جوشوا جيمس رتشردز لتثبيت فاعلية وأهمية التصوير ذي الإضاءة الطبيعية. لا يمكن لأي حل فني آخر أن يوفر للفيلم تشخيص الحالة التي تمر بها بطلة الفيلم التي أدارت ظهرها لحياة المدن وانطلقت لتستكشف الوجه الآخر لأميركا.
في الموازاة حافظ رتشاردز على تصوير داخلي خافت طالما أن البيئة (منزل، مطبخ، مطعم) ما زالت منتمية إلى الموقع العام.
في غمار الملاحظات التي يبدأ مدير التصوير بتدوينها خلال قراءته الثانية (أو ما تبعها) يسجل لنفسه شروط العلاقة بين كل مشهد على حدة وبين طريقة تصويره. هذا أمر صعب ودقيق، فبينما تصوير فيلم رعب مثلاً سيتضمن شروطاً تنطبق على معظم مشاهده، فإن تصوير مشهد رعب مفاجئ قد يرد في فيلم من نوع مختلف تماماً عليه أن يُعامل بصيغة لا تمزّق المشهد بعيداً عن الفيلم وفي الوقت ذاته تضمن وجود شروطه الخاصّة.

- لوكبوك
حال ينتهي مدير التصوير من تدوين ملاحظاته بناء على خلاصة ما استوحاه من النص يضع ملاحظاته واقتراحاته النهائية في ملف (يسمّونه في هوليوود بـLookbook) ويحمله إلى المخرج ليتداولا المسألة برمّتها. هنا قد يجد مدير التصوير عدداً من الاحتمالات. سيستمع إلى رؤية المخرج ويتداول تفاصيلها معه، عارضاً رؤيته هي التي قد تتوافق مع رؤية المخرج أو قد تتعارض. كذلك من المهم في هذه المرحلة مناقشة كل التفاصيل الضرورية لتأمين «اللوك» الذي يسعى إليه المخرج.
بعض مديري التصوير، مثل بولي مورغن، يكتبون إثر ذلك اللقاء ملاحظات جديدة وأكثر تفصيلاً. تقول:
«قبل التصوير أضع لنفسي قوائم تتعامل والعناصر المختلفة. القائمة الأولى هي للكاميرا وحركتها ولقطاتها. الثانية للإضاءة والثالثة للألوان والرابعة للوقت من النهار أو الليل وكل مشهد في السيناريو سيدخل هذه القوائم بحيث حين يأتي وقت التصوير تكون كل القرارات متفق عليها ومكتوبة وواضحة. لا مجال للمفاجآت خلال التصوير».
بالنسبة للمشاهدين يمر كل شيء كتحصيل حاصل، لكن المتعة هي بناء الفيلم من الكلمة إلى الصورة وما بعد. ومتعة الناقد أن يتابع، وقد تم صنع الفيلم، تلك العلاقات الخفية بين السيناريو والصورة التي اشترك السيناريو، من دون تحديد، في صياغتها لجانب المخرج وباقي العناصر المكوّنة للفيلم.


مقالات ذات صلة

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
TT

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

من المتفائلين خيراً، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي كان تقدّم بفيلمٍ من إنتاجه بعنوان «من المسافة صفر»، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج عددٍ كبير من المواهب الفلسطينية الجديدة، جمعها مشهراوي في فيلم طويل واحد يدور حول معاناة أهل غزّة خلال الأشهر الأولى من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.

بعض الأفلام الأخرى في قائمة يوم الأربعاء الماضي، كانت متوقعة مثل: «أنا ما زلت هنا» (البرازيل)، و«الفتاة ذات الإبرة» (الدنمارك)، و«إيميليا بيريز» (فرنسا)، و«بذرة التين المقدّسة» (ألمانيا للمخرج الإيراني اللاجئ محمد رسولاف)، و«سانتوش» (بريطانيا).

«نوكس يغادر» (بروكستريت بيكتشرز)

من التقليدي أيضاً اختلاف قائمة «الأوسكار» ليس فقط عمّا يفضّله الجمهور عادة، (قائمة «توب تِن» للعام الحالي يتقدمها فيلم «Inside Out 2» الذي جمع ملياراً و689 مليوناً و641 ألف دولارٍ)، بل عن اختيار غالبية النقاد أيضاً. اختلافٌ يكبر ويصغر حسب اختيارات الفريقين (الأكاديمية والنقاد) للأفلام.

من الطبيعي أيضاً اختلاف قوائم النقاد فيما بينهم، ولو أن غالبية الأفلام المُنتقاة غرباً تتشابه في إجماعٍ لا يستثني الجانب الترفيهي. فمنذ سنوات بات معتاداً قراءة آيات الإعجاب بأفلام تَسُرّ الجمهور، على الرغم من تواضعها الفني. أما بالنسبة للنقاد العرب فيتوقف ذلك على قُدرة كلٍّ منهم على حضور ما يكفي من المهرجانات ليتمتع بالكم الكافي لتكوين قائمته.

قائمة هذا الناقد لأفضل الأفلام العربية وأفضل تلك الأجنبية التالية هي من بين 247 فيلماً روائياً وتسجيلياً/ وثائقياً طويلاً شاهدها ما بين مطلع السنة وحتى كتابة هذا الموضوع قبل أسبوعين من نهاية العام. وهي مبنيّةٌ على تقييمٍ فني في الدرجة الأولى وقبل أي عنصر آخر، منها الموضوع أو مصدر الإنتاج.

العنوان (أبجدياً) متبوعاً باسم المخرج والبلد، ومن ثَمّ نبذةٌ مختصرة عن سبب اختياره.

«صف ثانِ» (نَن فيلمز)

* أفضل الأفلام الناطقة بالعربية •

1- «إلى أرض مجهولة» | مهدي فليفل (بريطانيا، اليونان، السعودية)

مُهاجران عربيان في اليونان يعيشان وضعاً صعباً وحُلماً بهجرة أخرى لن يتحقق.

2- «أما بعد» | مها الحاج (فلسطين)

حياة زوجين فلسطينيين وديعة وجميلة إلى أن تكشف المخرجة عن مفاجأة أحاطتها بعناية.

3- «المرجة الزرقاء» | داوود ولاد سيّد (المغرب)

ينطلق من فكرة رائعة ويزداد إجادة عن صبي يعشق التّصوير، وهو أعمى في رحلة صوب مرجة يصوّرها ولا يراها.

4- «ثالث» | كريم قاسم (لبنان)

في قرية لبنانية نائية شخصيات تعيش حاضراً مشتّتاً يُهيمن عليه واقعُ العوز والعزلة.

5- «ثقوب» | عبد الله الضبعان (السعودية)

دراما عائلية تُتابع خلافاً بين شقيقين وتتميّز بمعالجةٍ فنية مختلفة تعبّر عن موهبة تَنشُد التميّز.

6- «سلمى» | جود سعيد (سوريا)

أفضل أفلام المخرج في السنوات الأخيرة. جميلٌ وواقعيٌ في تناوله حياةً قروية ناقدة للوضع المجتمعي.

7- «في حدا عايش؟»| عمر العماوي (فلسطين)

فيلم قصير مبهر عن أبٍ تحت الرّكام يُنادي ابنه المدفون بدوره. الجو مطبق والفيلم له دلالاته.

8- «مندوف» | كريم قاسم (لبنان)

فيلم آخر للمخرج نفسه يقصّ فيه حكاية أخرى عن شخصيات معزولة يُعايش متاعبها بدقّة وإيقاعِ حياةٍ واقعي.

«إنسايد آوت 2» (ديزني)

* أفضل 10 أفلام أجنبية •

1- All We Imagine as Light | باڤال كاباديا (بريطانيا)

مومباي كما لم نرَها من قبل على هذا النحو الشعري المتوّج بموضوعٍ مجتمعي لافتٍ تدفعه للصدارة عناية المخرجة بتقديم شخصياتها النسائية في بيئة من الأزمات والمصاعب.

2- The Brutalist | برادي كوربت (الولايات المتحدة/ بريطانيا)

قصّة نصف حقيقية لمهاجر يهودي حطّ في أميركا خلال الأربعينات، مسلحاً بأحلامِ تصميمٍ معماريٍ غير معهود رغم تباين الثقافات.

‫3- Conclave | إدوارد برغر (الولايات المتحدة)‬

دراما كاشفة لمجتمع الڤاتيكان إثر وفاةٍ غير متوقعة للبابا. تمثيل راف فاينس، وإخراج برغر، يضمنان نوعيةَ تشويق مختلفة.

4- Dune: Part Two | دنيس ڤيلنوڤ (الولايات المتحدة)

لدى هذا المخرج عينٌ على الجماليات البصرية حتى في المشاهد الموحشة. يكاد الفيلم أن يوازي سلسلة «Lord of the Rings»

5- The Great Yawn of History عليار راستي (إيران)

فيلمُ طريقٍ عن كنز مدفون يقوم به اثنان مُتناقضا الرؤية في كل شيء. في طيّات ذلك نقدٌ منفّذٌ بإجادة لوضع مجتمعي صعب.

6- Juror 2| كلينت إيستوود (الولايات المتحدة)

دراما محاكم من أستاذ السينما إيستوود (94 عاماً). عضو في هيئة محلّفين ارتكب الجريمة التي يُحاكم بريءٌ فيها. لغزي ومشوّق.

7- Limonov: The Ballad of Eddie| كيريل سيريبرينيكوف (إيطاليا، فرنسا، أسبانيا)

سيرة حياة الشاعر الروسي ليمونوف الذي عانى في بلاده، وأكثر في أميركا التي هاجر إليها بحثاً عن المجد.

8- Megalopolis | فرانسيس فورد كوبولا (الولايات المتحدة)

نافذة واسعة على ملحمة مستقبلية ممزوجة بأحلامٍ صعبة التحقيق تتمتع برؤية وفن كوبولا الذي لا يشيخ.

9- Second Line | حميد بن عمرة (الولايات المتحدة/ فرنسا/ سوريا)

فيلمٌ آخر ممتاز من المخرج بن عمرة الذي يمزج بمهارته المعهودة الفن والشعر والسياسة وجماليات الحياة بأسلوبه الفريد.

10- Story of Souleymane | بوريس لويكينو (فرنسا)

أحد أفضل الأفلام التي تحدّثت عن الهجرة. سليمان أفريقي يحاول الحصول على إقامة شرعية وسط بيئة صعبة.

«ليمونوف، أنشودة إدي» (وايلد سايد)

* أفلام الجوائز •

من معايير المهرجانات الثلاثة الأولى، التنافس على عرض أفلامٍ قد تتوجّه بعد ذلك لحفل «الأوسكار». السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي سيصل الترشيحات الرسمية سيكون إعلاناً للمهرجان الذي عُرض الفيلم فيه عرضاً عالمياً أولاً، ما يدفع صانعي الأفلام لاختياره على أساس أنه السبيل الأفضل للوصول إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوبز» و«البافتا» بعد ذلك.

جوائز المهرجانات الرئيسة الثلاثة، وهي حسب تواريخها، «برلين» (فبراير/ شباط)، و«كان» (مايو/ أيار)، و«ڤينيسيا» (سبتمبر/ أيلول) توزّعت هذا العام على النحو التالي:

- «برلين»: «Dahomey» وهو فيلم تسجيليٌّ فرنسي للمخرجة السنغالية أصلاً ماتي ديوب.

- «كان»: «Anora» كوميديا عاطفية عن شاب روسي ينوي الزواج من أميركية لمصلحته. الفيلم إنتاج بريطاني/ أميركي.

- «ڤينيسيا»: «The Room Next Door» للإسباني بيدرو ألمودوڤار. دراما عن امرأتين إحداهما مصابة بالسرطان والثانية صديقة كاتبة ترضى بأن تكون إلى جانبها في أيامها الأخيرة.

في غير مكان (ولا يمكن تعداد نتائج أكثر من 3 آلاف مهرجانٍ يستحق التّسمية) منحت المهرجانات العربية الرئيسة جوائزها على النحو التالي:

- «مهرجان البحر الأحمر»: «الذراري الحمر» للطفي عاشور (تونس)، نال ذهبية الفيلم الروائي، في حين نال «فقس» لرضا كاظمي وبانتا مصلح ذهبية الفيلم التسجيلي.

- «مهرجان الجونة»: «Ghost Trail» لجوناثان ميليه، نال ذهبية الفيلم الروائي، وذهبت الجائزة الأولى في نطاق الفيلم التسجيلي إلى «نحن في الداخل» فيلم لبناني/ قطري/ دنماركي من إخراج فرح قاسم.

- «مهرجان القاهرة»: حصد الفيلم المصري «أبو زعبل» لبسام مرتضى ونال الفيلم الروماني «The Year Never Came» لبوغدان موريشانو جائزة موازية في مسابقة الفيلم الروائي.

- «مهرجان مراكش»: نال الفيلم الفلسطيني/ الإسرائيلي «Happy Holidays» لإسكندر قبطي الجائزة الأولى في دورة المهرجان الـ21.

«المحلّف 2» (وورنر)

* الأفضل حسب النوع •

كعادتها، شهدت الإنتاجات السينمائية مئات الأفلام، عددٌ منها توزّع بين أنواع مختلفة. التالي جردة حول بعض الأفضل تبعاً لأنواعها الحكائية أو الإنتاجية.

تاريخي:

Bonzo | مارغريتا كوردوسو (البرتغال):

طبيبٌ في جزيرة أفريقية يبحث في معاناة العبيد التي تدفعهم للانتحار. إضافة إلى ذلك، هناك بحثه عن هويّته الخاصة.

تسجيلي:

Riefenstahl | أندرس ڤييَل (ألمانيا)

عن المخرجة الألمانية ليني ريفنستال التي حقّقت أهم فيلمين تسجيليين عن النشاطات النازية في الثلاثينات.

بوليسي:

Knos Goes Away | مايكل كيتون (الولايات المتحدة)

قاتلٌ محترف يبدأ بفقدان ذاكرته لكن عليه إنقاذ مستقبل صبي كان من المفترض قتله قبل فوات الأوان

دراما عاطفية:

Rude to Love | يوكيهيرو موريغاكي (اليابان)

مواقف آسرة عن حياة امرأة تحاول عبثاً الحفاظ على عائلتها عندما يقرّر زوجها طلاقها.

دراما مجتمعية:

I‪’‬m Still Here| وولتر سايلس (البرازيل)

وضع زوجة اعتقل الأمن البرازيلي في السبعينات زوجها وقتله. يتناول الفيلم مراحلَ ما قبل الاعتقال وخلاله وبعده.

حربي:

Civil War | أليكس غارلاند

خلال حرب أهلية أميركية يحاول فريق إعلامي مقابلة الرئيس الأميركي قبل اجتياح القصر الرئاسي.

رسوم:

Flow | غينتس زيلبالوديس (لاتفيا. بلجيكا)

قطٌ هاربٌ يلجأ إلى قارب محمّلٍ بحيوانات أخرى خلال فيضان جامح. جيدٌ في تحريكه وألوانه، وسَلسٌ في إيقاعه، وحيواناته ليست من صنع «ديزني».

رعب: A Quiet Place‪:‬ Day One | مايكل سارنوسكي (الولايات المتحدة)

يتبع سلسلة «مكان هادئ» مع اختلاف أن إطار الخطر يتّسع ليشمل المدينة. بطلة الفيلم وقطّتها اثنان من الباحثين عن طَوقِ نجاة صعب.

سيرة حياة

Maria | بابلو لاراين (إيطاليا)

حياة المغنية ماريا كالاس كما يراها المخرج التشيلي بفنِّها ومتاعبها في الأيام العشرة الأخيرة من حياتها.

ميوزيكال:

Joker‪:‬ Folie à Deux| تود فيليبس (الولايات المتحدة)

مفاجأة الجزء الثاني هو أنه موسيقي. مشاهدٌ بديعة لجوكر ولليدي غاغا يغنيان في السجن وخارجه.

وسترن:

Horizon‪:‬ An American Saga‪-‬ Chapter Two

بصرف النظر عن إخفاق الفيلم تجارياً، الجزء الثاني أفضل من الأول في سبرِ غور الحياة في الغرب الأميركي البعيد.

«كل ما نتخيله ضوءاً» (لوكسبوكس)

* أنجح أفلام 2024 •

الجمهور السائد، وليس جمهور المهرجانات ولجان تحكيمها أو حتى النقاد، هو الذي يوجّه السينما ويدفع بالإنتاجات العالمية لاتّباع منهج التفكير الاقتصادي الصرف.

حالتان تقعان تبعاً لذلك، الأولى أن المنهج المادي يعني الإكثار من إنتاج الأفلام نفسها بعناوين مختلفة أو عبر أجزاء من سلسلة. يكفي نجاح فيلم واحد إلى حدٍ كبير، أو أعلى من المتوسط حتى يُنسخ أو يُطلِق سلسلةً متواصلة حتى الرّمق الأخير منها.

الحالة الثانية هي حالة الحصار الإنتاجي والتوزيعي التي يفرضها هذا الوضع على السينما المستقلة أو سينما المؤلف. التّوجه الطبيعي لهذه الأفلام هي المهرجانات السينمائية، بيد أن جمهور هذه المهرجانات محدودٌ ولا يصل إلى جيوب المنتجين، كما أن نجاح الفيلم إعلامياً في مهرجان ما، قد يُفيد انتقاله إلى المواقع بكثرة، وإلى مهرجانات أخرى وربما حتى إلى جوائز، لكنه لا يضمن له النجاح التجاري.

رغم هذا كانت هناك نجاحات تجارية في الدول الأوروبية ولو محدودة في نهاية الأمر.

الأفلام العشرة الأولى لعام 2024 حسب نجاحاتها الدولية (أي في شتّى الأسواق العالمية التي وصلتها) تؤكد ما سبق. كلّها معتدلة القيمة فنياً، باستثناء «Dune 2» الذي احتل المركز الخامس بإيراد دولي وصل إلى 714 مليوناً و444 ألفاً و358 دولاراً.

أما الفيلم الأول على القائمة فهو رسوم من ديزني عنوانه «Inside Out 2» جلب إيراداً عملاقاً جعله أكبر نجاحٍ للشركة في مجال أفلام الأنيميشن. الرقم النهائي لإيراداته هو مليار و698 مليوناً و641 ألفاً و117 دولاراً.

الفيلم الثاني هو أيضاً من إنتاج «ديزني» لكنه حيّ (ليس رسوماً)، «deadpool and wolverine» في حقيقته من أسوأ ما ظهر في 2024 من أفلام. وقد جلب ملياراً و338 مليوناً و073 ألفاً و645 دولاراً.

في المركز الثالث، فيلم رسومٍ آخرَ هو الجزء الرابع من «Despcable Me»، وهو من إنتاج يونيڤيرسال. لم يبلغ المليار لكنه اقترب منه: 969،459،798 دولاراً.

يتبعه في المركز الرابع «Moana 2» وهو بدوره رسوماً لديزني، أنجز نحو 700 مليونَ دولارٍ إلى الآن ولا يزال معروضاً بنجاح ما قد يرفعه إلى مركز أعلى.