الأميركية العليا تقبل بمراجعة إسقاط حكم الإعدام بحق شقيق مفجر ماراثون بوسطن

جوهر تسارنايف منفذ تفجيرات بوسطن 2013 (رويترز)
جوهر تسارنايف منفذ تفجيرات بوسطن 2013 (رويترز)
TT

الأميركية العليا تقبل بمراجعة إسقاط حكم الإعدام بحق شقيق مفجر ماراثون بوسطن

جوهر تسارنايف منفذ تفجيرات بوسطن 2013 (رويترز)
جوهر تسارنايف منفذ تفجيرات بوسطن 2013 (رويترز)

قالت المحكمة الأميركية العليا، يوم الاثنين، إنها ستراجع قرار محكمة الاستئناف الذي ألغى حكم الإعدام بحق جوهر تسارنايف، الذي أدين بالمساعدة في تنفيذ تفجيرات ماراثون بوسطن عام 2013.
وأيدت هيئة مؤلفة من ثلاثة قضاة في محكمة الاستئناف الأميركية للدائرة الأولى في بوسطن العام الماضي، إدانة تسارنايف في 27 تهمة، لكنها قضت بإلغاء حكم الإعدام الصادر بحقه؛ لأن قاضي المحكمة لم يستجوب المحلفين عن كثب بما فيه الكفاية بشأن تعرضهم للدعاية قبل المحاكمة، واستبعد الأدلة المتعلقة بتامرلان تسارنايف، شقيقه الأكبر وشريكه.
وكتب القاضي روجيري طومسون، أمام اللجنة «من الوعد الأساسي لنظام العدالة الجنائية لدينا أنه حتى الأسوأ بيننا يستحق أن يُحاكم بعدل ويعاقب بشكل قانوني». وأضاف «لكي أكون واضحاً تماماً، سيظل محتجزاً في السجن لبقية حياته، والسؤال الوحيد الباقي هو ما إذا كانت الحكومة ستنهي حياته بإعدامه». وأكد طومسون، أنه لا ينبغي لقاضي المحاكمة أن يستبعد الأدلة على تورط تامرلان تسارنايف في جريمة القتل، وهو ما كان من الممكن أن يعزز حجة محامي الدفاع بأنه سيطر على شقيقه الأصغر وأخافه.
وبعد صدور حكم محكمة الاستئناف، طلبت وزارة العدل خلال إدارة ترمب، التي قامت بتنفيذ 13 حكماً فيدرالياً بالإعدام في أواخر ولايته، من المحكمة العليا الاستماع مجدداً والنظر في القضية. وقبلت المحكمة طلب إعادة النظر في القضية، في حين لا يزال موقف إدارة الرئيس بايدن غير واضح في كيفية تعاملها مع القضية. ومن المتوقع أن تلقي القضية بظلالها على الرئيس الذي يعارض عقوبة الإعدام، وهو ما قد يتحول إلى أزمة فيما لو حكمت المحكمة العليا بإعدام تسارنايف. المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، قالت في مؤتمرها الصحافي يوم الاثنين، إن الرئيس «لديه مخاوف شديدة بشأن ما إذا كانت عقوبة الإعدام كما هي مطبقة حالياً تتماشى مع القيم الأساسية لإحساسنا بالعدالة والإنصاف». وأضافت، أن بايدن «أعرب أيضاً عن رعبه من أحداث ذلك اليوم وأفعال تسارنايف».
ودعت إدارة ترمب المحكمة للنظر في القضية على الرغم من أنها لم تستوف بعض المعايير المعتادة للمراجعة، بحسب ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» عن قانونيين. وجاء في مذكرة وزارة العدل «على الرغم من أن أخطاء محكمة الاستئناف خاصة بالقضية إلى حد كبير، فإن سياقها يجعلها ذات أهمية استثنائية». وسمح حكم محكمة الاستئناف للمدعين العامين بمحاولة الحصول على عقوبة الإعدام مرة أخرى، في جلسة استماع جديدة مع المحلفين الذين يخضعون لاستجواب أوثق وتزويدهم بمزيد من المعلومات حول تامرلان تسارنايف. وجاء في المذكرة الحكومية، أن ذلك من شأنه أن يعرض المحلفين والشهود لأعباء لا داعي لها.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».