الطريق إلى الأهرامات... رائعة إدوارد لير للبيع في مزاد

تصور مشهداً من الحياة اليومية في القاهرة تحت مظلة من أشجار الأكاسيا

TT

الطريق إلى الأهرامات... رائعة إدوارد لير للبيع في مزاد

كثيراً ما سحرت الأهرامات زوارها على مدى التاريخ، وكثيراً ما قام الفنانون بمحاولة نقل عظمة البناء الشاهق وهندسته المعجزة في لوحات ورسومات لا نهاية لها. وهو ما قام به الفنان الإنجليزي إدوار لير الذي زار القاهرة أربع مرات في القرن التاسع عشر، ولكننا هنا بصدد زيارة محددة له لمنطقة الأهرامات، والتي كان لها عليه أكبر الأثر؛ ما جعله ينتج لوحة من أجمل ما صور الفن الاستشراقي. اللوحة التي تعرضها «دار سوذبيز» في مزادها للفن الاستشراقي والذي يدور حالياً على الموقع الإلكتروني وسيختتم يوم 30 من هذا الشهر، تحمل عنوان «طريق الأهرامات - الجيزة»، وهي لوحة بارعة على كل المستويات وتشهد للفنان ومقدرته وخياله.
اللوحة نطالعها عبر الإنترنت، وهو أمر لا يشبع ولا يغني عن الرؤية الفعلية. ولكن ما باليد ولا للعين حيلة هنا. ولكن ينبغي الاعتراف بأن اللوحة وحتى من خلال شاشة الكومبيوتر تحمل سحرها معها، وتجذبنا لداخلها لنتمعن التفاصيل الصغيرة والكبيرة ونغوص مع الفنان في مشهد عاينه في يوم خريفي من شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 1872.
المشهد أمامنا لطريق ترابية واسعة على مد البصر وتحفّها على الجانبين أشجار الأكاسيا، التي تتضافر بانسجام مبهج للنظر لتكون مظلة خضراء من الأفرع والأوراق لتلقي بظلالها على المارة. الطريق كما نعرف من المعلومات التاريخية كانت حديثة التشييد؛ إذ قام المهندسون الفرنسيون بإنشائها في عام 1868 ضمن الاستعدادات لاحتفالات افتتاح قناة السويس ولتستقبل الإمبراطورة أوجيني زوجة الإمبراطور نابليون الثالث التي حضرت الاحتفالات.
لير كتب في مذكراته عن تأثير رؤية الطريق للمرة الأولى عليه «لا يوجد في الحياة شيء مبدع ومثير للاهتمام مثل هذه الطريق الجديدة التي تمتد حرفياً حتى الأهرامات... تأثير وجود هذا الجسر في وسط مجرى مياه واسع - له تأثير متفرد... هناك الكثير من الشاعرية في المنظر».
خلال حديث حول اللوحة والمزاد مع كلود بيننغ، رئيس قسم الفن الاستشراقي بـ«سوذبيز»، عن اللوحة وعن صانعها يشير إلى أن لير كان شخصاً متعدد المواهب والاهتمامات؛ فهو رسام وكاتب وشاعر وعاشق للترحال، وله اهتمام بالهندسة الحديثة. اللوحة كما يذكر هي ملك لمقتنٍ أميركي ابتاعها عام 1993 من «سوذبيز»، وها هي تعود للدار مرة أخرى لتبحث عن مالكها الجديد. للوحة خلفية وقصة تعود بنا إلى صداقة متينة بين لير وبين اللورد نورثبروك الذي كان راعيه الفني قد كلفه برسم اللوحة أمامنا. يقول بيننغ «أمامنا لوحة تشي بعمق ودقة الملاحظة لمشهد عاينه لير على طريق سفره للهند في عام 1872 بناءً على دعوة من صديقه اللورد نورثبروك». وحسب المعلومات التاريخية، فنعرف أن اللورد نورثبروك، وكان حاكم الهند وقتها، أرسل الدعوة لإدوار لير ليتجول في المقاطعات الهندية، ولكن لير اضطر إلى قطع الرحلة والنزول في السويس بسبب إصابته إثر وقوعه على متن السفينة، اتجه بعدها للإسكندرية، ثم عاد للقاهرة، حيث زار الطريق الحديثة نسبياً، وقام برسم بعض الاسكتشات الأولية للمنظر كما رآه. وحسب ما يذكر بيننغ، فيبدو أن لير قام بتنفيذ اللوحة أثناء إقامته في الهند عام 1873.
أقول لبيننغ «هناك صورة فوتوغرافية للطريق نفسها بتاريخ 1880 - 1889 وتبدو فيها الأشجار صغيرة جداً، وليست هناك تلك المظلة الخضراء المتعانقة الفروع والتي تهيمن على لوحة لير»، يقول «اللوحة تعبر عن إعجاب لير بالإعجاز الهندسي المتمثل في بناء جسر على مجرى النيل، ويعبر عن ذلك الإعجاب بالربط بين الأهرامات في خلفية الصورة وهذه الطريق. وإجابة عن سؤالك، فيمكن القول إن لير قد بالغ قليلاً من باب «الرخصة الفنية». أرد قائلة «هي رخصة فنية رائعة إذن».
وعودة للوحة ولتفاصيلها، نرى على جانبي الطريق المياه الهادئة المنسابة لنهر النيل، في حين تمنح الطريق الإطار المائي للتأكيد على انبهار الفنان بمعجزة بناء الجسر.
على الطريق نفسها يصور لير أشخاصاً من جميع شرائح المجتمع، فهنا شاب يمسك بلجام حماره بينما يتحدث مع رجل افترش الأرض الترابية بالقرب من حافة الطريق. أمامنا شيخ في مقدمة الصورة يمشي متكئاً على عصاته وقد أحنى رأسه، ونرى تفاصيل ملبسه من «الجلابية» والعمامة الحمراء اللون والشال يلتف حول عنقه وينسدل على كتفيه. هناك أشخاص توقفوا في منتصف الطريق لتبادل الحديث وسيدتان باللباس التقليدي «العباءة والبرقع» على ظهر حمارين على يسار الصورة. هناك تصوير للحركة المستمرة على الطريق مقارنة بالهدوء والثبات الذي يتمثل في مياه النهر على الجانبين، وأيضاً للأهرامات الشامخة في الخلفية. السير هنا مستمر، الجِمال تحمل ركابها بهوادة، هناك من ركب الحمير وهناك من يمشي على قدميه، أو اختار الجلوس للراحة، كما يبدو أن هناك محادثات بين مجموعات مختلفة.
المظلة الخضراء تحمي المارة من أشعة الشمس التي نرى نورها على النباتات الخضراء على الحواف وتوفر لنا نظرة عميقة لآخر الطريق الممتدة والمنتهية بنقطة مضيئة.
يجب القول هنا أن اللوحة رغم ما تثيره من حنين للماضي والتاريخ، فإن الفنان رسمها متأثراً بالحياة المعاصرة وبالإنجازات الهندسية التي سجلها أيضاً في اسكتش رسمه أثناء الرحلة لقناة السويس المشيدة حديثاً. اللوحة تعرضها الدار بمبلغ يتراوح ما بين 700 ألف ومليون جنيه إسترليني.

- «مجموعة نجد» وأعمال أخرى
من الأعمال الأخرى في المزاد، لوحة ثانية لإدوارد لير تمثل جبل سيناء والصحراء حوله، الفنان ينقل لنا الإحساس بضخامة الجبل بالمقارنة مع بناء كنيسة سانت كاترين التي تبدو مثل خط أبيض على يمين اللوحة. المقارنة أيضاً مع الأشخاص الجالسين في مقدمة اللوحة تجعلهم يبدون مثل أقزام في حضرة الجبل الهائل، المشهد كما يصفه بيننغ «سرمدي ومحمل بالتاريخ».
ومن الأعمال الأخرى لوحة شخصية رسمها الفنان فريدريك لويس وفيها يبدو جالساً بينما يرتدي الزي العربي وهو أمر اعتاده لويس أثناء وجوده في الشرق. اللوحة تبدو مألوفة، وهو ما يؤكده بيننغ بقوله، إن الفنان صور المنظر ذاته ضمن لوحة أكبر له.
ويضم المزاد آخر دفعة من «مجموعة نجد للفن الاستشراقي»، ومنها لوحات لعمالقة الفن الاستشراقي، مثل جان ليون جيروم «عازف العود» ولودفيك دويتش «السقاء» وآرثر بريدجمان «سحب القارب على النيل» ورودلف إيرنست «العازفان».



عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> نايف بن بندر السديري، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية، استقبل أول من أمس، الدكتور زهير حسين غنيم، الأمين العام للاتحاد العالمي للكشاف المسلم، والوفد المرافق له، حيث تم خلال اللقاء بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين. من جانبه، قدّم الأمين العام درع الاتحاد للسفير؛ تقديراً وعرفاناً لحُسن الاستقبال والحفاوة.
> حميد شبار، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا، التقى أول من أمس، وزير التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة الموريتاني لمرابط ولد بناهي. وعبّر الطرفان عن ارتياحهما لمستوى التعاون الاقتصادي في شقيه التجاري والاستثماري، وحرصهما واستعدادهما لدفع التبادل التجاري إلى ما يأمله البلدان الشقيقان؛ خدمةً لتعزيز النمو الاقتصادي، كما أكد الطرفان على ضرورة تبادل الخبرات في القطاع الزراعي؛ للرقي بهذا القطاع المهم إلى ما يعزز ويطور آليات الإنتاج في البلدين الشقيقين.
> إريك شوفالييه، سفير فرنسا لدى العراق، التقى أول من أمس، محافظ الديوانية ميثم الشهد؛ لبحث آفاق التعاون المشترك والنهوض به نحو الأفضل، وتم خلال اللقاء الذي أقيم في ديوان المحافظة، بحث إمكانية الاستثمار من قِبل الشركات الفرنسية في الديوانية، خصوصاً أنها تمتلك بيئة استثمارية جيدة، والتعاون المشترك بين فرنسا والحكومة المحلية في عدد من المجالات والقطاعات.
> عبد اللطيف جمعة باييف، سفير جمهورية قيرغيزستان لدى دولة الإمارات، التقى أول من أمس، اللواء الركن خليفة حارب الخييلي، وكيل وزارة الداخلية، بمقر الوزارة، بحضور عدد من ضباط وزارة الداخلية. وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الصديقين. ورحب اللواء الخييلي بزيارة السفير القيرغيزي، مؤكداً حرص الوزارة على توطيد علاقات التعاون والعمل المشترك مع البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الدولة.
> عبد الله حسين المرزوقي، القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة في مومباي، حضر أول من أمس، احتفالاً بذكرى يوم الدستور لجمهورية بولندا، الذي استضافه القنصل العام لبولندا داميان إرزيك، بحضور رؤساء البعثات الدبلوماسية في مومباي، وعدد من المسؤولين في الحكومة الهندية ورجال الأعمال.
> عمر عبيد الشامسي، سفير دولة الإمارات لدى المملكة الإسبانية، اجتمع أول من أمس، مع خوسيه لويس ديلبايي، مدير مكتبة «الإسكوريال» الملكية في إسبانيا، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون مع المكتبة. جاء ذلك خلال الجولة التي قام بها السفير في مكتبة «الإسكوريال والبازيليكا» الملكية، بالإضافة إلى المبنى الملكي للضيافة الذي كان يستقبل فيه الملك فيليب الثاني، ملك إسبانيا (1556 - 1598م)، مختلف سفراء دول العالم.
> ستيفن بوندي، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى مملكة البحرين، استقبله أول من أمس، الدكتور محمد بن مبارك جمعة، وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي بالبحرين؛ لمناقشة تعزيز أوجه التعاون في الجوانب التعليمية والثقافية، واستعراض أهم التجارب التعليمية الناجحة، كما تم بحث تعزيز الشراكة بين الجانبين في تدريب معلمي اللغة الإنجليزية بالمدارس الحكومية على مهارات وطرق تدريس الإعداد لاختبارات (TOEFL)، لزيادة مستويات التحصيل العلمي لدى طلبة المرحلة الثانوية في اللغة الإنجليزية.
> ماجد مصلح، سفير جمهورية مصر العربية لدى سريلانكا، استقبله أول من أمس، رئيس الوزراء السريلانكي دينيش غوناواردينا، حيث تناول اللقاء سُبل تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة. وأشاد رئيس الوزراء السريلانكي بعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين البلدين، مُسلطاً الضوء على دور البلدين في إقامة حركة عدم الانحياز، الأمر الذي كان له أثره الكبير على صعيد العلاقات الدولية بصفة عامة، ومصالح واستقلالية الدول النامية على وجه الخصوص.
> بيتر بروغل، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى تونس، التقى أول من أمس، رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة، بقصر باردو. وعبّر السفير عن استعداد بلاده لمواصلة دعم مجهودات تونس في مسارها التنموي ومؤازرتها اقتصادياً واجتماعياً. وأكد ارتياحه للمستوى الممتاز للعلاقات الثنائية، معبّراً عن تقديره للخطوات الإيجابية التي تم قطعها في مجال البناء الديمقراطي، كما اطلع على صلاحياته وطرق عمل المجلس وعلاقته بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم من جهة، وبالحكومة من جهة أخرى.