«الإسترليني» يتهاوى بعد طعنة التضخم وتهديد اللقاحات

شركات التصنيع تتوقع ارتفاعاً سريعاً للإنتاج

هوى الإسترليني مقابل الدولار لأدنى مستوى منذ 6 فبراير بعد نتائج محبطة للتضخم وتهديدات أوروبية بوقف صادرات اللقاحات (أ.ب)
هوى الإسترليني مقابل الدولار لأدنى مستوى منذ 6 فبراير بعد نتائج محبطة للتضخم وتهديدات أوروبية بوقف صادرات اللقاحات (أ.ب)
TT

«الإسترليني» يتهاوى بعد طعنة التضخم وتهديد اللقاحات

هوى الإسترليني مقابل الدولار لأدنى مستوى منذ 6 فبراير بعد نتائج محبطة للتضخم وتهديدات أوروبية بوقف صادرات اللقاحات (أ.ب)
هوى الإسترليني مقابل الدولار لأدنى مستوى منذ 6 فبراير بعد نتائج محبطة للتضخم وتهديدات أوروبية بوقف صادرات اللقاحات (أ.ب)

تهاوى الجنيه الإسترليني بعدما أظهرت أرقام رسمية، الأربعاء، أن تضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا انخفض إلى 0.4 في المائة خلال فبراير (شباط) الماضي، من 0.7 في المائة خلال يناير (كانون الثاني) السابق عليه، مما يعكس نماذج غير معتادة للخصومات على الملابس... وذلك مقابل توقعات في استطلاع رأي أجرته «رويترز» بارتفاعه إلى 0.8 في المائة.
وزادت نتائج التراجع غير المتوقع للتضخم من حدة خسائر الجنيه الإسترليني التي بدأت الثلاثاء حين هبط إلى أدنى مستوى في 6 أسابيع مقابل الدولار الأميركي، بينما يدرس الاتحاد الأوروبي حظر صادرات لقاحات «كوفيد19» إلى بريطانيا التي تعتمد بشدة على الواردات في حملتها للتطعيم.
وانخفض الإسترليني مقابل العملة الأميركية إلى 1.3718 دولار بحلول الساعة 12:15 بتوقيت غرينيتش، وهو أدنى مستوى له منذ 6 فبراير الماضي. وأمام اليورو، تراجع الإسترليني إلى 86.25 بنس؛ وهو أدنى مستوى له مقابل العملة الأوروبية منذ 4 مارس (آذار).
ويأتي ذلك بينما كشف تقرير اقتصادي عن أن العام الذي شهد إغلاقات عدة في بريطانيا بسبب تفشى جائحة «كورونا»، قد كلف اقتصاد المملكة المتحدة 251 مليار دولار، ما يعادل إجمالي الإنتاج السنوي لجنوب شرقي إنجلترا أو نحو ضعف الإنتاج الخاص بأسكوتلندا.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة الـ«غارديان» البريطانية، فإن التحليل الذي أجراه «مركز أبحاث الاقتصادات والأعمال» وجد أنه في حين أن بريطانيا كلها عانت من دمار هائل بسبب القيود على النشاط منذ بدء أول إغلاق وطني، فإن بعض المناطق الأكثر فقراً عانت بشكل أكبر. وأضاف التقرير أن الفجوة بين الشمال والجنوب ستتسع ما لم تتخذ الحكومات خطوات لضمان ألا تتحمل الأجزاء الأقل ثراء في بريطانيا الخسائر الاقتصادية التي سببها الوباء بشكل غير متناسب.
وقال سام مايلى، الخبير في المركز، إن «التقرير يقارن توقعات مؤسسته لبريطانيا في فترة ما قبل «كورونا» بمستوى الناتج خلال الأشهر الـ12، بعدما أخبر رئيس الحكومة بوريس جونسون البريطانيين بأن عليهم البقاء في المنزل». وأشار إلى أن «القيمة المضافة الإجمالية التي تقيس قيمة السلع والخدمات التي ينتجها الاقتصاد مطروحة منها تكاليف المدخلات والمواد الخام اللازمة لتسليمها، كانت أقل بأكثر من 250 مليار جنيه إسترليني مما كان يمكن أن تكون عليه». كما أكد أن «إنفاق المستهلكين قد انخفض، بينما لا تزال الأعمال متضررة، ووجد كثير من الأفراد أنفسهم دون عمل. كما أن نوبات أخرى من القيود الخاصة بمنطقة معينة أضافت بعض التباين الإقليمي إلى الثروات الاقتصادية، وهو أمر أصبح أكثر أهمية نظراً لوعود الحكومة برفع المستوى».
وهذه العوامل، من بين عوامل أخرى لا حصر لها، أدت إلى تكلفة باهظة لاقتصاد بريطانيا، بالإضافة إلى التكلفة المدمرة لآلاف الأرواح المفقودة.
لكن رغم تلك النظرة السلبية، فإن نتائج مسح نشرها «اتحاد الصناعة البريطاني»، الثلاثاء، أظهرت أن شركات التصنيع في بريطانيا تتوقع نمواً سريعاً لناتجها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وأشار الاتحاد إلى أن نحو 30 في المائة من شركات التصنيع التي شملها المسح تتوقع تعافياً سريعاً لناتجها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وهي أعلى نسبة منذ أغسطس (آب) 2017.
في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر الطلبيات لدى قطاع التصنيع إلى «سالب 5 نقاط» مقابل «سالب 24 نقطة» خلال فبراير الماضي، وهو أقوى تحسن للمؤشر منذ أبريل (نيسان) 2019. بالمثل؛ ارتفع مؤشر طلبات التصدير إلى «سالب 20 نقطة» خلال الشهر الحالي مقابل «سالب 39 نقطة» خلال الشهر الماضي.
وقالت آنا ليتش، نائب كبير خبراء الاقتصاد في «اتحاد الصناعة البريطاني»: «إنه لأمر عظيم رؤية هذا التحسن في المزاج بين شركات التصنيع. ولكن الشركات تواصل مواجهة ارتفاع تكاليف الشحن ونقص المواد الخام».



العبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات تكافح التصحر

إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

العبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات تكافح التصحر

إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)

أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر السعودي، الدكتور خالد العبد القادر، أن مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16)، الذي سينعقد في الرياض مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل، فرصة سانحة لتعزيز التعاون الدولي للاستفادة من تجارب البلدان والشعوب الأخرى، وسيكون منصة مثالية لعرض نتائج مبادرات المملكة في هذا المجال، ومشاركة التجارب الناجحة، مثل زراعة الأشجار والمشاريع المستدامة، ودعوة الدول الأخرى لتبني استراتيجيات مماثلة لمكافحة التصحر.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» عن إتاحة الكثير من فرص الاستثمارات للقطاع الخاص الدولي والمحلي في مجالات عدّة، مرتبطة بالحلول الطبيعية لمكافحة التصحر، ومن ذلك دراسة لإعداد 10 مشاريع استثمارية في مشاتل النباتات البرية، ودراسة لتخصيص عدد من المتنزهات الوطنية، وإشراك الشركات والمؤسسات في استدامتها وتشجيرها، إلى جانب دراسة لتطوير 30 موقعاً لفرص السياحة البيئية في أراضي الغطاء النباتي، في خطوة تزيد من الرقعة الخضراء وتكافح التصحر في البلاد.

كما أفصح عن إنشاء وحدة لاستقبال المستثمرين وخدمتهم؛ بهدف تبني الأفكار النوعية، وتقديم التسهيلات وفق الأنظمة.

الأحزمة الخضراء

وتُعدّ مكافحة التصحر وحماية الغطاء النباتي من القضايا الحيوية التي تتبناها المملكة، في ظل الظروف المناخية القاسية، وتكثف الحكومة جهودها لتنمية الغابات وتطوير المتنزهات الوطنية، وإعادة تأهيل الأراضي، وإجراء الدراسات والأبحاث على البيئة النباتية، وحماية وإكثار النباتات المحلية، وإنشاء الأحزمة الخضراء.

وتابع الدكتور خالد العبد القادر، أن هناك جهوداً دولية متضافرة حيال مكافحة التصحر، وأن مؤتمر «كوب 16» يعزز الجهود العالمية تجاه قضايا الجفاف ومعالجة تدهور الأراضي، والحد من آثارها، مؤكداً أن استضافة المملكة لهذا الحدث إحدى أهم الخطوات التي تعزز حضورها دوليّاً في هذا المجال.

الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر السعودي (الشرق الأوسط)

وقال إن المملكة تندرج ضمن قائمة الدول التي تعاني تحديات التصحر، ويعزى ذلك في المقام الأول إلى الظروف المناخية القاسية. ولذلك؛ تبنّت مجموعة من المبادرات لمكافحة ذلك، بما فيها إطلاق مبادرة «السعودية الخضراء» التي تهدف إلى زراعة 400 مليون شجرة في جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2030، وزراعة 10 مليارات شجرة بحلول 2100، ما يعادل تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.

وطبقاً للدكتور العبد القادر، يستعد المركز لتدشين «موسم التشجير الوطني 2024» تحت شعار «نزرعها لمستقبلنا»، برعاية وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة المركز؛ بهدف إشراك الجهات من جميع القطاعات والمجتمعات المحلية والأفراد من مختلف الفئات في أعمال التشجير، وغرس الاهتمام به في الأجيال الجديدة؛ من أجل زيادة الرقعة الخضراء ومكافحة التصحر، إضافة إلى تأهيل مواقع الغطاء النباتي المتدهورة، والتوعية والحد من المُمارسات السلبية وتحسين جودة الحياة.

وأكد العبد القادر أن اهتمام المملكة بالقطاع البيئي ينبع من منطلق إدراكها أهميته في ترجمة التزاماتها ضمن مستهدفات «رؤية 2030»، وتحقيق الاستدامة البيئية وحمايتها؛ لذا وضعت استراتيجية وطنية بيئية إلى جانب هيكلة القطاع الذي انبثق عنه المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.

الحد من التلوث

وتهتم «رؤية 2030» بتعزيز مكانة المملكة في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية، ووضعت البيئة والتنمية المستدامة ضمن أهدافها الرئيسة، مع ضرورة الحفاظ عليها للأجيال القادمة، باعتبارها من المقومات الأساسية لجودة الحياة، والحد من التلوث، بحسب الدكتور خالد العبد القادر.

ووفق الرئيس التنفيذي، يلعب المركز دوراً محوريّاً في تحقيق أهداف الرؤية من خلال تنمية الموارد الطبيعية، عن طريق تطوير الخطط المدروسة لإدارة الموارد وتطبيقها في مختلف أنحاء المملكة، ويعمل أيضاً على تعزيز الاستدامة البيئية، حيث يوفر مختلف أشكال الدعم لمشاريع التشجير، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، وزيادة الوعي البيئي، وذلك عن طريق تنظيم الحملات التوعوية لتثقيف مختلف شرائح المجتمع حول أهمية الغطاء النباتي.

وواصل أنه تندرج مساهمات وأهداف المركز لتحقيق الاستدامة البيئية، والمستهدفات الوطنية التي تعزز بدورها مشاركة المملكة في المبادرات الدولية، ومن أهمها تحقيق المملكة الحياد الصفري في عام 2060.

إحدى المناطق في السعودية (الشرق الأوسط)

وأضاف أن المركز يساهم في تحقيق مستهدفات المملكة في مبادرتي «الشرق الأوسط الأخضر» و«السعودية الخضراء»، حيث وصل بالتعاون مع الشركاء من القطاعين العام والخاص والقطاع غير الربحي إلى زراعة ما يزيد على 95 مليون شجرة في مختلف أنحاء المملكة؛ ما يسهم في زيادة الرقعة الخضراء، واستصلاح الأراضي المتدهورة.

التعاون الدولي

وتطرق الرئيس التنفيذي للمركز إلى توقيع مذكرات التفاهم مع دول عدة، أبرزها باكستان، في مجال المبادرات والمشاريع وتبادل الخبرات، و«إيليون ريسورسيس غروب»، وشركة «بي جي أي ستنشن» المحدودة، بالتعاون مع وزارة الاستثمار.

ومن أهم المنظمات الدولية الذي تم توقيع مذكرات التفاهم معها في هذا المجال، منظمة الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والمنظمة الدولية للغذاء والزراعة، ومنظمة «الوكات» لاستدامة إدارة الأراضي.

وتضاف إلى ذلك مذكرات تفاهم قيد التنفيذ مع الصين في مجال مكافحة التصحر، ومركز البحوث الحرجية الدولية، والمركز الدولي للبحوث الزراعية الحرجية بدولة كينيا، وأيضاً المغرب في مجال تنمية الغطاء النباتي الطبيعي ومكافحة التصحر، ومصر فيما يخص الزيارات بين المختصين في تثبيت الكثبان الرملية، علاوة على مذكرات مع الصومال، وألبانيا، وكوستاريكا، وبوركينا فاسو، وطاجيكستان، في مجالات حماية البيئة والاستدامة البيئية.