طارق صالح يشهر ذراعاً سياسية لقواته تحت مظلة الشرعية

TT

طارق صالح يشهر ذراعاً سياسية لقواته تحت مظلة الشرعية

أشهر العميد طارق صالح نجل شقيق رئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح أمس (الخميس) ذراعا سياسية لقواته الموجودة في الساحل الغربي المعروفة بقوات «المقاومة الوطنية» والمؤتلفة ضمن ما تعرف بالقوات المشتركة التي تضم أيضا قوات ألوية العمالقة والألوية التهامية.
وأكد طارق صالح في فعالية إشهار «المكتب السياسي» رغبته بأن يكون هذا الكيان السياسي الجديد «جزءاً من الشرعية» في مواجهة الحوثيين وليس بديلا لها، بحسب تعبيره.
وفي حين أشار إلى معاناة اليمنيين في المناطق الخاضعة للميليشيات الحوثية، قال إن المعركة مع الميليشيات «ليست معركة عسكرية فقط» إذ إنها بحسب تعبيره بحاحة إلى «السياسي والاقتصادي والجانب الاجتماعي والجانب القبلي والجانب التوعوي والجانب الديني للحفاظ على الهوية اليمنية».
ورحب نجل شقيق الرئيس الراحل بالمبادرة السعودية المعلنة أخيرا لإنهاء الحرب، وقال «نحن مع أي سلام عادل وشامل يحقق الأمن والاستقرار يحفظ دماء اليمنيين ويعيد لهم كرامتهم ويعيد النازحين إلى مساكنهم آمنين مطمئنين».
كما شدد في كلمته في حفل الإشهار على أن لليمنيين الحق في أن يختاروا من يحكمهم، عبر صناديق الاقتراع، مشيرا إلى أن الميليشيات الحوثية «أنهت العمل الديمقراطي وأغلقت الأحزاب وتفردت بالحكم».
وأضاف «نحن نطلق مشروعنا السياسي هذا إيمانا بالشرعية الدستورية وبالدستور اليمني، ومن حقنا أن نكون جزءاً سياسياً في هذا الوطن ضمن الشرعية».
وجدد طارق صالح التزامه بالسير على وصايا عمه الذي كان قتل علي يد الميليشيات الحوثية في 4 ديسمبر (كانون الأول) 2017 بعد أن فض التحالف معها وقاد انتفاضة ضدها، وقال «نحن امتداد لهذا التوجه وملتزمون بكل وصايا الزعيم (عمه صالح) ومن أهمها المصالحة الوطنية، لذلك نحن نمد أيدينا لمختلف القوى السياسية وللشرعية، وندعو الجميع لمصالحة وطنية واصطفاف وطني حقيقي لمواجهة المشروع المدعوم إيرانيا».
وعن الدوافع التي جعلته يعلن إشهار المكتب السياسي لقواته أشار طارق صالح إلى ما وصفه بـ«التجارب السابقة» من قبيل ما حصل في اتفاق استوكهولم حيث لم تكن قواته ممثلة في المشاورات التي أوقفت معركة استعادة الحديدة وموانئها، إذ يرى أن مثل هذا الاتفاق تسبب في استمرار سيطرة الحوثيين واعتداءاتهم على القرى والأحياء السكنية.
وترك نجل شقيق صالح الباب مفتوحا للانضمام إلى الكيان السياسي الذي أعلنه وقال «من يرد أن ينضم فسنتحالف معه ضمن الهدف السامي الذي هو استعادة الجمهورية مع مختلف القوى السياسية، سنتحاور معهم وسنبني تحالفات قبلية عسكرية لمواجهة الصلف الحوثي». بحسب تعبيره.
في السياق نفسه، أكد بيان إشهار المكتب السياسي لقوات نجل صالح على «الالتزام بالعمل على إعادة الاحتكام لصناديق الاقتراع والتداول السلمي للسلطة، مع الاستمرار عسكريا في مواجهة الحوثيين».
ودعا البيان إلى «تكاتف القوى الوطنية والتنسيق بين مختلف المكونات السياسية». وقال إن «تدمير العملية السياسية والتعددية الحزبية كانا وما يزالان أسوأ جرائم الميليشيات الحوثية لبناء السلطة الفردية المطلقة».
كما شدد البيان على «أهمية حماية المياه الإقليمية والممرات المائية، ورفض أي تهديد للتجارة العالمية عبر مضيق باب المندب» وأكد أن «اليمن سيظل عمقا استراتيجيا لأشقائه في دول الخليج والوطن العربي، ولن يكون مطلقاً تابعاً أو خاضعاً» لما وصفه بـ«المد الفارسي» في إشارة إلى إيران.
وكان طارق صالح أفلت من قبضة الميليشيات الحوثية بعد مقتل عمه في صنعاء ليؤسس لاحقا بإسناد من تحالف دعم الشرعية قوات منظمة تضم العديد من الألوية التي أطلق عليها ألوية «حراس الجمهورية» حيث ساهمت بفاعلية إلى جانب القوات المشتركة في استعادة مناطق واسعة من الساحل الغربي لليمن وصولا إلى محيط مدينة الحديدة.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.