أجندة الأعمال

أجندة الأعمال
TT

أجندة الأعمال

أجندة الأعمال

«بوينغ» تصرف راتبين لجميع موظفي الشركة في السعودية

* أعلنت شركة «بوينغ - السعودية» عن صرف راتبين أساسيين لمنسوبيها في السعودية، وذلك من منطلق وعي إدارة الشركة بدور موظفيها الفعال في إدارة دفة العمل وتحقيق أهداف الشركة ضمن الإطار العام لسياسة حكومة خادم الحرمين الشريفين الرشيدة للرقي بالوطن ورفاهية المواطن ولإتاحة الفرصة لمنسوبي الشركة ليشاركوا إخوانهم في القطاع الحكومي الفرحة التي عمت أنحاء المملكة.
وأوضح أحمد جزار رئيس «بوينغ» في السعودية قائلا: «لقد قررنا صرف راتب شهرين لجميع منسوبي الشركة العاملين في السعودية، وذلك لتعم الفرحة على الجميع بهذه المناسبة الغالية، بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم، وكذلك لدعم وتشجيع منسوبي الشركة، وعرفانا لهم بأنهم هم من يصنع نجاحات صرحنا العملاق والعريق في مجال الطيران والدفاع من أعلى القيادات حتى أصغر موظف، وانطلاقا من شعور الشركة بمسؤوليتها تجاه الوطن والمواطن ودورها الاستراتيجي في تحقيق الحياة الأمثل للمواطن، سائلين المولى العزيز القدير أن يديم نعمة الأمن والأمان علينا بقيادة حكومتنا الرشيدة».
وفي الختام عبر جزار عن شكره وامتنانه لهذه اللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين لأبناء وبنات هذا الوطن الغالي، وكل ما يقدمه لنهضة البلاد، سائلا المولى عز وجل أن يديم على المملكة أمنها واستقرارها.

أمير منطقة المدينة المنورة يكرم البنك السعودي الفرنسي ضمن فعاليات ملتقى سوق العمل

* كرم أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز البنك السعودي الفرنسي الشريك الاستراتيجي في فعاليات ملتقى المدينة المنورة لسوق العمل والتوظيف الذي نظمته الغرفة التجارية مؤخرا.
من جهته قال منير محمد خياط رئيس مجموعة الموارد البشرية: إن «مشاركة البنك السعودي الفرنسي في فعاليات ملتقى المدينة المنورة حرصا منا على استقطاب الكوادر السعودية المؤهلة في مجال صناعة العمل المصرفي وإعدادهم لشغل الوظائف التخصصية والإشرافية، بالتنسيق مع الجامعات والمعاهد التي يحرص البنك السعودي الفرنسي على بناء علاقات استراتيجية معها لدعم برنامج التدريب التعاوني الذي يقوم البنك من خلاله بتدريب طلبة الجامعات».
يذكر أن البنك السعودي الفرنسي يقدم الكثير من البرامج التدريبية لتطوير إمكانيات الخريجين ويحرص على اكتسابهم التأهيل المصرفي المناسب، ومن أهم البرامج في السوق المصرفية برنامج التأهيل المصرفي «The Banker» والذي أطلقه البنك في أكتوبر (تشرين الأول) 2014م، حيث يهدف البرنامج إلى تأهيل حديثي التخرج وتوفير المناخ الأنسب لهم بالتدريب النظري والعملي الذي يمتد لمدة عام كامل.

«بي إيه إي سيستمز» تستثمر بالكوادر الوطنية

* دشنت «بي إيه إي سيستمز» للعام الحالي المرحلة الثالثة والعشرين من برنامج الخريجين الجامعيين امتدادا لجهود شركة «بي إيه إي سيستمز» السعودية في الاستثمار في القوى البشرية السعودية، ودعم سوق العمل السعودية بالكفاءات والمهارات، وكذلك تحقيق لأحد أهم أهداف الشركة الاستراتيجية في توطين الوظائف، حيث تستقطب الشركة عدداً من الخريجين لهذا البرنامج السنوي والذي يمتد لسنتين يتم خلالهما تدريبهم على رأس العمل داخل المملكة وفي مقرات الشركة في المملكة المتحدة، لإتاحة الفرصة لهم لتبادل الخبرات والمهارات اللازمة مع عدد من الخبراء ومن ثم تأهيلهم لمناصب قيادية بالشركة حيث انضم للبرنامج هذا العام 23 سعوديا حديثي التخرج من الحاصلين على شهادات البكالوريوس والماجستير.
من جانبه أوضح عبد الرحمن بن معمّر رئيس السعودة وإدارة الموهوبين بأن نشاط الشركة وتفوقها في مجال السعودة يعود إلى دقة الاختيار والحرص على استقطاب الكفاءات المؤهلة لتدريبها وصقلها في مختلف التخصصات، حتى يكونوا مع أقرانهم سواعد تستمر في بناء كيان الشركة وخدمة الوطن.
يذكر أن برنامج الخريجين بدأ عام 1992م، وتخرج فيه مئات من السعوديين الذين تم تطوير مهاراتهم وخبراتهم حتى أصبحوا من القيادات السعودية التي تفخر شركة «بي إيه إي سيستمز» السعودية بوجودهم معها.

«العربي الوطني» يصرف راتب شهرين لمنسوبيه

* تماشيا مع الأوامر الملكية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القائمة على الحرص الدائم من الحكومة الرشيدة على ما فيه خير الوطن والمواطنين، أعلن المهندس صلاح بن راشد الراشد رئيس مجلس إدارة البنك العربي الوطني عن صرف راتب شهرين لجميع موظفي البنك.
وبهذه المناسبة قال الراشد: «نيابة عن أعضاء مجلس إدارة البنك وجميع منسوبيه نتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين بخالص الشكر والتقدير للفتة الأبوية الكريمة سائلين المولى عز وجل أن يحفظه ويسدد خطاه وأن يوفق قيادتنا الرشيدة لمواصلة مسيرة النمو والازدهار ويديم على بلادنا الحبيبة نعمة الأمن والاستقرار».

جمعية القلب السعودية تشدد على دورات إنعاش القلب

* شدد الدكتور هاني نجم، رئيس الإنعاش القلبي الرئوي في جمعية القلب السعودية، على ضرورة إلزام كل الممارسين الصحيين لدورات الإنعاش القلبي بالحصول على شهادة الإنعاش القلبي الرئوي لتمكنهم من الحصول على الترخيص لممارسة أي مهنة صحية.
وأوضح الدكتور نجم «هناك مستويان من شهادة الإنعاش القلبي والرئوي، أولهما وهو إلزامي على جميع الممارسين من الأطباء والممرضين والفنيين، وثانيهما المستوى المتقدم ويلزم به فقط بعض الأطباء في العناية المركزة وتخصصات القلب الدقيق»، مشيرا إلى أن معظم المستشفيات الحكومية لها أقسام تدريب خاصة بها لتدريب الكادر الطبي بهذه الدورات. وقد أصدرت هيئة التخصصات الصحية السعودية خطابا من مجلس الأمناء في 2008 بأن الشهادة المعتمدة الوحيدة الأولى في المملكة هي شهادة جمعية القلب السعودية، غير أنه يرى أن كيفية تنفيذ هذه الدورات من مراكز التدريب يتحتم عليها أن تخضع لرقابة جمعية القلب السعودية، حيث إنه يبنى على أساس هذه الشهادات الترخيص للممارسين الصحيين، وهناك وجود لبعض المراكز التي تحاول اتباع جمعية القلب الأميركية وتتجنب اتباع جمعية القلب السعودية، في حين أن جمعية القلب الأميركية ليست لها وجود فعلي في المملكة، بل فقط تعترف بالمراكز هذه وتترك لهم حبل العنان دون رقابة.
وتابع نجم بالقول «لا بد أن أذكر أننا ليس لدينا مانع من التعامل مع جمعية القلب الأميركية كجمعية، وبالتالي نعترف بما تصدره هذه الجمعية المعترف بها عالميا، ولكن لا بد من اتخاذ الحيطة والحذر وتشديد المراقبة، في حالة دخول جمعية القلب الأميركية في الشؤون الصحية للمملكة العربية السعودية من دون رقيب، كما لا بد من معالجة ومراجعة الاعتراف بالمراكز داخليا. ومن الجدير بالذكر أن جمعية القلب الأميركية ليس لها وجود قانوني ولا تتبع لأي هيئة طبية سعودية في المملكة، وهذا وجه الاختلاف بيننا».

«طيران ناس» يعين منصور الحربي في منصب رئيس قطاع العمليات

* أعلن «طيران ناس»، الناقل الوطني السعودي، عن تعيين الكابتن منصور بن عبيد الحربي في منصب رئيس قطاع العمليات، وذلك في إطار تطوير العمليات بالناقل الوطني السعودي واستنادا إلى الخبرات الكبيرة والمتعددة التي يتمتع بها.
وعبر بول بيرن، الرئيس التنفيذي لـ«طيران ناس»، عن ترحيبه بهذه الخطوة، مشيرا إلى أنها تأتي في إطار تطوير العمليات بالناقل الوطني السعودي. وقال بيرن: «من المؤكد أن الكابتن منصور الحربي يتمتع بخبرات كثيرة في قطاع العمليات، ولديه سجلّ حافل بالإنجازات، ونحن نرى أن من الطبيعي تعيينه في هذا المنصب الهام بعد سنوات من العمل بـ(طيران ناس) نجح فيها في تطوير جوانب كثيرة في كل الوحدات التي عمل بها. نتمنى له كل النجاح والتوفيق في مهمته الجديدة».
ويتمتع رئيس قطاع العمليات الجديد بخبرة تمتد إلى 25 عاما في مجال الطيران تقلد خلالها مناصب كثيرة في مجال الطيران والتدريب بوزارة الدفاع، وانضم إلى «طيران ناس» في عام 2009 كمدير للتدريب، وبعدها كمساعد مدير العمليات. وفي عام 2011 تم تعيينه ليصبح المدير العام التنفيذي للعمليات الجوية، إذ وقعت على عاتقه وحدات كثيرة، منها: العمليات الجوية، قسم التدريب، قسم الخدمات الجوية، المقاييس والجودة، ومركز تحكم العمليات.
ومن جهته، عبر الكابتن الحربي عن تقديره للشركة قائلا: «لا بد لي من توجيه الشكر والتقدير لإدارة (طيران ناس) على هذه الثقة الكبيرة، وسأسعى لبذل المزيد من الجهود من أجل تطوير قطاع العمليات والارتقاء به لما فيه صالح الناقل الوطني السعودي وضيوفه».

عرض ساعات «كاسيو بيبي جي» بالشراكة مع آلاء بلخي مصممة فيونكا

* نظمت شركة محمود صالح أبار، الوكيل المعتمد لمنتجات «كاسيو» في المملكة، بالشراكة مع آلاء بلخي، مصممة ماركة فيونكا، أخيرا، عرضا للإصدار الخاص لموديلات ساعات «كاسيو بيبي جي» من تصميم آلاء بلخي «بلوفت ميدل إيست LOFT ME»، بجده، حضره عدد من سيدات المجتمع ومجموعة من الفنانين الشباب وإعلاميين والمهتمين بتصاميم الساعات الشبابية التي تلقى رواجا وقبولا لدى فئة الشباب بالسوق السعودية. وقد أبدى الحضور إعجابهم بعرض ساعات «كاسيو بيبى جي»، وأسلوب التصاميم لأناقتها ورقتها ووظائفها المتنوعة. وسيتم عرض هذه الساعات في كافة معارض شركة أبار بالمملكة، ومحلات فيرجن ميجاستور، وسويت 966، ومحلات لايف ستور.
يذكر أن لدى شركة أبار خطة طموحه للترويج لساعات «كاسيو» بالمشاركة، ورعاية الفعاليات الاجتماعية، والثقافية، والرياضية، لتعريف شريحة الشباب بساعات «كاسيو» بمختلف فئاتها ودعما للمواهب الفنية المحلية.

توقيع اتفاقية شراكة ترويجية بين شركتي جانسن والرياض فارما

* تتويجًا للتعاون الذي أعقب توقيع مذكرة التفاهم بينهما، وقعت شركة جانسن البلجيكية وشركة المنتجات الطبية والتجميلية (رياض فارما) اتفاقية شراكة ترويجية في السعودية لمدة 5 سنوات ومثل شركة جانسن في مراسم التوقيع إيان فاندر جوتن المشرف العام لشركة جانسن (لمجلس التعاون الخليجي)، فيما مثل شركة الرياض فارما الدكتور وليد أمين الكيالي، المدير التنفيذي لشركة المنتجات الطبية والتجميلية (الرياض فارما).
وعلى هامش التوقيع ثمن الدكتور وليد الكيالي هذه الاتفاقية، منوهًا بأنها تهدف إلى التعاون في تصنيع وتسويق بعض المنتجات الصيدلانية لشركة جانسن البلجيكية في مصنع (الرياض فارما) السعودي.
وأضاف: سوف ينعكس ذلك في تقوية العلاقات السعودية البلجيكية في جميع المجالات العلمية والاقتصادية، إضافة إلى نقل تقنية الصناعة الدوائية وتوطينها في المملكة العربية السعودية ودعم الاكتفاء الذاتي للمنتجات الدوائية والارتقاء بمستوى الصناعات الصيدلانية الوطنية، ووصولها إلى مستويات الجودة العالمية، مشددًا على أن ذلك سيصب في مصلحة المريض أولًا وآخرًا وسوف يساهم في توفير الدواء بصورة دائمة، كما أنه يلبي عدة أهداف تتعلق بالشروط الصحية للدواء من خلال تفادي مؤثرات عمليات النقل والتقلبات الجوية وما ينجم عنها من تأثير سلبي في كفاءة المنتج وحيويته.
من جهته ثمن إيان فاندر جوتن هذه الاتفاقية، معربًا عن ثقته بشركة الرياض فارما وما تملكه من قدرات وخبرات عريقة في المملكة ما جعلها محط ثقة شركة جانسن لاختيارها شريكًا في المملكة لمدة 5 سنوات.
يذكر أن شركة الحياة الطبية وشركة المنتجات الطبية (الرياض فارما) من أكبر شركات ومصانع الأدوية في السعودية، وتسعيان لتلبية الاحتياجات الطبية والصيدلانية لمختلف المشافي والمرضى في المملكة عبر منافذ نوفير الأدوية لما يربو على أربعين عامًا. كما تلتزم الشركتان بتوريد وتأمين الأدوية من خلال التصنيع والاستيراد وفق المعايير العلمية ومستويات الجودة في هذا الصدد.



الانتخاب الرئاسي... خطوة أولى لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية

الكرسي الرئاسي الشاغر في «قصر بعبدا» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون (رويترز)
الكرسي الرئاسي الشاغر في «قصر بعبدا» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون (رويترز)
TT

الانتخاب الرئاسي... خطوة أولى لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية

الكرسي الرئاسي الشاغر في «قصر بعبدا» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون (رويترز)
الكرسي الرئاسي الشاغر في «قصر بعبدا» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون (رويترز)

منذ عام 2019، يشهد لبنان واحدة من أشد الأزمات الاقتصادية والمالية في تاريخه الحديث... أزمة تجاوزت نطاق الاقتصاد لتؤثر بشكل حاد في جميع جوانب الحياة، فقد أثقلت هذه الأزمة كاهل المواطن اللبناني، وأغرقت البلاد في دوامة من انهيار شامل للنظامين المالي والاقتصادي، بعد أن فقدت العملة المحلية أكثر من 95 في المائة من قيمتها. ونتيجة لذلك، تفشى التضخم بشكل غير مسبوق مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات إلى مستويات قياسية، في حين قفزت معدلات الفقر والبطالة بشكل دراماتيكي.

وفي خضم هذا الواقع المأساوي، شلّت الصراعات السياسية الحادة مؤسسات الدولة، فقد تعمقت الانقسامات إلى حد أن الحكومة أصبحت عاجزة عن اتخاذ خطوات حاسمة لمعالجة الأزمة جذرياً. ومع تفاقم الأوضاع، أضافت الحرب الأخيرة مع إسرائيل عبئاً جديداً على لبنان، مخلّفة خسائر بشرية ومادية هائلة قدّرها «البنك الدولي» بنحو 8.5 مليار دولار، وزادت من تعقيد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، فقد بات من الصعب تصور أي إمكانية لاحتواء أعبائها في غياب انتخاب رئيس للجمهورية.

المنصب الرئاسي والمأزق الاقتصادي

المنصب الرئاسي، الذي لا يزال شاغراً منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، يحمل للفائز به قائمة طويلة من التحديات الاقتصادية والمالية المتراكمة، التي باتت تهدد بنية الدولة وكيانها. فقد أدى غياب هذا المنصب إلى تعطيل عملية تشكيل الحكومة، مما جعل الدولة غير قادرة على التفاوض بجدية مع الجهات الدولية المانحة التي يحتاج إليها لبنان بقوة لإعادة إحياء اقتصاده، مثل «صندوق النقد الدولي» الذي يشترط إصلاحات اقتصادية ومالية جذرية مقابل أي دعم مالي يمكن أن يوفره.

وعليه؛ فإن انتخاب رئيس جديد للجمهورية يمثل أولوية ملحة ليس فقط لاستعادة الثقة المحلية والدولية، بل أيضاً ليكون مدخلاً أساسياً لبدء مسار الإصلاحات التي طال انتظارها.

ومن بين أبرز هذه التحديات، ملف إعادة الإعمار، الذي تُقدر تكلفته بأكثر من 6 مليارات دولار، وفق موقع «الدولية للمعلومات»، وهو عبء مالي ضخم يتطلب موارد هائلة وجهوداً استثنائية لتأمين التمويل اللازم.

لكن عملية إعادة الإعمار ليست مجرد عملية تقنية لإصلاح البنية التحتية أو ترميم الأضرار، بل هي اختبار حقيقي لقدرة الدولة على استعادة مكانتها وتفعيل دورها الإقليمي والدولي. وفي هذا السياق، تبرز الحاجة الملحة إلى رئيس يتمتع برؤية استراتيجية وشبكة واسعة من العلاقات الدولية، وقادر على استخدام مفاتيح التواصل الفعّال مع الدول المانحة والمؤسسات المالية الكبرى. فمن دون قيادة سياسية موحدة تتمتع بالصدقية، فستبقى فرص استقطاب الدعم الخارجي محدودة، خصوصاً أن الثقة الدولية بالسلطات اللبنانية تعرضت لاهتزاز كبير في السنوات الأخيرة بسبب سوء الإدارة وغياب الإصلاحات الهيكلية.

مواطنون وسط جانب من الدمار الناجم عن الغارات الجوية الإسرائيلية بمنطقة الشويفات (رويترز)

فرصة محورية لإحداث التغيير

كما يأتي انتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس بوصفه فرصة محورية لإحداث تغيير في مسار الأزمات المتراكمة التي يعاني منها لبنان، والتي تفاقمت بشكل حاد خلال عام 2024؛ بسبب الصراعات المتصاعدة والأزمة الاقتصادية الممتدة.

ومع انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة -5.7 في المائة خلال الربع الرابع من 2024، انعكست التداعيات السلبية بوضوح على الاقتصاد، فقد تراجعت معدلات النمو بشكل كبير منذ عام 2019، ليصل الانخفاض التراكمي إلى أكثر من 38 في المائة عام 2024، مقارنة بـ34 في المائة خلال العام السابق عليه. وتزامن هذا التدهور مع تصعيد الصراع في الربع الأخير من 2024، مما أضاف آثاراً إنسانية مدمرة، مثل النزوح الجماعي والدمار واسع النطاق، وبالتالي أدى إلى خفض إضافي في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 6.6 في المائة بحلول منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. وكان قطاع السياحة، الذي يمثل أحد أعمدة الاقتصاد اللبناني، من بين الأشد تضرراً، فقد تراجعت عائداته لتتحول من فائض إلى عجز بنسبة -1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2024.

منصب حاكم «المصرف المركزي»

كذلك يمثل هذا الحدث محطة مهمة لإصلاح المؤسسات اللبنانية، بما في ذلك معالجة الشغور في المناصب القيادية التي تُعد ركيزة أساسية لاستقرار البلاد. ومن بين هذه المناصب، حاكم «مصرف لبنان» الذي بقي شاغراً منذ انتهاء ولاية رياض سلامة في 31 يوليو (تموز) 2023، على الرغم من تعيين وسيم منصوري حاكماً بالإنابة. لذا، فإن تعيين خَلَفٍ أصيل لحاكم «المصرف المركزي» يُعدّ خطوة حاسمة لضمان استقرار النظامين المالي والنقدي، خصوصاً أن «مصرف لبنان» يشكل محوراً رئيسياً في استعادة الثقة بالنظامين المصرفي والمالي للبلاد.

مقر «مصرف لبنان المركزي» في بيروت (رويترز)

علاوة على ذلك، سيجد الرئيس الجديد نفسه أمام تحدي إصلاح «القطاع المصرفي» الذي يُعدّ جوهر الأزمة الاقتصادية. فملف المصارف والمودعين يتطلب رؤية شاملة لإعادة هيكلة القطاع بطريقة شفافة وعادلة، تُعيد ثقة المودعين وتوزع الخسائر بشكل منصف بين المصارف والحكومة والمودعين. ومع إدراج لبنان على «اللائحة الرمادية» وتخلفه عن سداد ديونه السيادية، تصبح هذه الإصلاحات ضرورية لاستعادة العلاقات بالمؤسسات المالية الدولية، واستقطاب التمويل اللازم، ومنع إدراج لبنان على «اللائحة السوداء». ناهيك بورشة إصلاح القطاع العام وترشيده وتفعيله، فتكلفة مرتَّبات القطاع العام مرتفعة جداً نسبةً إلى المعايير الدولية. فعلى مرّ السنين، شكّل مجموع رواتب وتعويضات القطاع العام لموظفي الخدمة الفعلية والمتقاعدين (وعددهم نحو 340 ألفاً) نحو 40 في المائة من إجمالي نفقات الموازنة، الأمر الذي شكّل عبئاً فادحاً على مالية الدولة والاقتصاد عموماً.

آمال اللبنانيين في قيادة جديدة

وسط هذه الأزمات المتشابكة، يعوّل اللبنانيون على انتخاب رئيس جديد للجمهورية لفتح نافذة أمل على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. فمن المأمول أن يسعى الرئيس المقبل، بدعم من حكومة فاعلة، إلى إعادة بناء الثقة الدولية والمحلية، واستعادة الاستقرار السياسي، وهما شرطان أساسيان لوقف التدهور الاقتصادي وتحفيز النمو. فاستعادة قطاع السياحة؛ الرافعة الأساسية للاقتصاد اللبناني، على سبيل المثال، تتطلب تحسين الأوضاع الأمنية وتعزيز الثقة بلبنان بوصفه وجهة آمنة وجاذبة للاستثمارات. وهذه الأمور لن تتحقق إلا بوجود قيادة سياسية قادرة على تقديم رؤية استراتيجية واضحة لإعادة الإعمار وتحقيق الإصلاحات الضرورية. وبالنظر إلى العجز المستمر في الحساب الجاري والانخفاض الكبير في الناتج المحلي الإجمالي، يصبح نجاح الرئيس الجديد في معالجة هذه الملفات عاملاً حاسماً لإنقاذ لبنان من أزمته العميقة، وإعادة توجيه الاقتصاد نحو التعافي والنمو المستدام.