{اجعلها تمطر}... محاولة أميركية لمكافحة الجفاف

قناة ري فارغة في مزرعة أشجار في نيومكسيكو (أ.ب)
قناة ري فارغة في مزرعة أشجار في نيومكسيكو (أ.ب)
TT

{اجعلها تمطر}... محاولة أميركية لمكافحة الجفاف

قناة ري فارغة في مزرعة أشجار في نيومكسيكو (أ.ب)
قناة ري فارغة في مزرعة أشجار في نيومكسيكو (أ.ب)

مع وقوع ثلاثة أرباع غرب الولايات المتحدة تحت وطأة ما يبدو أنه حالة لا نهاية لها من الجفاف، شرعت العديد من الولايات في اللجوء على نحو متزايد في إجراء تدخلي راديكالي - تعديل الطقس لتحفيز سقوط الأمطار، حسب تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية.
وتطرح التقارير الأخيرة الصادرة عن مؤسسة «مراقبة الجفاف» الأميركية معلومات قيّمة في هذا الصدد، مشيرة إلى أن 40 في المائة من غرب الولايات المتحدة مصنف باعتباره يعاني من «جفاف استثنائي»، الذي يشكل المستوى الأشد من بين أربعة مستويات للجفاف. وقد تراجعت هذه النسبة على نحو ضئيل فقط عما كان عليه الحال في يناير (كانون الثاني) عندما كانت النسبة 47 في المائة، ما يمثل نسبة قياسية على امتداد تاريخ المؤسسة البالغ 20 عاماً. وحال عدم تعرض المنطقة إلى مجموعة من العواصف خلال الفترة الأخيرة من الشتاء، فإن هذا سيضمن عاماً من الجفاف القاسي في الولايات الواقعة غرب البلاد.
وقال بريان فوكس، الخبير بمجال المناخ لدى المركز الوطني لتخفيف الجفاف «لم يتوافر لدينا الكثير من أمطار وثلوج الشتاء؛ الأمر الذي يبعث على القلق في خضم مساعينا لمكافحة الجفاف. يبدو أننا سنمر بعام شديد الصعوبة. ومن المحتمل أن نواجه المزيد من أخطار الحرائق ونقص المياه، وكذلك تداعيات على الأنظمة البيئية، مثل الأنهار الصغيرة والقنوات والحياة البرية التي تعيش هناك».
ودفعت الضغوط التي يخلقها الجفاف على إمدادات المياه الخاصة بالشرب والأخرى اللازمة لدعم المنظومات الزراعية الضخمة في الغرب، ثماني ولايات إلى النظر في اللجوء إلى نمط من أدوات تعديل الطقس يطلق عليها الاستمطار؛ سعياً لتجنب السيناريو الأسوأ.
ويتضمن الاستمطار استخدام طائرة أو طائرة دون طيار لإضافة جزيئات صغيرة من يوديد الفضة والتي تشبه في تركيبها الثلوج، إلى السحب. وتتجمع نقاط من الماء حول هذه الجزيئات؛ الأمر الذي يعدل تركيبة السحب ويعزز فرص تساقط الأمطار.
وقالت جولي غوندزار، مديرة مشروع بمكتب التنمية المائية في ولاية ويومينغ «بالنظر إلى استمرار الجفاف كمصدر للقلق، يجري التشجيع على تقنية الاستمطار داخل ويومينغ بناءً على خطة الطوارئ لدينا لمواجهة الجفاف. ويعد هذا سبيلاً غير مكلف للمعاونة في إضافة مياه إلى أحواض الأنهار لدينا بكميات صغيرة وتدريجية على امتداد فترات طويلة». ويذكر أن تجارب الاستمطار تجري منذ أربعينات القرن الماضي، لكن حتى وقت قريب ظلت الشكوك قائمة حول جدوى هذه التقنية. إلا أن أبحاثاً أجريت العام الماضي نجحت في الإشارة إلى تساقط ثلوج جاءت «بالتأكيد» من جهود الاستمطار.


مقالات ذات صلة

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

تكنولوجيا يستمر معرض «CES 2025» حتى التاسع من شهر يناير بمشاركة عشرات الآلاف من عشاق التكنولوجيا والشركات التقنية في مدينة لاس فيغاس (CES)

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

إليكم بعض أبرز الابتكارات التي تكشف عنها كبريات شركات التكنولوجيا خلال أيام المعرض الأربعة في مدينة لاس فيغاس.

نسيم رمضان (لندن)
خاص توفر السيارة أحدث التقنيات بما في ذلك نظام صوتي قوي وميزات مساعدة السائق المتقدمة والتكامل السلس مع الهواتف الذكية (كاديلاك)

خاص تعرف على التقنيات التي تطرحها «كاديلاك» في «إسكاليد 2025»

«الشرق الأوسط» تـتحدث إلى سارة سميث مديرة هندسة البرامج في «كاديلاك».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعد تطبيقات اللياقة البدنية أداة قوية لتتبع التقدم مع ضمان بقاء بياناتك آمنة (أدوبي)

كيف تحمي خصوصيتك أثناء استخدام تطبيقات اللياقة البدنية في 2025؟

إليك بعض النصائح لاستخدام تطبيقات اللياقة البدنية بأمان في العصر الرقمي.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد مقر هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في الرياض (الموقع الإلكتروني)

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

بدأ تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية في السوق، لتكون من نوع «USB Type - C».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

كشف تقرير دولي عن عدد من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد الرقمي في العام المقبل 2025، والتي تتضمن الابتكار الأخلاقي، والوصول العادل إلى التكنولوجيا، والفجوة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.