انفجار دراجة نارية في بغداد... واعتقال 8 إرهابيين

مقتل وإصابة 7 أشخاص في نزاع عشائري جنوب العراق

عناصر أمن يعاينون حطام دراجة نارية مفخخة في منطقة بغداد الجديدة أمس (أ.ب)
عناصر أمن يعاينون حطام دراجة نارية مفخخة في منطقة بغداد الجديدة أمس (أ.ب)
TT

انفجار دراجة نارية في بغداد... واعتقال 8 إرهابيين

عناصر أمن يعاينون حطام دراجة نارية مفخخة في منطقة بغداد الجديدة أمس (أ.ب)
عناصر أمن يعاينون حطام دراجة نارية مفخخة في منطقة بغداد الجديدة أمس (أ.ب)

شهد العراق، أمس، سلسلة حوادث أمنية، تصدرها انفجار دراجة نارية أودى بحياة صاحبها، وأدى إلى إصابة آخرين، إلى جانب نزاع عشائري في جنوب البلاد تسبب في مقتل وإصابة 7 أشخاص، إضافة إلى عمليات عسكرية نفذتها القوات العراقية وطيران التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، مع إلقاء القبض على 8 مطلوبين.
وقالت خلية الإعلام الأمني، في بيان، إن «عبوة ناسفة داخل دراجة نارية انفجرت على طريق القناة، باتجاه منطقة بغداد الجديدة شرق العاصمة». وأضافت أن «الانفجار أدى إلى مقتل صاحب الدراجة، وإصابة آخر كان برفقته». وتحدثت مصادر أمنية عن أن التحقيقات الأولية كشفت عن وجود عبوات ناسفة وقنابل يدوية كان يحملها صاحب الدراجة تسببت بمقتل صاحبها، وإصابة اثنين آخرين. وتقول مصادر أخرى إن «سائق الدراجة اصطدم بعجلة نوع (جيب)، ما أدى إلى انقلابها وانفجارها».
وفي حي المنصور ببغداد، اغتيل أول من أمس ضابط في جهاز المخابرات، ما أثار مخاوف أعضاء من لجنة الأمن والدفاع النيابية من أن «تؤدي عمليات الاغتيال التي تطال ضباطاً في أجهزة الدولة إلى انفلات أمني». وقتل مدني بهجوم مسلح، أمس، في مدينة الصدر شرق العاصمة.
وفي بغداد أيضاً، واصلت قيادة عمليات بغداد رفع بعض نقاط التفتيش الأمنية المنتشرة بكثافة في العاصمة بغداد، في مسعى من السلطات للتأكيد على استقرار أوضاع الأمن. وبعد رفع مجموعة من النقاط في جانب الكرخ من بغداد خلال الأيام القليلة الماضية، قامت عمليات بغداد، أمس، برفع نقاط التفتيش في شارع فلسطين، ومنطقة الأعظمية، والنقطة القريبة من السفارة التركية في حي الوزيرية. وبشأن العمليات التي ينفذها بشكل دوري طيران التحالف الدولي ضد بقايا «داعش» في العراق، أعلنت خلية الإعلام الأمني، أمس، عن قيامه بتدمير 39 وكراً لعناصره بضربات جوية في جبال قره جوغ شمال البلاد.
وذكرت الخلية، في بيان، أن «طيران التحالف الدولي، بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة، نفذ سلسلة ضربات جوية بلغت 18 ضربة في جبال قره جوغ، ضمن قاطع عمليات نينوى، أسفرت عن تدمير 39 وكراً للإرهابيين».
وفي نينوى أيضاً، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، أمس (الثلاثاء)، عن إحباط عملية إرهابية بدراجة مفخخة غرب المحافظة. وقالت المديرية، في بيان: «استناداً إلى معلومات استخبارية مؤكدة أشارت إلى وجود مضافة عبارة عن غرفة من الطين في منطقة عباءة بالقرب من بحيرة سنيسلة غرب نينوى، تخفي بداخلها دراجة مفخخة معدة لاستهداف المدنيين وقطعاتنا الأمنية». وأوضحت أن قوة أمنية «داهمت المضافة، واستولت على الدراجة المفخخة».
وبدوره، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول عبد الله، أمس، عن إلقاء القبض على 8 إرهابيين، بينهم قيادي في تنظيم داعش، في محافظات عدة. وقال رسول، في بيان، إن «جهاز مكافحة الإرهاب نفذ سلسلة من العمليات الناجحة، إحداها كانت في إقليم كردستان، تمكن فيها فوج السليمانية من إلقاء القبض على هدفين بالجرم المشهود في حلبجة بعد توفير المعلومات الاستخبارية من قبل جهاز مكافحة الإرهاب».
وأعلن عن «إلقاء القبض على عنصرين من (داعش) في مخمور والشرقاط اشتركا بتنفيذ هجمات على نقاط القوات الأمنية». وذكر رسول في بيانه أن «جهاز مكافحة الإرهاب وجه ضربة موجعة إلى العصابات الإرهابية، من خلال القبض على ما يُسمى (أمني قاطع العظيم)، والإرهابي أبو ياسر، حيث ألقي القبض عليه مع مرافقيه في منطقة الدورة بالعاصمة بغداد».
وأشار إلى أن «جهاز مكافحة الإرهاب اختتم سلسلة عملياته بإلقاء القبض على إرهابي من عصابات (داعش) غرب بغداد، ليبلغ عدد من ألقي القبض عليهم من قبل الجهاز 8 إرهابيين».
وفي محافظة ذي قار الجنوبية، حيث تسبب نزاع عشائري بمقتل وإصابة 7 أشخاص، أفادت مصادر أمنية من هناك أن «النزاع اندلع بين عشيرتي الزوامل وآل غزي في ناحية أور شرق مدينة الناصرية، واستمر لبضع ساعات، استخدم خلالها مختلف الأسلحة النارية الخفيفة والمتوسطة، ما تسبب بمقتل شخصين، وإصابة 5 آخرين بجروح، واستدعى تطويق منطقة النزاع بعد ذلك من قبل الأجهزة الأمنية».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم