إثيوبيا لملء «السد» في يوليو... وتوقعات باستئناف المفاوضات قريباً

آبي أحمد لا يريد حرباً مع السودان «الشقيق»... ومصر تسعى لحل دبلوماسي

آبي أحمد يتحدث إلى البرلمان الإثيوبي نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
آبي أحمد يتحدث إلى البرلمان الإثيوبي نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

إثيوبيا لملء «السد» في يوليو... وتوقعات باستئناف المفاوضات قريباً

آبي أحمد يتحدث إلى البرلمان الإثيوبي نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
آبي أحمد يتحدث إلى البرلمان الإثيوبي نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

أكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمس، أن بلاده لا تريد الانخراط في حرب مع السودان، في وقت يثير التوتر المرتبط بمنطقة حدودية متنازع عليها مخاوف من اندلاع نزاع أوسع، لكنه في الوقت نفسه أكد عزم بلاده على المضي قدما في الملء الثاني للسد في موعد في يوليو (تموز) المقبل، حتى دون اتفاق مع مصر والسودان، مشيرا إلى أن أديس أبابا ستخسر مليار دولار في حال لم تفعل.
وقال آبي أمام البرلمان «لدى إثيوبيا كثير من المشاكل، ولا استعداد لدينا للدخول في معركة. لا نحتاج إلى حرب. من الأفضل تسوية المسألة بشكل سلمي». وشدد على أن بلاده «لا تريد حربا» مع السودان على خلفية النزاع على الأراضي المتواصل منذ عقود بين الطرفين، واصفا السودان بأنه «بلد شقيق» يحب شعبه إثيوبيا.
ويتنازع البلدان على منطقة الفشقة الزراعية التي تقع بين نهرين، حيث تلتقي منطقتا أمهرة وتيغراي في شمال إثيوبيا بولاية القضارف الواقعة في شرق السودان. ويطالب البلدان بالمنطقة الخصبة والتي كانت بؤرة توتر مؤخرا بينما فر نحو 60 ألف لاجئ باتّجاه السودان من المعارك التي وقعت في تيغراي الإثيوبية.
من جهتها، ردت مصر على رسائل إثيوبية متتالية، تؤكد اعتزامها تعبئة «سد النهضة» في يوليو (تموز) المقبل، دون النظر للتوصل لاتفاق، بالتأكيد على مساعيها لحل النزاع عبر «الطرق الدبلوماسية».
وفي تجاهل للتحذيرات المصرية والسودانية، قال آبي أحمد، إن «الملء الثاني لسد النهضة في موعده عند موسم الأمطار في يوليو (تموز) المقبل».
وأضاف أن «بلاده ليس لديها أي رغبة على الإطلاق في إلحاق الضرر بمصر أو السودان، لكنها لا تريد أن تعيش في الظلام»، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية.
وتسعى إثيوبيا إلى توليد الطاقة الكهربائية عبر السد العملاق الذي تشيده منذ عام 2011 ووصل بناؤه إلى 79 في المائة.
وفي محاولة لطمأنة مصر والسودان، قال رئيس الوزراء الإثيوبي، «حين نحتجز المياه سنعمل على التأكد من أن هذا لن يؤثر على أشقائنا في مصر والسودان»، موضحا «خلال الصيف تأتي مياه أمطار كثيرة، نعتزم الاحتفاظ بجزء قليل منها»، مدعيا أن تفويت الملء خلال الصيف المقبل سيخسر بلاده «نحو مليار دولار».
وأكد آبي أحمد أن «إثيوبيا لا تنوي إيذاء مصر أو السودان، لكننا لا نريد أن نعيش في الظلام»، مضيفا «نحن نريد الكهرباء، وكهرباؤنا يمكن أن تذهب إلى مصر والسودان، لكن لا يمكن أن تؤذيهم».
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، «مهما كانت التحديات سنمضي في تحقيق سد النهضة كما وعدنا»، مضيفا: «في حال كانت مصر جاهزة قد نوقع معها اتفاقا بشأن سد النهضة وإن كان صباح الغد».
وتتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا منذ نحو 10 سنوات، لكنها أخفقت في التوصل إلى اتفاق. والشهر الماضي، اقترحت الخرطوم تشكيل آلية رباعية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة، وهو أمر رحبت به القاهرة ورفضته أديس أبابا.
وتوقعت إثيوبيا استئناف المفاوضات تحت مظلة الاتحاد الأفريقي قريبا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، السفير دينا مفتي، في مؤتمره صحافي، أمس، إن بلاده لا تزال واثقة من أن المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي بشأن السد هي «عملية مستمرة ستوفر حلولاً مربحة للأطراف المتفاوضة».
وأضاف «نأمل أن يستأنف الاجتماع الثلاثي قريبا... نعتقد أن الدول الثلاث ستتفق على العملية القادمة فيما يتعلق بقضايا مثل ملء السد وتشغيله».
ورد مفتي على مطالب مصر والسودان بإشراك أطراف دولية أخرى في عملية الوساطة، قائلا «يجب الانتهاء من المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي قبل اتباع أي خيار آخر لحل القضايا العالقة». وأضاف «لا نرى أي سبب لاختيار خيار آخر لأن الوساطة التي يقودها الاتحاد الأفريقي نشطة حالياً». ووفقا للسفير فإن الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، ناقش بشكل منفصل مع الدول الثلاث بشأن استمرار الوساطة، معتبرا طلب توسيع الوساطة «غير مجدٍ».
وتنظر مصر إلى نزاعها المائي مع إثيوبيا باعتباره «قضية وجودية وأمنا قوميا»، لكنها ترفض في الوقت نفسه الحديث عن أي «حلول خشنة» للقضية. وقال مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري، خلال لقائه نظيره الأردني بشر الخصاونة، في عمان أمس، إن بلاده تسعى إلى «حل القضية بالسبل الدبلوماسية»، موجها شكره للأردن على دعمها «حقوق مصر المائية».
وأبدت مصر «مرونة» طوال فترة التفاوض للوصول إلى اتفاق قانوني يحفظ للجانب الإثيوبي حقه في التنمية وحق مصر والسودان باعتبارهما دولتي المصب في عدم المساس بحصة كلتا الدولتين من مياه النيل، بحسب وزير الموارد المائية المصري، محمد عبد العاطي.
وشدد عبد العاطي، في لقاء إعلامي أمس، على ضرورة «الوضع في الاعتبار الجوانب الفنية والمخاطر المحتملة من عملية بناء السد أو البدء في عملية الملء الجديدة دون الوصول لآليات محددة».
وأشار الوزير إلى أنه «من المؤسف أن تتم المماطلة في عملية التفاوض ومحاولات إهدار الوقت خصوصا أن هناك ما يقرب من 11 سدا على نهر النيل بعضها تم تمويله من الدولة المصرية، مما يؤكد على حسن نية الدولة المصرية في حق الشعوب على النهر في التنمية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.